رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 9 - 2 - الحمعة 8/3/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل التاسع
2
تم النشر يوم الجمعة
8/3/2024
بـ دار العوامرى
بعد إنتهاء الحِناء
بالمندرة
جلست ولاء تزفر نفسها بغضب ساحق قائله:
لاه واللى غاظني أكتر رحيمة، بتتصرف كآنها أم العريس جدام النسوان، بس أجول إيه كله من سراج معرفش سبب لإكده، لو عاشجها كنت عذرته حساه بيعمل إكده عِناد فينا.
أومأ عُمران يشعر بحسرة قائلًا:
ومعرفش ليه بيعند،مع إن كان الف بِنته من أعيان تتمني منه إشارة وهو...
قاطعته ولاء بلوم عليه:
لو واحد غيره كان إتعظ منك... زمان عملت إكده وفى الآخر...
توقفت ولاء بعد أن أصابت هدفها وهي
تُذكره بما لم ينساه يومًا أنه كان فعب مثل سراج،وتمسك بالزواج من من دون المستوى،لكن هنالك فرق بيهم،هو كان عاشق عن حق،سراج ليس مثله والدليل حين تجادل معه قبل أيام وحاول إقناعه بالعدول عن ذلك الهُراء،بل الغباء
[بالعودة الى صباح ثاني تلك الليله الذى أخبرهم فيها بقرار زواجه من ثريا خلال أسبوع]
كان الوقت باكرًا
شعر عمران بآرق،بسبب شبه عدم نومه طوال الليل،نهض وخرج من غرفته ذهب الى غرفة سراج فتحها كما توقع سراج قد إستيقظ ويمارس بعض التمارين الرياضيه،توقف عنها يلهث وهو ينظر الى والده لديه يقين عن سبب مجيئه الى غرفته بهذا الوقت الباكر،فالبكاد الشمس أشرقت،تفوه بلهاث:
صباح الخير يا أبوي.
أومأ له عمران قائلًا:
كفايه تمارين لحد إكده،وتعالي نجعد نتحدت إشوي.
ترك سراج تلك التمارين وذهب خلف عمران وإنتظر أن يجلس أولًا ثم جلس خلفه...
زفر عمران نفسه بضجر قائلًا:
بص يا ولدي أنا مش هلف وأدور،إنت تنسي الحديت الماسخ اللى جولته عشية إمبارح.
رغم فهم سراج لكن راوغ سائلًا:
أني مش فاهم قصدك حديت إيه اللى ماسخ يا أبوي.
نظر له عمران قائلًا بنهي:
حديت جوازك من بِت الحناوي، دي مش من مجامك ولا من مجام نسب عيلة العوامري، وإن كان عالأرض أنا أقدر أجبرها تتنازل عنِها غصب عنِها... بلاش تتعس نفسك بجوازة....
قاطعه سراج:
بس جوازي من ثريا مش هدفي الأرض وطالما تقدر ترجع الأرض منها ليه معملتش إكده من زمان.
زفر نفسه بضيق وضجر مُفسرًا:
مش راضي أفرض عليها غصب عشان الناس متجولش إني بستجوي(بستقوي) على ست...
لكن إنك تتجوزها عشان إكده لاه.
نظر له سراج قائلًا:
ومين اللى قال إني بتجوزها عشان إكده مش يمكن فى سبب تاني.
تسأل عمران:
وإيه هيكون السبب التاني.
أجابه سراج وهو يُركز بالنظر الى عينيه:
واضح إنها وراثة يا أبوي
ثريا.....
توقف للحظة قبل أن يعاود القول بتلميح:
عجباني وداخلة مزاجي.
فهم عمران تلميح سراج أن ثريا لا تفرق عن والدته، وهو لا يفرق عنه لكنه لم يبوح بعشقها طريقة حديثه تُثبت أنها مجرد إشتهاء لا أكثر...
إنتفض عمران واقفًا بغضب قائلًا بإمتثال:
إنت حُر، أنا جولت أنصحك، متنساش إنها ارملة واد عمتك اللى لما تعرف جلبها هينجرح مهما كان كانت مرت ولدها الوحيد.
خرج عمران مُسرعًا يشعر بغضب، لكن سُرعان ما هدأ وهو يعاود طريقة سراج فى الرد عليه تيقن ان ثريا ليست أكثر من نزوة وقت وهو ليس ساذج ليقع بفخها، ليعثُر منها على ما يريد وتنطفئ زهوتها لديه دون خسائر...
بينما نهض سراج وتوجه ناحية شباك الغرفة داعبت قسوة آشعة شمس الشروق عيناه لوهله أغمض عيناه ثم فتحها وعاد ينظر أمامه من بعيد كان هنالك طيف سُرعان ما إختفي،لم يهتم بذلك وزفر نفسه وعاود مره أخري لممارسة تلك التمارين الشاقة.
[عودة]
عاد عمران من ذلك على ذم ولاء لـ زوجة عمران قائله بتوبيخ:
جيبالي شربات،فرحانه جوي،روحي هاتيلي جهوة سادة،راسي هتتفرتك.
إمتثلت زوجته لذلك تكبت دمعة عينيها،بينما لم يُبالي عمران بذلك،وظل الصمت لدقائق الى أن دلفت إيمان تحمل صنيه صغيرة بين يديها وتوجهت نحو عمتها قائله عن قصد:
أمي فى ستات لسه فى الدار بتبارك فرحانين بحِنة أخوي سراج، قولت أجيب لحضرتك القهوة، عشان أكيد الصداع واجع راسك.
