-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 12 - 1 - الثلاثاء 19/3/2024

  

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الثاني عشر

1

تم النشر يوم الثلاثاء

19/3/2024

 «انت قضيتي الأخيرة» 



مازال يشعر بإشتياق للمزيد من القُبلات، وشعور آخر يتوغل لقلبه وهو يدفعها بجسده للسير وه‍ي تمتثل دون شعور منها او ربما أفقدتها المفاجأة ولهفة القُبلات تركيز عقلها،كآنها فقدت الإدراك للحظات غابت عن الاستيعاب، قبل أن تشعر بيده فوق تلك العلامة التي بفخذهها عادت للوعي لا تعلم ماذا حدث وكيف وصلا الى الفراش وهو فوقها، مُستمرة قُبلاته، شعرت أنها تكاد تختنق، تحكم عقلها شعرت بإحتياج للهواء كذالك شعور برفض لتلك اللمسات،لا ليس رفض بل إشمئزاز ونفور حين أغمضت عينيها تتخيل أن غيث هو من يحاول إرغامها،زاد رفض عقلها وقامت برفع يديها تدفعه عنها بشراسة، ترك شِفاها، لتلتقط نفسها لكن مازال ذاك الإحساس يُسيطر عليه يُقبل وجنتيها وأسفل ذقنها، بينما هي تشعر بتصارُع أنفاسها تستجمع قوتها الواهيه وهي تدفعه عنها، حتى دون وعي منها نطقت  مُترجية برفض: 

أرجوك سيبني يا "غيث"... غيث...إبعد عني. 


-" غيث". 

طنين الكلمة برأس سراج كآنها صرير رياح قوية إقتلعته من تلك المشاعر التى كانت تتحكم به، وتركت مكانها إعصار عاصف، عصف بعقله

نهض سريعًا... وإبتعد عنها وقف أمام الفراش ينظر لها بغضب... كانت مازالت تغمض عينيها، منظر منامتها التى تكشف جزء من صدرها وخصرها العاريين كذالك نبضات صدرها التى تعلو وتهبط بتصارُع عكس ما يجتاحه فى هذه اللحظة من  إعصار هادر يغزو كل كيانه، لجم غضبه ولملم المنشفة حول خصره وتوجه نحو دولاب الملابس جذب بعض الثياب له وتوجه ناحية الحمام لكن توقف للحظة قائلًا بغضب وأمر: 

مش عاوز أطلع من الحمام أشوف وشك، وكُلي مع اللى فى المطبخ مش عاوز ألمح طيفك قدامي.


ثم دخل الى الحمام يصفق الباب خلفه بقوة، إرتج قلب ثريا لها وهى تحاول إستعادة تنفسها طبيعيًا، لم تستطيع، لكن تحاملت على نفسها ونهضت جالسه على الفراش تحاول إستيعاب ما تفوهت به غصبًا سالت دموع عينيها، نهضت تلهث أنفاسها تتحامل على وهن جسدها وجذبت عبائتها وإرتدتها وضعت وشاح رأسها بعشوائيه دون إحكامه

أكملت سير وخرجت من الغرفة تسير بلا هوادة كآنها فرع مكسور ينجرف بمهب الريح... لم تستطيع السير كثيرًا خشيت أن تخونها ساقيها وتقع بالممر، نظرت أمامها كان هنالك مرحاض بالممر، عادت تتحمل بضع خطوات ودلفت إليه ببطئ جلست على حرف حوض الإستحمام، تحاول إلتقاط أنفاسها... ظلت قليلًا الى أن شعرت بخلايا جسدها... 


بينما سراج مازال يُسيطر عليه الغضب، فتح صنبور المياة الباردة على رأسه لدقائق حاول تهدئة غضبه، ليس من رفضها له بل لذكرها إسم "غيث" فى تلك اللحظة شعور غير مفهوم يشعر به والتفسير هو الغضب منها أقل ما قد يفعله هو أن يخرج ويرغمها على إتمام زواجه منها ووضعها أمام واقع هو زوجها والآخر أصبح ماضي عليها نسيانه، بل محوه من ذاكرتها... 

