رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 10 - 1 - الثلاثاء 12/3/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل العاشر
1
تم النشر يوم الثلاثاء
12/3/2024
«كسر عِصيانها»
قبل قليل
بـ دار مجدي السعداوي
كُن تجلسن سناء وحنان تُشاهدن أحد الأفلام
الى أن جاء مشهد عُرس بالتلفاز، تبسمت سناء وبلا قصد منها قالت:
إمبارح كنت فى حِنة ثريا، اللى هتتجوز واد عُمران العوامري الكبير، مش عارفه ليه لما بصيت فى وشها حسيت إنها مضايجه، قلبي وجعني عليها جوي... أكيد من نظرات الستات لها، وكمان عمة جوزها شكلها ست حربايه حسيت كده، رغم ان اعرفها إسم وشكل بس، بس مرتاحتش لها.
نظرت حنان لها بإستفهام سائله:
انا شوفت الست دي كذا مره فى البلد حسيت وهي ماشيه نافخه نفسها كده، بس ليه زعلتي العروسة عليها.
تنهدت بآسي قائلة:
مش عارفة صعبت عليا وهي طول الوقت تبص على إيديها،خايفه ترفع راسها زي اللى مكسوفه أو مضايقه يمكن عشان إتجوزت قبل إكده، سمعت همس النسوان بيقولوا عليها عنيها جِبحه مع إنها مرفعتش عينيها، بس يمكن عشان عازبة، حديت الناس كتير... بس البلد كلها بتتحاكي على العُرس سبع ليالي طبعًا مش العريس من عيلة العوامري أغنى عيلة فى الصعيد كله تقريبًا...
قبل أن تُكمل سناء حديثها
دلف مجدي مُتهكمًا وهو ينظر ناحية التلفاز ثم الى زوجته بإستهجان قائلًا:
مين اللى أغنى عيلة فى الصعيد اللى بتتحدتي عنِها دي؟.
إرتبكت سناء وتوترت تجلي صوتها بنحنحه...تهكم مجدي قائلًا:
مالك صوتك راح،كنتم بتتحدتوا عن مين،ولا أجولك،بالتوكيد عن عُرس واد عمران العوامري اللى مسيطر على عقول ولسان الناس...بس أنا مش شايف حاجه محصلتش قبل إكده،هما عيلة العوامري إكده طبعهم بيحبوا الفشخرة الكتير،سبق فى عُرس عُمران العوامري الأول أنا فاكر إنه كان إكده دي فشخره معروف هدفهم من وراها،يلا همي منك ليها حضروا العشا أنا جعان،طول اليوم كنت مع أخوي فى المستشفى،معرفش حفظي راح مصر ومش عاوز يرجع،بتصل عليه جالي لساه الشغل منتهاش جدامه أسبوع كمان،ربنا يسهل ويعاود عشان ننجز فى شىون العمل إهنه، أخوه زي ولدي وياريته حتى نافع فى العلام،شباب العيله دى مفيش من وراهم منفعه،مفيش غير حفظي ياريت بجية شباب العيلة زيه،نفسي يتعلموا من شباب عيلة العوامري ببجي بينهم نار وفى وقت الجد يلتفوا جنب بعضيهم،ويبقوا يد واحدة عشان إكده لهم سطوة.
شعرت حنان برجفة وهي تنهض خلف سناء،لابد أن تتحدث مع آدم قبل ان يعود حفظي كي يتقدم لها رسميًا لا داعي للتأجيل أكثر.
❈-❈-❈
بسفح الجبل
كانت هنالك راقصة غانية تتمايل أمامه بخلاعة بزي فاضح، وهو ينفُخ دخان تلك الآرجيلة شبة مسطول عيناه تنظر نحو تقاسيم جسدها بإشتهاء بفكر سارح يتشوق أن تكون من تتمايل هي من سلبت قلبه منذ أن قابلها أول مرة بمكتب أحد المحامين،
[عودة الى قبل ثلاث سنوات ونصف تقريبًا]
بمكتب أحد أشهر المحامين كان على موعد سابق معه من أجل إحد القضايا الخاصة بشآن أمركتابة عقد لقطعة أرض إشتراها من أحد الفلاحين من أجل توسيع أحد مجالح الكتان، كان بموسم الصيف وتأخر عن ميعادهُ لوقت قليل،ربما هذا كان لسوء حظه فأثناء دخوله الى مكتب المحامي كاد يصتطدم بتلك التى تُغادر المكتب، توقفت قبل أن تحتك به وأخفضت وجهها بخجل، كان له مفعول السحر عليه وهو ينظر لها تنحنح قائلًا:
معليش كنت مستعجل ومخدتش بالي.
