-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 1 - 2 - الأربعاء 24/4/2024

 

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

2

تم النشر يوم الأربعاء

24/4/2024


كان التفريق بين الإخوة في البداية لا يحدث عن قصد، إذ حدث بسبب خوفهم الزائد على طفلهم الصغير كونه مريض بمرض مثل ذلك! ولكن مع مرور سنوات عديدة، بدأت الأمور تحدث. تعود دون أن يلاحظوا ظلم الأخ الأكبر 

و التفريق في المعامله بينهما !. 


وعندما تجاوز الخامسة عشرة من عمره، بدأ منذر يجد نفسه يطالب بالتنازلات من أجل أخيه ومرضه! وفي أحد الأيام كان هو وأخيه في المدرسة معًا ليكون تحت مسؤوليته الكاملة، وإذا حدث له أمر سيء، حتى لو كان المتسبب فيه هو أخوه نفسه. يتعاقب هو مكانه لعدم وجوده جانبه حينها أو منعه من ذلك. و في ذلك اليوم، تشاجر معاذ مع صديق له و انتهى الأمر بضرب زميله له بالخطأ على قلبه وتسبب في إغماء الآخر.! و لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها معاذ لشيء كهذا.


في المنزل، رفع شاهين كفه ليسقط فوق خد منذر بقوة شديدة و واصل الأب صراخه العنيف قائلاً


= يا كلب! قلت لك كام مره خلي بالك من اخوك هو انا مخليكم في مدرسه واحده عشان ايه؟؟ هو كل يوم والتاني يضرب وأنت ولا هنا، هتفضل لحد امتى فاشل كده وعديم المسؤوليه.


وضع يده فوق وجنتيه وهو يتألم من قوه الضربه، وتحدث منذر مدافع عن نفسه


= والله يا بابا ما ليش دعوه قلت له خليك جنبي زي كل مره وقت الفسحه وهو برده اللي بيروح يلعب ويسيبني .. انا ما عملتش حاجه ما تضربنيش


قاطعه صائحًا بعصبية وهو يكاد يهجم عليه مجدداً


= ده انا هموتك مش هضربك وبس! يا فاشل يا زباله تلاقيك كنت بتلعب هنا ولا هنا ومكبر دماغك منه ما انا عارفك.. ما فيش مره بطلب منك حاجه بتعملها، قلت لك هو مريض ولازم ناخد بالنا منه كلنا وبرده كل يوم يرجعلنا مضروب وانت بتكون فين نفسي افهم.


كانت مايسه الأم تحضن معاذ الى احضانها ولم تهتم الى ما يحدث إلي أبنها الآخر فكانت من وجهه نظرها أيضاً بأنه السبب فيما حدث لأخيه، ثم تحدثت قائلة بحرارة وهي تمرر إصبعها على بشرته بحنان


= وبعدين يا شاهين هنعمل ايه كده كتير كل مره يحصل كده، و الحمد لله بنلحقه صحيح بس العيال إللي في المدرسه معاه الاساتذه مش قادرين عليهم يحذروهم من حالته وان محدش يقرب لي، والفالح التاني أخوه مش عارف يخلي باله منه .


ختمت مايسه حديثها وهي تنظر الى طفلها الكبير بغضب شديد وهو بدأ يدمع أكثر شاعراً بالظلم من الجميع تجاه وهو لم يفعل شيء من الأساس، وأخيه هو المخطئ لكن من المستحيل أن يعاقبه أحدهم لذلك يفرغوا طاقة غضبهم فيه دائما و كالعاده. 


إبتلع منذر مرارة الإهانة مجبرًا، فهو مضطر للقبول بأي شيء حتى لا يتم تعنيفة فإذا حاول حتى الإعتراض لا يهتم إليه أحد و يعاقب أكثر، لوح شاهين بذراعه قائلاً بجدية


= ما فيش غير حل واحد! خلاص مش هنوديهم مدرسه تاني.. مهما نحذر ونعمل مش هيجي بفايده واحنا مش مستعدين نخسر ابننا

حتى الدكتور في مره نبهني من الموضوع ده اللي زيه وعندهم امراض مزمنه مش مهم أوي يتعلموا لان المدارس اكتر مكان بيحصل في مشاكل ووجع رأس وممكن يتاذوا.. والاحسن لينا نقعده من المدرسه ويكون تحت مراقبتنا وكفايه عليهم لحد كده.. ويجوا الشغل معايا يتعلموا صنعه تنفعهم أحسن.. هناخد ايه يعني في الآخر من تعليمهم .


