-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 44 - 1 - الخميس 7/3/2024

  

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الرابع والاربعون

1


تم النشر الخميس

7/3/2024



نظر " جاسر" لأمه و قال بهدوء شديد


- ربنا مابيظلمش حد يا أمي و مافيش حد بيدفع تمن حاجة معملهاش،  البنت استنجدت بينا عشان مش لاقية غيرنا و أنتِ اول واحدة حبيتي تنتقمي منها بحجة خوفك على ابنك انما الحقيقة هي إني بدأت اشوف نبيلة فيكي و بدأتي تتكلمي بالفلوس يا دعاء 


كاد ان يكمل حديثه لكنها صفعته، صفعة مدوية و هي تشير بيـ ـدها تجاه الباب و قالت:


- على أوضتك و متدخلش في  حياة حد مهما كان 


رد" جاسر" بنبرة حادة لا تقبل النقاش قبل أن يغادر منزل و الدته :

- أنا كبرت و عارف إيه مهم و اللي مش مهم و حق بنت عمي مش هسيبه يروح يا ماما .


هرعت نحو محاولة ايقافه لكنه كان يخطو بخطواته الواسعة السريعة،  هدرت بصوتها و هي تضربه في كتفه ليرد عليها حين قالت:

- مش هسيبك تودي نفسك في داهية عشان خاطر حد أنا مكسرش ضهري عليك العمر دا كله و في الآخر تروح مني كدا بالساهل استنى هنا عندك .


تقابل مع "ساجد" عند البوابة الحديدية،  حاول الخروج لكنه رفض و قال بهدوء و حكمة

- تعال بس معايا في حاجة ضروري محتاج رأيك فيها 

- مش وقته يا ساجد لا وقته جدًا صدقني تعال بس و أنت بنفسك هتحكم 


ظل يدفعه حتى دخل الفيلا من جديد، تنهدت بإرتياح شديد بعد عودته،   شعرت بذاك الجبل الجاثم على صـ ـدرها  و أخيرًا سقط من عليها

عادت تهاتف  ز وجها ليأتي و يحاول إعادة توطيد العلاقات بينها و بين ولدها،  ظلت تتحدث عن ما حدث  ثم اغلقت الهاتف و انتظرت داخل منزلها كما طلب منها .


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أيام 


طرقت بابه ثم ولجت بعدها  وقفت مقابلتهزو قالت بهدوئها المريب:

- أني موافجة اروح لـ رقية و استسماحها يا يوسف 


طالعها " يوسف" بنظراتٍ غامضة حاول أن يفهم ما تريده ابنة عمه و قبل أن يفهم ذلك فاجأته بشرطها وهي تقول:

- بس تردني لاول  و بعدها ليك عليّ اروح لها منين ما تكون 


ضحكت على طلبها الذي وضعته  شرطًا، بداخلها لا تفهم شيئًا منه لكنها مجبرة على تحمله حتى تصل لمبتاغها،   توقف عن الضحك وقال بجدية :

- اتچـ ـوزك لاول و بعدها تجولي بالسلامة يا يوسف مش كِده ؟! 

-  هنروح بعيد ليه  تجدر بعدها تتطلجني 

- لا أني لا هتچـ ـوزك ولا هتطلجك 

- ليه ما رايدش ترچع مرتك ؟! 

- هرچعها بس بطريجتي  محدش يچبرني كيف ارچعها 


ابتسمت بجانبي فاها و هي تقول بتحذير مبطن 

- على راحتك يا يرسف كنت رايد اجدم المساعدة بس خليك فاكر إنك أنت اللي رفضتها يعني متزعلش مني وجتـ....


قاطعها و هو يقربها من قابضًا على ذراعها بقوة شديدة جعلتها تكتم الآلآمها  و هي تستمع له حين قال بنبرة لا تقبل النقاش

- قسمًا برب العزة إن جربتي منيها و لا مستيها بشر ما هيكفيني فيكي عمرك يا ثريا،  اتلمي و دوري لك على حاچة تانية تعمليها .


دفعها بعيدًا عنه بعنفٍ شديد و هو يقول :

-ديه آخر تحذير ليكي بعدها تصرفي ماهيلدش عليكي واصل يا بت عمي، و خليكي فاكرة إنك بت عمي و بس، و بس يا ثريا .


