-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 20 - 3 - الثلاثاء 16/4/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل العشرون

3


تم النشر الثلاثاء

16/4/2024

❈-❈-❈

بعد عدة أيامٍ


بصباح لاح بالأفق، فأشرقت شمسًا ربها وحل نورها الأرض، ليفيق عباد الرحمن للعمل والعبادة ..فتح ياسين جفونه بتثاقل، هب معتدلا بعدما تذكر وجوده بذاك المنزل، لأول مرة يبيت معها بمكان واحد، مسح على وجهه ثم ارجع خصلاته للخلف يستغفر ربه، ينظر بساعته 

-ياااه دا الفجر أذن من بدري، اول مرة يفوتني صلاة الفجر

زفر مختنقًا، فلقد أضاع ثوابها الذي أبهى الله به عباده، نهض متمتما بتزمر

-أول البشائر ياست الجنية، الليلة اللي انام فيها معاكي اتحرم ثواب صلاة الفجر، اومال لو نمت معاكي في الاوضة هدخل النار 

إبتسامة لاحت بوجهه وهو يتذكر غضبها ..استغفر ربه وولج للمرحاض 


أما بالداخل أنهت صلاتها وجلست كعادتها الصباحية بعد أذكارها ووردها ، بدأت تعمل تمارينها الصباحية بخفة ودلال...

توقفت للحظات تتنفس بهدوء، ثم قامت بنزع القطعة الخارجية لثيابها المنزلية، وظلت بكنزتها الداخلية ذات الحملات الرفيعة، مع بنطال يصل للركبة، 

استأنفت تمارينها بعد قسطًا من الراحة ، مع رؤيتها لبعض التمارين أمامها على شاشة التلفاز ..دفع الباب ودلف للداخل بعدما استمع لصوت موسيقى 


تصنمت بوقوفها ..فاتجه إليها وعيناه تطلق نيران جحيمية 

-إنتِ يابت مش عايزة تتلمي على الصبح ليه، حد قالك اني فاتح كبارية، ايه الصوت دا على الصبح، بدل ماتقومي تصلي ركعتين، ولا تقرأي شوية قرآن قايمة تترقصي 

نست ماترتديه فلقد اغضبها، وثارت كرامتها فوضعت كفيها بخصرها 

-خلصت محضرتك ياشيخ ميزو، لو خلصت وريني عرض اكتافك اللي قافل بيهم الباب دا 

جز على أسنانه فجذبها من ذراعيها 

-أنا بحاول اكون لطيف وأمسك اعصابي علشان متعقبش بواحدة قليلة الرباية زيك، بس بدل عايزة تتربي فيامرحب بيكي يا معرفش اسمك ايه النهاردة 

-فلافل بالكاتشب..عقد حاجبه متسائلا 

-ايه هي دي 

-اسمي يالي معرفش اسمك ايه..ابتسمت بزهو عندما تغيرت ملامحه، فنزعت ذراعيها وتراجعت للخلف 

-ياريت بعد كدا لما تدخل عليا تخبط، دا مش اسطبل يامحترم 

تجرأت على كبريائه، فتضرجت ملامحه بحمرة الغضب فرد عليها مشيرا بسبباته:

-لأخر مرة بقولك لما تتكلمي معايا تتكلمي بإحترام 


أجابته بوجع وأحست بإنهيار 

-ليه دايما بتفكروا في احترام نفسكم وبتنسوا احترامنا، ليه دايما واخدينا العبيد وانتوا الأسياد..


اقتربت منه ونظرت لمقلتيه لأول مرة وتحدثت بصوتًا مختنق ضعيف لأول مرة 

-عمري ماهنسى لك اهانتك ليا يوم مارمتني في البيت دا زي الكلبة، وكأنك مسكني بالجرم، ولا هسامح صاحبك اللي رماني لواحد زيك كأنه ميعرفش مين عاليا البسيوني 

أغمضت جفونها محاولة السيطرة على غضبها 

-بُص يابن الناس، أي أن كان انت مين ، انت اتجوزتني غصب، وجوازنا باطل، سمعتني باطل لأني مش موافقة عليه، فكمل جميلك وتفضل ابن ناس محترمة وتطلقني، انا مش هروح معاك في أي مكان 

افترسها بملامحه الحادة، واقترب منها يحاوط خصرها يجذبها بقوة إليه، ودنى يهمس لها 

-طيب اسمعيني يابنت الناس المحترمة، احنا اتجوزنا وأعلنا جوازنا، يعني اهم حاجة في الجواز الاشهار، وانتِ بلسانك اللي عايز مقص دا، قولتي موافقة، انا مضربكيش على ايدك اللي إن شاءالله هقطعهالك، ثانيا بقى معرفش انا بنسى أسمك دايما ليه، المهم متفكريش هموت على دلال الأميرة فريدة، أنا حبيت اساعد صديقي اللي بقالنا سنين مع بعض، اما موضوع الطلاق دا ، متخافيش ياكونتيسة كدا كدا هطلقك، ألقاها بنظرة مشمئزة وهو يدفعها بعيدًا عنها، ينفض كفيه كأنها مرضُ معدي ثم تحدث 

