-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 40 - 1 - الأحد 21/4/2024

 

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الأربعون

1


تم النشر يوم الأحد

21/4/2024



كانت تشعر ان الدم في شرايينها تحول إلى ذهب سائل عسل دافئ، عينها تنظر للأشياء حولها بمشاعر مختلفة كأنها  تراها لأول مرة، ممتلئة بالأكتفاء والاكتمال الداخلي وهي تستمع الى صدى كلماته مرة أخرى،  كعزف منفرد للسعادة  وكأن الدنيا تهب لها ما تتمنى، سعادة جامحة تركض في شرايينها وهي تستدير بالسيارة  لتعود الى بيتها مرة أخرى، وهي تنظر له في مرآة سيارتها..


مما جعل الخجل يغلف عينها التي تحمل الفرح، وقلبها المحل بالسعادة وهي تفكر هل قالها صريحة، هل ما سمعته حقيقي؟ هل يبادلها نفس الشعور! 


أوقفت السيارة مكانها وهي تدخل بخطوات واثقة محملة بالشغف نظراته وهمساته واعترافه بمكانتها، وما ان ولجت الى الغرفة حتى وجدت دانه تجلس على أحد المقاعد، تضع ساق فوق أخرى، وتنظر لها باستفسار ولسان حالها يقول الكثير..


 داليدا: خضتيني يا دانه، مالك قاعدة كده ليه؟ بتعملي ايه في الضلمة دي.


_ مستنياك يا داليدا..


_ بجد ليه؟ هو انت كنت متاكدة اني هرجع!


_ أكيد بس عايزة أعرف ليه؟


_ هو أيه اللي ليه؟


_ بتسالي يا داليدا! عايزة اعرف ليه لبست هدومي واخذتِ عربيتي عملتي ليه؟  وأيه اللي في دماغك وخلاكي واقفة بتبص في الساعة لغاية ما اتأكدتي ان ده الميعاد اللي بيخرج فيه، وتحركت بعربيتي عايزة اعرف عملت كده ليه؟ بتشكي فيا! متخيلة اني ممكن اعمل كده! اني أكون  على علاقة بيه ولا مرتبطه بيه! وانا عارفه قد ايه انت متعلقة بيه شايفة حبك ليه من واحنا صغيرين، ده لو اخر رجل في الدنيا استحالة ابص له رحيم بالنسبه لي ما يزيدش عن اخ…


_ انا عارفة 


_ مش باين


_ تقصدي ايه؟ 


_ اقصد حاجات كتير، انت ما شوفتيش نفسك وانت طالعة متحفزة ومتعصبة، وكأن الدنيا كلها فوق دماغك، ورجعتي وانت فرحانة وكانك كسبت ورقة اليانصيب، افهم من كده انه عرفك..


 هزت راسها بموافقة وهي تركض لتجلس بجوار اختها، تضع رأسها على كتفها وتقول: 


_مش بس عرفني فهمني انه بيتكلم عن حد تاني قال لي «انا معنديش اعتراض على اللبس بس ده مش ستايلك قال لي ليه راكب عربيه اختك! ليه رايحة فين بتعملي كده ليه، انا ما اقبلش اللي انت قلتيه امبارح ودانه بالنسبة لي أخت»


 نظرت لها دانه بحاجب مرفوع وكأنها تنتظر ان تكمل باقي كلامها..

 فأكملت داليدا بحماس ولهفة… 

_ قال لي بيحبني وقال لي اعتبر نفسي خطيبته 


ابتسم دانه وهي تضم اختها ولكنها  نظرت في عينيها وهي تسأل:


_ ازاي تعتبر نفسك خطيبته..


_ تقصدي ايه؟


_ خطيبته دي لما يجي لغايه البيت ويخطبك من بابا، وبابا ويوافق انت عارفة ادهم البيهي وتفكيره عامل ازاي..


