-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 32 - 2 - الخميس 4/3/2024

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الثاني والثلاثون 

2

تم النشر يوم الخميس

4/3/2024

ختمت حديثها وغادرت بكل هدوء وتركتها وحدها تفكر وتفكر في كلامها الذي اشعل الخوف بداخلها ، ولكن هذا الخوف يظل للأبد ؟؟ ، أما أن يختفي  مع الايام؟؟ ،  لا تعرف كل هذا ، ولكنها تدعي من ربها أن الأيام المقبلة تُمر علي خير .


أما هي خرجت من القصر وركبت سيارتها .


وبعد ما ركبت سيارتها اتصلت بـ " ياسر " وبعد أن رد عليها سريعاً ، هتفت بغضب وتوعد : 


ـ اسمع بقي يا ياسر ، ابن فريدة لازم يجي ، لازم يوصل بسلامه ، مالك وابنها هاخدهم من فريدة ، احنا مش هنتحرك دلوقتي ، هنتحرك بعد ما تولد ست الحسن والجمال ، والايام الجايه لازم تستغلها صح يا ياسر ، عشان لو مستغلناهاش ، هتبقي كل الخطة بتاعتنا هتبوظ ، وحركتك الجايه أنتِ لازم تظهر لـ فريدة  ، فاهم ، اسمع بقي هتعمل ايه …..


كل تلك الأفاعي اجتمعوا حتي يدمروا ذلك الحُب ، ولكنهم جميعاً مخطئين ، في الحُب ينبع من القلب ، ومن المستحيل أن القلب يكره حبيبه مهما كان الثمن 



❈-❈-❈


دخل " مازن " الي غرفة " شريف " وجده شارد يفكر ويفكر ولا يعرف بما يفكر ، جلس بجانبه وهو يهتف بنبرة هادئة : 


ـ ايه يا شريف بتفكر في ايه ؟؟ .


آفاق " شريف " علي حديثه مما نظر له وهو مازال عقله يفكر : 


ـ تفتكر مين اللي عمل كده فيه يا شريف ؟؟ .


نظر له وهو يهتف بجدية ولكن بداخله خائف أنه قد كشف أمره  : 


ـ ومين اللي يقدر بس يعمل كده ، هو مش عارف شريف السويلي ولا ايه ؟  .


نظر لها نظره حاده وهو يهتف بغموض : 


ـ لا هو الحقيقة عارف مين أنا ، عشان كده حبيت جرأته .


شعر أنه هو المقصود لذلك رد عليها بنبرة هادئة ولكن بداخله خوف كبير : 


ـ هو مين ده اللي يتجرأ ويعمل كده ؟؟ .


نظر بشرود وهو يهتف بثقة : 


ـ بيجاد الجمالي .


ابتسم بارتياح وهو لا يصدق أنه لم يشك به أو كشف خطته ، فهو كان خائف ولكن ليس منه ، كان خائف أنه لم يكتمل انتقامه بعد ، فـ انتقامه مازال مستمر ولم ينتهي بعد : 


ـ واشمعنا شكت في بيجاد الجمالي ؟ .


هتف بسخرية وهو ينظر نحو قدمه بألم : 


ـ مفيش غيره اللي ممكن يعمل كده ، بس وعد لـ هندمه علي كل حاجه هو عملها ، هندمه انه خد مني سلا وهندامه علي رجلي اللي راحت ، انتقامي لسه هيبدأ والايام الجايه هتشهد بكده .


نظر له بسخرية وهو يفكر ، يا لسخريه الذي يفكر به " شريف " ، فهو ليس لديه وقت حتى ينتقم من " بيجاد " ، فالايام المقبلة ليس له وقت حتى يفكر في أحد ، الأيام المقبلة هي التي ستشهد على موت " شريف " ببطئ .


أفاق على صوت " شريف " وهو يهتف بتساؤل : 


ـ ياسمين لحد دلوقتي لسه مجتش ولا حتي سالت عليا ؟؟ .


نظر له وهو يهتف بهدوء وعينيه تحكي الكثير والكثير من خبثه : 


ـ بص يا شريف ، أنا مش هقدر اخبي عليك اكتر من كده ، بس انت لازم تعرف .


