-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 23 - 1 - الإثنين 15/4/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الثالث والعشرون

1

تم النشر الإثنين

15/4/2024



." بعد مرور يومين ". 


بخطوات بطيئة حزينة، خرجت" سمر"، من المبني بعد الأنتهاء من أمتحانها، لا تُصدق أنها أخيرًا خرجت من المنزل، فقد دام سجنها لمدة تُقارب الشهر والنصف، رفض فيهم والدها رفضًا قاطعًا أن تخرج خارج المنزل أو حتى تخرج إلي شُرفتها، كانت مُنهارة تمامًا وخارت جميع قواها، تكتم بداخلها الكثير والكثير ولا يوجد أحد يستمع إليها، فـ "غالية"، صديقتها المُقربة وشقيقتها، هي الآخر بـ مِحنّة مع عائلة زوجها بسبب وفاة والد زوجها، فانتقلت إلي العيش المؤقت مع عائلة زوجها حتى تنتهي تلك الفترة العصيبة...... 


ووالداتها لا تعطي لها وجهًا مُنذ ذالك اليوم، حاولت مئات المرات أن تشرح لها وتُوضح الأمور وتجعلها تُسامحها وتتعاطف معها، لكنها ترفض حتى الإستماع لأي كلمة تخرج منها، ودائمًا تنفر حتى من التواجد بمكان هي مُتواجدة فيهِ، حتي شقيقها" وليد"، لا تقّدر علي الحديثِ أمامه بنصف كلمة،لأجل تعليمات والدها الصارمة، فـ شقيقها إلي يومنا هذا لا يعلم أي شيء عن الحوار الذي دار بينهم في ذالك اليوم 


وعندما كان يأتي ويجدها حزينة وشاحبة، أو يظهر علي وجهها آثر بُكاء، تقول له بأنه مجرد قلق لأن أمتحاناتها علي الأبواب وأنها بالسنة الأخيرة وهُناك رهبة وخوف بداخلها من هذه السنة خصيصًا، بالطبع هي كاذبة لا شك!!. 


حتي "علاء"، لا تستطيع الوصول إليه لمعرفة ماذا حدث وكيف لوالدها أن يعلم بعلاقتهم سويًا، لكن بعد أن أخذ منها والداها هاتفها وأخذ يُفتش فيهِ، وجد مُكلمات عديدة بينهم تتخطي مُدتها الساعتين، فـ جنَ جنونهِ وأخذ الهاتف وحطمه، الآن أذا كان هُناك ولو شك واحد بالمئة لدي والدها أنها بريئة، فتلك المُكلمات جائت ومحت أي أمل فالدليل بين يديهِ، أسيُكذ عينيهِ........ وبعدها أتي لها بأخر جديد وبخط جديد لكي لا يشكُ خطيبها بأي شيء 


وآه من خطيبها هذا، الذي دخل حياتها عنوة وأصبح بين يوم وليلة خطيبها رسميًا، لا تنكر أن وجهة نظرها ناحيتهُ قد تغيرت كُليًا عندما عرفتهُ أكثر، فكم كان طيب القلب ويُحبها ويظهر هذا في كل فعل وكلمة تصدر منهُ، وقد صرحَ لها سابقًا أنهُ يُحبها، كان يُعاملها بحُب ويتمني لها الرضا كي ترضي كما يقولون، يُدللها بشدة، وكانت تُقابلُ هي كُل هذا بالجفاء والبُرود واللامُبالاة، كان يشحذ منها الكلمة الجيدة، لا تبلُ ريقهِ بأي شئ، حتي ولو مُجرد كلمة تُجبر خاطرهُ..... 


كانت تعلم أنهُ يشعر بأنها لا تُريده، وهذا يظهر جليًا في جفاء مُعمالتها لهُ، لكنه كان يُحبها، ومُتمسك بها رغم كل ذالك ، إلا  أنها لم تقّدر أن تُبادلهُ ولو ربع شعوره النبيل، قلبها اللعين يخضع خضوع تام لـ "علاء"، حُبها الأول والآخير والذي سرقَ قلبها دون وعي منها........ 


