-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 6 - 2 - الجمعة 19/4/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس

2

تم النشر يوم الجمعة

19/4/2024

توقف يتطلع إلى الاَخر وهو يتنهد بغيظ بعد إفحامه ليشيح بوجهه إلى الناحية الأخرى، فاستطرد يجذب انتباهه مرة أخرى بسؤاله؛

-لكن عندي سؤال، ألم تذكر يا رجل في بداية رؤيتك لها؛ أنك لا تعرفها؟ إذن كيف ذهبت وجلست معها بالسيارة وتظل لقرب الساعة.


قال الأخيرة وتوقف يرى انسحاب الدماء من وجه عصام، فقد غفل وتناسى كذبته عقب مفاجأته بزيارتها، ورد يجيبه بارتباك وهو يبحث عن كلمات:

-لم أتبين من شكلها في البداية، ولكن حينما اقتربت منها عرفتها على الفور، زوجة رئيسي في العمل السابق، ولقد أتت طالبة خدمة لزوجها فهو مريض الان.


ردد من خلفه بتشكك:

-جاءت إليك في خدمة لزوجها المريض، وهل أنت طبيب؟

-لست أنا الطبيب، ولكني أعمل لدى الطبيب وعلى معرفة به.

قالها بنفاذ صبر وهو ينهض عن مقعده منهيًا النقاش بقوله:


-أنا ذاهب لأقوم بجولة تفقدية حول المبني، ولأرى حالة الأمن.

تبسم عمران بارتياح وهو يتابع مغادرته، وقد تمكن  بذكائه من صرف انتباهه عما كان يفعل، بعد أن أجفله بقطع المحادثة معها، وعلى ذكر المحادثة غمغم بالسباب بغيظ، وقد تعكر مزاجه بفعل هذا الأحمق، بعد أن شعر بسعادة لم تصادفه على الإطلاق قبل ذلك .


❈-❈-❈


وفي الأعلى كانت ماتزال ممسكة بالهاتف تتطلع برسائل المحادثة وهذه الصور الجديدة، رغم توقفه فجأة، ولكنها لاتزال لا تستوعب ما يحدث، كل ما تراه من شواهد يجعلها تصدق، فالرجل يحدثها بذكرياته الشخصية. 


يذكر تفاصيل لا يعلمها إلا هو أو أشقاءه، كما أنه يعبر 

عما يشعر به من ارتياح منه نحوها، وعن إعجابه به وبعغويتها التي لا يصادفها في عالمه العملي، وزوجته الطبيبة، بالتأكيد انها لا تجد الوقت لسماعه، وسماع ما يود البوح به عن نفسه وعما يشعر به ويريده 


فالمرأة أيضًا معها العذر بهذه المسؤوليات الكثيرة الملقاة على عاتقها من عمل بالجامعة والمشفى وعيادة أخرى غير التي يعملون بها هنا.

-إذن هو أيضًا معه الحق. 


غمغمت بها بصوت واضح مع خاطرها الاَخير، ثم نهضت من محلها لتقترب من المراَة لتجلس أمامها تتلاعب في خصلات شعرها الذهبي وتتأمل بجمال وجهها وبشرتها النضرة بفضل الإهتمام المستمر مع المواظبة على متابعة كل جديد يساهم في العناية بها من منتجات جديدة، تطلبها من عصام ولا يتأخر عن تلبية طلبها،


 فهذه من أهم مميزاته، ثم أشياء طبيعية أخرى تفعلها في المنزل مع عزة أحيانًا،  فتأتي بنتائجها السريعة لتزيد من نعومته وإشراقه، فتتساءل، هل بحديث الطبيب معها يقصد فقط العفوية والطيبة كما يذكر لها دائمًا؟ أم أنها حجة لإعجابه بها هي نفسها.


 تنهدت بحالمية مغمضة عينيها أن يكون ما تتمناه حقيقة بالفعل، الطبيب الشهير يعجب بالمرأة الريفية زوجة الرجل الذي يعمل لدي....

فتحت أجفانها فجأة تستفيق من هذا الخاطر الغريب، لتهزهز برأسها لتنفض عنها هذه الأفكار التي شطح بها عقلها، ليُخالف الواقع الذي تعيش فيه ويخالف المنطق. 


نهضت من أمام المرأة لتعقد شعرها للخلف بإهمال قبل أن تعود لتختها كي تغطس تحت غطائها، مقررة النوم حتى تهرب من حيرتها وخيالها البائس، ظلت تتقلب على فراشها وتستجدي النوم حتى غلبها سلطان النعاس، فلم تشعر بنفسها سوى على صوت رنين الهاتف صباحًا، بالنغمة المخصصة بزوجها


 تناولته من فوق الكمود لتجيب بصوتٍ ناعس:

-الوو ... لماذا تهاتفني يا عصام الان.

وصلها رده من الجهة الأخرى:

-ااا لقد اتصلت بكِ لأخبرك أنني لن اَتي على المنزل بعد انتهاء نوبة عملي بعد قليل، فلدي أمر هام سوف أذهب لأفعله .


