-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 25 - 1 - السبت 27/4/2024

   

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الخامس والعشرون

1

تم النشر السبت

27/4/2024



عادت إليه تحملُ الصنية المُتراصُ عليها أكواب العصير والتي صنعتهم والداتها، وضعت الصنية أمامه بهدوء، من ثم جلست علي الكُرسي المُجاور لهُ بلا مُبالاة، بينما كان هو يبتسم لها كُلما تلاقت أعينهم بالخطأ، ألتقط كوب العصير يرتشف منه القليل، ثم تحدث يقول بمدح: 


_تسلم إيدك!. 


نظرت له بضيق، من ثم هتفت ببرود وسماجة: 


_دي ماما إللي عملاه مش أنا 


_تسلم إيديها، أنتِ وطنط واحد، وأكيد نَفسك فالطبيخ زيها برضو يجنن؟. 


بنفس الإبتسامة السمجة، لكن تلك المرة إذدادت سماجة أكثر، أجابتهُ قائلة: 


_لا أنا مش بعرف أطبخ أصلا.... 


حمحمَ بحرج، فهي تصده في كل كلمة ينطق بها، قاصدًا تلطيف الأجواء المتوترة بينهم بدون سبب: 


_مش مُشكلة نبقي نجيب ديليفري..... 


قالها بإقتضاب، وهو بداخلهِ يعلم أنه أن قال غير ذالك، ستتمادي معهِ في الحديث بكلمات باردة وكأنه يشحذ منها الحديث قطرة قطرة، هكذا أنتهي الحوار علي هذهِ النُقطة، فقرر الحديث فأي شيئًا آخر يُغير من أجواء الجلسة، فـ جَالَ بخاطرهِ أن يتحدث عن منزلهم المُستقبلي منزل الزوجية، ولكنه لم يكن يعلم أنه هكذا ذاد الطين بلة كما يقولون......... 


_المهندس كلمني النهارة وبعت ليا تصميمات أوض النوم والصالون، وأنا جبت لك التصميمات علشان نختار سوا...... 


_ونختار سوا لي، هي الشقة دي مين أكتر حد هيقعد فيها مش أنا يبقي أنا إللي أختار كل حاجة علي مزاجي؟ 


كانت تحاول أختلاق أي مُشكلة بينهم ولو كانت صغيرة، هدفها أن تُظهر لهُ أن شخصياتهم لا تنطبقُ علي بعضها، وأنهم مُختلفين تمامًا في طريقة التفكير والتعامل، وكان هو غبيًا لم يفهم هذا، وأجابها برفعة حاجب مُستغربًا من حديثها: 


_طبعًا شقتك وأنتِ أكتر حد هيقعد فيها مقولناش حاجة، بس يعني أنا مليش الحق ولو لـ واحد في الميه إني أختار عفش بيتي، طيب يا ستِ قولي تأخدي رأيي في أي حاجة، ما أنا برضو هعيش معاكِ،  مش هفضل طول حياتي في الشُغل يعني...... 


وكأنها قد وجدت الثغرة الصغيرة التي تبني عليها أساس مُشكلة، فنهضت من مكانها بعصبية مُفرطة أستغرب هو لها، فالموقف لا يستاهل هذا الأنفعال المُبالغ فيهِ، وهتفت بحُنق وغضب ليس لهُ مُبرر واضح: 


_تمام! يعني أنتَ شايف كده؟ براحتك أختار أنتَ بقا وأبقي أقعد فالشقة لوحدك 


_أستني بس أنتِ زعلتي جدًا لي كده، الموضوع مش مستاهل، طيب أقعدي يا ستِ أختاري أنتِ إللي يعجبك وأنا عليا أنفذ وبس.... 


طالعتهُ بأستنكار قائلة: 


_ما كان من الأول.... 


قابل ضيقها بضحكة بشوشة، هو يعلم جيدًا أنها عصبية إلي حدٍ كبير، وذات مزاج صعب، لكنهُ يُحبها، ولا يستطيع أن يُضايقها أو يجعلها تحزن، فيضطر إلي التغاضي عن أي شئ تقوله أو تفعله، هتف بتعقل قائلاً: 


_خلاص بقا قلبك أبيض، تعالي أختاري براحتك، وأنا مش هتكلم...... 


زفرت الهواء من رئتيها بقوة وعادت لتجلس بجانبهُ فبدأ هو بإخراج التصميمات كي تُلقي عليها نظرة وتختار من بينهم،ها هي  قد فشلت خطتها في إختلاق مُشكلة أو ثُغرة بينهم، فكل موقف يَثبت لها كم هو شخصًا ناضجًا وعاقل، يتعامل مع كل شئ بهدوء وعقلانية، ليس عصبيًا مثلها، بل بالعكس أنه هادئًا ومُسالم إلي أبعد حد.....


