-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 13 - 1 - السبت 23/3/2024

  

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الثالث عشر

1

تم النشر يوم السبت

23/3/2024

«ضحكات موجوعة» 



ترك النظر لعينيها لينتهي ذاك الحديث الدائر الذى كان بالعيون بينهم،كل منهم لم يسمع جواب الآخر،على السؤال الذي برأسه ، كانت فقط مجرد نظرات إنتهت وكل منهم  نظر أمامه نحو الطريق الذى مر وكل منهم يسأل عقله لما دخل بذاك الزواج 

ولا جواب مفيد يُعطي سببًا كان 

لكل منهم وجهة نظر،لكن إكتشف أنهما يشعران بسراب.


بسبب الإرهاق،إضجعت ثريا برأسها على مسند المقعد غفت عينيها دون وعي منها،بينما سراج كان مُنتبهًا للطريق الى أن إختلس نظرة نحوها،تفاجئ بها تُغمض عينيها في البداية ظنها فقط كذالك لكن مد يده سحب ذاك الوشاح عن فمها لم تُعطي رد فعل مازالت تغمض عينيها،لوهلة تأمل النظر لها،ملامحها مُغايرة لطباعها 

ملامحها وهي نائمة ناعمة تُشبة براءة الأطفال،عكس طباعها المُتمردة،لا بل المحتالة المُستفزة 

شتان بين ملامح وجهها الناعمة،وطباعها التي تجعله دائمًا يحاول كبت ذاك الجموح والطموح بداخلها...

ثواني أعطي القلب حق بأن يقترب منها يتذكر قُبلاته لها قبل أيام،بالفعل إقترب وكاد يُقبلها،لولا وهج نورًا بالطريق سطع وإزداد من سطوع ضوء داخل السيارة، كان ضوءًا لأحد عِمدان الإنارة الطريق، نفض تلك الرغبة عن رأسه بعد تحكُم عقله، انتبه للطريق أمامه، الى أن وصل الى إستطبل الخيل، لا يعلم لما لم يُكمل الطريق ويعود الى الدار، توقف بالسيارة وهو يخرج هاتفه يحدث حارس الإستطبل أن يفتح له البوابة كي يدلف الى الداخل، لحظات وفُتحت البوابة، دخل بالسيارة توقف أمام تلك الإستراحة الصغيرة التى تلتحق بالإستطبل، ترجل من السيارة توجه ناحية ثريا فتح الباب وقف لحظات يُتابع بعينيه تلك الغافية مد يده كاد ينكزها كي تصحوا، لكن تراجع عن ذلك، وبسهوله جذب جسدها يحملها بين يديه،ظن بالتأكيد ستصحوا، لكن خاب أمله هي غافية، 

تهكم ساخرًا واضح إن نومك تقيل،لكن هي كانت عكس ذلك

تغفوا حقًا،لكن ببراثن الحلم ترا نفسها تطفوا فوق سحابة مثل نجمة تسير بلا هوادة هي كذالك كآنها طفلة تلهوا وهى تسير مع ضوء القمر،حلم مُريح نفسيًا،لا تود أن تفتح عينيها وتعود للـ العتمة الحقيقية بحياتها. 


إستغرب عدم صحيانها،  حتى حين فك وثاق يديها لم تصحوا، بعد ان وضعها فوق الفراش، لم يهتم وألقي عليها دثارًا خفيف، ثم غادر الى خارج الإستراحة جلس على مقعد أسفل مظلة 

تنهد بقوة يحاول نفض ذاك الشعور الغير مفهوم، لما كلما حاول أخذ موقف حاسم معها يتراجع... زفر نفسًا أقوي،حياته العسكريه عودته على إتخاء القرار بلحظة،لا يُفكر،ولا يتراجع،تلك المحتالة معها يتردد ويتراجع دون سبب معلوم، حاول شغل عقله بشئ آخر ونهض واقفًا يفتح هاتفه يقرأ تلك الرسائل التى لا يعرف سبب لعدم حذفه لها رغم مرور وقت عليها،وإنهاء ذاك الشآن،كانت رسائل عاطفية كثير،منها من لم يقرأها  سابقًا، كانت تِعبر عن أحاسيس وأشواق وحب... كان يمقت قراءة تلك الرسائل، كان عقلانيًا حين شعر أنه لن يستطيع ان يُكمُل أنهي ذلك الإرتباط قبل أيام قليلة من الزفاف... فكر بعدم الزواج حاليًا، لكن بسبب المُحتالة كان القرار بلحظات 

حِيرة وبُغض يشعر بهما

حِيرة... سببها العقل الذي ما يشعر به يتنافى مع ما يشعر به فى قلبه لأول مره...لاول مره يكون بينهم خِلاف

بُغض... يبغض ذاك الشعور... كآنه مجبور أن يتقبل تلك الحِيرة. 

