-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 22 - 1 - الثلاثاء 23/4/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الثاني والعشرون

1

تم النشر الثلاثاء

23/4/2024

إلي أحدهم ....

 أنا لم أكن  عادية أبداً .فدائماً ما أكون أنا محور الأهتمام 

.صدقاً بدون أن أبذل أي مجهود .

.ما كان يميزني دوماً أني لم أكن أهتم 

لا تقنعني أبداً كلمات الحب والغزل لا أنتظر من أحداً ان يخبرني كم أنا جميلة ...

.فكُنت علي قناعة كاملة أن قلبي ينتظره   

وأن جميع  أبوابي المغلقة لن تُفتح  لغيره 

 وحين أجده ستكون وقع كلماته  مثل السحر

وأن جمالي لن يكتمل إلا بأنعكاس 

صورتي في عينه

 ....طال أنتظاري لك .....وأخيراً قد وجدتك 

وحين وجدتك لم تُسمعني. أي كلمات ..أعطيتك مفاتيح روحي ولم تمُد يدك لتأخذها وتركتها تصدأ ...لم أري في عينيك سوي أنعكاساً لخيبتي بك ...ومعك ...

نعم وجدتك ....وحين وجدتك ...فقدت نفسي وفقدتك.....تمنيت أن لم أجدك و أعود أنتظرك 

فكم كانت قسوة الانتظار أرحم لي من قسوة قلبك ... 



❈-❈-❈




دنى يخطو إليها ومع كل خطوة ترتفع نبضاتها متراجعة للخلف، دقات قلبه تتنازع مع بعضها وصراع داخلي بين كرامته وقلبه، لقد اهينت رجولته بحديثها اللاذع  المهين له، حتى جعلته ينزف وونيران داخلية تلعنه من ذاك العشق اللاذع، اقترب بأنين صامت، وانفاس نارية مهدورة فجذبها من ذراعها بقوة اذهلتها ، ابتلعت ذعرها منه 

-جاسر !!

نيران بداخله أشعلت حرب أعصاب ونظرات بينهما ، دفعها بقوة على الفراش 

نهضت سريعا متسائلة بزعر بعدما وجدت جنونه 

-إنت هتعمل ايه؟!..قالتها بعين زائغة 

انحنى إليها وتملكه غضب جارف 

-هعاين الجثة مش يمكن عايزة تحنيط مش تشريح ..ياحضرة الطبيبة التشريحية، تقولي ايه أصل جوزك حقير واطي ، قالها وقلبه يتآكل من الوجع


تلاشى تنفسها من حالته التي اوجعت قلبها فتحدثت

-جاسر ابعد عني، أنا آسفة مقصدش اللي وصلك..

مازال على وضعه، لقد وضعه على المحك، فدنى أقرب منها ووزع نظراته على جسدها الذي كُشف أمامه بالكامل ثم رفع نظره إليها 

ورغم المرارة والألم من حديثها الذي شقه لنصفين ، حاول أن يهدأ داخله فتحدث:


-من اللحظة دي طرقنا افترقت، عايزة تمشي الباب مفتوح مش همنعك، عايزة تطلقي معنديش مانع، إنتِ كدا كتبتي خط النهاية بينا، اصلك مش غريبة متعرفيش مين هو جاسر، علشان تفكريني حقير شهواني، ياخسارة يابنت عمي ..قالها وتحرك للخارج سريعا..هرول كالذي يطارده شيطانه، حتى وصل لسيارته، استقلها سريعا، وقادها بسرعة جنونية 


شهقة خرجت من جوف آلامها تهمس اسمه ببكاء يمزق نياط قلبها هامسة 

-آسفة مكنش قصدي، انا تعبت من قلبي الموجوع منك

وضعت كفيها على صدرها وناجت ربها 

-يارب ..ثم نهضت من مكانها متجهة للواحد القهار ترجوه بأسرها أن ينجيها من الهم والحزن..قامت وتجهزت لمقابلة ربها بركتي تزيل همها، خرجت من مرحاضها بعدما توضأت واتجهت تقيم صلاتها بآلام قلبها النازف، سجدت لربها تبكي وتدعوه بسريرتها 

"ربي لقد عجز تفكيري وخلت بي الطرق ، فأنت وكيلي 

اللهم بك أستعين وعليك أتوكل، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وسهل لي مشقته، وارزقني الخير كله أكثر مما أطلب، واصرف عني كل شر، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري يا كريم.

