-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 8 - 1 - الثلاثاء 23/4/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثامن

1

تم النشر يوم الثلاثاء

23/4/2024 



بداخل المشفى المتخصص بعد نقل عزة إليها سريعًا بواسطة السيارة التي أتى بها عصام ورافقتهم من وقت خروجهم من منزلهم، إلى التنزه وصالة السينما والكازينو على النيل، حتى وصل الأمر إلى هنا، 


كانت تبكي ابتسام بخوف كاد أن يوقف قلبها، في انتظار خروج عزة من غرفة الفحص المكثف لمجموعة من الأطباء المتخصصين اجتمعوا لرعايتها بناءًا على توصية مشددة من رئيسة القسم الدكتورة فاطمة زوجة الدكتور عزيز.


أما الرجلين عصام وعمران زوج عزة كان يقطعان الرواق حولها ذهابًا وإيابًا بهيئاتهم المزرية بقلق بالغ وذلك بعد شجارهم في الكازينو مع إصابات طفيفة قد طالتهم، وقد أن تمكنوا من ضرب الرجلين الآخرين رغم كل ما حدث. 


-توقفي يا امرأة عن البكاء بصوت عالي، لقد لفتِ أنظار معظم المارين حولنا.

هتف بها عصام بانزعاج لزوجته، مع عدم مقدرة الأخر على الكلام، فقد قيده إحساس الذنب وتأنيب الضمير، لنسيان وضع عزة الحساس بحملها الصعب.


وسعيه للشجار بحمية الدفاع عن واحدة هي من شجعت بتساهلها مع الرجل حتى يزيد بمغازلتهِ لها، وهو الأحمق،  كانت تعطيه ظهرها رغم جلوسها معه على نفس الطاولة، وكأنه لا يستحق النظرة التي بادلتها للرجل الاَخر حتى ظنها متقبلة ما يفعله ومُشجعة.


توقف ليضرب بكفيه على الحائط الذي توقف خلفه، بندم يذفعه لأذية نفسه وتهشيم رأسه الأحمق، فإن ذهبت هذه الفرصة من عزة لا قدر الله، سوف تزداد صعوبة فرصها في الإنجاب بعد ذلك.


 فجسدها الهزيل لن يتحمل الحمل مرة أخرى سوى بعد سنتين على الاقل على وصف الطبيبة التي حذرتهم قبل ذلك باتباع النصائح حتى يتجنبوا الأخطاء السابقة مع الحذر الشديد في كل مراحل حملها، يحدث نفسه برعب شديد لو تحقق السيناريو الأسوء:


-سنتين سنتين ليُضافوا إلى الخمس سنين الفائتة من العذاب بحمل الأطفال والإجهاض بهم ثم السعي خلف الأطبة والعلاجات المتكررة والمُرهقة.

-هون على نفسك يا عمران قليلًا واطمئن. 

تفوه بالكلمات عصام، مع لمسة بكفه على كتف الأخر من الخلف.


التف إليه عمران بوجه مكفر يستغفر ويردد بالأدعية المتكررة برجاء ، فتابع له عصام بتأثر:

-دع الأمور على الله واتركها، هو مدبر كل شئ، والقادر على استجابة دعوتك ليُنجيها وينجي الطفل معها.


تمتم يرد بصوت واضح:

-يارب يارب، عزة لن تتحمل هذه المرة لو حدث ما نخشاه، هي صابرة وإيمانها قوي، لكنها رقيقة وتكتئب بسهولة، مع اشتياقها القاتل بحمل الطفل. 

-إن شاء الله تحمل طفلها وتحمله انت معها، تفائل بالخير. 


اردف بها عصام قبل أن يجفل على مجئ الطبيبة فاطمة نفسها، أسرع عمران نحوها ليتلقفها من وسط الرواق يقول بامتنان:

-جئتِ بنفسك يا دكتورة لرؤيتها، جزاكِ الله على ذلك كل الخير.

ردت بعجالة وهي تسير بخطواتها المسرعة:


-لا داعي للشكر يا عمران، عزة غالية عندي ولا أقدر على التأخر عنها، رغم غضبي مما حدث.

رد يدافع عن نفسه بصوت متردد:

-ولكن الأمر جاء قضاءً وقدر يا دكتورة.

توقفت هي فجأة أمام الغرفة ممسكة بمقبض الباب، ترمقه بنظرة سريعة قبل أن تردف بعملية:


-لا داعي للكلام يا عمران، المهم هو أن نطمن على عزة والجنين الاَن.

