-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 32 - 1 - الخميس 4/3/2024

 قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الثاني والثلاثون 

1

تم النشر يوم الخميس

4/3/2024


يصلُ بي الشّرود إلى وجهك دائمًا.



فتحت عينيها وهي تشعر بالألم الشديد بداخل رأسها ، استيقظت وجدت نفسها ، نائمة علي فراش ناعم ، جلست نصف جلسه علي الفراش ، وجدت نافذه بجانبها تطل علي البحر الذي كان باللون الأزرق ، والمكان يهتز يمين ويساراً براحه ، كأنها في سفينة كبيرة .


لحظه لحظه ، أين أنا ؟؟ 


هذا السؤال الذي كان برأسها ، فهي اخر مره تذكرت أن أحد اختطفها أمام المشفي ، إذا فهي مخطوفة الآن ، وضعت قدميها نحو الارضيه ، وهي تستعد للوقوف ولكن هذا الالم يؤلم رأسها ، مما جعلها لا ترى شئ  ، ولكن عليها أن تتحمل الألم وتعرف أين هي  ، ولما اختطفوا بتلك الطريقة ، وماذا فعلت هي حتى يختطفوها ؟؟؟ .


اسئله عديده تدور في رأسها ولكن عليها أن تعرف لما هي هنا ، وأين هي ، ومن هو الذي اختطفها ؟ ، حاولت أن تقف للمرة الثانية وتحملت تلك الألم الذي يوجد في رأسها ، ذهبت بخطواتها المتمهلة نحو النافذة حتى تاكد شكوكها ، فهي تشك أنها في سفينة  ، واقتربت وجدت نفسها تنظر إلى البحر و السفينة تمشي بكل هدوء ، مثل ما توقعت تماماً .


شعرت بالخوف حين نظرت بجانب السفينة لم تجد أي سفينة صغيرة تطلب منها المساعدة ، فهي لم تجد شيئا تطلب منه المساعدة ، أسرعت نحو الباب حتى تفتحه ، وبالفعل فتح معاها سريعاً لأن لم يكن موصد بالاقفال ، غريب ، أمر غريب حقاً ، فـ أي شخص يخطف أحدهم يوصد الباب عليه بالاقفال حتي لا يهرب ، ولكن الخاطف لم يوصد تلك الاقفال .


لم يهمها الأمر كثيراً ، فهي تعتقد أنه نسي بكل تأكيد ، نسي أن يوصد الباب خلفه ، بحثت عن عينيها عن أشخاص ولكن لم تجد ، كأنها وحدها فهذه المركبة الكبيرة ؟ ، ما هذه السخافة ؟؟ ، فهي كانت تتوقع أن يوجد العديد والعديد من الرجال موجودين في تلك السفينة ولكن لم تجد ولا شخص واحد ، أين هما إذا ؟؟ .


بحثت هنا وهناك ولم تجد أحد ، مما استغرق الأمر عده دقائق ولم تجد أحد غيرها ، يا الله ما هذا الشئ الذي يحدث معاها ، جلست من كثر التعب وهي تنظر إلي البحر بغرابة .


السفينة تمشي لا تعرف إلى أين ، وهي لم تجد أحد  .


لحظة واحدة ، السفينة تمشي ! .


وقفت سريعاً وهي تذهب الي مكان قيادة السفينة ، فـ بالتأكيد أن يوجد شخص يقود تلك السفينة ، مما اتجهت بخطواتها المسرعة نحو اتجاه مكان قيادة السفينة ، وبالفعل وجدته ، وجدت شخص يقود السفينة ولكنها لم تري ، تري فقط ظهره من الخلف ، وجدت مسدس ناري علي كرسي متحرك وبالفعل امسكته بارتعاش وهي تهتف بنبرة حادة ولكن بداخلها خائفه : 


ـ انتَ مين    ، وانتَ خاطفني ليه ؟؟ .


ظهر ذلك الشخص وهو يرفع يـ ـده وهو ينظر لها بهدوء ، ولكن الصدمة التي شعرت به هو أن ذلك الشخص ، من رجال " بيجاد الجمالي " زوجها ، ورأته أكثر من مرة ولكن ما الذي يفعله هنا .


