-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 40 - 2 - الأحد 21/4/2024

 

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الأربعون

2


تم النشر يوم الأحد

21/4/2024


ام رحيم ما ان اختفت من امامه حتى تحرك الى سيارته يقودها الى وجهته، وابتسامه تداعب شفتيه وهو يفكر هل اعترف حقيقة بما يكنه في قلبه؟ ولما الان. هل شعر بالخوف من ان تضيع من بين يديه؟ أم هل هناك مشاعر قوية يكنها لها؟ لم يعرفها هو نفسه حتى الان!


 كان يقود السيارة إلى القطاع وعقله لا زال شارداً في حواره البسيط معها، قراره الذي لا يعد متسرعا ولكنه لحظي


يرتب الكلام في عقله ويفكر في طريقة حتى يفاتح والدته فيها برغبته الحقيقية في الارتباط بها، وهل سوف تصدقه سهام هذه المرة؟ ام تقاطعه كالمرة الماضية، هو يعلم جيدا مقدار خوف أمه على داليدا كيف تكن لها المشاعر وتعتبرها أكثر من ابنة لها؟ 


وهو بالفعل يعلم أنه إن أخطأ في حقها سيقع في معضلة كبيرة مع والدته، أوقف سيارته في مكانها وهو يدخل بثقة كالعادة عينه تبحث عن أمه ولكن راى والده ينظر له بحاجب مرفوع، وكأنه يعرف عن من يبحث بالتحديد


 رحيم: احمد باشا كنت عايز..


_ لا ده انا اللي كنت عايزك 


_خير سيادتك


_ استعد هتسافر النهاردة


_ ايه؟


_ هو ايه اللي ايه؟ مش عندك مهمة


_ اه بس ما كانتش اتحددت


_ وانا بقول لك ان التحديد تم دلوقتي هتسافر على وجه السرعة، فاستعد حالا..


 هز رأسه بموافقة وهو يتحرك إلى الغرفة الخاصة به ليبدل ملابسه ولكنه توقف حينما استمع الى صوت والده وهو يقول:


_ هتطلع بالكراكتر من هنا خد الباسبور بتاعك  معاك واتفضل اجهز  زي الصورة بسرعة في طياره هتوصلك لمطار برج العرب ومن هناك انت عارف الباقي 


نظر لوالده بدهشة وهو يسأل:

_ دلوقتي


_ محتاج وقت


_ في ايه سيادتك انا اقصد اني ما عرفتش حد 


_انا هعرفهم 


_ يابابا  انا اقصد


_ رحيم بيه لو تقصد على والدتك انا هبلغها حاجة تانية، ولا في حد ثاني مهتم بأنه يعرف واحنا ما نعرفوش


_ لا يا وحش مفيش 


نظر له والده بمكر وهو يقول: متأكد! 


_ تقصد ايه؟ 


_قصدي انت عارفه كويس، يعني لو حابب تتصل بحد معين فاعتقد انه قدامك ربع ساعة بالكتير عشان تمشي، وقتها ممنوع انك تستعمل تليفونك او اي تليفون ثاني، لاي سبب من الاسباب المهم خطيرة وانت عارف كده كويس، انت بتدرس الملف من شهر تقريبا، ومستني اللحظة الحاسمة فكان قدامك كثير أوي عشان تتكلم ولا انت شايف ايه.. 


_؛ اكلم مين سيادتك؟ مش فاهم!


 ابتسم الوحش وكشر عن انيابه وهو يقترب من ابنه يهمس بجوار أذنه:


_ اللي ربى خير من اللي اشترى ولو عملت نفسك مش فاهم تاني هزعل، يعني على سبيل المثال اللي فضلت واقف معاها الصبح وأنت بتلوم عليها ازاي تلبس هدوم اختها، وتركب عربيتها وازاي شكه في مشاعرك مثلا!!


_ ايه انت عرفت ازاي؟! 


_ عيب ده انا يعني من على بعد 10 أمتار اقدر اقرأ حركه شفايفك كويس واقدر اسمعها كل كلمة انت قلتها بالظبط، من اول مشاعرك اللي سألتها ازاي مش حاسة بيها، لحد ما فهمتها سوء التفاهم واللي حصل بينكم بس انت كنت بتتكلم عن مين بالظبط؟ مين ده اللي معجب بدانة وهي مش واخدة بالها منه؟ حد اعرفه..


 فغر رحيم فمه ثم أغلقه مرة أخرى، هو أكثر الناس دراية بقدرات والده الغير عادية، واستطاعته تركيب الكلمات من بضع حروف فقط، ولكنه لم يقوى على الرد،  خاصة موجه الخجل التي ظهرت على وجهه، جعلته يتمتم بأي كلام وهو  يتحرك ليستعد، بينما نظرت عينه تاكل تفاصيل الاسم في جواز السفر الجديد كليا والمختلف عنه في كل شيء، لكنه تحرك وهو يقول: 


_ خمس دقائق بالكثير وهكون جاهز سيادتك 


_ قدامك ربع ساعة


_ بس ماما فين


_ ماما في البيت يا حبيب ماما تحب تروح لها 


_ مالك يا وحشه قافش عليا كده ليه؟ 


_ انا! 


