رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 9 - 1 - الحمعة 8/3/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل التاسع
1
تم النشر يوم الجمعة
8/3/2024
«صدمة مُذهلة»
بعد مُضي خمس أيام وها هو اليوم السادس
كان ومازال، رغم ذلك مازال
خبر زواج سراج وثريا هو المفاجأة التى أذهل دوي صداها ليس بالبلدة فقط بل المدي كان واسعًا،بين حاسد وحاقد، وغير مستوعب كيف حدث هذا فجأة بالأخص العريس لم يسبق له الزواج سابقًا ليتزوج من أرملة أحد أقاربه وربما هذا هو السبب ،والأغرب هو إحتفال العُرس الذى إمتد سبع ليال
تقترب على الانتهاء
وها هو اليوم السادس
او كما يُلقب"ليلة الحناء"
صباحً بمنزل ثريا
فتح ممدوح عينيه بإنزعاج بسبب تلك الأصوات العالية لأغاني الأعراس المرحة التى تصدح بالمنزل، يصفع الوسادة على أذنيه مُتأففًا، لكن لا فائدة، نهض جالسًا يتنفس بضجر من ثم نهض من فوق الفراش وخرج من الغرفة، كان مازال يشعر بالنعاس
لكن لوهله إنتفض بخضة حين قامت إحد النساء بإخراج صوت عالى وهي على مقربه منه
فاق من الخضه على تلك الضحكة التى جلجلت نظر نحوها سُرعان ما إبتسم بإنشراح قلب عكس ما يشعر به من عدم قبول لزواج ثريا من شخص آخر من عائلة العوامري،لكن لم يُبدي إعتراض،هي صاحبة الشآن وهي من عانت بسببهم
مازال يتذكر أن لولا دماؤه ما كانت مازالت تعيش الى الآن ولا يعلم بذلك السر سوا هو وخالته سعدية فقط...وهي من تعود لبراثنهم مره أخري ولا يعلم سبب لذلك يعلم جيدًا أن ثريا ليست ممن يستهويهن لا. المال ولا السُلطة
إقتربت تلك التى ضحكت تقول بحياء:
صباح الخير يا أستاذ ممدوح معليشي صوت الزاغيط صحاك من النوم.
تبسم لها قائلا بمرح:
صباح الخير يا رغد،فعلًا مش بس صحاني من النوم ده كمان خضني.
بإبتسامة عذبه تفوهت:
عقبالك.
لاول مره يُلاحظ عذوبة بسمتها فوق ثغرها وذاك الحياء الواضح على وجنتيها اللتان شبه ظهر عليهن إحمرار فاتن... سُرعان ما غض بصره لائمًا نفسه وتنحنح قائلًا:
هروح أخد دوش وأسيب البيت كله ستات.
تبسمت له نفس البسمه،وتتبعته بعينيها تنظر له بهيام،فى نفس اللحظة كانت تدلف سعدية ولاحظت ذلك،تبسمت لذلك وتمنت أن تكون تلك رغد،كإسمها
تعود برغد الحياة لقلب ممدوح البائس التعيس الحظ.
كذالك تمت لـ ثريا ان يكون سراج هو العوض بداخلها شعور مختلف من ناحية سراج لكن رغم ذلك عارضت وتتمني ان لا يخيب حدس قلبها.
❈-❈-❈
ظهرًا
بمنزل رحيمة
فتحت باب الدار بادعاء الزعل قائله بلوم:
مش معاك مفتاح للدار ليه مدخلتش من غير إزعاج، وبعدين إيه اللى آخرك إكده، الحنه فاضل عليهل كام ساعة..
أنا جولت أبوك جالك بلاها خالتك تحضر الحِنة.
ضحك إسماعيل قائلًا:
والله أنا كنت مناوب فى المستشفى،وجاي منها عليكِ،حقك عليا، ومتخافيش معايا العربيه هنوصل بدري.
تبسمت بحنان له قائله:
انا اللى هنحني العروسه بيدي، جولى يا لا
هي حلوة زي ما سراج جالي، حسيت إنه مش بيقول الحقيقة
صمت ثم عاودت الحديث بتقليد لطريقة رد سراج عليها:
"آه حلوة،عادي يعني انا من أمتي بيفرق معايا الجمال،أهي زي أى ست والسلام".