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أيام 


لم يحدث شيئًا جديد يذكر سوى فشل عملية " رقية" التي تأخرت كثيرًا في علاجها،   استقبلت الخبر بصـ ـدرٍ رحب،  و قلبٍ مؤمن 

كانت مؤهلة لهذا الخبر،  لذلك لم تصدم كثيرًا 

  حاولت تجاوز هذه الأزمة لتبدأ أولى محطات علاجها  الخاص بعمليات التجميل للأجزاء المشوهة .


كانت والدتها بجانبها لكن عاد " بهجت"  لمصر  حتى يُنهي  الاختبارات التي أتت فجأة و لم يرتب لها،    أول زيارة كانت من نصيب خالته  حمل الصغيرة و بدأ يلاعبها بحماسٍ شديد ثم ينظر لخالته و يقول:

- إيه الحلويات دي يا دعاء البت عسل اوي طالعة لمين عسل كدا ؟! 


ردت " دعاء" باسمة و هي تقول :

- طالعة لأمها  يا حبيبي هو في حد عسل زيي كدا ؟! 


ابتسم لها ثم نظر للصغيرة و قال:

-  طب اسمحي لي احجز برطمان العسل دا عشان هتجـ ـوزها لما تكبر و لا عندك مانع

- مانع دا أنا ماعنديش اي مانع تاخدها من دلوقت دي علمتني الأدب من أول و جديد 


ابتسم لها و قال:

- الصغنن يعمل اللي هو عاوزه  ياختي حلوة ياختي .


وضعها داخل فراشها ثم دثرها جيدًا،  نظر لخالته التي قالت بتساؤل:

- قل لي رقية عاملة إيه دلوقتي ؟! 

- الحمد لله كنت فاكر إنها هتزعل و هتقلب الدنيا بس لاقتها اقوى مما توقعت بكتير  كمان وجود ماما جنبها قواها  و خصوصا كلامها 

- أنت هتقولي على كلام أمك  دا يقوي بلد بحالها 

- ساعات بحس  إن ماما معاها تكون بالقوة دي و ساعات تانية احس إنه ماينفعش نعيش بوش القسوة دي ولانتطبع بالطبع دا و نعيش عادي  و إن هي دي حياتنا، أنا خايف أمي تغير دماغ رقية و تبقى نسخة من نبيلة القاسية اللي كنا متعودين عليها .


ربتت" دعاء " على كتفها و قالت:

- متقلقش. رقية بطبيعتها طيبة ومستحيل حد يغيرها 

- الكلام دا كان ممكن اصدقه قبل ما رقية تمر بتجربة جواز فاشلة انما دلوقتي و بعد ما يوسف حاول يرجعها و رفضت للمرة المليون احب اقولك إن رقية بقت نبيلة بس بتحاول تنكر دا .


ردت" دعاء"  بتساؤل:

- هو أنت منتظر رقية ترجع ليوسف بجد ؟! 

-  وفيها إيه ؟! مش بيحبوا بعض بردو ؟! 

-  حب ؟!  و أهله و اللي عملوا فيه هو قبلها دا ميخاوفكش منهم على أختك ؟! 

-   لو كانت الأمور اتصلحت بينهم كان أول شرط لينا والأخير  هو إن رقية تقعد لوحدها في بيت مخصوص بيها و اعتقد ماديًا يوسف يقدر يحقق دا ولو مقدر مكناش هنسيب بنتنا كدا يعني ! 


تنهدت " دعاء"  بعمق وهي تقول بإقتراح:

-  طب إيه رأيك لو تعرض الموضوع على رقية و تقولها  إن يوسف هيقعد كعاكم في الفيلا  


توقفت فجاة ثم قالت بتذكر

- بس صحيح  هي أمك هتوافق ؟! 

- دا أصلًا اقتراح ماما لما قالت لها إن يوسف ناوي يرجعها  و قالت خلاص لو عاوزين ترجعوا لبعض يبقي تعيشي معانا لأن مش هبقي مطمنة عليكي غير و أنتِ جنبي 

- طب و رقية رأيها إيه ؟! 

-  مش عارف و الله يا دعاء مرة تحن و تقول هترجع و مرات تانية تقول لا مش هرجع و مش قادرة انسى اللي عمله فيا  لما كسرني قدام أهله  مبقتش عارفها. و هي نفسها مبقتش عارفة هي عاوزة إيه ؟! 

-  خلاص سيب الموضوع دا على الله ثم عليا انا هعرف اقنعها ازاي المهم تكون هي عاوزة ترجع فعلًا ليوسف مش ضغط مننا  عليها عشان لاقدر الله لو حصل حاجة متقولش احنا السبب  في دا ! 