لامه عقله...

-لما تريد ذلك

-هل نسيت سبب زواجك منها ليس لشهوة

-لابد أن تسترد قطعة الأرض منها بأقرب وقت

هذا كان هدف زواجك منها

لا تُفكر بشئ آخر 

لابد أن تمضي على تنازل لقطعة الأرض فى أقرب وقت وينتهي كل ذلك

و... 

والسؤال-ماذا بعد ذلك

-تخرج من حياتك

-ولما أدخلتها

والجواب غير معلوم لديه 

-ربما كان عقابً 

وسؤال آخر

- عقاب لمن 

والجواب غير مُقنع

-عقاب لتلك المُحتالة. 


إستهزأ بذاك الصراع الدائر بعقله بشئ لا يستدعي ذاك التفكير

جذب ثيابه يرتديها وبرأسه إعصار آخر لو خرج الى الغرفة ووجدها سيهلكها بقسوة. 


إتخذ عقله القرار وخرج من الحمام نظر بالغرفة 

لم يجدها، إختفت، غادرت كما أمرها 

لوهله تبدل ذلك الصراع الى شعور آخر 

كان يود أن يجدها ربما حتى لو تفوه لها بغضب كان إستراح من ذاك الشعور، لكن هي إمتثلت 

أو بالأصح أرادت ذلك... 

تنهد بعنفوان يُزفر أنفاسه وغادر الغرفة... 


بينما ثريا شعرت بهدوء قليلًا، بالتأكيد مر وقت ليس بقليل وبالتأكيد  وقت كافى لترك 

سراج الغرفة... نهضت تشعر بتوهان، خرجت من المرحاض تسير ببطئ، توجهت نحو تلك الغرفة لكن تصادفت مع عدلات التى تبسمت لها قائلة: 

ست ثريا العشا جاهز و.... 


لم تُبالي ثريا بحديثها وتوجهت نحو الغرفة تُعطيها ظهرها قائله بشبه خفوت: 

مش جعانة، مصدعة محتاجه أنام. 


أومأت لها عدلات وغادرت تشعر بصعبانية عليها قائله: 

منها لله ولاء أكيد بخت سمها لـ سراج بيه وإتعصب عليكِ. 


دخلت ثريا الى الغرفة تشعر بدوران الغرفة 

كآن الأرض تميد بها وهي واقفة، ذهبت نحو تلك الآريكة جلست عليها تشعر بإختناق، سحبت وشاح رأسها، بكت بدموع تشعر بقهر، وضعت يديها حول رأسها تقول بندم يزداد مع الوقت: 

إنتِ اللى وافقتي عالجواز يا ثريا وكنتِ عارفة نفسك كويس، فكرتي إيه هتعاقبي سراج ده من عيلة العوامري، نسيتي ليه ماضيكي معاهم، رجعتي تشربي من المُر تانى...

-إنت إيه يا ثريا. 

جملة تطن برأسها والغرفة تدور بها كشريط سينمائي تسمع ضحكات غليظة من "غيث" 

يقول بإستقواء

"أنتِ بتحاربي طواحين الهوا إنتِ عارفة إنك زي ورقة شجرة  دبلانة وسهل أنفخ شوية هوا تقعي  وأدهسك تحت رِجليا"


ضحكات غليظة وغرفة تدور بها، وصوت مكتوم تود أن تصرُخ، لكن إنحشر صوتها، خيالات تمُر وأصوات بغيضة تطن برأسها... أغمضت عينيها تسمح للدموع الغزيرة تنساق من بين أهدابها تحرق وجنتيها وقبل ذلك يحترق كيانها...تكورت بجسدها مثل الجنين سلمت نفسها لغفوة دون شعور منها، أو ربما كان غيابً عن الوعي نهائيًا وهي لا تدري بأي شيئ غير أنها هكذا تشعر بهدوء بلا ضجيج. 


