رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 24 - 1 - الأثنين 29/4/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الرابع والعشرون
1
تم النشر الأثنين
29/4/2024
يشهد الله أنني صنت الود رغم نفاذ السبعين عذراً ..
ويشهد الله أني بذلت حتى ذبلت ..
وليشهد الله ان روحاً أضاعت هدوئها لإرضاءهم ..
فليشهَد الله انِي تمسكت بالصبر بكلتا يدي حتى جرح قلبي ..
ولِيشهد الله أننا حاولنا جهدنا حتى تعبنا ..
وأننا تغاضينا حتى سئمنا ..
وأننا تمسكنا بالحبال حتى جرحت كفينا ..
فليشهد الله أننا لم نؤذي أو نظلم أو نحقد ولا نكره أحد .. ويشهد الله على براءة نوايانا ..
وليشهد الله أننا كنا أطيب من أن نؤذي أو نخيب ثقة أحد .. لكننا لم ننل شيء وكل شيء نال منا
يا سااااادة ..
الذين رحلوا فجأه نسوا مصابيح قلوبنا مضيئة ..
❈-❈-❈
تراجعت بجسدها معتدلة على الفراش ونظراتها عليه ومازالت الابتسامة على ملامحها
-ايه الهزار اللي يوجع القلب دا ياجاسر، عايز تقهرني موافقة ياسيدي اقهرني بأي حاجة بس بلاش وحياتي موضوع الخيانة دا، دا مجرد كلمة وجعت قلبي
اقتربت تزحف بركبتيها حتى وصلت إليه، رفعت ذقنه بأناملها
-سكت ليه، يعني ياتقول كلام يوجعني ياتسكت خالص
أحس بصفعة قوية على وجهه حتى شعر بالدوران ، جذبها لأحضانه متراجعًا على الفراش يلف ذراعيه حول جسدها الصغير، ثم وضع ذقنه فوق رأسها وبلسان ثقلت حروفه همس لها:
-جنى عايزك تتأكدي روحي فيكي، محدش يقدر يبعدك عني حتى لو بابا نفسه جه قالي طلقها..أنا بحبك بجد، من سنين وحبك بيكبر جوايا لحد ماعمل عندي حالة من التشبع مابقتش عايز غيرك وبس، ومستحيل أتنازل عنك
كانت تستمع إليه بسعادة وكأن قلبها تحول لفراشة تدغدغ جسدها بالكامل
فرفعت رأسها لتراه من أعلى وجهها وابتسامتها تزين ثغرها ، رفعت ذراعيها الاتنين تجذب عنقه وظهرها بأحضانه قائلة:
-وانت السعادة لروحي ياجاسر، شايفة الدنيا كلها بعينك انت، مفيش حد عمل فيا كدا، بحبك بجنون، مش هتكسف وأقولك أنا مجنونة بحبك، وعجبني جناني دا، ومستحيل أتنازل عنك
انحنى يلتقط ثغرها ومعالم الحزن حفرت ثقوبا بقلبه لا يعلم كيف يداوي تلك الجروح ..مسد على خصلاتها
-روحنا احنا الاتنين متعلقة ببعض، عايزك توعديني مفيش حاجة هتفرقنا مهما يحصل
استدارت إليه بعدما انتفض قلبها ودققت النظر بملامحه
-حبيبي انت مخبي عليا حاجة كبيرة صح، رفعها لتصبح على ساقيها
يضع رأسه بحنايا عنقها
-اوعديني ياجنى، اوعديني إن جاسر هيفضل طول عمره حبيبك مهما يحصل، رفع رأسه وتعمق بعينيها
-حتى لو مت مش مسمحولك تتجوزي غيري
قطبت مابين جبينها متسائلة:
-أنا مش عارفة افرح ولا أحزن، حالتك دي بتقول إن فيه حاجة..بس قلبي بيقول انك حبيبي ومهما يحصل هتفضل حبيبي وروحي
-وعد ...همس بها يطالعها منتظرًا اجابتها
لمست وجنتيه بتناملها
-عندك شك في جنى ياجاسر، تفتكر جنى بعد الحب دا كله ممكن تفكر في غيرك ..تحجرت دموعه بجفنيه فأغمض عيناه حتى لا يضعف أمامها
اقتربت تلثم جبينه ثم احتوت وجهه
-مالك ياحبيبي ؟!
