-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 6 - 1 - الجمعة 19/4/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس

1

تم النشر يوم الجمعة

19/4/2024 


كانت مقررة عدم الاستمرار وانهاء المحادثة، حتى وصلها إشعار الصورة، لم تدري بيدها التي ضغطت بفضول حارق لتراها، شهقت بانبهار معجبة بهذة الهيئة الشبابية التي لم تعتاد عليها أبدُا للطبيب الرزين، توسعت عينيها تتطلع في الصورة بتمعن، هذا شكله ولكنه شاب صغير، بشعر ناعم وقصة عصرية كانت سائدة في هذه السنوات. 


-يا إلهي.

غمغمت بها بصوت واضح بابتسامة ارتسمت على ملامح وجهها وهي تراه يمازح شاب اًخر يشبهه في الملامح ولكن على أصغر، ذراعه تطوق عنق الشاب بغلاظة وحميمية تُظهر مدى قربهم، حاولت منع نفسها من التعقيب ولم تقدر، لتجد نفسها باعثة بسؤالها الملح:


-متى أخذت الصورة؟ ومن هذا الذي معك؟


بابتسامة ظافرة أجاب على الفور برسالة عاتبة:

-أراكِ لم تُجيبي على رسائلي إلا بعد إرسال الصورة.

عضت بأسنانها على شفتها السفلى بحرج ترسل ردها إليه:

-أنا لم أفتح سوى الان.


قرأ رسالتها ليطلق ضحكة مجلجلة في فضاء المكان الخالي حوله، حتى انتبه له أحد المارة خارج سور المركز، فتسمرت أعين الرجل عليه باستغراب حتى اختفى، وهو مازال يضحك على سذاجة هذه المرأة وردها الغير مقنع لطفل صغير.


تمالك نفسه قليلًا يفكر في رد مناسب، ثم كتب لها:

- أعلم انكِ تكذبين ولكني لن أعيد السؤال، وسأكتفي بإجابتك رغم علمي بعدم صدقها. 

قرأت الكلمات وازداد حرجها لترد بدفاعية ورسالة مطولة لأعذار واهية ليس لها معنى، كان يقرأها بتسلية 

وضحك مستمر لا ينقطع، ليُجيبها اخيرًا:


-لما هذا التشنج بردودكِ؟ أنا لا أحقق معكِ عزيزتي، لقد ذكرت لك قبل ذلك، أنني أنشأت الحساب مخصوص لمراسلتكِ أنتِ فقط، بعد أن أسعدني لقاءك، وردودك العفوية التي ذكرتني بطيبة اهل البلد، انا اراسلك لأصلك الطيب يا ابتسام.


رفرفت بأهدابها تعيد قراءة الجملة مرارًا وتكررًا، وهي لا تجد من الكلمات ما ترد بها عليه، حتى تذكرت سؤالها الأول لترسل له:

-الله يحفظك، شكرًا لك، ولكنك لم تُجبني على سؤالي حتى الآن؟


تبسم مع قراءة الرسالة وقد نجح برده السابق في تشتيتها، فرد مرسلًا لها:

-حسنًا يا ابتسام، هذه الصورة لأخي مهندس البرمجيات، مروان، وهذا اليوم كان وقت ظهور نتيجتي في الصف الثانوي العام.


كنت قد نجحت بمجموع يقارب الثمانية والتسعون،  وسعيدًا جدًا وقتها لهذا الإنجاز وأنا ارى قرب تحقيق حلمي،  في دخول كلية الطب لأمارس المجال الذي أحبه كأبي، وهو كان يشاكسني على ذلك، فالتقطت لنا الصورة في هذا المكان بالحديقة.


تبسمت وهي تقرأ رده المطول بتفصيل لتردف بما علمته قبل ذلك:

-شقيقك هذا الذي أتته منحة في إحدى الدول الأوربية ليعمل بشركة عالمية كما علمت، واستطاع خلق فرصة أيضًا لشقيقه الأصغر معه، ليُقيما بهذه الدولة ويأخذا جنسيتها؟


أرسل لها رمز حزين مع إجابته التي اجادها بتقمصه لشخصية الطبيب:

-نعم، وأخذا أمي معهما ايضًا، لأظل أنا وحدي هنا في الوطن مع إرث والدي الذي أجاهد لإحافظ عليه،  التمسك بذكريات الطفولة والشباب في المركز عندكم، وعلاج أهل منطقتي. 


انهى الرسالة بابتسامة متوسعة وهو يعلم بتأثرها الاَن،  بما اخبرها به، ليصدق تخمينه مع رسالتها التي أتت على الفور:

-لا تحزن، فزوجتك صالحة وأولادك بارك الله فيهم، وأقر عيناك بهم .


أرسل يرد بادعاء الإمتنان لها كرد فعل على رسالتها:

-شكرًا جدًا يا ابتسام، لقد أسعدتني جدًا رسالتك البسيطة، انتِ امرأة رائعة ولابد أن زوجك يعلم بقيمتك، وصفاء قلبك هذا.


أرسلت ترد مع ابتسامة ساخرة اعتلت وجهها:

-نعم هو يعلم قيمتي بحق.

