-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 11 - 2 - الجمعة 26/4/2024

   

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الحادي عشر

2

تم النشر يوم الجمعة

26/4/2024 

أشار بكفه على الشئ المتكور بشكل غريب أمامه، ليسألها مبتسمًا:

-هذه هي رأس الجنين؟

أجابته مبتسمة هي الأخرى لتشير له على الناحية الأخرى:

-نعم وهذه أقدامه


افتر فاهه يضحك ببلاهة أمامها مسرورًا بالإكتشاف الجديد:

-وهي الأخرى أيضًا وضحت أكثر، يبدو أني غفلت عن مراقبتهم. 

استجابت بابتسامة أخرى لتبلتع كلمات تأبى كرامتها على النطق بها.


كادت أن تظل صامتة حتى ينتهي من تأمله، ولكن البرودة أجبرتها لتهمس له:

-جسدي أصبح يرتعش يا عمران .

رفع رأسهِ إليها منتبهًا فتناول القطعة التي بيده حتى ساعدها على ارتدائها كاملة 


فجاء ببقية الغطاء ليدثرها جيدًا لتقع عينيه على وجهها الذي غطته خصل الشعر التي تشعثت بيده وهو يساعدها، ليفاجئها برفعهم بأنامله ويعيدهم للخلف، ويصبح صدغيها بين كفيه الكبيرتان، فقال بغزل:

- مازالت خصلات الحرير هذه تتمرد لكي تثير استفزازي لإعادتهم للخلف. 


تبسمت بجانبية صامتة مع شروده وهو يتحسس بأطراف أنامله نعومة وجنتيها، فقال بدهشة أصابتها في مقتل:

-وجهك اصبح شديد النعومة وذهب عنه البهتان والإنطفاء، حتى بت أشعر بلمساتي عليه كبتلات ورد متفتحة 


ظلت على وضعها تخفي الإنفعال بصمتها، لتجده فجأة يضغط بكفيه لتقابل عسليتيها سوداويتيه ليتأملهم صامتًا للحظات قبل ان يسألها،  وعيناكِ ازداد بريق العسل بهن...

تبسم ليزيد من احتقانها بسؤالها:


-ما بكِ يا عزة؟ متى حدثت هذه التغيرات؟ ما أعلمه أنك مريضة يا امرأة...

توقف فجأة ليضع كفه على القائم الخشبي للتخت مردفًا:

-ما شاء الله، المس الخشب، حتى لا أحسدك بما اتفوه به.

تصنعت بابتسامة تجيبه بتماسك رغم العواصف الدائرة بداخلها:


-السبب هو حملي بالطفل يا عمران، كلما كبر بداخلي وشعرت بقرب وصوله، ازداد انشراح صدري ويقيني بعدل الخالق، أن فرحتي به على وشك. 

ترك وجهها وضيق عينيه يرد بابتسامة:

-وهل كل النساء في حملهن يعلقن أملهن على الطفل فقط كفرحة لهن مثلك هكذا يا عزة؟


ردت عزة:

-لست جميع النساء، ولكني امرأة عرفت جيدًا أين أجد سعادتي، وسعادتي تتمثل بطفل أحمله بيدي، هذا يكفيني.

تنهد يعود برأسه للخلف ويعتدل بجلسته ليردف لها بابتسامة مع تفكيره:


-ليت جميع البشر يجدون سعادتهم بهذا الأشياء الضغيرة، لكانت تغيرت أحوال الدنيا للأصلح.

ردت تُجيبه بقصد تتمنى يصل إليه ولو مرة واحدة:

-من رضي بقليله شعر بسعادة الدنيا بالفعل. 


أطرق برأسه للحظات لم ترى بهم أي رد فعل منه، ثم ما لبث أن يرفعها فجأة متبسمًا لها مع قوله:

-ربما كان قولك حق، ولكن ليس جميع البشر واحد

أومأت برأسها متمتمة بقنوط:

- نعم معك حق.


اجلى رأسه لتجده عاد بوضع كفيه مره أخرى ليتلمس نعومة وجنتيها قبل أن يخاطبها بمرح:

-دعينا الاَن في المهم يا عزة، لمَ تدخلينا في هذه الأحاديث الجانبية والعامة؟

طالعته باستفهام فتبسم يجيبها:


-المهم هو أني سعيد بهذا التغير الجديد بمظهرك يا امرأة. 

تبسمت هذه المرة بفرحة خبئت، فور إكماله الجملة:

-ينقصك فقط بعض الانتفاخ بهن وسيصبحن أكثر جمالًا

زمت شفتيها تسجيب بابتسامة مصطنعة تخفي حرجها، 


فما الفائدة من الجدال مع رجل مثله، قد يسمع منها ولكنه لم ولن ينتبه أيضًا، هذا طبعه ولن يتغير، ولكنها تفاجأت باقترابه المباغت لها وهو يردف بلهجة متحشرجة:

-ولكن تورد الشفتين، لقد لفتوا نظري هم أيضًا وأريد تزوق العسل بهن.


