-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 25 - 2 - السبت 27/4/2024

   

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الخامس والعشرون

2

تم النشر السبت

27/4/2024



أجتمعوا جميعًا في شقة" عُمر"، بإنتظار الأستاذ "صادق" المُحامي، والذي أتصل بهم مساء ليلة أمس وأخبرهم أنه قد عاد، ويُريد أن يتحدث معهم جميعًا في أمرٍ هام، وقد أصّر علي أن يحضر هذهِ الجلسة كُلاً من "ليلي" زوجة عمهِ سابقًا، وزوجة أبيهِ الآن، هي وأبنتها "أمل"، أستغرب الجميع لماذا يتوجب حضور" ليلي"، أيعقل أن يكون والدهم كتب لها جميع أملاكه فعليًا، ولذا يود المُحامي أن يُخبرهم بصدق ما قالت...... لن يسبقون الأحداث، دقائق ويأتي الأستاذ "صادق".......


كانت" ليلي" جالسة علي كُرسي بعيد قليلاً عنهم تُطالعهم بنظرات شامتة حاقدة، كادت تحرقهم بنظراتها النارية المُصوبة عليهم، وهُم مثلها يودون لو يُلقون بها من شُرفة الشقة، لكن صبرًا، ستنالُ ما تستحق، فهُم لن يفعلون لها شيئًا الآن ليس الوقت مُناسب، الجلسة كانت صامتة تمامًا كُلُ منهما يدور برأسهِ شيئًا غير الآخر عن ما يحدث الآن والمُتوقع أن يحدث، فـ "عُمر"، مُنشغل بِما قالهُ لهُ المحامي، فقد أخبرهُ أنّ هُناك وصيّة قد تركها والدهُ، يحاول تخمين ما تحتويه هذه الوصية، فـ هُناك يقين بداخلهِ أن هُناك لُعبة تحدث عليهم من قِبَل" ليلي"، لأن والده لو كان بالفعل أعطاها أملاكهِ برضاه، ماكانت وُجدت الوصيّة هذهِ من الأساس، فـ ماذا سيكتب بها.......... 


بينما "غالية" لا يهمها أي شيء سوى زوجها، تُدعو الله أن يُهون عليهِ محنتهُ ويخرج منها بحالة جيدة، فـ الأحداث التي تتوالي عليهِ حقًا كثيرة وكبيرة عليهِ، بينما "نادية" كانت تجلسُ بينهم رُغمًا عنها لضرورة تواجدها علي حسب ما قالهُ المُحامي، لو كان الأمر بيديها لما كانت جلست ولو لثانية واحدة، في مكان يجمعها به، نظراتها الشامتة تُثير الغضب بداخلها تود لو تنقض عليها تُلقنها درسًا لن تنساه تلك الخائنة المُخاعدة، كان عندها حق حينما كانت لا ترتاحُ لها أبدًا مُنذ أن دخلت إلي عائلتهم........ 


أفعالها سابقًا كانت لا تخلو من الحقد والغيرة منها بدون مُبرر ولا سبب، تبغضها هكذا منها لنفسها، وأفعالها الآن كارثة، كيف لها أن تتجرأ وتسرق منها زوجها، العتب ليس عليها أنها ندلة خائنة من يومها، العتب علي زوجها أبو أبنائها، الخائن هو الآخر تزوج عليها، ومِن منْ؟ حرباء مُتلونة أندست بينهم، بماذا قصرت معهُ نعم لم يكن بينهم الحُب لكنها لم تُقصر معه بعيدًا عن ما حدث بينهم الفترة الأخيرة بسبب غياب أبنها كان هو السبب وما فعلته لم يكن سوى رد فعل علي أفعالهِ ليس إلا............ 


نهض "عُمر" من مكانهِ، يقصد الخروج إلي الشُرفة يتصل بالمُحامي لكي يستعجله، ما هي إلا ثواني ونهضت "أمل" من مكانها تتبعهُ إلي الشُرفة، دخلت وجدتهُ أنتهي من مُكالمتهُ التي لم تتعدي الثواني، قالت بأحراج صادق، مما فعلتهُ والداتها: 


_عُمر أستني عايزة أتكلم معاك!. 


حمحمت قائلة بتوتر من أن يكون مُنزعج منها بسبب والداتها، هي حقًا ليس لها يد بما فعلته: 


_علي فكرة أنا مليش أي يد في إللي ماما عملته ده، صدقني والله العظيم أنا زيي زيكم أتصدمت لما عرفت، أنا مُستحيل أعمل حاجة زي كده.... 


أقتربت منهُ أكثر، وتجرأت وأمسكت بيديهِ قائلة بحُزن وعيون تلمع حُب خالص لهُ لم ينقص يومًا: 


_بذأت معاك أنتَ يا عُمر؟!.أنتَ مش عارف أنتَ بالنسبة ليا أي! 


لمساتها كانت كالجمر علي جسدهِ، فأنتفض يسحب يديهِ من بين يديها، حمحمَ بإحراج قائلاً يحاول أنهاء هذا الحديث تمامًا: 


_بعد أذنك يا أمل الكلام ده ملهوش لازمة دلوقتي..... 


_عارفة والله، بس أنا عايزة أقولك أني جنبك وهساعدك ترجع كل حاجة حتى لو برضو هعادي ماما، هي ملهاش أي حق فالفلوس ولا الأملاك دي، أنا معاك يا عُمر مش عليك.... 