بغرفة السفره 

دخل سراج بوجه عابس 

لاحظت ولاء ذلك تبسمت بداخلها، حقًا لم تحكي لـ سراج عن وقاحة ثريا معها لكن يبدوا بوضوح أن هنالك ما يُزعجه وبالتأكيد يخُص تلك الحمقاء، ولا مانع من بعض من الرياء حين نادت على الخادمه التى لبت ندائها وجائت، نظرت بتعمد لـ سراج قائله بقصد: 

فين ثريا خليها تجي تتعشى. 


ردت  عدلات: 

الست ثريا جالت مش چعانه مصدعة وهتنام. 


تفوهت ولاء برياء: 

لاء سلامتها. 


لم يهتم سراج وألتقط ملعقة الطعام وشرع فى تناول الطعام دون مبالاة، لم يشعر بنظرات ثريا المُنشرحة له الا حين رفع وجهه وتقابل بعينيه معها، أومأت رأسها له بإبتسامة، لم يُعطي رد فعل وأكمل تناول الطعام دون مبالاة. 


بعد وقت صعد، توقف أمام غرفته يتنهد يحاول كبت ذاك الغضب، وإتخذ القرار دخل الى الغرفة نظر نحو الفراش أولًا، كان خاويًا، نظر نحو تلك الآريكة كما توقع هي غافية عليها، ذهب نحوها، كانت ملامحها مُختلفة بها بعضًا من العبوس وهي نائمة هكذا متكورة على ذاتها، خُصلات شعرها المُشعثة لكن بها جاذبية، ما سر تلك الجاذبية 

-التمرُد والإحتيال 

هما هذا السر 

تنهد بنزق ويهمس بإسمها كي تصحو... 

لما يود أن تصحوا، لا يعلم ربما فقط مجرد تعسُف زائد منه، نفض ذلك... وصمت ينظر لها فقط، ثم إنحني يحملها بالتأكيد ستشعر بذلك وتصحوا وقتها 

-وقتها ماذا 

-ماذا تريد يا سراج

-إيلامها مره أخري

-أم إثبات أنها لا تعنيك وليس لها أي تأثير عليك. 

-وهل هذا صحيح 

-أجل ليس لها أي تأثير. 

هكذا إقتنع وهو يحملها وتوجه نحو الفراش لم تفتح حتي عينيها جسدها شبة مرخي، حين حين وضعها على الفراش لم تُعطي اي رد فعل ولا حتى تحرك جسدها، لوهله خفق قلبه وإقترب من أنفها تأكد من تنفُسها، شعر بإرتياح وعدل جسدها وألقى فوقها غطاء الفراش الخفيف، ولم يبنتظر،، خرج من الغررفة صعد الى تلك الشقة التي كان من المُفترض أن يتزوج بها، دخل الى غرفة النوم مباشرةً،تمدد عالفراش يضع راسه فوق يديه يُفكر 

فى سبب لما لم يتزوج بـ ثرييا بتلك الشقة كما كان يجب، كان سهلًا عليه فرش الشقة بأقل من أسبوع، لما اراد أن يجمعهما غرفة واحدة

بالتأكيد لسبب هو يعلمه جيدًا،أن لا تدعي الدلال والتمرُد وتحاول فرض تمرُدها عليه وتطلب بقائها بغرفة خاصة بها.

رغم إرهاقه كذالك ضجره لم يستطع النوم،وظل ساهدًا لوقت غير معلوم عقله يشعر بالتشتت ورغبة تطلب منه أن يعود لتلك الغرفة،وقرار عقلهُ يمنعه. 

❈-❈-❈


بعد مرور يومين

صباحً

بـ دار العوامري 

على طاولة الفطور 

جلست ولاء تنظر نحو سراج تشعر بسعادة بالغة فالأمور بين سراج وتلك الحقيرة ثريا تسير مثلما تريد كانت زهوة رغبة ويبدوا أنها إنطفأت سريعًا، والدليل هو عدم جلوسها معهم على طاولة الطعام لمدة يومين، كذالك معظم الوقت تلتزم بغرفتها وكذالك تلك الخادمة التى أخبرتها أن سراج ينام بالشقة الخاصة به ولا يذهب الى الغرفة الموجودة بها ثريا،ييدوا أن هذا الزواج سينتهي سريعًا،لكن بالتأكيد قبل نهايته وإقصاء ثريا،لابد أن يسترد قطعة الأرض منها أولًا...

