رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 14 - 2 - الأربعاء 27/3/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الرابع عشر
2
تم النشر يوم الأربعاء
27/3/2024
بـ دار العوامري
الأخبار لا تحتاج لوقت طويل كي تصل الى أصحابها
وصل الى عُمران خبرًا بما حدث مع ولديه بالشارع لم يتواني ولم يهتم حتى بإراقة بحر دم الليلة مقابل خدش لأحد ولديه، وأخذ سلاحه بعد أن جمع بدقائق معدوده لفيف من عائلة العوامري، وكاد يخرج على رأسهم من الدار لولا دخول آدم وخلفه سراج الى بهو الدار نظرا الإثنين الى الرجال، تحدث آدم بسؤال معلوم إجابته:
على فين يا أبوي؟.
أجابه وهو يتلهف يقترب منه يفحص تلك الكدمة الظاهرة بوجهه بغضب ساحق، كذالك حركة قدمه الثقيلة هاتفًا بغلاظة ووعيد:
اللى يتجرأ ويمد يده على واحد من ولاد عمران العوامري مش هيكفيني جطع (قطع) يده..لاه هجتله.
نظر له سراج مُهدئًا:
مالوش داعي يا ابوي ده كان خلاف بسيط وإنتهي ومالوش لازمه تكبر وتصعد الموضوع تديه أكتر من حقه.
تعصب عُمران قائلًا بلوم:
كنت متوكد إن النسب ده هيجيب مشاكل كتير.
أجابه آدم بهدوء عكس ذاك الآلم بساقه:
خلاص يا أبوي كان خلاف بسيط وكيف ما قال سراج إنتهي مالوش داعي نكبر الموضوع أكتر من....
قاطعته ولاء التى دلفت الى الدار تقول بغيظ وغضب مُستعر:
خلاف إيه اللى بسيط،هنستني لما....
قاطعها سراج بأمر قائلًا:
كفايه إكده،الموضوع إنتهي ورانا بكره كتب كتاب لازمن نجهز عشانه يلا يا آدم أنا أتصلت بـ إسماعيل وهو فى الطريق.
اومأ آدم لا يود كثير من الشغب،يكفي هو كان متوقع ذلك والى الآن الامور غير مُستقرة،كذالك ليست عاصفة...صعد آدم مع سراج الذي يسنده، أثناء صعوده تقابلت عيناه بعيني ثريا التى كانت تقف أعلى السلم،كان واضحًا علي ملامحها عدم المبالاة،حتى لم تُبالي من باب الفضول وسألت عن ما حدث،تدعي الإطمئنان عليه كأي زوجة،مر من جوارها دون حديث،كذالك هى لم تهتم
وعادت نحو الغرفة
دخلت بعد مبالاة، خلعت ذاك الوشاح عن رأسها وجلست فوق الفراش لا شعور لديها،لو كان سابقًا ربما كانت خافت عن زوجها،فـ غيث قُتل بمُشاجرة على الطريق بعد أن خرج عليه قُطاع طُرق،لامها قلبها سائلًا:
للدرجة دي قلبك مات يا ثريا مبقتيش تحسي ولا تهتمي بأي حد.
جاوبها عقلها:
سراج ميفرقش عن غيث،الإتنين أسوء من بعض....
سُرعان ما ضحكت بوجع قائله:
عالاقل غيث مكنش عنده تفاخُر إنه بطل،كان جبان مش بيستقوي غير عالضعيف.
نهضت واقفه تلوم ذاتها قائله:
أنا شاغلة دماغي ليه،الموضوع ميفرقش معايا،مش كفاية صحيت من النوم مفزوعه عالاصوات العالية كآن القيامه هتقوم،أما أقلع العبايه وأرجع أنام تاني وبلاش أشغل نفسى باللى ميخصنيش...ربنا يضرب الظالمين ببعض.
خلعت عبائتها وتمددت على الفراش
سُرعان ما تبسمت بإعجاب قائله:
بس بصراحة آدم طلع راجل شهم بصحيح وبطل عكس سراج،شكله واقع فى غرامها...يا بختها بيه.
سُرعان أيضًا ما ذمت عقلها قائله:
واقع فى العشق ولا مش واقع نامي يا ثريا وبلاش تفكير فى شئ مالكيش فيه،عشق وغرام إيه ده للناس الفاضية.
بالفعل أغمضت عيناها مُستسلمة لغفوة إرهاق بدني وذهني.
