رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 20 - 2 - الثلاثاء 16/4/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل العشرون
2
تم النشر الثلاثاء
16/4/2024
❈-❈-❈
تجمد جسدها من كلماته التي نزلت كسهام مسمومة تخترق صدرها دون رحمة فتحدثت بشفتين مرتجفتين
-تقصد إيه ياجاسر، يعني بتتكلم بجد
أمسكت ذراعه تترجاه بعينها
-أكيد مش هتعمل فيا كدا..هزت رأسها بضعف
-قولي إن كلامك مجرد انك تضايقني وتوجعني..رفعت كفيها تدير وجهه بعدما ابتعد بنظراته ..رفعت نفسها تحتضن وجهه بين راحتيها
-جاسر أنا بحبك، متعملش فيا كدا، كل اللي قولته مجرد كلام وبس
أزاح كفيها وهناك معركة حامية بين كبريائه وعشقه تجعله متخبطًا، ولكن هنا فاز الكبرياء وصُفع القلب متراجعا عندما تحدث:
- مالكيش حق عندي ..قالها واستدار للمغادرة حتى يهرب من ضعفه أمام بكائها ..تحركت خلفه تتشبث بذراعه، توقفه فتحركت تقف أمامه:
-لو عملت كدا يبقى قضيت على كل حاجة حلوة بينا...
-مش أنا اللي اخترت، حضرتك يامدام اللي اخترتي، حضرتك يامدام..رفع ذقنها وتعمق بعينها
-انتِ كسرتي قلبي، فاهمة معنى الكلمة يابنت عمي
حدجته برفض قاطع تهز رأسها قائلة:
-مستحيل تعمل فيا كدا، عارفة انك بتقول كلام وخلاص علشان توجعني صح..اومأت عدة مرات تردد
-أيوة صح، إنت مستحيل تكسرني وتوجع قلبي
ضغط على رسغها وتحدث غاضبا كأنها أخرجت جيوش غضبه وتمرد قلبه قائلا:
-فوقي من الوهم ، أنا مابقتش جاسر بتاع زمان اللي بيسامح ويدوس على نفسه علشان يشوف ضحكتك، دفعها بعيدا عنه وزمجر
-اللي قدامك بقى من غير قلب والبركة فيكي، كسرتي رجولتي، خلتيني أهرب من نفسي ..ابعدي عني ياجنى علشان مخلكيش تكرهيني بجد
تحرك فأوقفته
-يبقى طلقني يابن عمي وعيش حياتك زي ماانت عايز..قالتها بأنفاس تشبه الدخان ...ابتسم ساخرًا ثم تحدث:
-وقت مايكون ليا مزاج يابنت عمي، متنسيش إنك حامل في ولاد ابن عمك ..تلألأت عيناها بطبقة كرستالية
بلاش تعاملني بالطريقة دي علشان منتعبش مع بعض ياجاسر..نظر أمامه دون حديث حتى وصل لباب منزله ...ولج للداخل ينادي على العاملة
-منيرة تعالي طلعي شنط الهانم، خليها ترتاح تحت علشان طلوع السلم هيكون صعب عليها، اتجه بنظره إليها، جهزتلك الأوضة اللي على اليمين علشان تريحك..شوفي لو ناقصها حاجة عرفيني واخليهم يجبوها، هتفضلي فيها لحد ماتولدي ....استدارت بأنظارها الزائغة للغرفة ثم اتجهت إليه
-بس أنا عايزة اوضتي، مش عايزة أغيرها...وضع كفيه بجيب بنطاله ناظرًا إليها ببرود:
-قفلتها، مابقناش محتاجنها، مرة ولعتي فيها، معرفش الجنونة المرة دي هتعملي إيه، انحنى بجسده يغرز عيناه بمقلتيها
-حظي متجوز واحدة مجنونة، بس معلش غلطة وتتصلح يابنت عمي،استدار متحركًا للأعلى، فتوقف فجأة ثم رمقها
-بلاش جاسر دي اصلي بحس إنها تقيلة، خليها ابن عمي زي ما دايما بتقوليها، شعرت ببرودة تجتاح جسدها بالكامل، وضعت يديها على أحشائها ثم صاحت
-يبقى همشي تاني يابن عمي، بس وقتها مش هتلاقيني ..اتجهت بخطوات جعلتها متزنة رغم ضعفها واحساسها بالدوران اقتربت منه حتى اختلطت أنفاسهما
- أنا لو مش عايزاك توصلي هعملها ياجاسر، وزي ماانت اتغيرت في الشهرين دول أنا كمان اتغيرت ..لكزته بصدره ودنت تطالعه بنظرات تحذيرية
-لو عقلك ، بقول عقلك مش قلبك صورلك انك ممكن تعمل اللي قولت عليه ، وحياة حبي ليك ماهخليك تعرفلي مكان، ودا وعد من جنى الألفي يابن عمي..ممكن اتحمل منك أي حاجة الا إنك تزلني..أشارت على قلبها
-للأسف الغبي دا معرفش غيرك، بس وقت ماتدوس عليه هو هيدوس عليك، حاوطت أحشائها ومازالت نظراتها عليه
-دول أغلى من حياتي زي ماقولت، مش علشان اضايقك زي مابتدعي قدامي، لأ ، غالين علشان هم من حبيبي أو بمعنى أدق اللي كان حبيبي
تراجعت تشير على الغرفة
-حاضر هنام في السجن بتاعك، وحاضر هكون عاقلة ومش هتجنن علشان مأذيش عيالك، بس خليك اد كلامك ووقت مااولد تطلقني ..دا في حال انك ابن عمي، أما هتقل بأصلك وأصل عمي هوريك الجنان على حق يا..ابتسامة ساخرة وهي تستدير تلوح بكفيها