قرأ الكلمات ليعود مجلجلًا بضحكاته العالية، وكأنها ذكرت له نكتة فكاهية، مع معرفته بكذبها المفضوح، ليقطع فجأة منتفضًا على صوت الباب الحديدي وعصام يلج منه، يطالعه قاطبًا حاجبيه باندهاش:


-هذه ضحكاتك أنت يا عمران؟.. يا إلهي، صوتك انت ما كان يصل إلي الاَن في الشارع الخلفي؟!


❈-❈-❈


وكأن دلوًا من الماء البارد سقط فوق رأسه برؤيته، وقد أجفله بالحضور في هذا الوقت بالذات، بعد اندماجه في المحادثة معها، كان يتقدم نحوه، ويرسم ابتسامة على وجهه لكن مضطربة وليست عادية كالتي كانت منذ قليل، قبل لقاء المرأة، حتى وصل إليه ليخاطبه بمرح:


 -لم تُجب على سؤالي يا أبا عمران، ما الذي يضحكك إلى هذه الدرجة يارجل؟ وجعل ضحكتك التي لم أسمعها طوال فترة عملي معك وعشرتي التي تعدت السنتين، سوى في مرات قليلة تنعد على أصابعي كما اذكر .


بضغطة واحدة فعلها الآخر وأغلق الهاتف نهائيًا ليجعل انتباهه كاملًا إلى جاره الذي اقتحم خصوصيته في المحادثة المهمة! ورد بثبات يدعيه:

-رسالة فكاهية من أحد الاصدقاء أو أي شئ آخر لايهم، لماذا تسأل با عصام؟


ضحك يطالعه بمكر وهو يجلس على مقعده المقابل له:

-أسألك من أجل الأسباب التي ذكرتها سابقًا، أنت نادر الضحك يا حبيبي، وأنا رجل فضولي أتشوق لمعرفة السبب الذي جعل عمران رفيقي الكتوم والرزين يضحك للدرجة التي أدت جعلت صدى صوته يصل لخارج السور، انه حدث تاريخي، قل لي يا حبيبي وأرح قلبي.


صمت عمران يتطلع إليه بتماسك دون رد ليتابع الاخر بإصرار:

-هل في الموضوع امرأة؟

توقف للحظة يتابع رد فعل الاَخر على صفحة وجهه المغلقة بإحكام، ثم إجاب على نفسه:

-نعم هو كذلك امرأة، سكوتك المريب هذا يؤكد شكي.


ظل على صمته عمران والاَخر يستطرد بتخيمنه:

-إذن اَخيرًا فعلتها، ولكن أجبني هل هي جميلة وتستحق المغامرة، أم هي امرأة وفقط؟ هل قابلتها وعرفتها وعرفتك؟


الحاحه الشديد جعل حالة عمران تتحول من توتر اللص الخائف على كشف سرقته، إلى الاحتقان الملازم له دائمًا، فعلقه الشيطاني لا يخفى عليه استغراب عصام، خوضه مغامرة الدخول في علاقة مع امرأة مع ظرف تشوه وجهه، فتحرك يجيبه بالسؤال:


-لما الإلحاح يا عصام؟ إن كنت في علاقة مع امرأة أو لا، هذا إن صدق تخمينك.

تبسم عصام بزهو ليرد وهو يتلاعب بياقة قميصه:

-حتى أعطيكِ من خبرتي، فرفيقك لاعب قديم ومحترف، أستطيع إعطاء المشورة وعن ثقة.


-أها

تفوه بها عمران وهو يحرك رأسه يدعي التفهم، ليتبع بسؤاله هو الآخر:

-وهل المرأة التي أخذتك بسيارتها منذ قليل، كانت من ضمن فرقتك؟

تحول وجه عصام ليردف بلهجة غاب عنها الهزل:


-إنها امرأة عادية كنت على معرفة بزوجها قبل تمكني من العمل هنا، يعني امرأة متزوجة وليست من هذا النوع الذي تظنه.

ظهر سن عمران مع ابتسامة ساخرة يخاطبه بعدم تصديق:


-يبدوا أنها فعلًا فاضلة بدليل العباءة السوداء التي تفصل جسدها الممشوق بدقة، وزينه وجهها الصاخبة بالمساحيق المتعددة، وحجابها الصغير العائد لنصف رأسها حتى يظهر خصلات شعرها الملونة بالأصباغ.


رغم الإرتياع الذي شعر به من دقة الوصف التي ذكرها عمران عن المرأة وانتباهه الشديد إلا أنه استطاع التماسك، ورد بادعاء المزاح:

-أرى انك جيد جدًا في وصف النساء، هذه موهبة جديدة اكتشفها بك يا رجل، عكس ما اراه منك دائمًا.


استطاع بكلماته إثارة غضب الاَخر من جديد، فهذا العصام رغم كل ما يدعيه من هدوء، الا أنه ليس قليل الحيلة ودائمًا ما يجد الحل للهرب حينما يحاصره أحد ما في الزاوية، فقال عمران يرد بدفاعية:

-لست أنا يا عصام من ينطبق عليه كلامك هذا، تعلم جيدًا بأخلاقي، وأني دائمًا ما أغض النظر عن النساء.


 ولكني لست اعمى حتى لا أرى بعيني وأفهم طبيعة من يقف أمامي، وهذه المرأة بأسلوبها وملابسها توجه دعوة صريحة للفت انظار الرجال إليها والتفكير بها بأشياء أخرى، أنت تعلمها جيدًا .

الصفحة التالية