❈-❈-❈
بينما بالاسفل مازال عُمران ثائرًا بفضل تحريض ولاء ان ما حدث إهانة لهم وما كان أن ينتهي ذلك بهذا الهدوء،هذا ضعفًا منهم،
تفوهت إيمان:
بالعكس اللى عمله سراج وآدم هو أفضل رد حكموا العقل.
نظرت لها ولاء بغضب وإستهجان قائله:
عقل!
عقل إيه، وبعدين إنتِ إيه حشرك فى الحديت، إخرسي لما متعرفيش تقولى حديت له معني يبجي تنكتمي،مش ناجصين حديت عيله متفهمش فى حديت الكبار.
إعترضت إيمان بغضب قائله:
أنا مش عيله يا عمتي، وفى رايي يا أبوي بلاش تصرف فى الموضوع وتسمع لحديث مش هينفع وزي ما قال
آدم وسراج الموضوع خلاص إنتهي.
لو كانت إيمان صنمًا لتفتتت الى رمال فى الحال من نظرة عين ولاء التى كادت تتحدث لكن لاول مره يعقل عمران حديث برأسه ونظر لـ إيمان مُبتسمًا، تلك البسمة جعلتها تقترب منه وتضم رأسه بيدها بمحبة إبنة قائله:
تصبح على خير يا أبوي.
تبسم لها بأبوه قائلًا:
وإنتِ من أهله.
تبسمت وهي تغادر بصحبة والدتها التى رغم صمتها لكن واقفت إيمان فى حديثها وشعرت بسعادة من إمتثال عمران، تتمني ألا تستطيع ولاء التأثير عليه مره أخري، لكن لم يخيب أملها حين تعصبت ولاء وهي تهمس لنفسها بغضب ساحق:
عمران نقطة ضعفه ولاده الأربعه ياريت وبا ياخدهم التلاته لاء الاربعه الغبية الصغيرة دي لها تأثير عليه.
نفضت ذلك وغادرت الدار... كذالك هؤلاء الرجال أشار لهم عمران بالإنصراف فلا داعي لوجودهم... غادروا، ذهب هو نحو غرفة المكتب الخاص به، فتح تلك الخزنة وأخرج تلك الصورة نظر لها بعيون دامعة، قرب الصوره لموضع قلبه، وأغمض عينيه، يشعر كآنه يحتضن جسد تلك التى بالصورة بين ضلوعه وهمس قائلًا:
آدم دايمًا بيفكرني بيكِ يا رحمة، فى قلبه قوة تخضر الجدر الناشف،بس خايف عليه يهلك زيك بسرعة.
كآنها همست بأذنه بصوتها الناعم:
أنا كنت ضعيفة وإستسلمت من أول الطريق،
آدم عكسي، قلبه مُغامر يا عمران،حارب العجز وقدر يرجع يمشي تاني على رِجله،زمان الدكاترة قالوا إنه لو قدر يقاوم مع الوقت الإعاقة هتختفي،وده اللى حصل.
أومأ لها يشعر بأنها تقبع بين يديه ويشعر بنفسها قريب من صفحة وجهه تضع قُبلة مؤازرة...لكن سُرعان ما إختفت حين فتح عيناه وبقي فقط تلك الصورة التى يضمها لصدره،أبعدها قليلًا ينظر لها بدموع سالت وندم قد فات آوانه،كانت مثل نسمة هواء ربيعية بقلبه الذي أهلكها فى حرارة جفاف قلبه، هي لم تكذب ولكن كان هنالك حقيقة مخفية أفسدت حياتهما
كان عليه أن يتحرى جيدًا عنها ويعلم أنها كانت "آرملة" كانت تلك حقيقتها التي ظنت أنه يعلمها،لم تُخفيها عمدًا، لكن هو صُدم بتلك الحقيقة ليلة زواجهم، تلك الحقيقة لو كان يعلمها سابقًا ما كانت أصبحت عائق لعشقه لها، لكن تأخير معرفة تلك الحقيقة هي ما زرعت الشك بقلبه
الشك الذي أهلكهما معًا، إن كانت هي سكنت الثري فهو بلا روح، أو يعيش فقط من أجل أن يرا أبناؤه سعداء حتى لو تنازل عن مُعتقدات هو مُقتنع بها من أجلهم،يكفي ما عاشه من بؤس ومازال يعيش به بعد رحمة كان هنالك بسمة واحدة هي "إيمان" كآنها هي من أرسلتها لتُضمد من جراح روحه.