-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 7 - 2 - الجمعة 19/4/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع

2

تم النشر يوم الجمعة

19/4/2024

لتستمر المناكفات طوال طريق ذهابهم، بين عصام الذي تخلي عن عقده الدائمة ليعطي عقله استراحة قليلة اليوم ويُجاري المناسبة، وزوجته التي كانت تتعامل بانطلاق وبهجة تغمرها لفعل شئ تمنته بشدة.


 أما عزة فكانت تشاركهم على استحياء رغم الغصة التي كانت تذبح قلبها، بهذا الشعور القاتل وهي ترى تناغم الزوجين بالحديث والمزاح رغم كل المشاكل التي تعلمها عنهما، ولكن يوجد بينهما أرض مشتركة يقفون عليها، كمعظم الأزواج، يتحدثون أو يتضاحكون أو حتى يتشاجرن.


 لا يوجد مسافة تفصلهما عن بعضهما، كالتي تعيشها مع هذا الرجل الجالس في الأمام وتضمه السيارة معهم. ولكنه ليس معهم، كم تمنت من قلبها أن يشاركها هذه اللحظات بحلوها ومرها، تجد منه الود معظم الأوقات، ولكن لا تجد هذا الشئ الذي يميز كل علاقة بين اثنين، هي لا تريد منه إهتمامًا بقدر ما تتمنى بشدة أن يراها!


❈-❈-❈


بعد انتهاء الفيلم بشاشة العرض الكبيرة، والاستمتاع بمشاهدته وصل الأربعة ليكملا السهرة في كازينو على النيل بناءًا على رغبة ابتسام وبدعم من عزة، التي أيدتها كما تفعل على الدوام، كجبهة نسائية وجدتها فرصة لأخذ حقها اليوم في الاستمتاع بالنزهة.


-أرجو أن تكون راضية عن الخدمة حرمنا المصون؟

قالها عصام بتفكه في بداية الحديث إلى زوجته التي كانت تتناول من طبق المتلجات بجوار عزة، فضحكت مرددة له:


-نعم يا سيد عصام راضية وعزة صديقتي أيضًا راضية، حتى هذا الجنين بداخل أحشائها راضي، ولذلك نرجوا منك تكرارها بشكل دائم أنت ورفيقك، ولتكن اسبوعيًا حتى .

فغر فاهه مستنكرًا وهو يطالع وجه عمران الجالس بجواره في الجهة الأخرى من المنضدة، ليخاطبه بلهجة بائسة:


-أسمعت يا راجل؟ هكذا هن النساء، تعطيها يدك فتطمع بالذراع كلها.

تبسم له الاخر يرد ببعض المرح وكأنه يخاطبها:

-وما الضرر من الحلم يا رجل؟ فلنترك لهن مساحة   للحلم. 


هتف عصام وقد أطربه الرد:

-نعم صدقت، لا ضرر من الحلم، إحلمي يا حبيبة قلبي إحلمي. 

زمت بشفتيها تدعي الغضب فتدخلت في الحديث عزة برد على الرجلين:

-إحلمي جارتي ولا تيأسي من سخريتهم، فربما تحقق حلمك قريبًا. 


سمعت ابتسام لتتوسع عينيها بلهفة وقد أعجبها الكلمات، لتهتف بمناكفة في زوجها:

-نعم ساحلم، فعسى أن يتحقق حلمي قريبًا جدًا جدًا.

هز برأسه عصام مرددًا بادعاء اليأس:

-لا فائدة من الكلام، حينما تضع المرأة شيئًا برأسها لا تهدأ أبدًا عن المحاولة والإلحاح.


ردت لتؤكد من خلفه:

-نعم ف الإلحاح هو سبيلنا الوحيد أمام تعنتكم أيها الرجال عن تنفيذ مطالبنا.

تأوه عصام ليردف بدرامًا مخاطبًا الاَخر:

-نحن من تسببنا لأنفسنا بهذا، فلتُجهز رأسك يا صديقي لوجع الرأس .


قالها ليضحك معه الجميع وتستمر الجلسة اللطيفة والحديث الطريف بين أربعتهم حتى صدح هاتف عصام بمكالمة واردة، فاضطر للابتعاد حتى يرد على المتصل. وبعد ذلك بدقيقتين نهضت عزة فجأة لتسأذن هي الأخرى:

-ألى أين يا عزة؟


سالها عمران لتُجيبه على حرج:

-سأذهب للمرحاض ولن اتأخر. 

همت لتنهض خلفها ابتسام وتذهب معها ولكن عزة منعتها بقولها:

-إجلسي حبيبتي ولا داعي للإزعاج، لقد قولت لعمران، لن أتأخر. 


قالتها ثم ذهبت لتخلو المنضدة إلا منهما الإثنان، أبتسام والتي كانت تتناول بتلذذ في كأس المثلجات الغني بالأطعمة المختلفة، مع اندماجها في مشاهدة إحدى البرامج الحوارية في الشاشة أمامها، غافلة عن نظرات تخترقها بلا تحفظ الاَن مع انصراف العزولين، ودقات قلبه التي كانت تضرب بين أضلعه بقوة تخترق أسماعه .


أخيرًا جاءت الفرصة ليجمعهما مكان واحد، ومسافة صغيرة بحجم المساحة الفاصلة بينهم على المنضدة، تتحرك شفتيه بعجز يريد قول أي شئ للفت انتباهها، أي حركة تجعلها تنظر إليه وتتحدث معه، لو حتى كجاربن، او كرفيق لزوجها أو زوج لصديقتها.


