رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 10 - 2 - الجمعة 26/4/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل العاشر
2
تم النشر يوم الجمعة
26/4/2024
عصام الذي يخونك الاَن مع امرأة أخرى بعد أن تحجج بزيارة عاجلة لأحد الأصدقاء في المشفى وأنا سمحت له، علّ تكتشفي بغباءك هذا وحدك، لقد سأمت وفاض بي سئمت وفاض بي.
جلس وضجيج أنفاسه قد ازداد خشونة مع انفعاله ولهاثه المتعب من كل شئ، حتى هذه المحادثة التي كانت تسعده، جاءت اليوم لتحرق دمه، تناول الهاتف ليرسل لها بغضب:
-أرى أنك تذكرين زوجك دائمًا وكأنك تعشقينه، إذن لماذا تحدثين غيره لو كان هكذا؟
انتظر لحظات وقد علم من طول انتظارها انها ارتبكت ولا تجد الإجابة ولكنها فاجئته بردها:
-وأنا أيضًا أراكِ تحب زوجتك وأولادك، إذن لماذا تراسل واحدة مثلي متوسطة التعليم ولا تناسب فكر حضرتك ومكانتك؟
أجفلته بردها المفحم، حتى أثارت إعجابه، ليبعث إليها:
-لا تُسيئي فهم ما أقصده، إنه فقط سؤال ألح بعقلي.
أرسلت إليه:
-أنا فهمتك جيدًا يا سيادة الطبيب، يبدو أن كل الرجال فكرهم واحد نحو النساء، رغم ظني بك الخير، ولكني أريد أن أوضح لك.
انا فتحت قلبي لأني ظننتك مختلف، كما أنك أنت من ذكر من البداية، رغبتك في الحديث فقط، ولكن يبدو اني كنت مخطئة.
ارسلتها وأتبعت من خلفها.
-شكرًا لك أيها الطبيب الكبير،
كلماتها العاتبة جعلته يعرف بحجم غبائهِ والخطأ الذي ارتكبه والذي على وشك أن يجعله يخسرها، حتى أصبح يحدث نفسه:
-يا أحمق يا غبي، سوف تعود لنقطة الصفر مرة أخرى معها، ومن المؤكد انك تخسرها، ماذا تفعل لتصحح الخطأ؟ ماذا تفعل؟
يبدوا أنه استغرق وقتًا في التفكير وحديث النفس، ف أرسلت هي له:
-عن إذنك يا سيادة الطبيب، هذا ميعادي مع عزة، لا أستطيع التأخير أكثر من ذلك، سوف اغلق المحادثة،
أغلقتها ولم تنتظر وقت، لتصيبه بحالة من الأحباط يكاد أن يصيبه بالاَم الجسدية.
ليعود بإلقاء الهاتف ورأسه يأن من الوجع، لقد فشل معها كما فشل في كل شئ، حتى في هذا الشئ البسيط، فشل وغيره ينجح ولا يكف عن النجاح وتحقيق النتائج الجيدة، لقد صدق عصام إذن حينما شبهه بالجلف.
عاد بجسده على الكرسي يفرد أقدامه للأمام ويرفع رأسه للأعلى مغمض العينان بتعب، ولما لا وهو الأحمق الذي لا يجيد التعامل مع النساء حتى زوجته، والأخرى التي يتمناها وتشغل عقله ليل نهار، يكاد أن يخسرها، استفزه دفاعها عن زوجها، ولما لا تدافع عنه مدام يعرف كيف يعاملها؟
ظل على حسرته لعدة دقائق حتى فتح عينيه فجأة ليتناول الهاتف، مقررًا الهجوم هذه المرة في رسالته وليحدث ما يحدث، فما الداعي للإنتظار إن كان ما يخشاه قد يحدث في أي وقت.
سوف يبوح عما يشعر به ويخرج الكلمات المكتومة بصدره نحوها، سوف يعبر حتى لو خانه التعبير، ستكفيه المحاولة:
-عزيزتي ابتسام أعلم أنكِ غاضبة مني ولكنك لا تعلمين، بما أكنه في قلبي نحوك، نعم اقول هذا بملء فمي، من وقت رؤيتك ولا أكف عن التفكير بكِ، ومن وقت حديثك إلي، وأسماعي تكرر نبرة صوتك ليل نهار، ورسائلك أعيد قراءتها طوال اليوم، لأستعيد هذه اللحظات السعيدة في يومي كله.
صمت قليلًا بتفكير قبل أن يكمل:
-لقد رأيتك بالفستان المنقوش اول أمس، ولا تسأليني كيف؟ ولكني رأيتك وكاد قلبي ان يتوقف من جمالك، صرت أحقد على زوجك والدم يغلي بعروقي، كيف سمح لك بالخروج هكذا؟ لقد كنتِ فاتنة بحق، وكنت أخشى عليكِ من عيون الرجال التي كانت تأكلك بنظراتها.
أنت رائعة يا ابتسام في كل شئ جميلة جمال لا يوصف وعلى من يتزوجك أن يعي بهذا جيدًا، امرأة بجمالك تستحق الأفضل، تستحق من يقدر جمالها، من يعطيها حقها من الدلال، من يدغدغ أنوثتها بالكلام الرائع دائمًا.
