رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 1 - 2 - السبت 13/4/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الأول
2
تم النشر يوم السبت
13/4/2024
-غبي.
تمتمت بها قبل أن تجيبه بنزق وهي تلملم شعرها وقد أخرجها من الحالة الجميلة التي تشعر بها كلما نظرت في المرآة بهيئتها هذه:
-انتظر قليلًا حتى أجهزه فلم استيقظ من نومي سوى من فترة صغيرة....
قاطعها يهتف بحدة وقد أنهي خلع ملابس العمل وبدل لبيجامة مريحة، واقترب ليعلقهم على المشحب خلفها .
-بل كبيرة وقد تكون بالساعات؛ وانتِ لا تشعري فيها بالوقت أمام هذه الملعونة، كم وددت في يوم كسرها، حتى احرق قلبك عليها ويهدأ بالي أنا.
أردف بها بإشارة نحو المراَة، فتغاضت هي عن الرد حتى لا تزيد من غضبه واكتفت بمط شفتيها على زاوية واحدة بضيق قبل أن تتحرك لتبديل ملابسها هي الأخرى.
فتابعها بعينيه صامتًا وقد أشعل بين أنامله سيجارة لينفث منها الدخان، ويرمقها بسهام عينيه الحادة، فهذه المرأة أصبحت كالحمل الثقيل عليه بأفعالها التي تخرج شياطين غضبه،
يعلم أنها طيبة القلب ولكنها خفيفية، لديها هوس الإهتمام بنفسها والشعور بجمالها؛ الذي انطفأ وذبل طيلة السنوات التي قضتها في زيجتها الأولى.
مع زوج لا يفقه في امور النساء ولا يعلم عن الحياة سوى العمل في الزراعة ورعاية الماشية، والطعام والنوم وتنفيذ الأمر من والديه، هذا ما فهمه وأخبرته هي به.
انتهت اَخيرًا تحدجه بنظرة معاتبة زامة شفتيها بصمت، وكأنه قد كسر بخاطرها وتنتظر أسفه، قابل فعلها بابتسامة شامتة زادت من غضبها لتخرج سريعًا صافقة الباب خلفها بقوة، فغمغم داخله بعد خروجها:
-ما أفسدك سوى تدليلي لكِ يا ابتسام ، ليتني فعلت كزوجك القديم، اقسم ظهرك بالعمل والخدمة في بيت
العائلة الكبير نهارًا، حتى إذا جاء الليل ارتميت ع فراشك كالجثة، فلا تجدي الوقت حتى لتصفيف شعرك
.
❈-❈-❈
بداخل المطبخ وبعد أن وضعت الركوة على الموقد لإعداد الشاي، وقد تولت على الشعلة الأخرى تسخين الطعام، كانت تطرق على الأواني وهي تناولها بضيق وانفعال قاصدة إصدار الاصوات حتى تصل إليه بغرفته:
-عديم النظر والإحساس .
لم تعد تفهم هذا الرجل وماذا يريد، لقد كان يمطرها بكلمات العشق في بداية زواجها به، حتى ظنت أنه عوض الله إليها بعد طلاقها من جابر زوجها الأول،
فاقد الإحساس هو الاَخر بجهله التام لمعاملة النساء، وقد كانت حياتها معه ملخصة فقط في خدمة الدار الشاقة ومجابهة المكائد التي كانت تدبر لها من نساء الدار التي كن يحقدن عليها، لأنها من خارج العائلة
وليست منهن حتى فاض بها وانفصلت عنه، بعد معاناة ارهقتها وجعلتها تُبرِئه من حقوقها كاملة حتى تنجو من نيران الغيرة التي كانت مسلطة عليها في هذه الزبجة البائسة.
ثم كان نصيبها بعد ذلك عصام، الوسيم مصدر حسدها من جميع النساء حولها، والذي عرفت على يديه مكامن انوثتها على حق، وذاقت سعادة لم تتخيلها سوى في الأفلام الرومانسية التي كانت تشاهدها في التلفاز.
حتى بدت الراحة ظاهرة عليها لكل من يراها من تورد وجنتيها ونضرة بشرتها وامتلأ قدها بعد الذبول والنحافة التي اصابتها بسبب المعاناة الشديدة في الزواج من جابر، إذن ما الذي حدث الاَن؟ ولما هذا الجفاء منه والتحول الغريب أم انه قد زهد منها؟
انتفضت من شرودها فجأة على صوت الركوة وهي تفيض مع فورانها بالشاي المغلي لتطفئ من عليها سريعًا وتكمل وضع الطعام على الصنية قبل تقديمها إليه على طاولة السفرة الصغيرة بمنزلهم الصغير.
❈-❈-❈
-كيف حال والدتك يا عصام الاَن بعد زيارتك لها بالأمس؟ هل تتحسن بالعلاج؟
سألته في محاولة لفتح حديثٍ عادي معه، فرد والطعام يملا فمه بفضل تناوله بشكل سريع:
-العلاج الجديد يأتي بفائدة قوية معها، ولكنه باهظ الثمن فهو يقتطع معظم المعاش الذي تتحصل عليه شهريًا، ولكني سأسعى لتدبيره على نفقة الدولة .