_ ايوة انت 


_ ده انا بعاملك بطريقة كويسة ومراعي انك ابني تحب أعاملك زيهم


_ يا ريت.. يا ريت والله يا وحش تعاملني زيهم ده انت بتعاملهم معاملة أحسن مني بكثير، انت حاططني دايما في خانة اليك بتحبني انت أوي يا وحش.. 


_ ولو ما بطلتش تسأل عليها في الراحة وفي الجاية وعاوز الهانم تاخدك في حضنها وتفضل طول اليوم تعيط لحد ما حضرتك ترجع  هحبك أكثر

_ على ايه الطيب احسن انا مش قد غيرتك 

_ بتقول ايه؟ 


_ ولا حاجه  بقول هجهز.. 


بعد قليل كان يهندم ملابسه وهو يرفع الهاتف ليتصل بها..


داليدا  رحيم..


_ ايوة يا قلبي كنت عاوز اقولك حاجة 


_ ايه 


_ مضطر اسافر  


_ ليه… 


_ شغل يا قلبي بس حبيت اقولك قبل ما امشي اول ما ارجع هرن عليكي عشان نحدد ميعاد.. 


_ ميعاد ايه 


_ الخطوبة يا دودي 


ابتسمت بخجل 


_مضطر اقفل يا قلبي عشان لسه بـ ستعد ادعيلي 


_ ترجع بالسلامة يا حبيبي خلي بالك من نفسه ربنا يحميك يا رحيم..

_ حبيبتي  «لا إله إلا الله» 


_«محمد رسول الله».. 


 اغلق الخط ونظر إلى نفسه نظرة اخيرة لذلك التنكر المتقن، الذي يكاد يكون حقيقيا لأي أحد الا عين والده الذي ابتسم وهو يرى نفسه فيه، دون ان يشعر اقترب يضع يده على كتفه، ويقول:


_ كويس يا رحيم 


_ كويس بس


 ابتسم بخفة وهو يقول: عايزني اقول  حاجة ثانية يا حبيب ماما..


هز راسه بالنفي فابتسم والده وهو يربت على كتفه  ويقول: انا عايز اقول،  انا غيرت الباركود بتاعك 


_ ليه؟ 


_انا حر


_ اه طبعا سيادتك انت حر بس ممكن اعرف السبب، هل في شك في اني تم كشفي مثلا 


_لو عندي شك بنسبة 1 في المليون انك ممكن تكون أتكشفت استحالة هبعتلك مهمة زي دي بس انا زهقت بصراحة من عملية الاختراق اللي كل شوية بتحصل..


_ طب انت شايف اني كويس اني اسافر من غير اتصل بيها واطمنها 


_ آه انا شايف اني كويس انك تسافر وتقعد هي ست سبع ساعات تشتغل من غير ما تاخد بالها انك سافرت وتقلبها مناحها ده غير اني هقولها انك في شغل


_ طب وبالنسبة لموضوع الثاني


_ لما ترجع بالسلامة نبقى نشوف راي والدها ممكن يوافق ولا لا 


_انت بتهزر يا وحش هو احمد الديب لما يتقدم لاي حد يترفض


 ابتسم له وهو يقول: احمد الديب.. انت رحيم والراجل من حقه يتطمن على بنته، وهو عارف كويس قد ايه انت شغلك مختلف وحياتك مختلفة، وادهم من اقرب الناس لينا


_  انت جاي دلوقتي تقول لي كده


_ انا دلوقتي بقولك كده عشان تكون واثق في مشاعرك لان الموضوع مش لعبة ومش هزار، اللي بينا وبين ادهم البيهي مش قليل، واللي بيني وبين سهر اكثر بكثير من مجرد انها اخت مراتي، سهر بالنسبه لي اختي، وزعلها او زعل بنتها يبقى انت دوست عليا، واللي يدوس عليا انت عارف ان افرمه حتى لو كان مين..


_ وانا هزعلها ليه يا وحش، بقول لك عاوز الحلال 


_يا بيئه اسمها بحبها عايز اتجوزها عايز افضل عمري كله جنبها


_ أهو انت قلت 


_مش مهم انا اقول المهم انت اللي تقول يلا خلي بالك من نفسك، راجع الملف اللي معاك مرة ثانية قبل  ما الطائرة تتحرك، التيم اللي معاك كويس أوي هتقابل جورج وماريا هناك وانا عارف كويس انا باعت مين، انا بعت ابن الوحش اللي ما يقلش عنه..


ابتسم رحيم  وهز راسه ورجع خطوه ليؤدي التحية العسكرية ثم اقترب ليضم والده وهو يقول:


_« لا اله الا الله» 

_« سيدنا محمد رسول الله» خلي بالك من نفسك 


موجة من المشاعر ظهرت على وجه الوحش يشعر بالقلق والخوف على نجله، ولكنه يعلم جيدا أنه الوحيد القادر على إنهاء تلك المهمة، هو الوحيد الذي يستطيع ان يؤديها على أكمل وجه، ولكنه يعرف جيدا تبعته ما فعله الان موجة الغضب التي سيتلقاها من زوجته ستكون صاخبة ولكن بعض الامور يجب ان تنتهي سريعا، لا يوجد وقت ليضع ساعة تأخذه بين ذراعيها وهي تبكي وهي تترجاه للمره الميه بعد الالف ان يكون حذرا… 


احنا والتعليقات.. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة