-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 7 - 1 - الجمعة 19/4/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع

1

تم النشر يوم الجمعة

19/4/2024


-هيا انجزي يا عزة، كل هذا تأخير؟

هتف بها عمران وهو جالس في قلب الصالة بانتظارها، فوصله صوتها من داخل الغرفة:

-خمس دقائق يا عمران ولن أتأخر.

ردد من خلفها بسأم: 


-مرة أخرى خمس دقائق يا عزة، سينتهي اليوم ولن ننتهي من خمساتك ولا تأخيرك.

وصله صوتها هذه المرة برجاء:

-لن أزيد يا عمران على هذه الدقائق تحمل وانتظرني. 

زفر مطولًا ليردف لها من تحت أسنانه يكظم غيظه:

-سأنتظر يا عزة وليُلهمني الله الصبر. 


قالها ثم أصبح يفرك بكفيه وأقدامه في ألأسفل تهتز بعصبية، يستعجل الدقائق والثواني، يريد عقارب السريعة أن تدور سريعًا، حتى يراها ويكون معها بنفس المكان، حتى لو كان معه عزولين كعزة وعصام.


فقد زاد بمحادثاته معها تعلقه بها، عفويتها التي لا يمل من ذكرها لها دومًا بصفته الطبيب، تعجبه هو شخصيًا، جمال صورتها مع طُرف حديثها في ذكر الأحداث، وقد بدأ أنها بدأت تستجيب شيئًا فشيئًا لها في ما يود الوصول إليه! مما يجعله ينقم على هذا العصام يومًا بعد يوم.


 بيده كل النعم ومع ذلك لا يقدر ولا يشعر ولا حتى يتركها لحال سبيلها، لربما....

استفاق من شروده فجأة على خاطره الاَخير، ليرفع كفه ويمسح بأنامله على جبهته يستدرك غباء تفكيره، فما الداعي، لتمني شئ لن يحدث أبدًا.


 يبدو أن فرحته ببعض الرسائل التي تأتيه منها، جعلته ينسى أنها تأتي  لهوية أخرى غير هويته، انتبه فجأة على خروج زوجته من غرفتها وقد أكملت ارتداء ملابسها وهي تخاطبه:

.-ها وقد انتهيت وانتهى انتظارك؟


رمقها بنظرة سريعة يقيمها فقد كانت ترتدي دريس بناتي يناسب جسدها النحيف وهذا التكور الخفيف لحملها في الشهر الخامس، بحجاب لونه هادئ ناسب لون بشرتها الخمرية، تلفه بشكل عصري أظهرها وكأنها مراهقة في الرابعة عشر من عمرها 


بجمال هادئ يريح العين، وطيبة بنفس كريمة، لا تحقد ولا تغل من أحد، مرورها كنسمة مرطبة في قلب الصيف ولكن تظل المشكلة القائمة دائمًا بعقله ولا يستطيع الفكاك منها، أنها ليست الأخرى؟


- يعني مازلت جالس ولم تتحرك، رغم خروجي إليك وقد انتهيت من استعدادي؟ فاأين ذهب صياحك العالي علي منذ قليل؟

تفوهت بها تجفله من شروره، فرد يجيبها وهو يستقيم بجسده واقفًا:


-لا يا عزة لم أنسى ولكني يئست بجلستي التي طالت، حتى كدت أن أفقد الأمل بخروجك الليلة.

تبسمت ترد بمودة مشاكسة:

-إذن فلتحمد الله أنني خرجت قبل مرور الليلة. 

-حسنًا سأفعل.


قالها باستجابة لممزاحتها، ثم أكمل وهو يتناول هاتفه:

-اجلسي وانتظري حتى اتصل برفقائنا الاَخرين.

قالها قبل أن يتصل بعصام جاره وشريكه في كل شئ:


❈-❈-❈


وفي الشقة الأخرى وفور أن وصله الإتصال هتف هو الاخر على زوجته فور أن أجاب الاَخر:

-عمران يتصل بغرض استعجالنا، هل انتهيت با برنسيسة أم لا؟

خرجت إليه بكامل هيئتها تجيبه بلهفة:


-نعم انتهيت من كل شئ، ها ما رأيك إذن؟

قالتها لتلتف أمامه بفستان منقوش يتطاير مع خطواتها ليُظهرها كفراشة، ألوانه الزاهية انعكست على بشرتها لتزيد من إشراق وجهها وقد زادت عليه بالحمرة على الخدين، مع تلوين شفيتيها الوردية بلون أشد وضوحًا.


انتظرت وقلبها يخفق بسرعة من الفرحة وانفاسها تتلاحق بترقب، فقد كان رضائها اليوم عن مظهرها يجعلها في أشد الحماس، أما هو رغم إنبهاره بالفعل من تطورها في مجارة نساء المدينة في الملبس العصري المناسب حسب كل طبقة وقدرتها، وتخليها قليلًا عن الزوق الريفي بالكامل.


إلا أنه أبى أن يُظهر لها الإعجاب في تقيمه السريع لها، ليردف باقتضاب وعدم اهتمام وهو يلتف عنها ليتناول سترته الجلدية ويرتديها:

- جيد.