تحمست سريعَا تردف إليه بالحل:
-ولماذا تذهب للمكاتب الحكومية وتُتعب نفسك بالروتين الممل، تحدث مع الدكتور عزيز حينما يأتي في ميعاده الشهري، فهو يستطيع تدبير العلاج بجرة قلم منه، الا تتذكر مع فعله مع عزة بعد تسمم حملها السابق؟
لقد وفر عليها وعلى زوجها اَلاف الجنيهات
سهم قليلًا يوزن الكلام برأسه وقد بدا عليه الإقتناع ، فاستطردت تكمل بحماس:
- إن كنت خجلاً من مفاتحته، بالأمر أستطيع أنا التحدث مع زوجته السيدة فاطمة لتخبره أو حتى اقوم أنا بالتحدث إليه.
توقف عن مضغ الطعام ليرمقها بضيق وغيظ، لهذا التحول الذي اكتسبته سريعًا بفضله وبفضل العيش في المدينة، فهذه الريفية التي أتت من بلدتها معه تخجل من الرد على أحدهم او حتى المصافحة.
أصبح لديها الجرأة الاَن لتتحدث مع الرجال، بل وتعرض عليه هو عصام الحل في مساعدته!
-لماذا تنظر إلي هكذا ولا تجيب؟ الا يعجبك الحل يا الذي طرحته عليكِ؟
هتفت تسأله لتخرجه من شروده، فكظم يلوك بالطعام الذي داخل فمه قبل أن يجيبها على تمهل بسأم وكلمات محددة:
- حينما نبدل الأدوار وأصبح أنا المرأة وأنت الرجل سوف يصح لكِ التحدث حينها مكاني.
اشاحت بوجهها عن عينيه الثاقبتين كي تزفر بعيدًا عن وجهه قبل أن تعود لترد عليه:
-لا تكن متزمتًا بهذا الشكل يا عصام، لقد تطوعت بقصد المساعدة فقط، لا لشئ اَخر، فوالدتك كوالدتي وأنت تعلم بمعزتها بقلبي.
-نعم أعلم!
أردف بها مقتضبة مبهمة قبل أن ينكفئ على طبقه، ويكمل ما يفعله ويعود لتجاهلها، حتى سئِمت من التحدث وإليه وتوقفت عن الكلام،
انتهى من طعامه لينهض عن مائدته الصغيرة وينفض كفيه مردفًا لها:
-لا تجعليني اتأخر في نومي إلى اَذان العصر، افعلي المستحيل حتى توقظيني قبل ذلك.
اومأت رغم عدم اقتناعها لعلمها التام بنومه الثقيل وردت وهي ترفع الأطباق:
- حسنًا سوف أحاول.
قطعت توقفه قبل ذهابه لغرفته:
- ولكني سوف اخرج الاَن إلى السوق لأبتاع حاجة المنزل الناقصة من الخضر ومستلزمات المطبخ، قبل أن أذهب بعدها واقضي بعض الوقت لمساعدة عزة .
استدار عنها ليشير لها بظهر كفه في الهواء كموافقة بعدم اهتمام.
❈-❈-❈
على فراشه كان يتقلب دون هوادة وكأن أسفلة حمم من الجمر، وعقله لا يهدأ من الفكر، يحتسب الدقائق في انتظارها، لقد مر الاَن اكثر من ساعة منذ مجيئه، وهي
بعادتها لا تتعدى النصف ساعة بعد إطعام زوجها بوجبة الإفطار.
هذا الغبي الذي يرفض تناول شطائر الفلافل معه على عربة العم رمضان، وكأنه يشمئز من الرجل، زفر بضيق فقد تعد الوقت الاَن لساعتين، إذن لابد أنها ذهبت إلى السوق لابتياع الخضروات، ولكن كيف له الإنتظار لأكثر
من ذلك؟
لا هو قادر على النوم رغم احتياج جسده للراحة، ولا هو قادر على إزاحة صورتها وكل أفعالها عن عقله، رغم احتياج الاَخر أن يهدأ من صخبه بها طول الوقت، ليل نهار .
أجفل على صوت جرس المنزل وانتبهت كل حواسه حتى تبين مع فتح الباب لصوتها الذي دوى مع صوت عزة وهى ترحب بها، انتفض على الفور من فراشه يتناول المقعد الصغير الخاص بتسريحة زوجته ليجلس محله ويتابعها
بقلب يتقافز في صدره كلهو أرنب صغير من اللهفة، ثم يجلس خلف باب غرفته ويتابع من هذا الثقب الكبيرة الذي حفره بنفسه بخشبه، ليسمع ويراها جيدًا من محله من بداية جلوسها بالصالة الضيقة.
اَخذة راحتها مع عزة وهي تردف بأحاديث النساء معها، أو حينما تتبرع بمساعدة المذكورة بترتيب المنزل وجلي الأواني في المطبخ المقابل له أيضًا.
فيراقبها بتفحص مع ارتدائها للعباءة المنزلية الخفيفة؛ التي دائمًا ما تنحسر عليها قدها الملفوف، وهي الغافلة عن نظرات تخترقها دون حياء أو ضمير يذكر بحقوق الجار