ختم يقبلها بنعومة ويضمها بذراعيه إليه فاستجابت حتى لا يأخذها على كرامته فهي الأعلم بما يفكر به، ولكنه قطع فجأة ينزع نفسه عنها بعد سماع جرس المنزل

فنهض يغمغم بالسباب الوقح على عصام الذي وضع يده عليه بشكل أثار غضبه حتى فتح إليه صارخًا بوجهه:


-ماذا تريد يا غبي؟

ولكنه شعر بالندم مع رؤيته لابتسام التي واقفة أمامه مباشرةً، فأطرقت رأسها تردف له:

-معذرة، لست أنا من يقرع الجرس. 

-ولكن أنا من يقرع الجرس. 


هتف بها عصام من خلفها والذي كان مستندًا بكتفه على الجرس يطالعه بنظرة باردة يعلمها عمران جيدًا، كز على أسنانه، يريد تحطيم وجهه، فهذا الأحمق دائمًا ما يساهم بأفعاله لتشويه صورته في عينيها، فعاد لها يقول معتذرًا:

-أنا أسف لم أقصدك أنتِ والله.


أومأت له براسها ولكن بعدم اقتناع، أما عصام فأجفله بسحبه من ذراعه يردد بعجالة:

-وعندك الوقت للإعتذار أيضًا؟! اريد النوم يا رجل.

استجاب عمران له وبداخله يطلق السباب عليه ساخطًا:

-لعنة الله عليك يا عصام، لعنة الله عليك.



❈-❈-❈


زوجها بالقرب منه وعامل الصيانة أيضًا وهو يُجاهد لإخفاء كل ردود أفعاله برسائلها التي كانت تزيده ابتهاجًا ومرح بداخله، زهي لا تكف عن لأسئلة المتكررة بإلحاح لطلب المزيد من التأكيد والمزيد من كلمات الغزل والإطراء وهو لن يبخل عليها بل سيغدقها لكي تزداد تعلقًا وتشبثًا به.


 حتى تعشق الغزل منه وتعشق صاحب الغزل، وهذه أولى الخطوات:

-حتى الآن لم تجيبني، كيف رأيتني بالفستان المنقوش؟

عادت بسؤالها مرة أخرى بإصرار جعله يفكر لعدة دقائق باحثًا عن إجابة  


-أين ذهبت أيها الطبيب؟

بعثت بالرسالة سائلة حينما تأخر بإجابته عنها، فبعث إليها بالرد هذه المرة وقد وجدها:

-لقد أتاني اتصال مهم وانشغلت به عنكِ، اعذريني عزيزتي.

بعث بها كبداية، ليتبعها بالأخرى:


-وعن إجابة سؤالك بخصوص رؤيتي لكِ بالفستان المنقوش، فقد كان هذا حينما كنت عائدًا من زيارة فحص ضروري لأحد الأصدقاء وأنأ خارج من المبنى السكني الذي يقطنه الرجل، رأيتك وأنت تترجلين من السيارة التي توقفت أمام دار السينما الشهيرة، والتي كان يقودها عصام زوجك ومعه عمران.


خرجت أنتِ الأولى وبعد ذلك أسندتِ بيديكِ امرأة حامل حتى خرجت هي الأخرى معك، أظن انها الجارة التي تحدثت عنها.


كالعادة استطاع بخبثه إيجاد القصة المحبوكة التي اقنعتها لدرجة جعلتها ترسل سائلة على الفور:

-وهل كان المبنى قريبًا إلى هذه الدرجة التي تجعلك تصفني بهذه الصورة من الدقة؟


تبسم بجانبية خفيفة وهو يضغط ليرسل إليها:

-عزيزتي ابتسام، عليكِ أن تعي جيدًا بان المرأة الجميلة تلتف نحوها رؤوس الرجال المعجبة، أينما ذهبت، وفي أي مكان تطأ أقدامها به، فما بالك إن كانت فاتنة مثلك، وترتدي فستانٍ بألوان زاهية تنعكس على صفاء بشرتها 

فتزيدها ضياءً وروعة.


لقد رأيتك وقتها كقطعة حلوى لذيذه يشتهيها الفرد، لذلك ارجو منك عدم ارتداءه مرة أخرى، فقد لاحظت أيضًا أنه يتطاير عن قدميك البيضاء في الأسفل، وهذا منتهى الخطر صدقيني.


انتظر ردها الذي تأخر لعدة لحظات، يستطيع تخمين شكل وجهها الان من تأثير كلماته على عقلها المراهق، كما يصفه دائمًا، ردت بعد قليل برمز يخبئ عينيه من الخجل، ضحك على صدق تخمينه متناسيًا موقعه والرجلين اللذين انتبها إليه، حتى استفاق على صياح عصام الساخط:


-على الأقل كُن كريمًا يا عمران وأشركنا معك كي نضحك أيضًا، أم نترك نحن ما بيدنا وناتي إليك كي نتضاحك سويًا؟


رفع راسهِ إليه يجيبه بنزق بعد ان قطع عليه لحظته السعيدة:

-لا هذا ولا ذاك، سوف أنهي محادثتي على السريع واَتي على الفور.


مصمص من محله عصام يتمتم بالكلمات الحانقة مع العامل الذي كان يدق بالمطرقة على المسمار في الاَريكة الخشبية التي يعمل بها، ويبدوا ان الاَخر يشاركه، ليزفر عمران مع رؤيتهما يتهامسان عليه، ويضطر اَسفًا لانهاء المحادثة برسالته:



الصفحة التالية