أومأ لها برأسه، قبل أن تتركه وتدلف إلى الغرفة مع الفريق الطبي التابع لها لرعاية عزة، لتغيب بعدها لقرابة الساعة قبل أن تخرج من الغرفة تردف لهم بلهجة مطمئنة:


-الحمد لله توقف النزيف وحياة عزة والجنين بخير 

تهلل وجه الثلاثة مع التمتمة بكلمات الحمد والثناء على عمل الدكتورة وفريقها الذي كان يغادر من خلفها، لتتبع الطبيبة قولها بتحذير:

-هذا مؤقت يا عمران، يعني أن الخطر مازال قائمًا


رد مصدومًا من قولها:

-لما يا دكتورة؟ هل يوجد شئ اخر لا نعلم به؟

أجابت المذكورة بوجه صارم وهي توجه الكلمات:

-انت تعلم بضعف جسدها، مع مشكلتها القائمة بتكرار الإجهاض، قوة الدفعة التي أدت لسقوطها، عقدت الوضع معها الاَن.


فلابد من الراحة التامة بالإستلقاء على ظهرها مع التغذية السليمة هذه الفترة حتى نطمئن على وضع الجنين.

 وبعد ذلك سوف نرى! ادعو الله ان يكون خير، والاَن اعذروني.


ختمت كلماتها ثم غادرت من أمامهم لتترك عمران في حال يرثى لها، يغمغم بشرود وهو يسقط بجسده على مقعد الانتظار خلفه.


-الإستلقاء التام يعني هذا انها سوف تحتاج لمن يخدمها ويرعاها، وذلك لأنها لن تستطيع الإعتناء بنفسها، وكيف لي أنا بفعل هذا؟ 

رفع راسه نحو عصام وكأنه يفكر بصوت عالي:

-أبعث لعمها يرسل زوجته لخدمتها، ولكنها امرأة كبيرة.


 أم أخبرها في الهاتف كي ترسل إحدى بناتها ولكن كيف لهن بالسكن والمبيت في المنزل؟ وهن لسن أشقائها بالدم حتى لا يشعرن بالحرج مني...

توقف قليلًا يردف بالحل الاخير 

- إذن لا يوجد حل سوى بحملها والسفر بها إلى مدينتهم، كي تحظى بالرعاية في منزلهم.


هتف عصام بحزم ليوقف استرسال أفكاره والغمغمة بها:

-ولما السفر والتنقل بها يا معتوه؟ وسير السيارة نفسها قد يضيف إليها المزيد من الأذية لها وللطفل .

رفع عمران رأسهِ إليه بقلة يخاطبه:


-إذن ماذا سأفعل؟ إن كان على طعامي أستطيع تدبيره وحدي والعناية بنفسي أيضًا، أنا رجل اعتدت على حياة العزوبية، إنما رعايتها هي والعناية بها وبطعامها وعلاجها كيف افعل وأنت الأدري بعملي الذي يستغرق الليل كله.


-سأتكفل أنا بعنايتها.

تفوهت بها ابتسام تُجفله، فتطلع إليها متسع العينين وهي تتابع بقولها:

-خدمة عزة وطعامها ليس بالأمر الشاق علي، فهي رفيقتي وانا الأدرى بما تحتاجه الاَن وما تريده.


انا الاقرب إليها الاَن من أقربائها فالمثل يقول، الجار القريب خير من الجار البعيد. 

-بارك الله فيكِ يا ابتسام. 

قالها عصام قبل أن يتجه بخطابه لعمران:


-وانا من ناحيتي سوف أساعد على قدر استطاعتي ولن أمنعها عن عزة في أي وقت، وبهذا تكون انحلت المشكلة، هذا إن لم يكن عندك أنت مشاكل أخرى.

لفظ الأخيرة وكانها سؤال، ليجيب عمران بكل الإمتنان:


-لا لا يوجد يا عصام، وهذا كافي وأكثر، لقد رفعتما من فوق كاهلي عبء ثقيل، ولا أعلم كيف أعبر لكما عما أشعر به الاَن أنت وزوجتك، هذا كثير، كثير جدًا.

رد عصام على قوله بسأم 


-ولا كثير ولا شئ، انهض الاَن كي تطمئن على امرأتك،  ولنرى ما تحتاجه الاَن ومتى تسمح لها الطبيبة بالإنصراف؟


❈-❈-❈


على سريرها الطبي وبعد أن انتهت اَخيرًا من عذاب الفحص، ومحاوطة الأطباء لها، وبحالة من الزعر لنجدتها،  حتى اطمأنوا اَخيرًا مع توقف النزيف، ليرفعوا أيديهم عنها بعد أن تنفسوا الصعداء بنجاتها ونجاة الجنين، رغم تيقنهم بصعوبة الوضع رغم ذلك.


كانت لا تتوقف عن البكاء بحرقة وخوف مما قد يحدث، هزلها وضعفها وخوفها جعلها في حالة بائسة من الحزن.

-توقفي يا عزة ولا ترهقي نفسك في البكاء وذرف الدموع، وقد نجاك الله ونجي طفلك.

تفوهت بها ابتسام بمؤازرة، وهي جالسة على الكرسي المجاور لسريرها.


ردت عزة بصوت ضعيف ومبحوح بالكاد يخرج منها:

-لا تقولي لي أن أتوقف، وأنا مهددة بإجهاض طفلي في أي وقت...

قطعت لتذرف الدموع الحارقة مع قولها:

الصفحة التالية