رفعت وجهها قليلًا لم تنظر له،لكن وضحت ملامح وجهها الجميله فى الحال إخترقت قلبه،سُرعان ما غادرت دون حديث،فى البداية لم يظُن أنها إحد المتدربات مع المحامي،ظنها إحد الموكلات له، كان هنالك موظفًا فى الإستقبال لاحظ ذلك، نهض واقفًا بترحيب يقول:
قابيل بيه الأستاذ "موسى" فى إنتظار حضرتك من بدري.
تبسم وعيناه مازالت تُتابع خروج ثريا قائلًا:
كان عندي شغل كتير، بس جولي مين الصبيه الحلوة اللى خرجت دلوك دي.
تبسم الموظف:
دي ثريا، متخرجه من كلية الشريعة الإسلاميه، وجايه تتدرب تحت إيد الأستاذ موسى.
لمعت عين قابيل سائلًا:
من عندنا من البلد إهنه.
أومأ له الموظف:
إيوه، خالها "الحج مختار الحناوي" هو اللى أتوسط ليها عند الاستاذ تدرب معاه...حتى محذر عليه بلاش تتأخر فى الرجوع للدار،بنت بجي وخايف عليها من الشباب اللى بتسهر عالجهاوي.
لمعت عين قابيل بشعور يتمكن من قلبه لاول مره ظل ينظر فى أثرها لكن فاق ذلك على نحنحة الموظف نفض ذلك مؤقتًا لوقت لاحق ظلت دفينة قلبه يتابعها من بعيد ينتظر فرصه ولن يتواني أن يتقدم لها،لكن كان هنالك عقبة هى خِطبته لإبنة عمه المفروضة عليه بكلمة العادات والتقاليد الباليه... مرت فترة كان يتحجج ويذهب الى مكتب المحامي، لكن لم يحدث حديث بينهم نهائيًا فقط نظرات ربما لم تنتبه لها كان هذا خطأوه الأول، والخطأ الثاني كان ذهابه مع غيث بإحد المرات غيث كان الأوفر حظًا إستطاع الحديث معها بسهولة دون قيد، بدأ يتوغل ويُشغل عقلها بمعسول كلامه ورِقة أفعاله جعلها توافق ببساطة على الزواج به خطفها من أمامه بكل سهولة.
فاق من سكرة هيامه العقلي على لمسات تلك الغانية التى أخذت من يده خرطوم الآرجيله تتنفس منها وتُزفر الدخان بوجهه،غامت عينيه بالنظر لها وقد فاق على حقيقة تلك الغانيه وزال صاحبة الخيال،قرر عقله لا داعي للإنتظار لما لا تفعل مثلما فعل غيث سابقًا وتحاول إشغال عقلها بنفس الطريقة،نهض بترنُح كاد يقع،لكن تماسك بأحد جُدران الكهف،نهضت تلك الراقصه خلفه تحاول إثارته بدون حياء،نفضها بعيد عنه وخرج من ذاك الكهف إستنشق نسمة هواء،ربما هى ما ساعدته على العودة للوعي مره أخري وهو يسير بدروب الجبل،حاسمًا عقله بكل خطوة إنتهي زمن التعقُل،وإن أرادت إيناس ذاك الجنين الذى برحمها سيتزوج بأخري وتكون مساومة عادلة.
❈-❈-❈
بـ دار ثريا
تهدلت بسمة سراج وتبدلت الى غيظ وغضب وهو يرا تلك المُحتالة ترتدي ثوب يُشبة عباءة عربية باللون العسلي المُزخرف بالتطريز كذلك بعض اللولو المُذهب، لم ترتدي ثوب العُرس الذي أرسله لها، بالتأكيد فعلت ذلك عنادًا به، صك أسنانه بغضب لولا الواقفين لكان صفعها، لا فى البداية كان شق ذاك الثوب أولًا وقطعه قطع صغيرة يستطيع شنقها بها لاحقًا، لكن تمالك ذاك الغضب حين خرجت رحيمة من خلفها تُصفق وتُغني بمرح، تسحبها من يدها تسير بها نحوه، وجذبت يدها وضعتها بيده، أخذها منها وسط تجمُع نسائي يشدوا بالاغاني الفلكلورية،غادر المنزل وهي برفقته الى أن توقفا أمام تلك السيارة المُزينة بالزهور،قبضة يد سراج على يدها جعلتها رغم تآلمها ضحكت بعد أن كانت عابسة،فتح لهما السائق باب السيارة دخلت ثريا وهو خلفها جلس الى جوارها يُزفر نفسه قائلًا:
إطلع عالدار.