الأهم هو أن تضع عينيها بعينيه، وترفع الحاجز الذي يمكنها من تخطي هذا التشوه، كما حدث مع جميع من عاشرهم، ومع التعود شيئًا فشئ ربما ترا به وجهًا اَخر، بعيدًا عن هذا التشوه، فقط تنظر، فقط تراه، واه ثم أه لو تشعر به.


تحمحم يجلي صوته وقد وجد اَخيرًا شيئًا يحدثها به:

-يبدوا أنك من محبي برامج التوك شو.

التفت برأسها إليه مستفهمة:

-نعم!

تماسك حتى لا يتلجلج في الحديث إليها:


-أتكلم عن هذه النوعية من البرامج، يبدوا أنك من محبيها.

أومأت برأسها تقول باقتضاب قبل أن تعود للمشاهدة مرة أخرى:

-ليس البرنامج، ولكني أحب المذيعة نفسها.


سمع منها ليلتفت إلى المذيعة الجميلة وهي تتحدث بلباقة مع الضيف أمامها، وتدفع الجمهور معها للتفاعل بالتصفيق او الضحكات، فتضحك هي الأخرى وكأنها معهم بقلب الأستوديو، ليشعر وكأنه قد أحب المذيعة، لحبها هي.


 هم لفتح موضوع اَخر يخلق مساحة للحوار معها، وهو يفكر بعمق، ولكن لم يجد، فتفوه يسألها ببلاهة:

-إذن فهي مذيعة مشهورة.

ألتفت برأسها إليه تجفله بقولها:

-مشهورة! كيف لا تعلمها وهي من أشهر المذيعات في مصر؟


ردد بارتباك :

-نعم ولكني لا أعلمها؟

تطلعت إليه باندهاش صامته وكأنها شيئًا غريبًا أمامها حتى أصابته التوتر، قبل أن تردف له:


-لا تعلمها وزوجتك تشاهد برنامجها في اليوم مرتين؟ مرة في المباشر والأخرى في الإعادة؟ الست موجودًا في البيت معها؟

بقولها البسيط ونظراته الكاشفة له بجرأتها المعهودة جعلته يشعر وكأنه رجل مغيب، أو ندل في نظرها، هذا ماكان يراه في عينيها وهي تحدق به لاول مرة.


حتى تمنى أنه لم يسألها ولم يفتح معها حوار على الإطلاق، تمالك ليجيبها بدفاعية:

-أنا رجل أعمل طوال الليل وبالنهار أجد راحتى في النوم، ليس لدي وقت للمشاهدة على التلفاز أو أي شئ اَخر.


اومأت برأسها قبل ان تعود لوضعها السابق في المشاهدة، وتغمغم بصوت واضح:

-وعصام أيضًا يسهر طول الليل في العمل ومع ذلك يشاهد ويعرف كل الأفلام التي أحبها.


ختمت بصوت مصمصمة بشفتيها جعلته يتمنى اقتلاع رأسها من جسدها، أو سحب لسانها من داخل فمها، الحمقاء تتصرف معه وكأنه ندل يهمل زوجته ولا يعرف عنها شئ، ثم تقرعه بالكلمات الازعة بدون حياء مع ذكر مميزات زوجها عصام! الذي هذا يتمعن في إذلالها على أتفه الأسباب؟ يصبح الان جيدًا في نظرها بالمقارنة به؟!


-غبية

غمغم بها بداخله وقد جعلته يستشيط غضبًا منها، ومن قصر نظرها، ليلعنها ويلعن حديثه إليها ويلعن حتى خروجه معهما، في هذه النزهة التي ساهمت في أسعادها هي وزوجها، وأتت على رأسه بالصداع وبالنهاية يكره نفسه. 


❈-❈-❈


في الجزء الخلفي من الكازينو والذي يطل على النيل مباشرةً، اتخذ موقعه في ركن ما ليرد على محدثته في الهاتف:

-نعم يا حبيبة، ماذا تريدين يا امرأة في هذا الوقت؟ تهاتفيني وأنا بجوار زوجتي وبصحبة جاري وزوجته!

وصله صوت ضحكتها لتُجيبه بميوعة:


-أُهاتفك لأطمئن عليك يا رجل وأسمع صوتك المحبب إلي، ألم تشتقلي أنت أيضًا يا عصام؟

زفر حانقًا يهمس من تحت أسنانه:

-كُفي عن اَلاعيبكِ معي يا حبيبة، ولا تثيري جنوني في هذه الساعة أرجوكي. 


صدح صوت ضحكتها العالية مرة أخرى، لتُجيب بنبرة يملأها الدلال:

-وهذا ما أعشقه بك، فجنونك هذا ما يثير جنوني أيضًا، ويجعل لحياتي معنى، بعيدًا عن الروتين والملل.

-أممم.


زام بها قبل ان يتابع لها:

-يبدوا أن سفر سيادة النائب إلى زوجته الأولى في البلدة سوف يأتي على رأسي أنا، بعد أن ترك لك الساحة فارغة لتعبثين وتتسلين بمزاجك.

ردت بتأكيد مشاكسة:


-نعم يا سيد عصام، وليس أمامي غيرك الاَن حتى تعود الدورة البرلمانية مرة أخرى، ويعود معها زوجي العجوز، ليرحمك مني.

-ااه، إذن سوف أدعو من قلبي أن يعود المجلس الموقر ولو بدورة استثنائية من الغد.

الصفحة التالية