❈-❈-❈


بغرفة آدم 

إقتربت نهاية مدة اليومين،مازال لم يقفد الأمل، ينظر الى الهاتف القابع بين يديه وهو جالس على الفراش يضجع بظهره على خلفية الفراش، يقرأ تلك الرسالة التى أرسلتها له حنان قبل ساعة تقريبًا فحواها ربما غير مُبشر، أخبرته أن والدها لم يخبرها بشئ بخصوص عرضه الزواج منها... عكس ما فعل سابقًا مع حفظي، لكن مازال فى إنتظار قرار مُبهم...

والإنتظار هو أسوء إحساس 

ثواني تمُر كدهور من الزمان.


نهض يحاول تشتيت عقلهُ عن التفكير بذاك الشآن كي لا تفتعل الظنون برأسه،وقف بالشُرفة الخاصة بغرفته،كان القمر أحدبً،فى الاساطير القديمة كان ذاك المنظر نذير شوؤم...

تنهد يستنشق الهواء،الذي من المفروض أن يميل خريفيًا لكن طبيعة المكان مازال حارًا رطب بعض الشيئ، قبل أن تتخذ الظنون حيز عقله، سمع رنين هاتفه، دهل سريعًا الى الغرفة

جذب الهاتف بلهفة إزدادت حين علم هوية المُتصل،حاول الرد بهدوء،بعد السلام بينهم تفوه مجدي بعد مراوغةً لوقت:

أنا موافق على عرضك الجواز من بنتِ بس المواقفة مرهونه بـ...


توقف مجدي عن إسترسال حديثه قصدًا منه، مما جعل فضول بل رغبة مُلحة من قلب آدم لمعرفة... سبب رهن تلك الموافقة، فسأله: 

الموافقة مرهونة بأيه. 


تبسم مجدي بخبث قائلًا: 

أولًا... لازم نمشي حسب الأصول ويجوا الحريم يطلبوا إيد بنتي من قلب بيتي.... مش من الشارع زي ما عملت. 


إبتسم آدم بهدوء قائلًا: 

أكيد طبعًا ده هيحصل، بس كنت لازم أخد تصريح الأول. 


لمعت عين مجدي بخبث ثم أكمل قائلًا  بنبرة تعالي أمر: 

بنتي مش أقل من مرات أخوك سراج رغم إنها كانت عازبه وبنتي بِكر لازمن يتعمل لها فرح كبير يليق بـ بنت مجدي السعداوي. 


لوهلة تضايق آدم من نبرة التعالي التى بحديث مجدي لكن إبتلعها من أجل نيل ما يبغي عليه تقبل ذاك التعالي لوقت فقط، تنهد قائلًا  

انا عارف قيمة حنان كويس، وأكيد هي مش هتفرق عن مكانة مرات سراج والعُرس هيتم بنفس الطريقة. 


رغم ضيق مجدي من حِنكة رد آدم الذي ساوى بين أبنته وبين زوجة سراج فهنالك إختلاف كبير من كل الزوايا 

هو ذو إسم له سطوة كبيرة  ومكانة أعلى من نسب سراج ، كذالك إبنته أول زواج لها عكس الأخرى، لكن حاول الهدوء قائلًا بتعالي فظ: 

بنت مجدي السعداوي متتساوش بمرت أخوك، وتمام إكده بجية المسائل من مهر وشبكة هنتحدت فيها لم تتم زيارة الحريم. 


إبتلع آدم فظاظة مجدي بصعوبه بعد أن أغمض عينيه يتخيل حنان معه، وهذه ما يهمه ليس ذاك المتعالي الفظ، تنهد بقبول: 

تمان 


إنشرح صدر مجدي قائلًا: 

تمام... دلوك تصبح على خير متعود أنام بدري. 


أغلق مجدي الهاتف يبتسم يشعر بزهو من إمتثال آدم له لم يُفكر بشئ سوا أنه سوف يصل الى ما يبغي نسب عائلة العوامري 

سيُعطيه سيطًا  كبيرًا،نسي حكاية الثأر القديمة،لا لم ينساها لكن لن تكون عقبة بل ميزة فالمُصاهرة بالتأكيد لمصلحة الصلح الذي تم قبل سنوات،العقبة الآن هي كيف سيُخبر حفظي وأخيه بقراره التراجع عن قبول طلب زواجه من حنان،لكن لما يتردد سهل أن يُخبرهم أن ذلك قرار إبنته هي سبق وإعترضت حين أخبرها بطلب حفظي لها للزواج،لكن أنت أيضًا لم تسألها عن قرارها القبول او الرفض لـ آدم العوامري.

أجابه عقله

حتى لو رافضة كلمتي انا اللى هتمشي..

لم يهتم لشئ سوا أن نسب عائلة العوامري

الآن هو فى مصلحته بعد أن قرر الترشُح  للإنتخابات البرلمانيّة بدلًا عن أخيه الذي ينهشه المرض...لكن من باب وخبرهم فقط نهض وذهب نحو غرفة حنان. 


تنهد آدم يزفر انفاسه بضيق من طريقة مجدي الفظة لكن لا يهم المهم الآن أن يرآف بقلب حنان ويخبرها بذلك حتى يهدأ قلبها.


الصفحة التالية