انتفض منذر بخضه وركض إلي والده وهو يردد من بين دموعه بنبرة ذليلة


= لأ، انا ما عملتش حاجه انا مش عاوز اقعد من المدرسه انا عاوز اكمل تعليم.. عشان خاطري يا بابا هخلي بالي منه بعد كده بس ما تقعدنيش من المدرسه.. ابوس ايدك انا آسف خلاص مش هعمل كده تاني .


كز على أسنانه وهو يبعده بعنف عنه حتي كاد أن يسقط بالأرض من شده الدفع، ثم لوح بيده مهددًا


= انت تخرس خالص وما سمعلكش صوت، ما ينفعش واحد يروح والثاني يقعد عشان نفسيه اخوك وما يحسش انك احسن منه وهو شايفك رايح المدرسه وهو لأ! وان احنا ظلمنا واحد فيكم.. الأحسن تقعدوا انتوا الإثنين.. اللي هيمشي على واحد هيمشي على التاني فاهمني ولا لاء .


زاد وجه مايسه تعقيدًا وهدرت متسائلة بانفعال


= انت بتقول ايه يا شاهين حرام عليك؟ احنا خايفين عليه من اللي بيحصل له في المدرسه من زمايله اللي بيضربوه، وانت عاوز تقعده  عشان يشتغل هو ده هيستحمل شغل ولا صحته هتستحمل.


تنهد زوجها وهو يقول موضحاً بهدوء


= اسمعي مني يا مايسه انا بعمل الصح، مسيره هيكبر واحنا مش عايشين لي طول العمر.. وممكن محدش يرضى يشغله عشان مش معاه شهاده ومش هيلاقي فلوس يصرف منها ولا شغله عارفها.. خليه حتى يجي ساعتين ولا نص يوم و اخوه يكمل معايا اليوم كله بس ياخد فكره عن الشغل بيتعمل ازاي .


صمتت لبرهه تفكر جيد بالأمر ثم أردفت قائلة باقتناع


= اذا كان كده ماشي، موافقه بس تخلي بالك منه و لو حسيت انه تعب تروحه على طول ومنذر يكمل.. ده مش هيستحمل يا حبيبي!. 


كان منذر يقف بعيد يراقبهم بصمت وهو يحدج بالجميع بأعين دامعة لا يعلم لما يفعلون معه ذلك أليس هو ابنهم أيضاً ويحتاج إلى كل ذلك الإهتمام والمراعاه التي يحظى بها اخوه الآخر! لما دائما يطالب منه هو بالأخص أن يقدم تنازلات الى أخيه حتى وإن كانت ضد مصلحته! مصلحته فمن منهم هنا يفكر فيه بالأساس حتى يفكر في مصلحته، فا الآن سيحرم من التعليم بسبب مرض اخيه اللعين فماذا بعد؟ وكأنه بالفعل كان يشعر بما سيحدث 

لاحقا .


❈-❈-❈


بعد مرور سنوات كثيرة، في تلك المنطقة الشعبية الشهيرة "حي السيدة زينب" المزدحم بالناس والبائعين المتجولين بينما صوت النقشبندي ينبعث من الراديو بداخل ذلك المتجر الخاص بصنع الزجاج بكل انواعه وتصنيعه. 


كان منذر يقف إلى جانب بطوله، ويرتدي ذلك القفاز الخشن في يده، ويصنع تلك القطعة من الزجاج ويشكلها إلى عدة أشكال بمهارة شديدة، حتى أصبحت في النهاية شكلاً رائعًا! من الصعب وصفه. فقد اكتسب هذه المهنة من والده الذي كان يجبره على البقاء معه في ذلك المحل لساعات طويلة حتى يتعلم الحرفة من بعده. بدأ يقضي كل وقته هنا ومع الوقت بدأ في تطوير نفسه بسرعة كبيرة للغاية. يشهد له جميع من في المنطقة، كما يأتي جميع العملاء تقريبًا من أجل عمله.. حتى يتمكنوا من التعامل معه وشراء شغل عمله الخاص... فيما كان الوضع عكس لدي معاذ الذي لم يكتسب المهنة بشكل متقدم، كونه كان لا يأتي الى المحل إلا لفترة قصيرة جداً خوفاً على صحته، ومع الوقت بدأ يشعر بالكسل ولم يحب العمل لأنه لم يكن معتاداً عليه، وطبعاً لم يجبروا الأهل كما فعلوا مع الأبن الأكبر.