تبسمت ثريا قائله:
مش كنت بتجول إن هنروح قاعة زفاف.
ضغط على أسنانه ورمق ذلك الزي عليها بإزدراء وتعمد الوقاحة قائلًا:
لاء غيرت مزاجي،العباية دي مُثيرة أوي عليكِ مالوش لازمة نضيع وقت فى مظاهر فارغة.
رغم مغزى حديثه الوقح التى فهمته لكن لا تعلم لما لم تشعر بالرهبة وإبتسمت مما زاد فى غيظ سراج...الذي إلتزم الصمت دقائق الى أن توقفت السيارة أمام دار عمران العوامري...ترجل من السيارة،وقف يتنفس الهواء لثواني قبل أن ينحني ويمد يدهُ لـ ثريا كي تترجل هى الأخري من السيارة،بالفعل لم تتردد ووضعت يدها براحة يده لم تُخفي بسمتها وهي تشعر بقبضة يده على كف يدها بقوة،تعمدت الذهاب نحو مُقدمة السيارة،وجذبته خلفها سار بضيق وتعجب حين أخذت بعض الزهور التى كانت تُزين بها السيارة جمعت منها شبة باقة صغيرة،صك أسنانه وجذبها مره أخري حين إقتربت منهم رحيمة وسعديه ونجية والدة ثريا كذالك إلتف حولهم بعض النساء مره أخري وهو يدلف الى داخل المنزل يُهللون للعرسان،توقف قبل ان يدلف الى داخل المنزل لصعوبة السير البطئ
بسبب تلك النساء المحاوطات لهما شعر بإختناق من ذاك الموقف كآنه مُدبر منها عمدًا
على يقين أنها نفسها تبغض ذلك لكن عنادًا فيه ترسم بسمة كيادة.
بعد دقاىق بطيئة دلفا الى رُدهة دار عمران كان فى إستقبالها كل من
فهيمة زوجة عمران كذالك إستقبال فاتر ولاء التى عمدًا ذهبت نحو سراج وإحتضتنه تُهيمن كآنها هي والدته وسلمت عليها بفتور،ترحيب من إيمان البشوشة وخادمات المنزل،كذالك كل من
آدم وإسماعيل التى تعرفهما سابقًا كذالك عمران الواقف بعيدًا،ذكريات تمر أمام عيناه يومًا كان هكذا يدلف بزوجة عشقها لكن لم يكُن العشق كافيًا لنيل السعادة...دقائق أخري لو زادت ستختنق ثريا رغم بسمتها المُستفزة لبعض من حولها...
بالفعل إنتهت تلك الدقائق وصعد بها الى غرفة نومه،فتح لها الباب،دخلت ثم هو خلفها يغلق الباب بقوة،أخفت بسمتها،وقفت بمنتصف الغرفة تدعي البرود وهى تُقرب تلك الزهور من أنفها تستنشق عبقها بإستفزاز لـ سراج الذي يتقدم نحوها بخطوات بطيئه تفترس ملامحها بغضب
وهي تستنشق تلك الوردات
غفلها وجذبها بقوة من عضدي يديها وضغط عليهما بقوة ينظر الى وجهها التى تبدلت ملامحه من إستفزاز الى ترقُب، بالأخص شعرت برهبة قديمة عادت لقلبها كانت تلك القبضة نفس قبضة يدي غيث...إرتعشت...
ندمت...ذمت نفسها كيف وافقت تعود لتلك المشاعر الرهيبة مرة أخري،نظرت حولها بريبة لوهلة قبل أن يُخفف سراج قبضتي يدها عن عضديها قائلًا بغضب
بقوة عليه أرغمها أن تنظر له، تنفس بغضب قائلًا:
ملبستيش الفستان اللى بعته ليكِ مع عدلات ليه؟.