-ابن عمي..تصبح على خير يابن عمي
.تحركت سريعا قبل أن تضعف بالبكاء أمامه...دلفت الغرفة، تحاوطها بنظراتها كانت لا تقل جمالا عن غرفتهما بالأعلى..اتجهت الخادمة
-مدام جنى، انا رصيت الهدوم ، ونزلت لحضرتك اللي كانو فوق، محتاجة حاجة تانية، هزت رأسها بالنفي..فخرجت العاملة وتركتها، حتى تخرج ضعفها ..هوت على الفراش تبكي بصمت، وضعت كفيها على فمها تمنع شهقاتها حتى لا يستمع إليها
تمددت عندما شعرت بألمٍ يفتك بها، ضمت نفسها كالطفل الرضيع تحاوط احشائها بذراعيها..ودموعها تنساب بصمت تتذكر حديثه بالطائرة
-هجبلك مرافقة تبقى معاكي ٢٤ساعة، مش عايز اي إهمال علشان صحة الولاد، أكلك لازم تحافظي عليه، تاخدي بالك من صحتك علشانهم، دول حاليا أهم حاجة عندي، أغلى من روحي شخصيا..جنانك هتطلعيه على الولاد صدقيني مش هرحمك ياجنى، عايزة تتجنني ، يبقى اتجنني بعد ماتولدي، إنما دلوقتي وانتِ حامل مش مسمحولك حتى إنك تزعلي علشان ميتأثروش..كل يوم تخرجي للحديقة لازم تغيري جو، وانا هظبط جدولي واحاول أشوف يوم أخرجك فيه
دموع فقط تنساب منها على غدر الزمن بها ..بكت حتى أصبحت عيناها كالأرض الصحراء ..غفت بعد فترة واهدابها متعلقة بدموعها
بمنزل صهيب الجديد
قبل قليل، ترجل من سيارته ممسكًا صدره، كانت جالسة بالسيارة ودموعها تغرق وجنتيها
-بنتي..عايزة بنتي ياصهيب، أطبق على جفنيه وتنهيدة معبئة بآلام قلبه
-انزلي يانهى، وياريت متتكلميش معايا تاني في الموضوع
ترجلت من السيارة متجهة خلفه، وصورة ابنتها الباكية تلاحق أنفاسها..جلست بالحديقة تبكي بصمت، ظلت فترة من الوقت ثم تذكرت شيئا فأخرجت هاتفها ..لحظات حتى فُتح الخط
-جاسر..كان جالسًا بغرفة مكتبه، يضع رأسه بين راحتيه يخفي ضعفه وحزنه الداخلي، داخله يحترق كالمرجل، خوفًا عليها، ولكن كيف لعقله التسامح بحقه، أهانته وجعلته أضحوكة، خرج من حزنه على رنين هاتفه
-جاسر..ابتلع ريقه بصعوبة من صوتها المتحشرج الباكي ..فهمس بضعف
-متخافيش عليها ياطنط نهى، جنى كويسة،. أزالت دموعها وابتسمت من بين حزنها
-وحياتي عندك يابني متقساش عليها ياجاسر، جنى طيبة ومتعرفش نتيجة فعلتها لو كانت تعرف صدقني عمرها ماكانت تعملها
سحب نفسًا وزفره ببطئ قائلاً :
-متخافيش عليها يومين كدا وأخليها تكلمك..قطع حديثها وصول عز
-طيب حبيبي خد بالك منها ومتنساش إنها حامل، خليها تاكل كويس،
-حاضر ياطنط نهى..قالها وأغلق الهاتف ، يتنفس بهدوء محاولًا السيطرة على نفسه حتى لاينهض متجهًا إليها، من يصدق أنها تجاوره لا يفصلهما سوى جدار..تراجع بجسده يضع رأسه على ظهر المقعد ، وأغمض عيناه ، هامسًا لنفسه
- ارحمي قلبي مهلكتي فأنا متعب بكِ حد الغرام، يكفي لقلبي المتيم بكِ بأن تجرحيه..خُيل وجودها بجواره، فابتسم رغمًا عنه ..هب من مكانه فلقد غلبه الشوق، وصك القلب الغفرانِ
ولج للغرفة بهدوء حتى لا يشعرها بوجوده..، توقف هنهية يتأملها وللحظة أحس بضمها، لقد اوشك على الاستسلام لأنهياره الداخلي، فجلس على عقبيه يرسمها برماديته
مرر أنامله على ملامحها العبقة لروحه، ارهقه الأشتياق واثقل كاهله الفراق والعقاب، وضع رأسه بجوار رأسها وانامله تعبث بخلاصاتها
-ازاي هقدر اعاقبك وأنا مش متحمل دموعك، بحسها بنار بتكوي قلبي..صفعه عقله
-كيف لك أن تتنازل عن كرامتك ايها الأقبح ..فق لنفسك، ألم تكن هي من أكسرتك، ألم تكن هي من تركتك، ألم تكن هي من اتهمتك بالخيانة، كيف لها أن تلقيك بتلك التهم الشنعاء وأنها الروح للحياة؟!
-كيف لها أن تشق قلبك ليصل لعناء السماء ثم يسقط ليهوى نازفًا دون رحمة
هب من مكانه ونهض متجهًا للخارج يحبس دموعه ويعاقب نفسه ويسبها بأفظع السُباب
-تبًا لك أيها القلب اللعين، صعد إلى غرفته بالأعلى، ووصل حيث فراشه، فألقى بجسده دون عناء ليذهب بنومه الذي جفاه منذ هروبها، الآن فقط يغفو بسلام حتى لو تقطعت بهم السبل، يكفي انها بجواره،، لايفصل بينهما سوى جدار