رفع منذر رأسه لينظر أمامه في الشوارع إلى المارة دون مبالاة، حتى لاحظ الشابة التي كانت تقف بجانب المكتبة، تشتري بعض الأدوات للمدرسة. عرف على الفور أنها بسمة ابنه الحاج متولي، حيث كانت طفلة صغيرة تلعب في الزقاق أمامه، والآن أصبحت صبية يافعة تمتلك جسداً بضاً و جمالاً يسحر الألباب و يخطف الأنظار من أول وهلة، استدارت بسمة لتغادر و وضعت عينيها عليه بتعمد ثم   أبتسمت بخجل عندما وجدته يتطلع إليها أيضاً و مرت أمامه بسرعة! صحيح أنها لا تعرفه جيداً، ولم يحدث اتصال عن الحديث مع بعضهما ولو لمرة واحدة، لكن هكذا كانت نوعاً ما علاقتهما حيث كانا ينظران إلى بعضهما البعض في الخفاء بصمت دون أن يجري بينهما أي حوار.


صمت للحظات وهو يفكر لماذا لا يخبر والده و يتقدم لها ويتزوجها. فأصبح عمره ثلاث و عشرون عاماً ويعمل في عمل جيد مع والده ويتقاضى منه كل شهر راتباً مناسباً له ليفتح له منزلاً، بالإضافة إلى أن والده سبق له أن بنى منزلاً من طابقين فوق منزله له ولأخيه في نفس المبنى مع أمه.. بحيث لا يكونا بعيدين عن بعضهما .. فلا هناك مانع.


بينما علي الجانب الآخر كان معاذ يقف مع صديق له بجانب القهوه في المنطقه، لتطل عيناه على شابه في عمر التاسعه عشر تمر جانبه علي استحياء! وعندما رفعت عينيها للامام وجدته يبتسم لها ويغمز بطرف عينه بإعجاب بمظهرها لتنظر اليه باشمئزاز ورحلت

بينما هو ترك صديقه دون حديث وذهب إليها وعند لاحظت أنه يتابعها غضبت بشده من وقحته و ركضت قبل أن يلحق بها، و أنتظر حتي رآها تدلف إلي داخل المنزل و عينيه مليئة بالخبث وقد علم من تكون أسرتها، ربما سيعدل عن رأيه في عدم الزواج و وجد ضالته أخيراً، كم تخيل فتاة أحلامه ان تكون جميله مثلها بالضبط، فهي مُراده الذي طالما تمناه و سيظفر به بأي ثمن. ثم عاد بعد ذلك إلي صديقة


= معلش يا صاحبي، كنا بنقول أيه؟ 


عوده لمحل "شاهين و اولاده" جلس منذر أمام مكتب والده الذي سلط أنظاره عليه بضيق وهو يقول بتشنج


= سايب شغلك وبتهبب جنبي ايه ما تروح عشان طلبات الناس، ولا هو لازم تتعبني معاك وخلاص. يلا روح كمل شغلك


هز رأسه بيأس من معامله والده له رغم انه لا يفعل الا ما يريده دائما لكن هو طول الوقت يعامله بذلك الجفاء، حاول أن يجمع رابط جأشه و ازدرد منذر ريقه قائلاً بتلعثم


= يابا انا خلصت شغلي و كنت جاي اقول لك على حاجه ثانيه، انا يعني بفكر اني آآ عاوز اتجوز.. ده بعد اذن حضرتك يعني.


