-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 1 1 - 1 - الجمعة 26/4/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الحادي عشر

1

تم النشر يوم الجمعة

26/4/2024 



تصلب عصام وهو يتطلع إلى زميله وجاره للحظات دون رد، فهذه القرارت المفاجئة، لم يحسب لها حسابًا قبل ذلك، هذا بالإضافة، أنها رغم حزم عمران بها، ولكنها بالفعل صائبة في كل كلمة، تحمحم يمسح بطرف سبابته على أرنبة أنفه، يحاول بطريقة أخرى معه:


-نعم صدقت فهذا هو الجدوى الحقيقي خلف عملنا هنا، ولكننا لا نقصر بشئ يا رفيقي، لا أنا ولا أنت، أعلم أنك متشدد الاَن لفورة غضبك مني لأني تأخرت عليك، ولكني أعدك ألا أفعلها مرة ثانية.


-لا ثانية ولا تالتة، انتهى الأمر إلى هذا الحد يا عصام وكفى. 

هتف بها عمران قاطعًا لينهي النقاش او الجدال معه، عبس وجه الاَخر فظلت ابصارهما معلقة ببعض لعدة لحظات، مابين غاضب، معترض، ولكن لا يجد الحجة في الإقناع، وبين اخر جامد، حاد الطبع، لا يقبل التنازل.


قطع عصام  لينهض بملامح تغيرت مئة وثمانون درجة عن قبل قليل:

-أنا ذاهب لألقي نظرة حول المبنى وخلفه.

قالها وانصرف على الفور، لينظر في أثره الاَخر ويخرج تنهيدة حادة من صدره، فقد يكفيه الان تعكير مزاجه.


❈-❈-❈


"أنت رائعة يا ابتسام في كل شئ جميلة جمال لا يوصف وعلى من يتزوجك أن يعي بهذا جيدًا"


تقرأ في الكلمات وتعيد عليها وتكررها الاَف المرات، من وقت عودتها لمنزلها في الصباح الباكر، بعد قضاءها ليلة أمس كالعادة مع عزة، لتفاجأ بهذا الخطاب الرائع في رسالة واحدة منه، وهو يعبر فيها عن إعجابه بها، لا بل هيامه...  يا إلهي، الطبيب عزيز بجلاله قدرة يهيم ويتغزل بها هي! بكلمات أجمل من الشعر نفسه.


تشعر أن قلبها كأرنب بري يتقافز في الغابة المخضرة، من فرط السرعة والفرحة، تبحث عن أجمل فقرة أو أجمل عبارة، فترفع الهاتف أمام عينيها لتُعيد على إكمال الفقرة نفسها كي تستمع، بوقع الجملة على أسماعها:


"امرأة بجمالك تستحق الأفضل، تستحق من يقدر جمالها، من يعطيها حقها من الدلال، من يدغدغ أنوثتها بالكلام الرائع دائمًا، أن يستمع إليكِ ويستمتع بخفة ظلك"


أثارتها العبارة لتهف بصوت عالي:

-اَه والله، إنني في أشد الحاجة لذلك أيها الطبيب العزيز، يا طبيب القلوب أنت، يا إلهي ما أروعك تعبيرك، إذهب وأخبر الأحمق زوجي بدلك، قل له على المعلومات الرائعة، عله يسمع أوي يفهم الغبي. 


-لقد رأيتك بالفستان المنقوش اول أمس، ولا تسأليني كيف؟ ولكني رأيتك وكاد قلبي ان يتوقف من جمالك،  صرت أحقد على زوجك والدم يغلي بعروقي، كيف سمح لك بالخروج هكذا؟ لقد كنتِ فاتنة بحق، وكنت أخشى عليكِ من عيون الرجال التي كانت تأكلك بنظراتها.


 -ااااه

صرخت بعد هذه الفقرة بتأؤهٍ حارق، حتى عادت لتلمس بكفيها على وجنتيها تتحسس السخونة التي تشعر بها في الداخل، وتتابع بحديث نفسها:

-ما هذا الذي يحدث معي؟ أشعر أني بالغت في أحلامي حتى عيشتها بالفعل.


 أم أنني اتوهم، أم تراني مازلت نائمة بجوار عزة وهذا أيضًا حلم؟ يااا 

صرخت مرة أخرى لتردد بتذكر :

-لقد راَني بالفستان المنقوش وأعجبه علي، حتى أصبح كاد ان يتوقف قلبه من جمالي، كما يقول.

توقفت لتردف صائحة:


-تبًا لك يا عصام، فقد أحبطتني في هذا اليوم، وجعلتني انظر لنفسي وكأني امرأة عادية او ينقُصني شئ ما وأن كل مجهودي في التزين والتجهيز خلال يومين ذهبت سدى، تبًا لك تبًا لك، ولكن..


 توقفت عن الصراخ لتغمغم سائلة باندهاش:

-ولكن كيف راَني الطبيب ليصفني هكذا وبكل دقة؟

-كيف؟؟

غمغمت بالتساؤل شاردة في الإجابة، حتى استفاقت على صوت زوجها الذي دلف فجأة للغرفة هاتفًا بها:


-ما بكِ يا امرأة؟ لقد وصلني صوت صراخك وأنا على درجات السلم في الخارج ؟ هل حدث لكِ شئ ما .

