رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 25 - 2 الجمعة 31/1/2025
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الخامس والعشرون
2
تم النشر يوم الجمعة
31/1/2025
مسح على ظهرها:
-حبيبة أبوكي، أمك فين؟
خرجت صفية من المطبخ:
-انا أهو يا معلم.
اقترب منها ووقف قبالتها وسألها بمداعبة:
-هتفضلي قالبه عليا كتير؟
أشاحت وجهها عنه وردت ممتعضة:
-ممنوش فاديه الكلام، أدخل ارتاح على الغدا ما يجهز.
تبعها للمطبخ ووقف خلفها يهتف:
-ما تبعتي لملك تيجي تتغدا معانا.
وافقته وفعلت طلبه وأغلقت سريعا لتعود وتجلس أمامه تسأله:
-ناوي على ايه مع ابو ماهيتاب؟
تعجب من سؤالها:
-أنتي من أمتى بتتدخلي في شغلي؟
ردت تفسر:
-ابدا بس من يوم اللي حصل وهي كل يوم تكلمني عشان خايفه من رد فعلك لما تخرج، وزعلانه انك لحد انهارده مروحتلهاش مع إن ملك هنا عند أمها.
زفر بفوغ صبر فسألته:
-أنت مقضيها عند ناهد وهي مش واخده على كده، أنت عودتها إنها الدلوعه بتاعتك واي وقت فاضي بيكون لها فدلوقت...
قاطعها زافرا بضيق:
-أنتي بقيتي مصلح اجتماعي ولا ايه يا صفية؟ ايه الإهتمام الجامد بضرتك ده؟
أشاحت بيدها هادرة:
-ده أنا استاهل الحرق عشان خايفه عليك تتهور وتقف لصفوت وأنت عارف هو مين كويس أوي.
ربت على راحتها يطمئنها:
-رشوان الدخاخني بيعرف ياخد حقه صح ومن غير حد ما يعلم عليه، أخد الحق حرفة.
وقف متجها لغرفته وهو يخبرها:
-لو ماهي كلمتك تاني طمنيها وقوليها رشوان خارج مش فايق لتاره من ابوكي، خليها تهدى عشان متوجعش دماغي.
ظلت بغرفتها تنتظر أن يقرأ رسالتها ولكنها تعجبت لعدم قرائته بالرغم من أنها أرسلت ردها بعد استلامها رسالته بدقيقة واحدة، فدار بعقلها الكثير من التكهنات إلا تكهن واحد كان هو الصحيح وهو وقوفه الآن وبتلك اللحظة أمام والدته القادمة توا من الصعيد.
احتضنها مربتا على ظهرها:
-حمد الله ع السلامة يا أمي.
ردت باكية:
-اكده بردك يا ولدي، من ساعة ما عاودت من بلاد بره لا جيت تشوفني ولا طمنتني عليك! ده أني بعرف اخبارك من خالك يا ولدي.
قوس فمه فهو في غنى عن هذا الحديث المهترئ الذي سمعه بكل مكالمة صوتية كانت أم مرئية، وها هو يعاصره من جديد وجها لوجه:
-مش بكفياك سفر وغربه وهروب من اللي حُصل زمان، هتفضل إكده لامتي بس يا ولدي؟ معاوزش تتجمع بخواتك وتشيل عيالهم؟
أغلق عينيه وجلس أمام مكتبه بمعالم وجه مجهدة:
-أنا بشتغل يا أمي عشان محتاجش لحد و...
قاطعته تبكي باشتياق:
-بس غربتك طولت جوي جوي.
تنهد تنهيدة عميقة فجلست قبالته وابتسمت تستعطفه:
-ارجع يا ولدي بلدك أولى بيك.
ضحك ساخرا:
-منا رجعت بلدي أهو، وزي ما انتي شايفه، فاتح شركة كبيرة وبكره ربنا يكرمني وابقى رجل أعمال أد الدنيا.
ربتت على كفه المسندة أمامه:
-طيب عاود معايا البلد لجل ما تسلم على خواتك وخلانك وأهو بالمرة تفرحني ونشفولك عروسه من البلد.
حرك رأسه رافضا:
-مينفعش يا أمي، انا لسه جديد في الشغل هنا وحواليا حيتان لو سبت الدنيا هياكلوني.
