-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 9 - 1 - الجمعة 26/4/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع

1

تم النشر يوم الجمعة

26/4/2024 



التف للمراَة يتبع بأطراف أنامله خشونة ذقنه الغير الحليقة، ليقول لها بمزاج رائق بعض الشئ:

-اعقلي يا امرأة وتذكري مركزك يا زوجة النائب. 

طقطقت بفمها صوت امتعاض قبل أن ترد عليه:

-بئس الترهلات والتجاعيد.


 لماذا تذكرني بهذا الملعون الذي يلهث على صعود درجتين فقط من السلم؟ تبًا له، لديه بطن كبيرة تصلح لحمل طفلين.

إلى هنا ولم يقوَ على كبت الضحكات ولكن بصوت مكتوم، حتى أدمعت عينيه، ليتوقف اَخيرًا يرد عليها:


-انتي عنصرية بالدرجة الأولى، سوف أبلغ عنك الشرطة، وذلك لسخريتك من رجل وطني يخدم في المجلس الموقر ويراعي مصالح المواطنين. 

 سمعت منه تزوم بفمها ثم عادت بطلبها مرة أخرى:

 -إذن ف تعالى وبعدها افعل ما شئت.


عاد هو الاخر للإعتراض بقوله:

-كيف يا امرأة؟ انا بصحبة جاري، ولا يصح أن أتركه وحده في المنزل. 

تابعت بالحاح:

-إذن تحجج بأي شئ وأنا سوف أقصر عليك المسافة، والتقطك بالسيارة.


-لا يا حبيبة لا تفعلي، سيارتك أصبحت معروفة بالنسبة إليهم، لو رأها عمران سوف يشك على الفور 

صاحت بنفاذ صبر:

-إذن كيف ستأتي يا رجل؟ لقد مللت من الوحدة في هذا المنزل الكبير المخيف.


ولا سبيل أمامي إلا أنت، أُريدك وأشتاق إليك، حتى أبدل ذكرياتي البائسة مع هذا البائس، بأخرى جميلة معك.

صمت قليلًا بتفكير ثم ما لبث أن يجيبها:

-حسنًا فانتظري ميعاد مناوبتي بعد المغرب، وسوف أبحث عن حجة ما أتحايل بها للأستذان من عمران قليلًا.


 ولكني لن أتأخر أكثر من نصف ساعة أو ساعة على الكثير .

وصله صوتها المبتهج، تكفيني الساعة، المهم أن تأتي .

-حسنًا اتفقنا.

قالها وأنهى المكالمة، ليتناول معجون الحلاقة استعدادًا لتنعيم ذقنه.


غافلًا عن هذا الذي استمع للمكالمة كاملة قبل أن يعود على أطراف أنامله، لوضعه السابق على كنبة الصالون، ويدعي النوم، وعقله يعيد كشريط تسجيل قديم، جميع ما ذُكر وفهمه من الكلمات، إذن عصام عاد مرة أخرى للخيانة كما توقع ومن امرأة اسمها حبيبة وزوجها نائب في مجلس الشعب.


  وهي نفسها صاحبة السيارة الذي أقلتهم يوم الذهاب إلى دار السينما وبعدها إلى المشفى، وقد كذب عليهم بالقول انها ملك صديق قديم، إذن....

توقف وذهنه اتى بصورة والمرأة التي أتت منذ أيام، لتقل عصام معها بسيارته...


كيف له أن ينسى امرأة مثلها؟ وكيف له ان يتعافل عن صورة السيارة، التي عمى عن لونها بالليل؟.

إذن فهو عرف السيارة وعرف المرأة، يتبقى فقط العنوان، وأسم سيادة النائب زوجها.


❈-❈-❈


في المساء 

وبعد أن انتهى اليوم مع عزة برعايتها وتتبع مواعيد  الأدوية الخاصة بها ومساعداتها في عدة أشياء انثويه، بالإضافة إلى عمل حلوى القاضي التي أسعدتها كطفلة صغيرة، وتوزيع الأطباق العديدة منها على عمال المركز  القلائل، والمتواجدين دائمًا لنظافة المركز وتسجيل مواعد الحجز.


بالإضافة إلى العم مدبولي عامل الحديقة؛ الذي تولى الحراسة في غياب الرجال باليوم المشؤم، والذي انتهي بإصابة عزة والتهديد بسقوط الطفل، انعشت نفسها بحمام دافئ، لتستريح قليلًا قبل الذهاب إليها،ثم استلقت على تختها، والذي لا تجد الراحة إلا به، فهذا مسكنها وجنتها، حتى مكانها في منزل أهلها، لا ترتاح به.


تتنعم بروعة الفراش المعطر برائحة الزهور،  لتتنفسها وكأنه تتنفس من نعيمها، ظلت مغمضة عينيها باستمتاع حتى تذكرت هاتفها الذي تناسته في غمرة انشغالها منذ أمس، لتفاجأ بعدة رسائل منه بتواريخ مختلفة، وكأنه يحدثها بعتاب:


-السلام عليكم.