كانت كلماتها حانيّة، تحاول إحياء مكانتها بقلبهِ مرة آخري، لكنها لا تعلم أنها مُحيت تمامًا، كاد أن يتحدث لكن قاطعهُ صوت "غالية"، التي دخلت اليهم للتو، قائلة بصوت غاضب وعينين تُقطر غيرة قاتلة: 


_مُتشكرين جدًا يا حبيبتي، جميلك ده هنشلهولك فوق رأسنا، وبعدين هي الحداية بتحدف كتاكيت.؟.. 


_أنتِ قصدك أي؟ 


أقتربت من زوجها حتي أصبحت مُلتصقة بهِ، ولم تخجل من وجود" أمل"بينهم، وكأنها هكذا تُرسل لها رسالة غيرة مباشرة أنه ملكها هي فقط، كاد الآخر ينفجر ضاحكًا علي هيئة زوجتهِ وهي تغار وتكادُ تُطلق ساهم حادة بنظراتها علي "أمل" تقتلها في الحال، هتفت "غالية"، بنبرة رقيقة مائعة وهي تنظر الي زوجها بنظرات دلع وغنغ،تُلقي كلمات سامة علي تلك التي تود خطف زوجها كما فعلت والداتها بوالد زوجها،لكن هيهات لن تسمح لها،أنه ملكية خاصة لـ"غالية"فقط: 


_طيب بعد أذنك بقا يا حبيبتي عايزة أقف أشم شوية هوا في بلكونتي براحتي، أصل أنا زي ما أنتِ شايفة حامل وهجيب ولي العهد مش بستحمل الحر.... 


ثم تباعت بنبرة أكثر ميوعة توجه حديثها الي زوجها: 


_مش كده يا أبو يوسُف، مش أنا بتعب من الحر، و يوسُف هو كمان مش بيحب الحر زي أبوه بالضبط،طالع نسخة منك يحبيبي،ده حتي شقي زيك ..... 


ختمت حديثها بضحكة أكثر ميوعة،كل هذا تحت أنظار" أمل"، التي كادت تحترقُ بينهم، فقررت أن تُلملم الجزء الصغير المُتبقي من كرامتها وتخرج وتتركهم بمفردهم يُكملون وصلة العشق الممنوع هذهِ، أبتسامة نصر كبيرة أحتلت وجه "غالية"وكأنها للتو أنتصرت علي عدو في معركة شرسة... 


❈-❈-❈


بعد ما يُقارب النصف ساعة أخيرًا حضرَ الضيف المُنتَظر، يعتذر عن تأخرهُ مُعللاً أنه بسبب زحمة الطريق ليس إلا، جلس في مقابلة" عُمر"، علي المقعد المُقابل لمقعدهِ، الجميع ينتظرون بترقب أن يتحدث....... 


حمحمَ كـ أفتتاحية للحديث، من ثم بدأ يسرد ما لديه، تزامنًا مع أخراجه لعدة ورقات من حقيبتهِ الجلدية السوداء: 


_أولاً البقاء الله، يوسُف كان صديقي المُقرب وعشرة عُمري هو مكنش بيعتبرني مجرد محامي ليه وخلاص، علشان كده كان واثق فيا لدرجة كبيرة، وبنائًا علي ده أنا بعتبر نفسي واحد من العائلة مش غريب...... 


صمتَ قليلاً يعبث في الأوراق يُرتبها، ثم أكملاً قائلاً: 


_اللي معايا دلوقتي تلات ورقات مُهمين جدًا يوسُف الله يرحمه كان موصيني لو حصل له أي حاجة الورق ده أمانة ولازم أسلمها ليكم، هي آه مش وصية مكتوبة وكده، هي حاجة مهمه برضو متختلفش أهمية عن لو كان كتب وصية وكده هي هي..... 


رفعَ أول ورقة ينظر إليها، الجميع ينتظرون أن يعرفون ما بداخل تلك الاوراق، وجهَ نظرهِ إلي "ليلي" التي كانت صامتة تُتابع في صمّت، نبس قائلاً: 


_أول ورقة دي تخص مدام ليلي ومدام أمل.... ده عقد تنازل من يوسُف عن ورثة الشرعي في ميراث أخوه سالم لـ أمل ولـ لحضرتك يا مدام ليلي.. 


هُنا تهللَ وجه"ليلي"فرحًا، هي تتذكر بالفعل أنه قد قال لها سابقًا أنه سوف يتنازل عن ميراثهِ في أخيه لها هي، لم تكن تصدقه حينها، بينما الآخرون لم يفرق الأمر معهم بشيئًا أنه شيء صغير بجانب الصدمات والمصائب الآخري التي لحقت بهم طوال المُدة المُنصرمة تلك...... 


أخرج ورقة آخري تليها الثانية، من ثم بلع ما بجوفهِ بتوتر قليلاً، لأنهُ يعلم فحوى تلك الورقات ومدي تأثيرها، وخاصة علي السيدة"نادية"لم يكن يُرد فالبداية أن يُخبرهم علي الأقل ليس الوقت مُناسبًا وخصوصًا أنها مريضة بسبب ما حدث، لكن ما باليد حيلة، فـ هي كانت ستعلم ستعلم لايفرق الوقت أو الزمن..... 


تنهد، من ثم نظر الي وجوههم جميعًا قبل أن يتحدث: 


_يوسُف كان واخد منك حتة أرض من زمان يا مدام نادية، الأرض إللي أنتِ أدتهالوا علشان يقدر يكبر الشركه ويقف علي رجلهُ، الأرض دي هو كتب لك قصادها أرض بنفس المساحة بس فمكان مُختلف...... أحمم ودي ورقة طلاقك..... يوسُف كان مطلقك قبل وفاتة بشهر ونص.

الصفحة التالية