-مش معقول ياسين الألفي ينزل لمستواه ويتجوز واحدة ..صمت ثم رفع حاجبه ساخرًا 

-بلاش أكمل أكيد أنتِ عارفة الباقي..اقتربت منه ثم رفعت كفيها لتصفعه، ولكنه أمسك كفيها يضغط عليه بقوة الامتها حتى شعرت بتمزق أوردتها، فانسابت عبراتها على وجنتيها رغما عنها..جذبها من خصلاتها وتحدث من بين أسنانه 

-ادفنك مكانك، ماعاش اللي ترفع أيدها على ابن جواد الألفي، ومش معنى اني واقف اتكلم معاكي يبقى خلاص دفاترك نضيفة عندي، أنا بس ساتر عليكي علشان كريم أما لو عليكي ادفنك في أقرب صندوق زبالة

قالها ثم دفعها بقوة حتى هوت فوق الفراش متأوهة، ثم أشار بسبباته 

-عشر دقايق وتكوني جاهزة، هوديكي مكان عمرك ماحلمتي تعدي من قدامه، أصله للناس النضيفة..


قالها وتحرك للخارج وهو يلعنها بداخله..بعد فترة من الوقت، دلفت سيارته متجهين ل حي الألفي 

بحي الألفي قبل قليل

بغرفة غنى بالأعلى ، تجلس بأحضانه، تضع رأسها على كتفه يحاوطها بذراعه 

-هتفضلي كدا كتير

هزت رأسها بعدم معرفة ، ثم اعتدلت تنظر لمقلتيه 

-عايزة أسافر يابيجاد، مكنتش بتقول انك بتفكر نستقر برة علشان تعليم ولادنا وحياتهم، ومكنش عجبك العيشة في مصر 

مسد على خصلاتها بحنان ثم رفع ذقنها 

-دا مش علشان إنتِ عايزة تعيشي برة ياغنايا، دا علشان تهربي من اللي عملتيه، عارفة إنك غلطانة، ومش عايزة تزعلي حد، فبتهربي 


اجهشت روحها بالبكاء تهز رأسها بعنف 

قائلة من بين بكائها:

-جاسر..جاسر وجعني أوي يابيجاد، عمري مااتخيلت يكون قاسي أوي معايا كدا 

احتضن وجهها يزيل عبراتها بأنامله، أحس بنيران تلتهم ضلوعه، وكأن دموعها تسقط على صدره كنيزك، فتحدث بهدوء

-حبيبي..ليه تزعليني كدا، مش قولت دموعك دي بتكويني، واتكلمنا على اللي حصل من كام يوم 


دنى يهمس بجوار ثغرها وتعلقت عيناه برماديتها 

-عارفة إنك غلطي اكتر من جاسر ولا لا..طبع قبلة على وجنتيها 

-غنى غلطت كتير وحاولت افهمك دا بس إنت مسمعتيش مني، جاسر مكسور ومصدوم من أقرب الناس له، روحه، ماانتِ توأم روحه ياغنى، مكنش منتظر منك دا ياقلبي، الراجل فينا بيحب اللي يوقف جنبه في الشدة، مش اللي يدوس عليه، وأنتِ مش دوستي بس، إنتِ أهدرتي رجولته


طبع قبلة أخرى على خدها الآخر، وأستأنف حديثه برزانة:

-بلاش نظلم جاسر في وجعه، وعلى فكرة هو كمان تلاقيه هيتجنن علشان مزعل أخته 

ابتسمت بمرارة بينما تكونت الدموع بعيناها لتقول بصوت مختنق بالبكاء 

-نفسي اروحله واراضيه، عارفة إني غلطت وخصوصا لما زرته في شغله 


احتضن رأسها يطبع قبلة أعلاها 

-سيبي الأيام تداوي الجروح ياقلبي..أمسكت كفيه واستعطفته بنظراتها:

-بيجاد خلينا نسافر لو سمحت ، مش هقدر افضل هنا وبابا زعلان من جاسر بالشكل دا، ولا هتحمل بعد جاسر عني 


ربت على ظهرها 

-حاضر..شوفي عايزة نسافر إمتى وأجهز شغلي، بس إجازة ياغنايا، مش إستقرار، مينفعش اسيب بابا في الظروف دي 

اومأت متفهمة ونظرت بشرود قائلة:

-إن شاءالله ، بس لازم اعمل زيارتين الاول 

نهض يبسط كفيه إليها 

-غيري علشان ننزل تحت نفطر مع عمو، ونحاول نغير كآبة البيت دا اللي معرفش ماله، إيه حصله


الصفحة التالية