تقدمت إلي إحدي الطاولات في الأستراحة، وجلست وحيدة لا تُريد الأختلاط بأي أحدٍ الآن، كان هو في ذالك الوقت يبحث عنها بلهفة بين وجوه الجميع من حولهِ ، قلبهِ العاشق يبحث عنها قبل عينيهِ،بالرغم من ما فعلتهُ بهِ وبقلبهِ من فعلة شنيعة،لكنه قلقًا عليها للغاية رُغمًا عنه،وأن أنكرَ هو ذالك، فمُنذ فترة طويلة لا يستطيع الوصول إليها، ولا لمعرفة أي خبر عنها، وأيضًا ما آثار قلقهِ أكثر وأكثر، أن هاتفها أصبح مُغلقًا، تبعهُ أختفائها من الجامعة وعدم حضورها......... 


وجدها تجلس شاردة، بملامح حزينة مهمومة، تبدلت معالم البهجة والمرح من علي وجهها إلي معالم الكآبة والحزن، مظهرها مُزري بحق، تقدم منها سريعًا.... 


_سمر؟؟ 


أنتفضت في جلستها علي آثر صوت تُميزهُ وتعرفهُ جيدًا، فتحت عينيها بصدمة ما أن رأتهُ يقف أمامها بالفعل وليست مجرد تخيلات أو أحلام، بلعت ما بجوفها بتوتر قائلة: 


_علاء؟ أنتَ أي إللي جابك هنا؟؟ 


سحب كُرسي وجلس بجانبها وقد تبدلت ملامحهِ العاشقة إلي أخري غاضبة جدا جدا، صاح بها بعصبية وعينيهِ مصوبة بتركيز علي الدبلة ذهبية اللون التي تتوسط يديها اليُمني، قائلاً: 


_طبعًا حقك تبقي مصدومة، ما أنتِ كنتِ متوقعة إني خلاص بمجرد ما تقفلي تلفونك ومتنزليش الجامعة مش هعرف أشوفك تاني ولا أخذ حق خيانتك وكذبك عليا طول الفترة اللي فاتت دي، أنا بجد أزاي كنت بحب شيطانة زيك؟؟ 


لمعت عينيها بطبقة شفافة من الدموع، قائلاً، بينما كانت تلتفتُ يمينًا ويسارًا، لعل "عماد"، يكون هنا أو هُناك ويراهم هكذا: 


_أنتَ مش فاهم حاجة خالص...... 


_برضو مُصممة علي الكذب والخداع، أزاي ما أنتِ أكيد متربية عليه، بس لا فوقي يا ماما مش علاء الرفاعي إللي يتعمل فيه كده؟. 


مازالت تنظرُ حولها بقلق وخوف، التفتت لهُ قائلة: 


_علاء معلش أمشي دلوقتي علشان خاطري، وبعدين أنا هكلمك وأفهمك كل حاجة بس أمشي دلوقتي!؟ 


_مش متحرك من مكاني غير لما أعرف فيه أي زيادة عنّي لي تفضليه عليا وتعملي فيا كده وأنا إللي قدمتلك قلبي علي طبق من دهب، أكيد معاه فلوس كتيرة طبعًا ما أنتو ميملاش عنيكم غير التراب!. 


_أفهم بقا، بقولك الموضوع مش زي ما أنتَ فاهم، أنتَ مش فاهم حاجة علشان كده بقولك أمشي دلوقتي وبعدين نتكلم وأفهمك!. 


أجابها بعناد أكبر، وغضب وبداخلهِ يغلي كُلما تخيل أنهُ قدم لها كامل الحُب والأحترام وقابلت هي كل ذالك بالغدر والخداع والمكر: 


_لا أنا عايز أفهم دلوقتي......ولا أنتِ فاكراني عيل بريالة علشان أصدق المسرحية الهابطة بتاعتك دي، عايزة تمشيني علشان معرفش ألاقيكِ تاني 


كادت تبكي، وتموت رُعبًا أيضًا، ماذا وأن رآها خطيبها وقال شيئًا لأبيها، حتمًا ستكون الكارثة، وقد حفرت قبرها بيديها، ترجتهُ بعيون باكية لكنه لم يتأثر، ظنًا أن هذهِ مُجرد دموع تمسايح تستخدمها جميع النساء للضغط علي الرجال: 


_يا علاء أسمع وجودك هنا دلوقتي ممكن يتسببلي في مصيبة خطيبي لو شافنا مع بعض كده هروح في داهية!. 