-لماذا لا تجيبي؟

- هل تركت الهاتف ام لم يعد لدي اهمية عندك حتى تجيبي، أو تطالعي الرسائل؟

-ابتسام .

-أجيبي والا ساقطع  معكي ولن أراسلك مرة أخرى  


انتفضت لترسل ردها على الفور:

-لم يكن بخاطري تجاهل رسائلك، انا لم افتح هاتفي منذ الأمس سوى الاَن لعدة مشاكل حدثت معنا.  

وفي الناحية الأخرى:


-انتفض هو الاَخر بدوره كي يجيبها بلهفة غير مصدق لعودتها بمراسلته، أمسك الهاتف بإيدى مرتعشة من فرط ما يشعر به من فرح، يقرأ في الكلمات بتأني ويبحث عن رد مناسب يناسب الطبيب المحترم، زفر بقوة يهدأ من نبضات قلبه المتسارعة ثم ضغط ليبعث إليها رسالة مقتضبة:


-وماهي نوعية المشاكل التي تجعل المرء يتجاهل رسائل هاتفه ليومين؟

بعثت إليه:

-الم تعرف من زوجتك الدكتورة فاطمة بما حدث لعزة في الأمس وكاد ان يسقط جنينها لولا ستر الله .


بطرف سبابته تلاعب على أعلى شفتيه بتفكير عميق قبل ان يجيبها:

-نعم ذكرت لي فاطمة لكن على عجالة عما حدث، لكن وما دخلك أنتِ بهذا الأمر؟


بعثت ترد وتجيبه:

-كيف لا يعنيني هذا الأمر؟ وعزة جارتي، وأنا من أقوم برعايتها منذ الحادث.

زامم بفمه يبعث لها سائلًا بفصاحة يدعيها:

-أيضًا ما دخلك؟ اليس لها زوج كي يرعاها ويقوم بخدمتها؟


بعث وانتظر الرد حتى جاءه ليقرأ محتوى الكلمات فتوسعت عينيه واظلم وجهه وهو يقرأ بصدمة:

-لا تسألني عن هذا الأحمق، إنه قطعة جماد صدئة، لا يشعر ولا يشغله أمر زوجته، لقد صدق عصام حينما لقبه قبل ذلك بأنه جلف!


❈-❈-❈


بأنفاس هادرة وصدره يصعد ويهبط بتسارع كاد أن يهلكه، هذا الاحمق يطلق عليه الجلف من خلف ظهره، وامام من؟ أمامها هي التي يتمنى نظرة واحدة منها إليه تطالعه بها.

جلف! أنا جلف؟


 يستمر بترديد الكلمة وكأنه قد أصيب بالجنون.

وبقبضة يده كان يضرب على الطاولة المجاورة له يود تهشيم الهاتف، او أي شئ يطفئ نار غضبه.


 وهو يعيد على قراءة الكلمات مرة ثم مرة دون أن يرد عليها حتى أقلقها لتبعث إليه برسالة لتسأله:

- لماذا لا ترد؟

بضغط قوي على حروف الكلمات أرسل إليها:

- لأني لا أحب الشتيمة في ظهر الغير، والتشبيهات الوقحة، عمران هذا رجل رائع وأنا لا أجد عيبًا واحد به.


-ارسلت هي تجيبه:

- نعم أنت لا تجد لأنه يعمل عندك ولا تعاشره ولكننا نحن من نراه ونتعامل معه، هذا رجل جامد المشاعر ولا أراه يفكر سوى بنفسه، لأن الرجل يجب أن يهتم بزوجته ويقترب من عقلها لكن هذا لا يفعل شئ، وعندما أطلق عليه لفظ جلف كما ذكر عصام نحن لانتجنى عليه.


-مرة أخرى تقول عصام ولقب الجلف.

كان يردد بها والدم يغلي بأوردته كحمم بركانية قادرة على إحراق كل من تقابله في طريقها، ما كل هذه الصفات السيئة التي تنعته بها؟


 وما هذه الصورة القاتمة التي طبعت في عقلها عنه؟انها مقتنعة بما تتفوه به بل وتحاول أقناعه هو بذلك؟ لتزيد احتراقه برسالة أخرى. 


-زوجي عصام على قدر كل عيوبه معي والمشاكل التي بيننا لكني أجده دائمًا يفهم ما أحب وأكره من نظرة عين، إنه جيد ومتفهم وهذا ما يعجبني به، حتى رغم كل ما يحدث بيننا حينما نتشاجر أو يحدث بيننا شئ ما، يكون شديد القسوة معي، ولكن في عودته عندما يصالحني يصبح رائعا بحق، أنه جيد رغم كل شئ.


قرأ ولم يتحمل ليُلقي الهاتف من يده وينهض عن كرسيه يقطع ذهابا وايابًا وهو يهدر نحو الهاتف وكأنها يُخاطبها هي:

-ثاني عصام ثاني عصام يا حمقاء، عصام  الذي يتمعن بإذلالك تذكري فيه القصائد وتبحثين له عن الحجج في ذلك.

الصفحة التالية