 فغرت داليدا فمها وهي تنظر لاختها بدهشة وكأنها لا تصدق ان والدها قد يرفض، ولكن هل بيدها شيء؟ هل تستطيع أن تعترض على قرار والدها؟ هبت واقفة وهي تقول:


_ اكيد بابا مش هيعمل فيا كده


_ انا بقول لك المفروض، استني رأي بابا ما تفرحيش لحد بروحي ينفذ كلامه، ويجي فعلا يتقدم.


_ انت بتخوفيني ليه؟


_ مش بخوفك بس انا نفسي خايفة، بعد اللي شفت على تليفون رحيم عن ذاخر انا مش مصدقة ان في راجل ممكن يحب بجد..


_ بس رحيم بيحبني..


 ابتسمت لها وهي تقول: انت تتحبي يا دودي


_ وانت كمان 


_مش باين، طلعت عينه بتكذب، طلعت المشاعر اللي انا كنت بحس بيها كدب، هو ما قاليش حاجة صريحة، بس انا اللي علقت نفسي في الوهم، ادهم البيهي كان قريه اكتر مني، عارف يحكم على الراجل من بصه، بس انا ما عرفتش طلع بتاع بنات، ويا ريت كده بس..


_ يمكن ماضي


_ يمكن بس الماضي ده من ايام قريبة ايام يا داليدا، مفيش راجل بيقول انا بحب او معجب وحشتيني زي الكلام اللي قاله ليك ويكون مقضيها بالطريقة دي، ولا متبع نظرية داويها بالتي كانت هي الداء.. وانت شوفتي بنفسك انه معرفنيش اتلخبط فينا رغم أن لبسك مختلف، خجلك بيظهر بسرعة رحيم عرفك وانت بـ تدعي أنك انا، ده حتى م…  طيب اللي شوفته ده ايه 


 نظرت لها داليدا بقلة حيلة لا تستطيع أن تفسر شيئا، فهي لا تعرف ان كانت اختها تتألم مما راته ام تتالم من انها شعرت بالاعجاب والميل تجاهه، ربما تكون تورطت في الحب، ولكن بعض المشاعر يجب أن تؤدوا في مهدها، لا تترك حتى تخرج من عقالها لتدميرنا..


دانا:  يمكن مقدرش يسيطر على ميوله المحترم طلع مختل الراقي الراسي طلع س~ادي..


بهت وجه داليدا وهي تنظر الى أختها بشفقة ودون أن تشعر، سألت: ايه؟ 


_ هو ده اللي رحيم ماكنش عاوزك تشوفيه، كان خايف عليك  وعلى مشاعرك المرهفة تنصدمي فالواقع الملوث اللي انا كنت هقع فيه.. انا شفت بعيني ازاي بيتعامل مع اللي معاه ازاى رسم لوحة بالألم على جسمها.. ازاي السوط كان متعته… 


_ طيب ازاي يخليكي تشوفي حاجة زي دي 


_ كان لازم اشوف بعيني عشان افوق…


_ و فوقتي..


_ مش عارفة  اتوجعت منه وعليه، هو غريب  بس ده مرض لازم يتعالج

الدهشة على وجه داليدا وهي لا تتوقع هذا التفكير من توأمها هل تفكر في الوقوف مع ذاخر؟ هل تريد مساعدته ولكن على حساب من؟


«لا تنجذب للبؤرة السوداوية لانك وقتها ستشعرين بالظلام الحالك يبتلعك دون هوادة تنغمسي في عتمته وتكوني ضحية لذاتك قبل أن تكوني ضحية الآخر.» 

… 


❈-❈-❈


بينما هناك كان ذاخر يفتح عينه ينظر لتلك التى تغفو بجواره لا يعرف من هي لكنه يعلم  جيدا ماذا حدث بالأمس فأثار لمساته الوحشية على جسدها الدامي  

نظر لما فعله معها ولم يشعر بالانتشاء بل شعر بالألم وعقله يثور عليه لم فعل ذلك لم الآن بعد ان اخذ، قرار بالبعد عن ذلك المستنقع. 