أجفلت على النظرة القلقة بعيون زوجها، فانتفضت ناهضة عن التخت لتخلع عنه معطفه وتجيبه بضحكة مضطربة:


-لا شئ مزعج ع الإطلاق، أنا لم أصرخ أساسًا بل هي ضحكات بصوت عالي خرجت مني إثر مشاهدتي لفيديو كوميدي على أحد التطبيقات الشهيرة. 

-فيديو كوميدي!

رددها بعدم اقتناع قبل أن يتحرك من جوارها ويذهب نحو اقرب كرسي ليخلع عنه حذائه.


أردفت هي بكلمات سريعة متلهفة وهي تتذكر فيدو فعلا رأته بالأمس:

-نعم فلقد كانت سيدة بدينة وعصبية جدًا وأولادها كانوا يستغلون هذه النقطة جيدًا لكي يستفزوها و....

-كفى يا ابتسام بالله عليك


صاح بها عصام مقاطعًا لها ليردف بسأم وإرهاق:

-لست بحاجة لهذه الاَحاديث الاَن، رأسي تئن لطلب النوم، ولكني تصرخ من الجوع، إلحقيني بالطعام كي أُسكت وحوش البطن، حتى أتمنى بعدها لأريح الرأس.


برقت عينيها أمامه مستدركة خطأها، فقد تناست في غمرة صياحها وفرحها إعداد طعام الأفطار اليومي له، ويبدو أنه استشعر ذلك فهدر بها غاضبًا بسؤاله:

-ما الذي يؤخرك يا جميلة الجميلات عن إفطار زوجك، أتكوتين نسيتي إعداده؟


أردفت بتلعثم وهي تعلق المشجب من خلفها، قبل أن تعدو مسرعة كي تتجنب عاصفته:

-ااا لا لا، لقد تأخرت فقط في المجيء من عند عزة، ولكني سوف أعده على الفور، وفي ظرف دقيقتين سيكون جاهز بإذن الله لا تقلق.


استوعب هو كلماتها فور أن اختفت من أمامه، ليصرخ دافعًا بأقرب شئ طالته يده من أدوات الزينة على التسريحة من خلفه على مدخل الباب الذي خرجت منه:

-تبًا لكِ، ولميوعتك، تدعين عودتك متأخرة من عند عزة وصوت صياح ضحكاتك كان يصلني في الخارج، ادعو الله ينفجر بك أنبوب الغاز حتى اتخلص منك ومن حججك الكاذبة يا ابتسام.


❈-❈-❈


في الشقة المقابلة وفور عودته من الخارج،  ولعلمه الأكيد أنها قد ذهبت الاَن إلى منزلها، فقاده شعور الإيمان أن يتحرك نحو غرفته على الفور، ليتفاجأة بشهقة  من امرأته التي أجفلها دخوله المفاجئ حتى تدلى كوب المياه التي كانت ترتشف منه، وسقطت المياه على ملابسها.


 لتُشهق مرة أخرى لبرودة المياه على جلدها،  هتف هو باستياء على مشهدها:

-اللعنة يا عزة، أظننتني شبحًا مخيفًا حتى تجفلي بهذه الصورة كلما رأيتيني؟

رددت بتلعثم وهي تنفض في قماش بيجامتها التي اغرقتها المياه:


-لا تأخذ الأمر بهذه الحساسية، أنا فقط جزعت لاني لم أشعر بخطواتك او أي حركة منك.

غمغم بالسباب البذئ ساخطًا منها، رغم الأشفاق عليها من المياه الباردة، التي تحاول بعجز التخلص منها، حسم أمره ليهتف بها قبل ان يخلعه عنه:

-توقفي دقيقة وانتظريني. 


أذعنت على مطلبه، فلم تنتظره طويلا حتى وجدته، يتناول من خزانة الملابس إحدى القطع المطوية ومنشفة نظيفة من الضلفة الأخرى، ثم واقترب يشاركها الفراش ليخلع عنها الجزء الأعلى من بيجامتها، فرددت هي معترضة بحرج:

-لست مضطرًا أستطيع الاعتناء بنفسي.


هتف هو الاَخر بغضبه:

-أرحميني يا عزة الاَن من الجدال العقيم واصمتي حتى أكمل ما افعله.

اذعنت مرة أخرى لمطلبه وظلت صامتة، حتى خلع القطعة وأتى بالمنشفة ليجفف بها على جلدها الذي تعرى أمامه لتزداد هي خجلًا.


ولكن لم ينتبه هو، فقد ارتكزت عينيه على البروز الواضح لوضع الجنين بأحشائها ليردف بشرود:

-لقد ازداد كبرها عن اَخر مرة رأيتها بها، أجابته بلهجة بداخلها العتب وكالعادة لم ينتبه أيضا:

-ذلك لازدياد حجم الطفل بها.

الصفحة التالية