-جيد!

رددتها من خلفه بصدمة يكتنفها الإحباط، فقد راودها الأمل بقوة أن يعبر عن إعجابه بكلمة أو حتى نظرة تشعرها أنها امرأة مرغوبة في أعين زوجها والجميع، تدلت أكتافها بيأس وفتر الحماس الذي كان يغمرها.


 ليحل محله، النظرة العادية لكل شئ، نحو نفسها ونحو النزهة التي ستخرج إليها الاَن، والحياة عامة.

خرجت من خلفه تزامنًا مع خروج جارتها وزوجها ليلتقيان في نفس اللحظة حتى يخرجا معه.


القى التحية عصام نحو رفيقه الذي كان يغلق باب شقته فور خروج زوجته التي انضمت لجارتها في حديثٍ نسائي سريع ببنهما حول المظهر والإعجاب المتبادل عن عما ارتدينه من ملابس.


ليسبقا الرجلين بعد ذلك في هبوط درج الملحق وخلفها زوجاتهما، للذهاب نحو وجهتهم.


❈-❈-❈


وبداخل السيارة التي استأجرها عصام من أحد رفقائه كما قال لهم، وتكلف لمهمة القيادة بنفسه، كان عمران في في الكرسي المجاور له، دمائه تغلي داخل عروقه من الغيظ، وعينيه تذهب كل دقيقة في المرأة بخبث يراقبها.

جالسة في الخلف مع زوجته.


 تتحدث معها باندماح وتغافل تام عنه، وعن احتراقه برؤيتها هكذا وبهذه الروعة المبالغ فيها، الحمرة الكثيفة على بشرتها البيضاء ولون الورد الذي أضافتة بقوة على لون شفتيها الطبيعي، والفستان المنقوش بألوان قوية لتنعكس عليها فتزيدها فتنة فوق الفتنة.


كيف سمحت لتفسها وكيف سمح لها هذا الأحمق بالخروج هكذا؟ إنها تمثل دعوة خالصة للفتنة؟ بزينة وجهها وفستانها الذي يتطاير مع الهواء لينحصر عليها

في بعض الأوقات ويحدد ساقيها.


  لقد رأى ذلك بنفسه اثناء مغادرتهم الملحق وفي طريقهم لاستقلال هذه السيارة؟ لا والادهى من ذلك، هو ما يشوب وجهها من لمحة للحزن لا يعرف سببها الاَن، ولكنها تضيف بُعدًا اخر لسحرها.


-هل سنعود بعد المغرب على ميعاد النوبة، أم قبل ذلك؟

هتفت عزة بالسؤال ولم ينتبه زوجها في غمرة شروده، لتعيد المحاولة مرة أخرى بالهتاف بأسمه:

-عمران! .

أنتبه يرد بإجفال:

-ماذا يا عزة؟ ماذا تريدين؟


تدخل عصام بقوله له:

-إنها تسألك عن ميعاد رجوعنا، اين كنت شاردًا يا رجل؟

استدرك يجيبها على حرج:

-لا يا عزة، فاليوم اعتبريه إجازة بنصف دوام، عم مدبولي عامل الحديقة سيتكلف بمتابعة الحراسة حتى نعود إليه.


ردت ابتسام بلهفة مخاطبة زوجها:

-يعني هذا أن نزهتنا ستطول عما كنا متوقعين يا عصام؟

-نعم عزيزتي، فقد تفاهم عمران مع الرجل واقنعه للإنتظار حتى العاشرة أو الحادية عشر على الأكثر.


سمعت منه لتهلل شاهقة بالفرح وتردف موجهة الكلام لعزة ولزوجها متجاهلة صاحب الفضل الأصلي:

-يالهي، إنه يوم سعدي إذن، هذه النزهة أحلم بها منذ شهور، على أمل في ساعة أو ساعتين بالكثير، ثم تأتي الاَن وتصبح ساعااات! هذا أنجاز، أقسم بالله أنجاز.


ضحك عصام مرددًا لها:

-نعم يا مجنونة حتى تأخذي فرصتك.

صاحت ضاحكة بانطلاق دون تحفظ رغم وجود عزة وزوجها معهما بالسيارة لتقول بلهفة:


-إذن فلنستغل كل لحظة، بعد سماع الفيلم بصالة السينما. تاخذونا لمطعم ما أو كازينو على النيل كما نرى في التلفاز أو حتى بجلسة على الكورنيش لنتمتع بالجو الساحر.

جلجل بضحكاته عصام يرد على كلماتها:


-اتريدينها جلسة رومانسية أيضًا؟

شهقت مرددة بتشدق وعينيها نحو عزة وكانها تطلب منها المشاركة:

-وهل نحن أقل منها مثلًا؟

رد زوجها في الأمام:


-لا سمح الله، وهل يجرأ العبد الفقير على قول ذلك؟ قولي يا أبا عمران، هل أنت تجرأ على التقليل من حرمك المصون؟ 

نفي المذكور برأسه إليه يدعي الإستجابة للمزاح بابتسامة مغتصبة، حتى لا يفسد الجو المرح في السيارة.

الصفحة التالية