أن يستمع إليكِ ويستمتع بخفة ظلك وعفويتك الرائعة، من هذا المدعو عصام؟ كي يعطيك حقك من كل ذلك.
من هذا الذي يمتلك امرأة مثلك ولا يحيط عليها من عيون الجميع؟
من هذا الذي يعلم أنه متزوج امرأة مثلك، ويسير بين الرجال لا يقدر قيمة ما وهبه الله به.
- هذا ما أشعر به بداخلي حتى لو ما أعجبك او لومتينني على قوله.
أنهى بالجملة الأخيرة ثم اغلق الهاتف لينهض عن كرسيه ويقف ليتنشق أنفاس قوية من الهواء العليل حوله، حتى يهدأ قليلًا من توتره، بعد أن أفضى بالكلمات تظل عالقة بحلقه دائمًا ويكتمها، يصيبه القلق حتى هو يراسلها بصفته الطبيب عزيز، ولكن مع ذلك يشعر ببعض الراحة.
ورغم عدم ضمانه لرد فعلها بعد أن تقرا الرسائل، ولكنه لن يتنازل أو يقوم بالغاء ما أرسله، ولينتظر إذًا ردها بعد قليل أو غذا او بعد الغد، وبعد ذلك سيعلم ماذا يفعل في خطوته القادمة نحوها.
❈-❈-❈
-على مهلك يا عزة، على مهلك.
تفوهت بها ابتسام وهي تساعد عزة في الرجوع إلى فراشها بعد أن ساعدتها في دخول المرحاض، خطت معها بخطوات متأنية حتى أوصلتها لتستلقي على التخت، فعدلت من الغطاء جيدًا كي تدثرها به.
تمتمت عزة بمجرد وضع رأسها على الوسادة بالكلمات الممتنة:
-شكرًا حبيبتي، جزاك الله خير.
تغضن وجه الأخرى كالعادة بغضب لتخاطبها:
-كفي يا عزة الشكر وهذا الكلام الفارغ، مالك يا امرأة؟ أنتِ تزعجيني حقًا.
تبمست لها عزة مردفة:
-ولن أكف عن ازعاجك، مادمت مستمرة في مساعدتي، تحملي إزعاجي إذن.
رمقتها بنظرة يائسة قبل ان تذهب للناحية الأخرى من الغرفة، كي تتناول الملابس التي بدلتها عزة منذ قليل كي تضعها في السلة الكبيرة لملابس الغسيل، ثم قامت بترتيب الفوضى في الغرفة برفع الأشياء ذات غير النفع، ثم رشها بالروائح المعطرة.
عزة والتي كانت تراقبها انتبهت على تغير وجهها على غير عادتها دائمًا، فسألتها بقلق:
-مابكِ يا ابتسام؟ هل عدتِ للشجار مع زوجك؟
هزهزت رأسها بالنفي سريعًا تجيبها:
-لا أبدًا، لما هذا السؤال؟
أجابتها عزة:
-تغير وجهك هو من أخبرني بذلك، ما بك يا ابتسام؟
تبسمت لها الأخرى وهي تحدق بها صامتة لعدة لحظات قبل أن تترك كل ما بيدها، وتجلس بجوارها على طرف التخت، ثم قالت:
-لما نحن هكذا يا عزة؟
هزهزت برأسها المذكورة باستفهام قبل أن تسألها:
-ماذا تقصدين لا أفهم؟
أخرجت تنهيدة كبيرة ثم قالت بشرود وكأنها تحدث نفسها:
-الذي أقصده، أن مشاعرنا دائمًا ما تخوننا، نتمنى الأشياء البعيدة ونحلم بها مع أمل مفقود من تحقيق ما نبتغيه،
ثم يحدث ان تقترب منا ونصبح على وشك التقاطها.
وبعد ذلك تهرب من بين أيدينا او نصطدم بواقع مرير يعيدنا إلى نفس المنطقة التي نحن بها.
ضيقت بعينيها عزة تتطلع بها بتفكير هي الأخرى، للمتابعة بعد توقفها:
-أكملي يا ابتسام واخرجي ما برأسك وأنا سأستمع جيدًا.
زمت شفتيها قليلًا المذكورة ثم أردفت:
-تعلمي يا عزة، وانا في المدرسة الإعدادية كنت أحلم أن أصبح طبيبة مثل كل زميلاتي، فنحن جميعًا في البلدة تكون هذه أحلامنا منذ الصغر، ولكني خرجت منها بمجموع مقبول، ولم يمكني من دخول مدرسة الثانوي العام الجديدة في بلدتنا.
أمي أرادت عدم إكمال تعليمي وتزويجي مثل أخواتي الكبار على الخامسة عشر ولكني رفضت بالإصرار والبكاء حتى وافقت هي وابي ودخلت بمجموعي الضعيف الثانوي الصناعي، فتغيرت أحلامي بها، وجهزت نفسي على دخول معهد ما بعدها او كلية تناسب دراستي وصرت اجتهد بها لاني وجدت بها نفسي بحق.