لوت ثغره للجانب ساخراً وهو يقول 


= وانت عارف بقى تشيل مسؤوليه نفسك ولا مسؤوليه اخوك حتي، لما تفتح بيت! بس ماشي حتى الجواز ممكن يلمك شويه وتتحمل المسؤوليه.. يا ترى في واحده في دماغك ولا اقول لامك تختار ليك .


ضغط منذر علي يده بتوتر و رد عليه مطأطأ الرأس بخجل نوعاً ما هاتفاً بصوت منخفض


= لا يا أبويا انا لقيتها خلاص الحمد لله.. هي اسمها بسمه.. بسمه بنت الحاج متولي حضرتك أكيد عارفه هو معانا في نفس المنطقة.


بعد مرور وقت تحرك منذر ليعود لعمله بعد أن اتفق مع والده بأنه سيذهب على آخر الأسبوع ويطلبها له للزواج من والدها، وفي ذلك الأثناء دخل معاذ الي مكتب والده الذي كان يجلس يرتشف كوب الماء، وعندما جلس أمامه لاحظ السعادة تتلألأ داخل عينيه وهو يقول دون أي مقدمات


= بابا أنا عايز أتجوز . 

  

تفاجأ الأب بأن الاثنين يريدان الزواج في نفس اليوم، لكنه بالتأكيد لم يمانع، خاصة إلي معاذ و أعتقد أنه ربما سمع طلب أخيه وشعر بالغيرة، فرحب بالأمر رغم صغر سنه، فهو في العشرينيات من عمره! وعندما اخبره ما إذا كان هناك فتاة معينة يريدها، هز الآخر رأسه على الفور بابتسامة عريضة مرددًا


= أنا عايز اتجوز بسمه بنت الحاج متولي!. 


وقبل أن يرد والده من الصدمة كان في الخلف يمر منذر واستمع الى كلماته الاخيره ورمقه بصدمة غير مصدق.. وعندما نقل نظراته الى والده وجده صامت ثم حمحم وبدأ بهدوء مريب يسأل ابنه كيف تعرف عليها وهل متاكد من اخلاقها وعن أشياء من هذا القبيل وكأنه لا يعرف بان إبنه الأكبر طلبها بالأول ويريد نفس الفتاه.


❈-❈-❈


في تلك البناية الشعبية وبداخل منزل شاهين، 

اعتدل فوق الأريكة وسأله و القلق و التوتر يداهمان قلبه من ردة فعله التي يخشي توقعها  


=هو انا هفضل قاعد جنبك بقى لي ساعتين عمال اتكلم وانت مش بترد ما سمعتنيش ولا ايه؟ 


التفت منذر مطأطأ الرأس مكسور النظرات وقد بدأ يفهم الأمر الذي سيحدث ربما! فوالده ووالدته لا يرفضون إلي معاذ طلب بالعادة مهما كان حتى لو على حساب نفسه هو! لكن لم يتوقع ان تصل بهم الجراه الى أن يزوجه نفس الفتاه التي اعجب بها وطلبها هو بالأول

فوالده حسب الأمر من ناحيه صعبه للغاية! بأن معاذ فرصه الحب و الارتباط قليله بالحياه لديه لذلك وافق على ارتباطه من تلك الفتاه دون أن يفكر في إبنه الأكبر. ثم عقب بحزن و بنبرة مليئة بالشجن


= لا سمعت بس بحاول استوعب طلبك! ما هي برده حاجه الواحد ما يقدرش يصدقها ابويا اللي انا من لحمه ودمه بيطلب مني اتنازل عن البنت اللي طلبت منه يجوزها لي عشان يتجوزها اخويا اللي طلبها من بعدي .


هز رأسه بضيق وهو يجيب عليه بجدية


=يا ابني ما تبصش للامور كده، انت شاب و صحتك كويسه وتقدر تتجوز بدل الست إثنين وعندك فرص كثير انما اخوك انت عارف اللي فيها، واللي حالته زيه فرصه قليله في الحياه ولما بتيجي بتيجي مره واحده، عشان كده لازم نستغلها وبعدين اخوك شكله بيحبها ما ينفعش بقى تتجوز واحده اخوك بيحبها وعينه منها.