❈-❈-❈
-حبيبك اتلعب عليه، مستكترين حبي ياجنى
هزت رأسها
-مش فاهمة ياجاسر..أطبق على ثغرها بخاصته للحظات ..ثم تراجع وعيناه تحتضن عيناها السعيدة ورغم سعادتها إلا أنها هربت خجلة من نظراته الاختراقية
حاول قدر المستطاع أن يتحدث ولكنه لم يقو..لمست ذراعه حينما وجدته ذهب بشروده
-مش هتقول لجناك اللي واجعك، مش انت لسة قايل اني اهم واحدة في حياتك، احتوت كفيه تضعها على وجنتيها وسبحت برماديته
-أنا اهم واحدة في حياتك صح، مستحيل تبعد عني، ولا تطلقني، ولا توجع قلبي وتتجوز زي مابتهددني..صمتت تبحر بنظراتها فوق وجهه تتلمسه بأناملها
-ساكت ليه، متخوفنيش بسكوتك، انا مستعدة أتنازل عن كل حاجة إلا عنك ياجاسر، بعدت ومعرفتش..رفعت كفيه تضعها على وجنتيها
-معرفش ليه إنت بالذات اللي عمل فيا كدا، مع إني مكنتش شيفاك غير أخ وبس، هزت رأسها ثم وضعت رأسها بحنايا عنقه تهمس له
-لا مكنتش أخ كنت روحي الساكنة جوايا وأنا معرفش، عارفة انا السبب في ابتعادنا عن بعض
-وعد من جنى الجاسر لجاسرها مستحيل ابعد عنه ولا افكر في حد غيره، ووعد قلبي يفضل ينبض باسمك لحد ما اموت..ثم طبعت قبلة على يديه قائلة
"ربنا يخليك ليا وميفرقناش عن بعض ابدا"
أحس بتلك اللحظة برجفة تعتري فؤاده، وبرودة اجتاحت أوصاله فارتجف وكأن ثلج الشتا يحاوطه
صمتا هادئا بنظراتها العاشقة ونظراته المترجية
-جنى اسمعيني للأخر، ومش عايزك تقاطعيني ..وخليكي متأكدة أنا مستحيل أعمل كدا لو كنت في وعي
رفع عيناه التي اختلطت بدموع الحزن، واحتضن وجهها
- جنى..خرج اسمها من بين شفتيه محترقة بلهيب العشق ..لا تعلم لماذا ارتفعت دقاتها وانسابت دموعها رغمًا، فهزت رأسها منتظرة حديثه وكأن قلبها يرفض ماسيقوله بسبب دقاته العنيفة
ابتلع غصته واحتضن كفيها متراجعا يستند على الفراش قائلاً:
اسمعيني كويس ومتقطعيش كلامي لو سمحتي..سحب نفسا محملا بأنين الوجع فتحدث:
-عايزك تثقي في حبي والله العظيم عمر قلبي مادق لغيرك، منكرش انجذبت لفيروز، أو ممكن أقنعت نفسي بكدا علشان اقدر اعيش معاها وانساكي، كان صعب عليا اوي أفضل جنب البنت اللي بحبها وهي محرمة عليا، فكان لازم اقنع نفسي بكدا، لكن والله ماقدرت اتعايش مع الألم دا، عايزك تتأكدي إن مفيش قبلك ولا بعدك، فيروز غلطة حياتي اللي اتحولت لكابوس اسود، بس هقول ايه غير إن دا نصيبي من الدنيا
احتوى وجهها يزيل عبراتها التي انسابت بصمت
-عارف إني هوجعك، ومقدرش ألومك ولا أمنع وجعك ..بس اللي اقدر اقوله أنك اغلى من روحي..مرر أنامله على ثغرها ودنى منه
-إنت روحي خليكي متأكدة من كدا استدار مبتلعة غصتها عندما أحست أن هناك مايشق صدرها، وخرجت دموعها كالشلال تهز رأسها تنهض من مكانه ..ولكنه حاوطها بذراعيه وعصرها بقبضته الفولاذية ثم همس بتقطع
-"جنى" رفعت عيناها الباكية، هزت رأسها منتظرة حديثه الذي تيقنت أنه مؤلم لا محالة
نزل ببصره للأسفل يهرب من عيناها الباكية قائلاً:
-امبارح كنت في عشا عند عمو باسم زي ما انتي عارفة، وبعد ماخرجت ماحستش بحاجة غير لما صحيت ولقيت نفسي بسرير فيروز.. معرفش ايه اللي حصل وازاي رحت هناك، كل اللي افتكرته خروجي من بيت عمو باسم بالعربية وهي وقفت قدام العربية، نزلت علشان أبعدها وبعدها مفتكرتش حاجة
هنا شعرت بجدران الغرفة تنطبق على صدرها، وأحست بتوقف قلبها على النبض
فأطبقت على جفنيها وارتجاف بكامل جسدها حتى شعرت ببرودة تجتاح جسدها..رفع عيناه الحزينة إليها وابتلع ريقه بصعوبه محاولا اخراج صوته
-"جنى"..طالعته بعيناها التي انطفأت لمعة سعادتها بها، للحظات وهي تنظر إليه بصمت، هل حقا طعنها بخنجر بارد ليشق ضلعها شقا لتشعر بكم هذه الأهات..ارتجفت شفتيها متسائلة:
-يعني إيه؟!..تقصد إيه بكلامك دا؟!