تعمدت القول لتلك الخادمة:

فين ثريا بجالي يومين مش بشوفها فى الدار،روحي نادي عليها تچي تفطر معانا.


نظرت الخادمة نحو سراج وإرتبكت قائله:

الست ثريا خرجت من الدار بدري. 


فرصة وجاءت أمامها وإستغلتها جيدًا تحاول بخ سمها قائله: 

هي مش عارفه إنها لساتها عروسة ومكنتش تخرج من الدار دلوك، ولا هي لسه فيها نفس العادة الجديمة، تخرج من غير ما تعمل حساب لأي شيئ... معندهاش إلترام ولا إحترام...من أيام... 


نظر لها سراج، لوهلة كآنه يحذرها أن تذكر إسم ذاك البغيض الذي إن كان سابقًا على خلاف أخلاقي معه فهو الآن يشعر بالبُغض نحوه دون سبب، أو ربما ثريا هي السبب، جعلته يبغض شخص لا وجود له 

شعر بغضب ونهض من خلف طاولة الطعام قائلًا: 

أنا شبعت رايح الإستطبل. 


غادر مُسرعًا يشعر بغضب من تلك التى تتعامل كآنه ليس موجود، ذهب الى إستطبل الخيل، أخرج هاتفه وقام بإتصال قائلًا:

تمام يعني هي بالمحكمة دلوقتي تمام عاوز خطواتها خطوة بخطوة....

تنهد بنرفزة قائلًا بوعيد: 

ماشي يا ثريا واضح إنى إتهاونت معاكِ.


أخرج مُهرة جامحة وبدأ فى ترويضها لكن كآن اليوم هو يوم المتمردات سواء كانت المُهرة أو تلك المُحتالة التى تزوجها...مازالت المهرة غاضبة وجامحة وهو شعر ببوادر فتور لا يود تكملة ترويضها يعلم أنه بسهولة يضع لجام حول عُنقها ويُسيطر على جموحها،لكن لا رغبة له فى ذلك...

تركها ترمح بالمضمار كما تشاء وهو يقف يتابع جموحها يروضها لكن بطريقة مُرهقة لها هى،بالتأكيد من كثرة الجري ستشعر بالإرهاق...وقتها تستسلم عنوة لترويضة لها...

ربما حسبها خطأ،حين صدح رنين هاتفه فتحه وسمع خديث الآخر له،شعر بعصبية قائلًا:

بتقول مين اللى ضربتها.


أجابه الآخر وأخبره بما حدث،شعر بعصبيه قائلًا:

والست دى متعرفش هي متجوزه مين، عالعموم عاوز عنوان الست دي. 


أغلق الهاتف يظغط عليه بقوة يكاد يسحقه بقبضة يدهُ من شدة غضبه 

لم يُلاحظ تلك المُهره التى عادت تهرول نحوه بجموح وكادت تصتطدم به، لولا أن نبهه آدم الذى يقترب من المضمار، إبتعد عن طريقها بآخر لحظه، ثم وقف ينظر لها جازمًا هذا يوم المُتمردات وعليه وضع حد لهن، بالفعل جذب اللجام وعصا وناور تلك المُهرة لدقائق حتى إستطاع السيطرة عليها ووضع اللجام بعُنقها وإمتطاها وهي مازال الجموح مُتمكن منها تحاول أن تُسقطه من فوقها وتعود للهرولة بجموح، لكن هو خيال وإستطاع ترويض جنوحها، وسارت هادئة 

كان آدم يُراقبه، حتى ترجل من على تلك المهرة، وأعطى لجامها لذاك السايس، وذهب نحو آدم الجالس تحت مِظلة بالإستطبل... 

تفوه له آدم بإفتخار: 

المهرة دي كانت شرسه حاولت معاها كتير، وإنت خلال أيام قليلة روضتها. 


الصفحة التالية