ضحك إسماعيل قائلًا:
والله يا رورو أنا مخدش بالى منها أوي شوفتها مره أو إتنين ومركزتش، بس كلها كم ساعة وتشوفيها وتحكمي بنفسك.
إبتسمت بتوافق قائلع:
عجبالك يا واد يا إسماعيل
جلبي حاسس إنكم هتتجوزوا ورا بعض
"كر فر"(بسرعة) وعتفرحوا جلبي بزينة الصبايا.
أومأ لها موافقًا... فهو الاخر إتخذ القرار، وبقي التنفيذ فى أقرب وقت... لن يتمهل كثيرًا.
❈-❈-❈
مساءً بالحناء
كم كان حضورها الليلة لتلك الحناء أمرًا صعبًا عليها، تجلس بين النسوة ترسم بسمة قبول ولو بيديها لنهضت وذهبت نحو تلك المُحتالة ثريا وصفعتها لا بل قامت بخنقها أمام النسوة دون إهتمام، لكن من وضعها بهذا الموقف هو إصرار سراج، عارضت فى البدايه لكن تقبلت على مضض، تتلاعب حتى لا يفهم سراج نواياها البغيضة، أخفتها لديها يقين أن ثريا لن تحصل على قلب سراج هي مجرد زهوة أو رغبة شعر بها نحوها،بسبب إنقاذه لها، حين حملها بين يديه ربما آثارت رغبة بداخله... سُرعان ما ستزول بالحصول عليها، عِناده واضح أنه ليس عشقًا، والتأكيد على ذلك هو إصراره على إقامة حِناء وليلة عُرس يُعرضها لتلامز وتغامز النساء أنها ليست عروسًا بِكر...
غامت عينيها بلمعة يقين ورسمت بسمة قبول أمام النسوة حتى لا تُثير انظراهن نحوها ويتركن النظر الى ثريا يحرقنها بتلك النظرات
سُرعان ما غامت نظرة عينيها بنظرة غِل وحقد حين رأت تلك السخيفه رحيمة تحمل إيناء الحناء وذهبت نحو ثريا تبتسم لها، بادلتها ثريا البسمة،لأول مره ترا تلك السيدة لكن شعور بالألفة نحوها بجعلها تبتسم لها رغم ضيقها من ذاك الموقف البغيض
إنزاحت والدة ثريا جلست مكانها رحيمة وجذبت يد ثريا قائله بإصرار وهي تنظر نحو ولاء بنظرة كيد وإغاظه قائله:.
مرت سراج واد أختى رحمة الله يرحمها الليله بعمل بوصيتها إني أحني مرته بيدي.
كادت تعترض ثريا لكن رغمًا عنها تركت يديها
لـ رحيمة التى رسمت لها الحناء بعنايه، ثم نهضت تحمل إيناء الحناء وقامت بحركات راقصه تشغل عقل النساء عن التدقيق بالنظر نحو ثريا، أثارت حقد ولاء بعد ان نجحت بإلهاء النساء لبعض الوقت،وركزوا بالغناء والرقص غير منتبهين للعروس مما جعل ملامحها تنفرج قليلًا...
لكن عادت لمعة عين ولاء بعد ان هدأ الصخب وعادت تلك النظرات، لكن
رأفت رحيمة بـ ثريا التى تجلس بين النساء تشعر كآنها مُسختهن يتغامزن ويتلامزن عليها، سبب آخر كي يزيد حقد وكُره قلبها لـ سراج هو من وضعها بهذا الموقف السخيف الغليظ على قلبها
كآن رحيمة شعرت بها، نهضت واقفة وسحبت يد ثريا وجذبتها كي تنهض معها، كانت نجاة لها، نهضت معها بطواعية سارت خلفها الى أن توقفن أمام صنبور المياة،وقالت لها:.
الحنه نشفت إغسلي يدك.