قصدك انك خونتي!!
ولا تقصد انك رجعت فيروز زي ماكنت عايز تعملها..مسحت دموعها
-ليه المقدمات دي بس ياحبيبي،
ابتلعت ريقها بصعوبة
-أكيد بتحبني ياجسورة، أيوة بتحبني مستحيل توجعني
ضغط على وجنتيها الذي يحاصرها يهزها
-جنى افهمي كلامي ..رفعت نظرها إليه
-افهم !!..ابتسامة مؤلمة من نياط قلبها
افهم ايه ياحبيبي..انا مش فاهمة غير اني بحبك وبس، انت اللي فهمني اعايز ترجعها يعني ولا إيه
فهمني اصلي مش مستوعبة كلامك
دنى يحتوي وجهها ويقربها إليه يرفع رأسها ويغرز عيناه بعيناها
-ايه اللي بتقوليه دا ..انا كنت بهددك بس، عمري مافكرت في فيروز انا بعشقك انتي، ودلوقتي أنتِ مراتي
بقولك معرفش ايه اللي حصل، قومت من النوم لقيت نفسي ..صمت لبعض اللحظات ..فانهارت باكية حتى ارتجف جسدها..
-اسكت ماتتكلمش، مش عايزة اسمع حاجة.انت لعنة عليا ياجاسر، لعنة بتأذي روحي ..ياريت اكرهك بس مش عارفة..ناظرته
-قولي اكرهك ازاي علشان قلبي يبطل يوجعني..أمسكت كفيه تضعها على صدرها محل قلبها
- قلبي بيوجعني أوي ياجاسر، بيوجعني اوي
هنا شعر بألم العالم يتجمع بصدره.. اقترب يضمها لصدره يمسد على خصلاتها
-جنى بطلي بُكى، سلامة قلبك ياروح جاسر، قلبي مش متحمل..شهقة بهزة بجسدها قائلة:
-دبحتني ياجاسر، موت روحي، دوست على قلبي..، طالعته ببكاءها وقلبًا مفطور بالثقوب ..حركت أناملها على وجهه ومازالت عبراتها تحرق وجنتيها -هونت عليك ..حبيبتك هانت عليك..طيب اديني عقل اتحمل دا، مش هقولك اديني قلب، عايزة عقل يتحمل إن جوزي وروحي وحياتي وكل ما املك جاي يقولي انا خنتك وسامحيني..
مع كل كلمة تفوهت بها وكل دمعة انحدرت من مقلتيها كان قلبه يعتصر ويحترق بآلامها.. تمنى لو ينزع كل مايؤلم روحها، تمنى لو يخفيها عن العالم أكمله..
أخرجها من أحضانه يحتوي وجنتيها
-وحياة ربنا ماحسيت بحاجة، حطولي حاجة في الأكل أو الشرب معرفش ، لو مش مصدقاني اتصلي ببابا هيأكدلك كلامي
هزت رأسها رافضة حديثه ، اتجهت ببصرها لجسده وعقلها وقلبها يصور لها أشياء،
أغمضت عيناها بألم يجرح كل خلاياها
حبيبها، عشقها نبض قلبها، هل طُعنت بالفعل أم هناك مايخفيه القدر
كان يراقب انفعالاتها بألمًا ..هناك آلامًا لا يمكن وصفها باللغة، وهناك أيضا مايسمى جنون العشق فهمس
-"جنى" رفعت نظرها إليه بقلبها النازف اثر طعنته لقلبها الحزين ولأنوثتها