قلبه نبض بخوف كبير علي صديقته وهو يهتف بقلق ظاهراً على وجهه : 


ـ في ايه يا مازن ، مالها ياسمين .


هتف بتأثر كبير نحو نبرته وعينيه تحكي عن فرحته بأنكساره هذا : 


ـ ياسمين عملت حادثه ، وفي غيبوبه ، و الدكاتره لحد دلوقتي مش عارفين هتصحى أمتي.


نظر له بصدمه وما زال قلبه ينبض بخوف على صديقة طفولته : 


ـ ايه؟؟؟ .


❈-❈-❈


أول ما رأته تركت السلاح الذي بيـ ـديها ، واسرعت الى اعنـ ـاقه الذي يبث بالأمان ، عانـ ـقته بشدة و أخفت رأسها نحو اعنـ ـاقه ، أما هو عانـ ـقها بشدة ، وأخذ يمسد على ظهرها وهو يهتف بكلمات هادئة ، حملها وابتعد عن المكان بأكمله ، واتجه نحو الغرفة التي كانت فيه منذ قليل ، اجلسها علي الفراش بهدوء ، وجلس على ركبته ونظر لها بحُب : 


ـ اهدي يا حبيبي انا جنبك .


خرجت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها تحمل كل الخوف الذي كان بداخلها ، فكرة أن أحد اختطفها ولم تعرف مَن الذي اختطفها ، تشعر أنه علي حافه الهاوية ، وسوف تسقط في اي لحظة ، والمشكلة التي كانت أمامها أنها لا تعرف تسبح أبداً ، إذا كانت تعرف السباحة جيداً ، لكانت هربت من هذا المكان إلى الأبد ، ولكنها لا تعرف ، لذلك بحثت عن عبر السفينة الى اي احد تتحدث معه ، فهي إذا رمت نفسها في البحر ، في النتيجة هي أن تموت إلى الأبد ولا احد يعرف عنها شيئا .


هدأت بكلماته ومسكت يـ ـده الكبيرة التي كانت فيه وشم ، فهي الأن أصبحت بخير ، وبأمان ، فـ حبيب قلبها و فؤادها معها الأن .


رفعت عينيها نحوه وجدته يرمقها بحُب وشغف ، تلك النظرة التي كانت في عينيه التي لم تتغير أبداً ، ابتسمت له بالطف وهي تهتف بنبرة هادئة : 


ـ أنتَ ايه اللي جابك هنا يا بيجاد .


قبل يـ ـدها بحُب وهو يهتف بنبرة مازحة : 


ـ أبداً ، قولت اخطفك كده كام يوم عشان تبقي في حضني ، وبصراحه وحشتيني جدا ، وقلت طالما كده كده هنتعاتب في كل حاجه ، فـ اخترت مكان بعيد الكل ، عشان محدش يقطعنا زي كل مره .


نظرت له بصدمة كبيرة وفتحت عينيها على اوسعهم وهي تهتف بنبرة غير مصدقه حديثه  :


ـ أنت بتهزر يا بيجاد؟؟ ، أنا كنت هموت من الخوف ، كده برضوا تقلقيني .


ختمت جملتها ، أبعدت يـ ـدها وهي تضربه ضربات نحو صـ ـدره ، وعلى ذراعيه ،  مما ضحك ضحكات رجولية وهو يمسك يـ ـدها التي كانت تضربه به :  


ـ اهدي تمام ، انا غلطان واستاهل العقاب ، وبعدان أنتِ نسيتي ، أنتِ مرات بيجاد الجمالي ، اللي بتخاف بس من ذكر اسمه ، محدش هيقدر يقرب ناحيتك طول ما انا عايش ، أنتِ فاهمه ؟ .


عقدت ساعديها امام صـ ـدرها وهي تهتف بنبرتها الطفوله : 


ـ بقولك ايه يا بيجاد ؟ ، متتكلمش معايا ، أنا مخصماك .


اقترب منها وهو يقـ ـبلها قبل متفرقة نحو وجنتيها الورديه ، مما ابتعدت عنه وهي تهتف بتذمر : 


ـ بيجاد بس بقي ، وبعدان انا محتاجه افهم منك حاجات أنا مش فاهمها .