يري جمع الأمور من منظور آخر، يتعامل مع عصبيتها بهدوء، يُدللها دائمًا، يفعل أي شئ لكي يجعلها سعيدة، وهي تُقابل كل هذا بالمعاملة بجفاء وبرود، أوقات كثيرة تخجل من نفسها عندما تُعاملهُ بتلك الطريقة بينما هو يُعاملها بكل حُب ومودة، تبًا لتلك العضلة في يسار صدرها، والتي هي المُتسببة الوحيدة فيما هي فيهِ الآن....... 


يا الله لو كان لدينا سُلطان علي قلوبنا لكان الجميع عاشَ في سعادة وراحة.... 


❈-❈-❈


. "في اليوم التالي". 


نهضت من مكانها بفزع، تنظرُ إلي والدتها بفمٍ مفتوح علي آخرهِ، صاحت بعدم تصديق: 


_يعني أي؟، يعني أي إللي أنتِ بتقوليه ده، أزاي كنتِ متجوزة عمي... 


لم تُبالي لنبرة صوتها الغاضبة ولا لأنفعالها، أجابتها بمُنتهي البرود: 


_هو أي إللي أزاي، زي السُكر فالشاي، أي هو أنا عملت حاجة حرام ولا حاجة حرام، أنا كنت متجوزة علي سُنة الله ورسوله، مش ضاربة ورقتين عُرفي.... 


_أنا هتجنن مش قادرة أستوعب، ماما علشان خاطري قولي أنك بتهزري، ماهو مستحيل ده يبقي حقيقة..... 


_وأنا ههزر لي؟ 


لا تُصدق بالتأكيد هناك شيء خطأ، لا لا، الأمر صعب تصديقه، ما هذا الهُراء، تحدثت بتشتت تام: 


_بجد مش قادرة أستوعب، أمتا؟ وفين وأزاي..... ولي أصلا؟ 


لم تُجيباها، ظلت تنظر إليها، فقط، وبعد صمت دام لعدة دقائق، كانت الآخري تحاول فيهم أستيعاب تلك الكارثة، هتفت" ليلي"، بجّدية قائلة: 


_سيبك من كل ده خلينا في المُهم 


_مُهم أي كمان، مصيبة تانية صح،طيب هو أنا لسه أستوعبت المُصيبة الأولانية علشان تقوليلي المُهم، أنتِ لازم تفهمني دلوقتي حالاً، أمتا وأزاي ده حصل، وكل ده وأنا نايمة علي وداني يا ماما......؟؟ 


_متجوزين من زمان، من بعد ولادتك بسنة.... 


مهلاً هل ما سمعتهُ صحيحًا، تبًا ماذا تقول؟، نظرت لها بنصف عين، والصدمة قد سيطرت عليها كُليًا، عقلها توقف عن الأستيعاب، لا بل جميع حواسها توقفت بالفعل، هتفت بأنهيار: 


_نعم، أنتِ قولتي بعد أي؟..... بعد ما أنا أتولدت بسنة، يعني بقالكم تلاتة وعشرين سنة ومحدش حس، أنتِ عايزة تجننيني أكيد، أزاي؟ 


صاحت بها بعصبية ونفاذ صبر من كثرة اسألتها المُملة من وجهة نظرها: 


_هو أي إللي أزاي أزاي؟؟،مقولت لك أيوه بقالنا تلاتة وعشرين سنة حلو كده، سيبك بقا من كل ده وأسمعني كويس.... 


قاطعتها قائلة بذهول: 


_أسمع أي، هو فيه بعد إللي قولتيه ده كلام يتسمع، أنا مش مصدقة، هتجنن.... طيب أشمعنا دلوقتي أتكلمتي بعد كل المُدة دي مخبية عليا.... ده أنتِ كنتِ بتحبي بابا الله يرحمه جدًا وكنت بشوف ده في حزنك المستمر عليه، كُنت مفكرة أنك مُخلصة ليه ومفيش راجل ينفع يدخل حياتك بعده... تقومي أنتِ متجوزة بعد وفاته بسنة وكام شهر لا ومن مين.... أخوه شقيقه، حقيقي مصدومة، وأزاي عمي وافق يعمل في أخوه كده.... 


_أنتِ مجنونة ولا أي عمل أي في أخوه... ده أتجوز علي سُنة الله ورسوله حُرم ولا حُرم؟! ما تفهمي بقا إللي أنا عايزة أقوله، دلوقتي المُحامي عايزنا نتجمع كلنا تقريبًا هيفتح وصية يوسُف ولا مش عارفة، وأنتِ لازم تجي معايا..... مش عايزين حد يأكل حقنا 


ضحكت بإستخفاف وسُخرية: 


_حد يأكل حقنا مرة واحدة، أنتِ مش واخدة بالك أن عمي كتبلك كل حاجه بيملكها أصلا، هيأكلوا حقنا فأي، وبعدين حق أي ده أصلاً، مش كفاية عليكِ إللي عملتيه فولاد عمي تمشيهم من بيتهم


_خلاص مبقاش بيتهم بقا بيتي أنا، وأنا حرة في بيتي، ويلا أنتِ جايه معايا يعني جاية......

الصفحة التالية