تبسم عمران لها بمودة، بينما زغرت لها ولاء بضيق تلك الصغيرة تُثير غضبها الذي إزداد الى شياط حين إدعت إيمان رعشة يدها وهي تمد يدها بصنية القهوة وعمدًا سكبتها على فخذ ولاء التى إنتفضت واقفة بغضب تسب إيمان التى إدعت بالكذب انها لم تقصد وبررت ذلك كثيرًا تُثير غضب ولاء تُخطئ أمام عمران الذى إحتوى الموقف قائلًا:
حصل خير معليشي يا ولاء، خلاص يا إيمان روحي هاتي أي دهان مُرطب لعمتك.
وافقت إيمان وهي تعتذر بكذب قبل ان تخرج من الغرفه، ثم وقفت على جانب الغرفة تركت عنان ضحكاتها... ردًا على إستقلال ولاء من شآن والدتها.
بينما قسوة آلم فخذ ولاء جعلها تقول بغضب:
يوم أسود من أوله،من الصبح أصحي على نواح أختك على ولدها وجباحة أرملته اللى هتتجوز من العيله، ودلوك على حرق الجهوة.
تنهد عمران قائلًا:
هدي أعصابك يا ولاء،بلاش تتعصبي إكده،جلبي حاسس إن الجوازة دي مش هتستمر كتير،وسراج هيزهق منيها زي ما غيث ندم ولو مش عُمره الجصير كان طلجها قبل ما تكمل أربعين يوم...اللى زي ثريا ميعمرش.
❈-❈-❈
بمنزل ثريا
كعادتها حين تشعر بآرق تجلس خلف ذاك الشباك تسند يديها فوق الحرف تضع رأسها فوق يديها، تنظر نحو ذاك القمر الذى أصبح يتقلص حجمه لإقتراب نهاية الشهر وبداية شهر آخر، كان رغم ذلك هلالً بازغًا
تذكرت ليلة حِنائها الاولى
كان هنالك أمل بقلبها وقتها لكن سُرعان ما إنطفئ مثل ذاك الهلال الذي ينطمس أسفل بعد السحاب قبل أن يبزُغ مره أخري، ذكريات مريرة تمُر برأسها كذالك همس وتلامز النساء يطن بأذنيها، مواقف تفرضها عليها الحياة التى لا تعلم تسير بها الى أين مثل تلك الثُريات التى تحاوط الهلال تسير بلا معرفة لأي إتجاه منها من يقترب من الهلال ويُشكل منظرًا رائع وأخري تنطمس خلف السُحب المُظلمة... هكذا مثلما يفعل معها القدر.
بـ دار العوامري...
نظر سراج الى ذاك الخاتم الذى ببنصر يده، حاول خلعه لكن لضيقه إستصعب ذلك تركه دون محاوله أخري يستطيع خلعه بسهوله، لكن لم يُبالى بذالك،
وتذكر وعيده بتأديب ثريا عن ما تفوهت به بوقاحة حين أخبرها أنه سيتزوجها.
[تذكر قبل أيام]
فى البداية لم تنتبة ثريا الى قوله الآمر، لكن سُرعان ما ضحكت بهستريا قائله!
أكيد بتهزر يا سراج.
تنرفز سراج قائلًا:
لاء مش بهزر يا ثريا.
ضحكت أكثر قائله:
تبقى إتجننت...او مخك طار يا سراج، راجع دكتور نفساني...
قاطعها بغضب وهو يقبض على عضد إحد يديها بقوة ينظر لها بغضب قائلًا:
ثريا.
قطبت على ضحكتها ونظرت لعينيه بغضب من قبضة يده على عضدها وحاولت نفض يده بغضب قائله:
إبعد عني يا سراج بلاش...
-بلاش إيه... عاوزه قد إيه مهر.
حاولت نفض يدهُ لكن هو مازال مُتمسك بعضدها، نظرت لعيناه شعرت بإرتجاف فى قلبها، كانت مثل نظرة عين "غيث" لها
كآنها تراه أمامها، بسبب رياح قويه اثارت بعض الغُبار إنطرفت عينيها، أغمضتهما،لحظات كانت مثل دهر من الزمن ترا نظرات بغيضة لها وهي تقف عاريه بغرفة النوم والنوافذ مفتوحة بأوجع أيام البرد ترتعش
حدث ذلك بعد أن جردها غيث من ثيابها عنوة،ينظر لها بنظرات ليست رجل لزوجته بل لعاهرة أو صورة بغلاف مجلة فاحشة،نظرات تجعلها تشعر بالغثيان وتود لو تحترق فى الحال وتُصبح رمادًا...شعرت بهزة فى جسدها،كذالك دوخه طفيفة قبل أن تفتح عينيها وتجد سراج ينظر لها،وقد تبدلت نظرته وهو يشعر بإرتجافها أسفل يده كذالك عينيها اللتان توهجا بإحمرار،لم يشفق بذلك وظل ينظر لها،بينما هي تفوهت بإدعاء الوقاحة:
عاوز تتجوز من ست سبق نامت فى حضن راجل غيرك.
ضغط بقوة فوق عضد يدها يكاد يسحقه قائلا بنفس الوقاحة:
يمكن رغبة ولما أنولها تنتهي بسرعة بس وقتها بأكدلك هتطلعي خسرانه يا ثريا.