داهم الحزن ملامح وجه حيث زادت كلماته أوجاعه، زفر بضيق و قلة حيلة، وأخبره بحدة


= وانت عرفت منين ان انا مش بحبها كمان امال انا طلبتها للجواز ليه؟ ولا هي تنفع بس لاخويا وانا لأ! وبعدين هي بيعه وشروه ما هي صاحبه الشان وتقرر.. وانا اللي طلبتها الاول..

وبعدين معاذ لسه صغير و ما عندوش اي شغلانه يصرف منها ويكون مسؤول عن بيت مش ده الكلام اللي قلته لي اول ما طلبت اتجوز برده!. 


شبه إبتسامة ظهرت علي شفاه قائلاً بإقتضاب


= ملكش دعوه اخوك هيصرف منين عليها هو قد المسؤوليه ولو مش قدها بكره لما يتجوز هيتعلم زيه زي غيره، وبعدين مين قال لك ان اخوك ما طلبهاش قبلك مش جايز يكون فاتحني في الموضوع قبلك اصلا طالما انت واخدها مين اللي يقول الاول.


صاح منذر بنفاذ صبر ومن فرط خناق والده الذي يفرضه عليه طول الوقت و يفرق في المعامله بينه وبين شقيقه


= بطل كذب عشان انا سمعت وهو بيطلبها منك وانت كنت متفاجئ! اقول لك على حاجه كمان كنت شاكك انك هتعمل كده لما فضلت تتكلم مع ابنك عادي ولا أكن طلبتها الاول و أتعاملت مع الموضوع عادي جدا 


تلقي فجاه صفعة قوية من والده مع صياحه بغضب


=آه يا زباله يا واطي و كمان بتقل ادبك عليا هو انا هقعد اتحايل عليك في الكلام ولا ايه اللي انا عاوزه هو اللي هيمشي، فاهم ولا لأ.. و بعدين ابوها ذات نفسه قال ما عنديش بنات اخد رايهم في الجواز واللي هو شايفه صح بيوافق عليه .


رمقه بصدمة غير مصدق ما فعله به للتو! رغم أنها لم تكن المره الاولى التي يعنفه لكن ذلك الحديث كان في الماضي عندما كان طفل صغير ويعاقب بدل شقيقه، لكن عندما كبر أعتقد بانه سينسى تلك الأفعال ويحترمه لكن ما زال والده مصمم علي أن يشعره بالاهانه والتقليل أمام نفسه قبل الجميع، ثم تحدثت بشك


= افهم من كلامك ان انت رحت وطلبتها من أبوها لي اصلا امال قاعد بتكلمني في ايه.. هو ليه دايما مطلوب مني ان أنا اللي اتنازل وهو لا 


قطب الأب حاجبيه قائلاً بغضب


= يا ابني افهم و ما تبقاش دماغك ناشفه، بكره لما تكبر وتتجوز ويبقى عندك ولاد هتعمل نفس اللي انا بعمله و اكتر.. وبعدين فيها ايه لما تتنازل شويه عشان اخوك.. بكره لما يكبر هو كمان هيتنزل عشان مصلحتك وانا وامك بنعمل نفس الكلام ما تعملش فيها دور المظلوم بقى! 


أطلق تنهيدة من أعماقه ثم أخبره بسخرية مريرة 


= هو انا كل ده ومش بتنازل! على العموم هو كمان لو جاتله فرصه عشان يتنازل ليا انا اللي هرفض.. هو فين دلوقتي!. 


نظر شاهين له بتوجس وقال بسأم


= بتسال على اخوك ليه؟ اوعى تقول له حاجه هو ما يعرفش الموضوع ده، واحنا خلاص قرانا الفاتحه واتفقنا مع ابوها من يومين...


وكأنه مصمم على جرحه أكثر بذلك الحديث، 

إبتلع منذر مرارة الألم بقهر واردف هاتف بجمود 


= ما تخافش مش هبوظلك ترتبيتك، خلاص انت عملت اللي انت عاوزه مش هيفيد الكلام

في حاجه، انا عاوزه عشان ابارك له.


نظر له مطولاً ثم هتف قائلاً بصوت متردد


=اذا كان كده ماشي هتلاقي مع امك جوه.. بس اعمل حسابك كمان ان انا طلبت ايد اختها ليك وفرحك هيكون معاه في نفس اليوم.

الصفحة التالية