كادت أن تتحدث معه ولكن قاطعها صوت " بيجاد " الذي تعرفه جيداً ، وقلبها يعرفه ، نظرت خلفها وهي مازالت تمسك المسدس ، رأته وشعره مبعثر ، ويرتدي تيشرت ابيض نصف كم ، يبرز عضلاته ، ويرتدي بنطلون قطني أسود ، مما خفضت المسدس وهي تهتف بصدمة : 


ـ بيجاد ؟؟ .



❈-❈-❈


في زوايا الحي ‏أنتِ كُل الإنارات ‏المُشعة .


خرجت من غرفتها بعد ما أدركت أن إبنة عمتها في الأسفل ، وما هي إلا " جميلة " ، اتجهت إلي الدرج ، ولكن توقفت وهي تتذكر وقوعها على الدرج ، لذلك نظرت إلي الدرج جيداً ، حتي تري أن يوجد شئ ما ، أما لا ، وبعد ما نظرت جيداً ، لم تجد به شيئا ، لذلك ، نزلت على الدرج بهدوء واحتراس ، وهي تضع يـ ـدها على بطنها المنتفخة بحماية ، كأنها تحمي ابنها أن لا يحدث له شيئا ، فهي تعترف أنها كانت تريد التخلص من إبنها ، ولكنه أحبته ، شعرت انها تحبه بشدة ، تحبه أكثر ما تُحب نفسها .


بعد ما نزلت الدرج ، خرجت تنهيدة قوية ، محمله على صـ ـدرها ، كأن يوجد صخره بقلبها والأن إزاحتها ، والصخرة هذه هي خوفها على ابنها .


وجدت في غرفة الضيوف ، وقوف " مالك " وبجانبه " جميله " ولكن " جميلة " تنظر إلي " مالك " نظرات غريبة ولكنها تعرفها ، تعرفها جيداً ، لذلك اقتربت منهم وهي تشعر أنها علي وشك الأنفجار من كثر الغيرة التي تشعر بها  .


تعمدت أن تصدر صوت من صوت حذائها العالي الذي يعلن عن وجودها في الغرفة ، مما الأثنين نظروا لها ، نظر لها " مالك " بقلق شديد ، وهو يقترب منها بخوف : 


ـ نزلتي ليه يا فريدة لوحدك ، مش كان المفروض تقوليلي ؟؟  ، مش احنا اتفقنا أن أنتِ متنزليش ؟؟ .


إجابته وهي تنظر لـ " جميلة " بغضب مكبوت لا تعرف سببه : 


ـ معلش يا حبيبي ، لما عرفت أن جميلة هنا ، قولت ميصحاش برضوا ، اني منزلش .


ابتسمت لها " جميلة " ابتسامة صفراء وهي تقترب منها تعـ ـانقها : 


ـ مع اني زعلانه منك انك مسألتيش عليا ، بس أنتِ عارفة اني قلبي طيب اوي .


بينما أكملت وهي تضع يـ ـدها على كتف " مالك " وهي تهتف بدلال : 


ـ مش كده ولا ايه يا مالك .


نظر لها " مالك " بحيرة من تصرفاتها التي كانت غير معقولة والتي ليس لها أي تفسير ، كاد أن يبتعد عنها ، ولكن تفاجأ بـ  " فريدة "  ، وهي تقترب منه تعـ ـانقه بمحبة ، مما ابتعد عن يـ ـد " جميلة " .


ـ طبعا عارفه يا روحي ، قلبك طيب اوي ، وبعدان أنتِ بتسالي مالك ليه ، المفروض يا بنت عمتي تسأليني أنا ، مش تسالي جوزي .


صكت على أسنانها وهي تهتف بالكلمة الأخيرة بأنه زوجها ، بأنه ملكها هي ، فهي مازالت تشتعل من نظراتها التي تنظر لها لمالك ، كانت تتسأل في الماضي ، لما " جميلة " تقترب من " مالك " الذي كان يصبح زوجها ، والآن فهي تأكدت أنها تحمل مشاعر له ، فهي امرأة مثلها وتعرف ما سر هذه النظرات جيداً .


حوطت " مالك " جيداً ، ومازالت تستند رأسها نحو صـ ـدره ، كأنها تثبت لـ " جميلة " أنه لها ، و زوجها هي ، وتحمل في بطنها طفل في احشائها ومنه ، تريد أن تمسكها من جذور شعرها بقسوة ، وتضربها بغضب أعمي ، حتي علي الاقل تهمد النار التي تحرقها من الداخل .