- أنا كمان شايف كدا .


سكت مليًا ثم قالت:

- سيبك بقى من رقية و يوسف و خليك معايا في موضوع مهم عاوزك في 

- موضوع إيه دا ؟! 

- في بنت اسمها هدية عبدالرحمن السباعي بنت عم جاسر  و كان أهل ابوها بهدلوها بسبب ورث و بما انها بنت  عاوزين يورثوا فيها بالعافية في الشقة اللي هي اوضة و صالة  

أصلًا  


بدأت تسرد له تفاصيل حياة تلك المسكينة التي انعزلت عن العالم و لم يعرف أحد مكانها حتى الآن،   استمع لتفاصيل. قصتها باهتمام. شديد  و عرف من خالته أنها تريد مساعدتها  

بعد ما صدر منها من إهانة غير مباشرة،  حرك رأسه و قال بترحاب:

- تمام مافيش أي مشكلة بالنسبة لي. خليها تقابلني و اظبط الدنيا معاها و نـ...


قاطعته " دعاء" قائلة بضيق 

- يا واد أنت غبي مبتفهمش بقولك معرفش مكانها فين و لا أعرف حصلها إيه و جاسر من يومها مقاطعني ومبيكلمنيش و لا بيرد على تليفوناتي .


رد " بهجت" و قال:

- بصراحة يا دعاء بقى معاه حق يعني هي يتيمة و غلبانة بدل ما تقفي معاها تقفي ضدها ! 


ردت بنبرة صادقة قائلة:

- و الله العظيم ما كنت اقصد كدا خالص كل ما في الحكاية إني غاوزهم يبعدوا عن ابني العيلة دي كلها بتاعت مشاكل  


تابعت بهدوء وقالت:

-  مش هنكر اني اتعصبت عليها لما عرفت هي بنت مين بس بعد كدا راجعت نفسي و قلت ملهاش ذنب و جه بعد كدا مشكلتها مع ولاد عمها و عرفت إنهم عاوزين يدخبوا ابني في الموضوع. خُفت عليه و قلت اشتري عمر ابني دا أنت متعرفش العيلة دي ولا تعرف  مؤذيين قد إيه أنا و بس اللي عارفة و التاني مش هامه و داخل في الدنيا بصدره .


ربت " بهجت " على ظهر يـ ـدها و قال:

- خلاص بقي يا دودو أنا هعرف احل الموضوع سيبه لي و متشغليش بالك بيه .


❈-❈-❈


كان جالسًا داخل سيارته مستندًا برفقه على بابها في انتظار خروج أخته من باب منزلها 

ظل يراقبها منذ بداية خروجها من المنزل وحتى عودتها  من جديد،  لم يصل إليها حتي الآن  هلتعرف بمراقبته لها و لذلك تتهرب منه  أم بالفعل لا تعرف مكانها،   لم يتحمل أكثر من ذلك  قرر أن يترجل من سيارته ما أن رَ 

" هدية" تترجل من سيارة الأجرة،  خطى نحوخا بخطواته الواسعة و السريعة،  انتفضت  إثر اقتحا مه  وضعت يـ ـدها على صـ ـدرها  تمتمت بالبسملة ثم قالت بتساؤل:

- في إيه يا استاذ جاسر خضتني ! 


فرغ فاه ليرد عليها لكن  اندفع بجـ ـسده تجاه  باب الشقة و قال بغضبٍ جم و هو يلكم بن عمه :

- بترمي بنت عمك في الشارع عشان تقعد يا عرة الرجالة .


تفاجئ بن عمه بالضرب  الذي تلقه ظل ييحاول تفادي اللكمات حتى سقط أرضًا،  جن جنونه و قام برد اللكمات بأخرى مماثل لها في القوة و السرعة، تدخل الجيران و الارقاب في فض النزاع القائم بينهم،  لم يدوم ذلك طويلًا حتى اشتعلت النيران من جديد، حين جذبها عنوة  من معصمها ثم دفعها داخل الشقة مجبرًا إياها على المكوث فيها، رفع سبابته نصب عيناها محذرًا إياها : 

-  لو رجبك خطت برا الشقة هاكسـ ...


لم يُكمل حديثه بسبب تلك الضربة التي اصابته على مؤخرة رأسه، جحظت أعين "هدية" حين سقط " جاسر" بين أحضانها ثم افترش الأرض بجـ ـسده،  لطمت أخته و ابنة عمه .


الصفحة التالية