إمتثلت ثريا، وغسلت يديها، كان آثر الحناء واضحًا بيديها، تبسمت لها رحيمة وجذبتها معها وذهبن الى تلك الغرفة الصغيرة التى تستخدمها ثريا غرفة مكتب المحاماة
كان الباب الآخر مفتوحًا... قبل أن تسألها ثريا عن سبب مجيئهم الى هنا كان الجواب هو دخول سراج الى الغرفة عبر الباب الخارجي...عبس وجهها،بينما تبسم سراج لـ رحيمةالتى جذبته من يده...نظر الى ثريا
كانت عابسة بوضوح رغم ذلك كانت جميلة بزي الحناء،كآن عبوسها اعطاها جمالًا،بالتأكيد تُخفض وجهها ليس حياءً منها فهو على يقين هي لا تمتلك ذلك ...
بينما هي حقًا أخفضت وجهها ليس حياءًا بل كي تكبت دمعة عينيها التى من الجيد أنها مازالت مُتماسكة بين أهداب عينيها، لا تود النظر لاي أحد كل ما تود أن تنتهي الليلة، لكن جذبت رحيمة يدها اليُسري، كذالك يد سراج اليُسرى
ثم ضمتهما بين يديها للحظات ثم أبعدت يديها عنهما وضعتها بصدرها وأخرجت علبة صغيره كانت تُشبه علب الحلوي الصغيرة، وشعرت بغصه وهي تفتحها تنظر الى ما بداخلها قائله:
كانت آخر أمنية لـ رحمة هى تزور الكعبة وإتحققت قبل موتها بفترة صغيرة
وجتها بعد ما رجعت
عطتني صندوج صغير وجالت لى
ده أمانه عِنديكِ يا رحيمة انا عارفه عمري هيبجي جصير
دى دبل جبتها من الحجاز لولادي التلاتة
امانه عندك تعطي لكل واحد مِنيهم الدبلة اللى مكتوب عليها إسمه،كمان فى تلات دبل دهب تبجي لعرايسهم.
غصبًا سالت دمعة عينيها بمآساة،سريعًا جففتها بيديها وتبسمت حين ضمها سراج وقبل رأسها،بينما تفاجئت ثريا بفعلة سراج تلك،لكن لم تُبالي بالتأكيد هي لديها مكانة خاصة لديه فهي مقام أمه الثانية...رفعت رحيمة وجهها وتبسمت لـ سراج وأعطته إحد الخاتمين قائله:
خُد لبس عروستك الدبلة.
نظر سراج الى الخاتم ثم الى رحيمة التى تبسمت له بإيماءة تحثه على فعل ما طلبته،تنهد بوضوح،كاد...
لكن لم تُعطيه رحيمة فرصة للإعتراض حين قالت:
مش إنكتب كتابكم تبجي مرتك ومش حرام تمسك يدها.
غصبًا عن ثريا إنفلتت شفاها بضحكه،تهكمت بداخلها،فعن أي حرام تُحدث هذا الحقير بنظرها....بنما لاحظ سراج بسمة ثريا إغتاظ منها وبلا إنتظار جذب يدها اليسري مره أخري وقام بوضع الخاتم فى بنصرها،لكن تحدثت ثريا:
الدبلة واسعة عليا.
تبسمت رحيمة قائله:
مفيش مشكله، سراج يبجي ياخدها للصايغ يضيجها على مجاس صباعك، وبكره بعد الچواز والخِلفه هتربربي ومش بعيد تضيق عليكِ وجتها.
ضحكت ثريا غصبًا
ظن سراج انها ضحكت من حديث رحيمة،بل هي كانت ضحكة حسرة فى قلبها...
بينما مدت رحيمة يدها بالخاتم الآخر لـ ثريا قائله:
لبسي سراج الدبلة وبلاش يدك ترتعش.
تبسم سراج مُتهكمًا وهي ترعش يد تلك الوقحة...
بلا إعتراض أخذت الخاتم منها وتماسكت وهى تضعه بينصر سراج بصعوبة لضيق الخاتم قليلًا
ضحكت رحيمة قائله:
هي بالعكس،دبلتها واسعه وإنت دبلتك ضيجه،إن شاء الله ربنا هيعوضكم ببعض.
تهكمت ثريا هي لم تعُد تنتظر عوضًا بعدما نالت من خيبات أمل...
بينما سراج أومأ غير مُبالي هو لا ينتظر سوا شئ واحد من ثريا وهي تعلمه جيدًا.