_بالعكس بقا ده أنا حتي عايز أشوفه وأتعرف عليه وأشوف فيه أي زيادة خلاكِ تتطمعي، وبالمرة أبقي أديله شوية نصايح علشان يعرف يتعامل مع حيّة زيك، أتصلي بيه خليه ييجي.....بس حركة حلوة منك عرفتي تلعبيها صح، تتمسكني في الأول وتقوليلي مش عارفه أي لازم نتعرف على بعض الأول وكلام خايب صدقته بغبائي، وأول ما أتقدم القيها أختقت وتاني يوم خطوبتها ده أي الدماغ دي 


تابع بعينان تُخرج شرارًا: 


_بس أنا بقي مش هسيب حقي، وهوريكِ أزاي تعملي فيا كده 


إلي هُنا وكفي، كادت تنهار كُليًا، قلبها يقبع الآن بين قدميها من شدة الخوف، وهذا الأبلي لا يفهم أي شيء، هي التي من المُفترض أن تسأل ليس هو! لكن الآن علمت الأجابة علي سؤالها الذي دام يُراوضها كل هذه الفترة، أنه تقدم لوالدها دون علمها، كيف لها أن لا تتوقع حدث كهذا، خصيصًا أنه كان جادً معها مُنذ البداية، فأن خطوة كهذهِ ليست غريبة عليهِ، هتفت بصدمة: 


_أنتَ أتقدمت لبابا بجد؟؟ 


_أيوه يا بت أتمسكني كمان وكمان، قال عاملة نفسها مش عارفه، خلاص مبقاش بيأكل معايا الكلام ده.... 


_أنا... أنا فعلاً معرفش أي حاجة عن كده.. 


كادت تُكمل حديثها، إلا أنها لمحت "عماد" من بعيد يخرج من قاعة المُحاضرات، فأنتفضت من مكانها كالملسوعة، والتقطت حقيبتها وهرولت إليه قبل أن يبحث هو عنها ويرآها مع "علاء"، والذي تركتهُ بمكانهِ دون أكتراث...... 


تقدمت من" عماد"، الذي ما أن رآها مُقبلة عليهِ توقف بمكانهِ ينتظر قدومها وعلي وجههِ لاحت إبتسامة كبيرة: 


_أي طمنيني عملتي أي في الأمتحان النهاردة، أن شاءلله حليتِ كويس!. 


هزت رأسها بتوتر قائلة بحلقٍ جاف: 


_أي... أيوه الحمدلله!. 


_مالك وشك مخطوف لي كده حصل حاجة ولا أي؟ 


نفت برأسها قائلة: 


_لا لا مفيش حاجة، أنا كويسة 


رفع حاجبهُ بعدم تصدق فحالتها المُزرية تقول عكس ذالك تمامًا:


_مُتأكدة؟؟ 


أخذت تنظر خلفها وحولها برُعب خوفًا من أن يكون"علاء"، قد تبعها، وينوي تنفيذ ما هددها بهِ ويتحدث بأي شئ أمام "عماد"، هنا ستكون المُصيبة الأدهي علي الأطلاق، قالت بنبرة مُتقطعة مُتوترة: 


_آه كويسه....يلا نمشي مش خلاص خلصنا، خلينا نمشي بقا أنا زهقت 


_ماشي نمشي؟ 


_طيب يلا بقا، أنا عايزة أخرج من هنا مش طايقة أقعد دقيقة واحدة.. 


أستعجب لهلعها وخوفها الظاهر بوضوح، مهمها حاولت هي أخفاء ذالك، فقال بإستعجاب: 


_حاضر ماشي يلا بينا..... هجيب كام ورقة من المكتب وراجع لك... 


تمسكت بهِ قائلة: 


_خدني معاك متسبنيش هنا لوحدي؟ 


بالرغم من أنه مُندهش لحد كبير، إلا أنهُ رضخَ لطلبها قائلاً ببساطة: 


_ماشي تعالي!


الصفحة التالية