اللهم أخرجني من حولي لحولك ومن ضعفي لقوتك"

ظلت تناجي ربها حتى أنهت صلاتها فاعتدلت تقرأ بعض آيات الذكر الحكيم 

مرددة دعاء سيدنا يونس 

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"


ظلت فترة من الوقت ، ثم نهضت من مكانها واتجهت لهاتفها وامسكته بتردد لحظات تنظر للهاتف ثم عزمت أمرها وقامت بمهاتفته


كان يقف بالسيارة أمام النيل ينظر بشرود، تعاظم الغضب بداخله حتى بدأ ينفث سيجاره على هيئة نيران صدره الملتهبة ..يعشقها بجنون، وغيرته تكاد تذهب عقله تذكر ماصار بينهما بعد رجوعهم من المشفى، 


فلاش قبل شهر



ولج للداخل كانت تجلس تنظر بشرود للخارج، توقف أمامها يضع كفيه بجيب بنطاله 

-من بكرة هنزل الشغل، ياسين استلم شغله في العريش ومراته هتيجي تقعد معاكي الفترة اللي هكون موجود بها بالشغل 


كانت ماتزال تنظر للخارج وكأنه لم يتحدث إليها، جذب مقعد وجلس أمامها 

-مش عايزة تقولي حاجة ..استدارت برأسها 

-جاسر أنا مش مرتاحة هنا، ومبقتش عايزة اقعد هنا، عايزة ارجع بيت ابويا عرفت أنه سافر، ومفيش حد في البيت

نهض من مكانه يزفر متنهدًا بغضب، 


جنى بلاش نتكلم دلوقتي في حاجة، سحب كفيها وساعدها بتبديل ثيابها، ثم جمع خصلاتها برباط للشعر 

- خلي شعرك ملموم علشان مايتعبكيش في التسريح ..رفع ذقنها:


-مرات ياسين برة ادخلها!!

اومأت برأسها ، تحرك للخارج ولكنها أوقفته

-جاسر..!!

استدار بجسده ينتظر حديثها 

-عايزة اكلم بابا، حاسة بحاجة ماما مخبيها عليا، دققت النظر بعينها

-إنت مخبي عليا حاجة ؟!

قطب جبينه ثم اقترب منها مستفهمًا!!

تقصدي إيه ؟!


زفرت متحدثة ؟!

ولا حاجة خلاص..وقف أمامها ثم سحب كفيها وأجلسها بجواره 

-أنا مشفتش عمي من يوم مارجعنا من تركيا، هو لسة زعلان مننا، يعتبر مبكلمنيش، سبيه شوية وبعد كدا يبقى نزوره 

اومأت له فنهض متحركًا للخارج توقف على باب الغرفة يليقها بنظرة أخيرة ثم خرج 

ولجت عاليا للداخل 

-صباح الخير ياجميل..رفعت نظرها لعاليا مبتسمة فأشارت لها

-تعالي..ولجت للداخل توزع نظراتها على الغرفة 

-اوضتك حلوة اوي على فكرة 

-ميرسي..ظلت نظراتها عليها، فجلست عاليا أمامها 

-عارفة عايزة تسألي عن علاقتي بياسين مش كدا 


هزت رأسها وابتسامة حزينة افترقت شفتيها متسائلة 

-أنا معرفش ياسين اتجوز، حتى جاسر مقالش حاجة زي كدا 

نهضت عاليا، وأشارت على حجابها 

-طيب البسي وتعالي ننزل الجنينة شوية، الشمس حلوة، وحضرة الظابط نزل الشغل، وقالي أوامر اد كدا..غمزت عاليا بعيناها 

-تعرفي بيحبك اوي اوي يبختك 

وانا بحبه اوي كمان..خرجت الكلمات من فمها حزينة وترقرقت عيناها بالدمع، أطبقت على جفنيها حتى لا تسقط عبراتها ..ابتلعت ريقها وتسائلت

-هو جاسر حضر فرحكم، 

الصفحة التالية