لماذا انقاد وراء رغبته ومن أين أتت تلك اللعينة هل أصبح جسده خارج عن السيطرة يفقد القدرة على اتخاذ قرار… 


دفعها بقسوة لتفتح عينها تنظر له بخوف اجج بداخله نار وهو يقول بصوت أجش محمل بالغضب 

_ اطلعي برا 

_ ايه؟ 

_ ما سمعتيش بره يا زبالة 

نظرت له بصدمة ربما عليها الخوف خاصة بعد ما حدث  بالأمس لقد عانت على يده الأمرين، تذوقت ألوان العذاب ولكنها ليست المرة الأولى التى تقضي فيها ليلة عنيفة مع سا، دي شرس وهي تعرف جيدا ان مكانها الى الشارع ما ان ينتهي، لكنه لم يكن كغيره، بل تركها لتبقى  ربما لأنها لم تكن لتستطيع  الحركة لكنها قالت


_ زبالة طيب هطلع  بس عاوزة حاجة البسها 

_ ننعم.. 


_ نعم الله عليك  ولا تحب اطلع من بيتك كده! انا عاملة عليك انت وعلى سمعتك، اكيد واحد في مكانتك مش هيبقى مبسوط لو حد شافني خارجة من عندك وأنا بالحالة دي .. 

رفعت المفرش عن جسدها لتريه اثار السوط  والشمع المذاب وهي تنظر له بوقاحة.. 

لعن بصوت منخفض وهو يسأل نفسه هل فقد عقله حتى يأتي بأحد الحثالة على بيته يلوثه كما تلوث هو لذا تحرك ليحضر لها شئ ترتديها علها تذهب.. 

 لكنها وقفت تنظر له وكأنها تنتظر 

ايه 

حقي ولا انت نسيت  الفيزيتا يا باشا 

القى اليها برزمة من المال ابتسمت له وهي تقول

_ تسلم الايادي يا برنس… 

 أرسلت له قبلة على اطراف اصابعها المطلية بلون أسود يشبه العتمة بداخلها وهي تتحرك بمياعة مبالغ فيها وهي تقف على باب الغرفة وتقول.. 

رقمي معاك بس مش قبل اسبوعين اصل انت… 


وضحكت بصوت مرتفع  وهي تتصرف وكانها تواري الالم خلف تمثيلها الخليع..

 

اما هناك  كانت نظرة داليد محملة بالرفض لتفكير دانهو، لكنها حاولت تغيير الموضوع وهي تقول:

_ بس انت ما تعرفيش هو كان بيتكلم عن مين يا دانة

 نظرت لها نظرت لها دانه بدهشة وهي لا تعرف الإجابة، 

 ولا تريد ان تعرفها..


_ مش فاهمة


_ بتهزرى.؟ اكيد فاهمة أنا بسألك عن ايه، رحيم قال لك ان في حد هيموت عليكي، وقريب أوي منك، مين من المقربين مننا انت شايفة ان معجب بيكي اوي وباين عليه، ورحيم كمان يعرفه..


_ ما سألتش رحيم ليه؟


_ سألته.. 


_ ما جاوبش 


هزت راسها بموافقة، وهي تنهض وتبدل ملابسها ترتدي ثوب مناسب رقيق، يحاوط جسدها الهش المغلف بمشاعر قوية، وهي تاخذ مفاتيح سيارتها بعد ان تركت شيء لاخته لتفكر فيه، ولكنها توقفت أمام الباب وهي تقول:


_ مش هتروح الجامعة


_ مش عارفة


_ هو ما يستاهلش يبقى لازم تروحي تدوري على الحاجة اللي تستاهل، دراستك جامعتك شغلك حلمك بانك تكوني معيدة يستاهلوا.. ولا ايه؟ 


الصفحة التالية