-اي أمر هام؟ 

سألته باستفهام ليجيبها على نزق:

-سأبحث عن علاج أمي المستورد عند أحد أصدقائي القدامي؛ والذي يعمل بالجمارك، هل لكٍ من أسئلة أخرى؟

كانت تود سؤاله عن اسم الشخص أو إلى متى سيتأخر ولكن لهجته الحادة جعلتها تبتلع كل كلماتها،  لتجيبه باستسلام:


-لا يا عصام، صحبتك السلامة.

رد بصوت هادئ نسبيا ليخفف من حدته:

-لن أتأخر كثيرًا، اذهبي انتي اقضي وقتك مع عزة، ولتفرحي معها بالخبر الجديد:

-اعتدلت بجذعها لتسأله بانتباه:

-أي خبر؟


أجابها من جهته:

-لقد وافق زوجها على اقتراحك اليوم، وسنذهب في نزهة عائلية كما اتفقنا.

-هللت بصوتها تساله بلهفة:

-على حق يا عصام، يعني أنت لا تكذب ولا تضحك علي ككل مرة. 


وصلها صوت زفرته عبر الاثير ليردف بغيظ:

-لا  أكذب يا ابتسام هذه المرة، واغلقي هذه المكالمة اللعينة الاَن حتى لا أتأخر على الرجل.

-حسنًا، مع السلامة يا عصام. 

أردفت بها قبل إنهاء المكالمة من جانبه، لتنهض سريعًا عن تختها تغمرها الحماسة والبهجة.


 فهذه النزهة تحلم بها منذ شهور، ولا تصدق انه وافق  اليوم عليها واخذ أيضًا موافقة زوج عزة، 

صفقت بكفيها بسعادة لتذهب نحو خزانة الملابس تنتقي ما يليق بالخروج من ملابس، قبل الذهاب إلى عزة لفعل التجهيزات اللازمة والاتفاق على المكان المقصود.


❈-❈-❈


وفي الشقة المجاورة 

خرج عمران من حمام غرفته بعد أخذ حمامه اليومي عقب انتهاء نوبته كطقس روتيني تعود عليه كل صباح قبل أن يخلد للفراش، كان يجفف بمنشفته الصغيرة على شعر رأسه، حينما وصل إليه صوتها في هذا الوقت المبكر. 


عقد حاجبيه مندهشًا من قدومها قبل ميعادها بساعة على الأقل، فهذا موعد إفطار عصام كما يعلم ويعرف عن كرهه لأكل الشارع، تناول كرسي مراَة الزينة بهدوء ليجلس ويراقب كعادته من نافذته الصغيرة عبر ثقب الباب الخشبي لغرفته. 


-سنخرج معًا يا عزة اَخيرًا وافق المجنون واقنع زوجك أيضًا، أقسم بالله مازالت لا أصدق حتى الآن.

قالتها ابتسام بفرحة تخاطب الأخرى اثناء جلوسهم في الصالة التي توسطت المنزل، تبسمت لها عزة وهي ترد على كلماتها ببهجة ارتدت عليها من فعل الأخرى لتشاكسها: 


-حبيتي يا فرحانة، الا تجدي انك تبالغين بحماسك هذا؟ فربما كان يكذب عليكِ  ماذا سيكون وقتها رد فعلك؟.

شهقت فاغرة فاهها بقوة وبصوت عالي مستنكرة جعلت عزة تضحك من قلبها، قبل أن تردف لها:

-اقسم بالله وقتها لن أسامحه أبدًا، بعد أن يعشمني يخلى بي؟


أكملت عزة لتتحدث مابين ضحكاتها:

-وماذا ستجني ان لم تسامحيه بعد أن يصيبك الإحباط واليأس.

-عزة!

هتفت بها توقفها لتردف بحزم

-كفي عن المزاح الثقيل يا امرأة، ولا تفسدي فرحتي.


لقد تعطف علي هذا المتعجرف واتصل ليخبرني عبر الهاتف كي ابشرك ولتفرحي معي أيضًا، افرحي يا امرأة وكفي عن رسم السيناريوهات للبائسة.


سألتها باستغراب:

- ولما يتصل بكِ ليخبرك عبر الهاتف؟ الم تنتهي نوبته هو الاَخر مع عمران، لقد عاد الرجل منذ ساعة، قبل أن يدخل غرفته لينام بها.

ردت ابتسام:


-نعم اعلم، ولكن زوجي خرج في ميعاد ضروري، لقد أخبرني انه سيذهب إلى أحد اصدقائه القدامي كي يأتي له بعلاج والدته المستورد، لأنه يعمل بالجمارك. 

-ومنذ متى وزوجك يبحث عن علاج غائب لوالدته؟

سألتها عزة بعفويتها لتُنبه الاَخر بداخل الغرفة على غير قصد، وردت ابتسام تمط بشفتيها:

-لم يذكر لي قبل ذلك، ولكن هذا ما أخبرني به.

صمتت برهة بتفكير في ما قالته عزة، ثم ما لبثت أن تنفض رأسها سريعًا قائلة:

-دعينا في المهم الاَن.


رددت عزة من خلفها لتسأل:

-وما المهم الآن؟

اعتدلت لتردف بغبطة تملأ قلبها:

-أننا نجهز بكل شئ، يعني مثلًا تذهبي أنتٍ من الاَن لخزانتك، تختاري الفستان الذي سترتديه والحجاب المناسب له، والحذاء إن كان يحتاج لتلميع

الصفحة التالية