رقبتها وهي تشتعل في عينيها من مدي قربها من " مالك " ، لذلك ابتسمت لها حتى تغيظها وتشتغل مثلها ، تأكدت الأن أنها تحمل مشاعر لـ " مالك " لا احد يعرف عنه إلا هي ، الأن هي أدركته ، لذلك عليها أن ترد لها تلك النيران التي تـ ـشعلها من الداخل ، أغمضت عينيها بألم ممثلاً جيداً ، وتأوهت ، مما " مالك  " جن جنونه علي الفور حين وجدها متألمه ، مما حملها بسرعة وخوف عليها وهو يضعها على الكنبة المريحة ، اقترب منها وهو يعانـ ـق وجهها  : 


ـ مالك يا حبيبتي ، حاسه بـ ايه ، ايه اللي وجعاك طيب .


أغمضت عينيها وهي تهتف بنبرة متألمة ، نجحت في إخراجها بتصنع : 


ـ مفيش يا حبيبي ، رأسي وجعاني بس .


واقف على الفور  ، وهو يهتف بنبرة قلق ويستعد للخروج من الغرفة  :  


ـ أنا رايح اجيب دوا للصداع من الاوضه ، متتحركيش ، خليكي يا جميلة جنبها .


ختم جملته وغادر من غرفة الضيوف على الفور ، وتركهم ، حين نظرت إلي خروج " مالك " من الغرفة ، نظرت إلي " جميلة " بخبث : 


ـ اظن لحد دلوقتي ، أنتِ عرفتي مالك بيحب مين ،  وهيموت من القلق على مين  .


اقتربت منها بغضب وهي تهتف بتحدي وغضب يشعل عينيها من اهتمام " مالك " لـ " فريدة " : 


ـ بقي بتتحديني ؟؟ ، بتتحديني يا فريدة ، لعلمك بقى ، مالك خايف علي ابنه مش عليكي خالص ، وبكره هتشوفي ، مالك بكره هيرميكي لكلاب السكك لما تخلفي ابنه .


وقفت بصدمة وهي تستمع الي حديثها الذي ملئ بالحقد اتجاها ، نظرت لها بحيرة وصدمة في أناً واحد : 


ـ لية الحقد والغل ده يا جميلة عملتلك ايه ؟؟ ، ليه ده كله ، أنا حتى مأذتكيش عشان تعملي كده ، لدرجه دي قلبك مغلول مني وعايزة تاخدي جوزي ؟؟؟ .


ضحكت بسخرية وهي تقترب منها بحقد ، وهي لا تري أمامها إلا اهتمام " مالك " بها : 


ـ أنتِ اللي سرقتي مالك مني زمان ، ومش هسمحلك تسرقيه مني تاني ، ولاخر مره يا فريدة ، سيبي مالك بارداتك بدل ولله ، لـ هدفعك تمن كل اللي بتعمليه ده .


نظرت لها بصدمة وهي تهتف بسخرية عكس ما تنظر لها ، وهي متفاجئه بتصرفات ابنة عمتها حتى حديثها ، أيعقل أنها إبنه عمتها ؟؟  :


ـ هتعملي ايه ، مش هتقدري تعملي حاجه ، متنسيش أنا اخت مين ، أنا أخت بيجاد الجمالي اللي كل البلد بتخاف بس من اسمه ، ومتنساش أنا مرات مين ، أنا مرات مالك الأميري ، اللي الناس كلها بيتعمله الف حساب ، روحي العبي لعبة تانية يا شاطره ، واحسن ليكي تكوني قدها .


نظرت لها بغضب وعينيها تشتعل ومازالت تشتعل من نار الغضب ، وهي تهتف بتوعد لها : 


ـ قضتي مع مالك ست شهور و أسبوع ، الست شهور دول ، والأيام اللي جايه ، هدفعك تمن كل لحظة قضتها مع مالك واللي لسه هتقضيها معاه ، هخليكي تبكي بدل الدموع دم ، وهخليكي تموتي كل يوم يا فريدة ، ومش هطولي الموت ده ، و يومها افتكري ابنك ومالك بيتسرقوا منك قدام عنيكي ، ومش هتعرفي تعملي حاجه ، يومها هتخسري جوزك وابنك يا فريدة ، افتكري كلامي كويس وحطي الكلام ده حلقة في ودانك .

الصفحة التالية