جلس على الفراش وهو يهتف بنبرته اللينة جعلت قلبها يرق على الفور : 


ـ هحكي وهنتكلم ، بس تعالي اقعدي هنا عشان نتكلم .


ختم جملته وهو يربت يـ ـده نحو قدميه ، مما اقتربت منه وجلست على قدميه وهي تحاوط كتفه ، وتهتف بنبرته الهادئة : 


ـ اهو يا سيدي ، يلا بقى اتكلم .


نظر لها وهو يحاوطها ويستند رأسه نحو أكتافها : 


ـ اول حاجه يا ستي ، جميلة ، جميلة فعلا كانت متجوزه واحد اكبر منها ، وكنت فعلا خاطب ليها ، بس انا اتخطبت ليها ، عشان عمتي ، عمتي كانت أول مرة تطلب مني حاجه ، وهي كانت في مقام امي وابويا ، مينفعش ارفض ليها طلب ، حطتني قدام الأمر الواقع أنا و جميلة ، أنا وجميلة كنا مجرد اتنين مش راضين عن العلاقة ، أنا لا حبيت حد قبل كده ، ولا هحب حد غيرك ، القلب ده محبش غيرك ، تاني حاجه بقي يا ست الكل ، أنا كنت عارف بالاشاعات دي كلها ومرضتش اسكت حد منهم ، عشان أربي الكلب اللي كانت متجوزه جميلة ، ومكلمتكيش ليه ، عشان مش عارف اقولك ايه ، اقولك ايه اني ساكت علي الاشاعات دي ، هتساليني ليه ، ومكنش ينفع اقولك علي اللي في دماغي ، لان خطر عليكي ، ومكنش المفروض اقول لحد ، عشان كده سكت ، وفضلت اكون بعيد ، وكنت ببعتلك ملك كل يوم عشان تتطمن عليكي ، وكنت مركب كاميرات في القصر وبيشوفك منها ، كنت شايفاك وأنتِ كل يومي تبصي عليا من البلكونه ، مستنيني ، بس مكنش ينفع اكلمك يا سلا .


نظرت له وهتفت بنبرتها الهادئة وهي لم تصدق أن صديقتها " ملك " كانت تراها بكل هذه المدة ولم تتحدث ابداً معاها : 


ـ ملك ؟ ، طيب دي فاهمنها ، ليه لما جيت كنت بتتعامل معايا ببرود ؟ .


نظر لها وهتف بغيره وعينيها يشتعلون من نار الغيرة التي تحرقه من الداخل : 


ـ عشان عرفت أن شريف كلمك قالك اني اتخطبت من جميلة ، وأنتِ صدقتي الاشاعات وصدقتي كلام شريف ، مش المفروض تقوليلي بحاجه زي كده و تعاتبيني عليها ؟؟ .


وقفت من جلستها علي قدميه وهتفت بعصبيه رغم عنها : 


ـ هو ايه اللي المفروض اقولك ، انتَ كنت المفروض تقولي بحاجه زي كده بس انت مقولتليش ، وفضلت ساكت ، انت بنفسك قولتلي انك كنت مخبي عليا ، وانت لما جيت ، اقعدت أسألك كتير وكل اللي همك بس انك تنام ؟ .


بينما أكملت بحيرة من حديثه ومن أمره تلك الليلة التي تذكرتها : 


ـ كأني مكنتش اهمك ، كل اللي يهمك بس انك كنت عايز تنام ، مش مهم بقي سلا حاسه بـ ايه ، ولا مهم عندك أنا حسيت بـ ايه لما سمعت عن الاشاعات دي ، لا ومتضايق اوي وانت بتقولها ، اني صدقت ، الفيديوه اللي شوفته علي السوشيال ميديا اللي اتنشر وانت بتزعق لدكاتره أن جميلة لازم تنقذوها عشان تخصك ، كنت المفروض احس بـ ايه ولا اصدق ازاي .



وقف هو الآخر ونظر لها بحده من تصرفها هذا الغير معقول له أبداً ، وهتف بهدوء يحاول أن يسيطر علي غضبها : 


ـ كان لازم اعمل كده ، جوزها كان متفق مع الدكاتره أنه يقتلو جميله ، وجميله بذات نفسها متعرفش بحاجه زي كده ، كان لازم اخوفهم واقولهم أن اللي جوا دي تخصني ، و أن لو حصلها حاجه هقتلهم ، أنتِ ليه مش قادره تفهمي الموقف اللي كنت فيه ، وبعدان انا فعلا كلمتك من اول ما جيت عشان كنت متضايق منك ، وفي نفس الوقت تعبان ، لو مكنتش تعبان كنت اتكلمت معاكي وشرحتلك كل حاجه أنتِ فاهمها غلط ، و لاخر مره يا سلا تسمعي كلام حد أو تصدقي حد من غير ما ترجعيلي أنتِ فاهمه ؟؟ .


صمتت بعد ما أدركت جيداً موقفه ، ولكنها كانت تريد معرفة الحقيقة ليس أكثر من ذلك ، تريد أن تصمت كل الأفكار الذي كانت برأسها يومها ، كانت تظن أنه لا يحبها و أنه لا يهمه أمرها ، ولكن الحقيقة أنه كان يتجاهلها عمداً خوفاً من غضبه عليها ، فهمت كل شئ الأن لما كان يتهرب منها .


رفعت أنظارها نحوه بشك وهي تهتف بنبرة هادئة :


ـ أنت كنت خايف من غضبك صح ؟ ، كنت خايف عليا من غضبك صح ؟؟ .


هز رأسه وهو يهتف بنبرته التي كانت ممتلئة بالندم ، ولكن عينيه تحكي الكثير والكثير من الخوف : 


ـ ايوا ، اول واخر ليله أنا اذتك فيها لما عملتي حادثة ، خدت وعد علي نفسي اني عمري ما هخليكي تشوفي غضبي ، أنتِ استحملتي كتير الليلة دي ، وأنا مش عايزه أكررها ، بس اي راجل غيري كان هيتصرف كده واكتر ، أنا شوفت مراتي وحُب حياتي قريبة من راجل تاني غيري ، عايزني اعمل ايه يا سلا ، فـ غضبي معرفتش اسيطر عليه ولا حتى غيرتي ، غصب عني يا سلا .


اقتربت منه وعانـ ـقته بقوة تبث فيه الحُب والعشق الذي تخفيه ، هتفت بنبرتها اللينة التي جعلت قلبه يطرق كالطبول : 


ـ مسمحاك يا بيجاد ، وبحبك ، وبجد ماليش غيرك .


نظر لها وملامحه صرخوا من السعادة ، فـ حُب حياته ، وملكه قلبه التي تسكن داخل عرش قلبه ، تقول له انها تحُبه ! .


ابتسم ابتسامة متسعة ظاهره نحو ثغره ،  و أسنانه البيضاء التي برزت من كثر اتساع ضحكته ، هتف بنبرة غير مصدقه وعينيه يمتلئون من الدموع التي تدل علي سعادته ، أنه بالاخير حصل علي حُب حياته : 


ـ ايه ؟ ، انتِ بجد بتحبينى ؟ ، قوليها تاني كده يا سلا ، عشان خاطري قوليها تاني .


اقتربت منه وهي تهتف بحُب ، لاول مره تلمس الحُب علي يـ ـده هو ، نعم فهي كانت تحُب شريف ، ولكنه لم يكن حُب ، بلا كان سذاجه منها ، فهي تشعر بمشاعره لاول مره تشعرها أو تختبرها علي يـ ـده هو ، فهي تحُبه ، حُب لا يوصف ، تحُبه أكثر من أن تحُب نفسها .


ـ بحبك يا بيجاد ، بحبك اوي .


ختم جملتها وقبـ ـلها قبـ ـله جامحة تعبر عن حُبه ، وعشقه لها ، فهو لأول مره يحُب ، والمره الاولى هي على يـ ـدها هي ، هي التي استولت على عرش قلبه ، قلبه وفؤاده التي كان ملك لها ، ظل يقـ ـبلها عده دقائق ، و يـ ـده كانت تزيل ملابسها ، في اليوم جاء ، جاء الذي تصبح فيه ملك لها قلباً وجسـ ـداً ، اخذها معه الي عالم ليس فيه أحد غيرهم ، عالم ملئ بالحُب .


الصفحة التالية