ردت بعصبية:
-ولحد ميته عتفضل أكده، اللي حصل زمان لساته مأثر فيك عشان يا حبيبي كنت واعي وكبير مش أصغير زي خواتك، بس خلاص عدى عليه زمن و....
قوس فمه مجيبا بحدة طفيفة:
-أنا عيشت عمري كله من غير أب بسبب اللي حصل وعيزاني أنساه يا أمي، وعشان انا كنت كبير ومش قادر أنسى فمش قادر أرجع.
زفرت باستسلام:
-هجولك ايه بس، طيب اتجوز حتى وفرحني بيك.
أومأ يهز رأسه بتوالي:
-هيحصل يا أمي وقريب أوي إن شاء الله.
وقف وقادها لمنزل خاله بعد أن أصر عليه الأخير العودة معه لتناول الغداء وهناك على المائدة فتحت والدة حمزة نفس الموضوع:
-بجى منتاش قادر عليه يا أنور تجوله روح اجعد مع أمك كام يوم!
رد أنور متفهما وضع ابن أخته:
-يا ستي اهو بقى في نفس البلد، مش كنتي بتشتكي الاول أنك مش عارفه تسافريله، دلوقتي تقدري تيجي كل شهر مرة تفضلي معاه.
سألت بحيرة:
-نفسي أفهم ايه سر أنك رجعت على اسكندرية ما أرض الله واسعه، خلاص خلصت الأماكن ملجتش غير البلد اللي جاعد فيها خالك!
تفاجئ أنور منها:
-ومالها أسكندرية بس؟ منا عايش هنا من ييجي 30 سنه من ساعة ما اتجوزت.
ضحكت أخته ساخرة:
-بجى يبقى حد عنده أرض ترمح فيها الخيل ويجي يعيش في الحارة الصغيرة دي؟
أجابها يشير للشقة التي يسكن بها:
-أنا جيت الحارة بعد ما خلفت سهر بحوالي 3 سنين وكانت ظروفي المادية وقتها وحشه، وحشه أوي بس الحارة وشها عليا كان وش السعد وربنا فتحلي كذا باب رزق ومن ساعتها وأنا عايش هنا، ولو بقى معايا 100 ارض ولا 10 مليون جنيه هفضل هنا.
التفتت لذلك الشارد بهاتفه يطبع رده على شاشته وهتفت:
-وأنت بجى ايه اللي عاجبك اهنه؟
رد ملتفتا لها:
-أنا مش عايش هنا يا أمي، أنا باجي زيارات لخالي.
التفتت ترمق أخيها بنظرة فضوليه وسألته:
-إلا قولي يا أنور يا اخويا، مفيش أي أخبار عنديك؟
نفى موضحا:
-انسي بقى، عيالك كبرو واتجوزو وإن شاء الله بكره تفرحي بحمزة ومتفكريش في الماضي.
ترقرقت عينيها بالعبرات ونظرت لنجلها:
-إن كان عليا فاني مبفكرش لا في ماضي ولا غيره، إنما حمزة بجى اللي معاوزش ينسى
صاح حمزة بضيق:
-عشان حياتي باظت ومستقبلي ضاع وتقريبا اتطردت من كلية الشرطة بسببه.
ترك مقعده واقفا وهو يقول:
-أمي، الله يخليكي قفلي ع الحكاية دي وسبيني على راحتي، وبعدين ما خالي أهو سايب البلد من اكتر من 30 سنه من ساعة ابويا ما جابله الشغلانه اللي هو فيها دي.
ردت مفسرة:
-بس خالك مجاطعش أهله ولا اترهبن وحرم أمه أنها تشيل عياله.
هز رأسه مستسلما:
-ما قولتلك هفرحك قريب بموضوع العروسه ولا لازم تعرفي كل حاجه قبل ما تتم.
ابتسمت تتوسله بنظراتها فضحك مقبلا رأسها وهو يوضح:
-طيب يا أمي في بنت اتعرفت عليها هنا في اسكندرية وأول ما آخد موافقة أبوها هشيعلك تاجي تخطبهالي.
صاحت معترضة:
-اسكندرانية بردك؟ هم بنات بحري هيخلصو ع الرجالة اللي في العيلة ولا ايه؟
عقبت زوجة أنور ساخرة:
-ومالهم الاسكندرانية بقى؟
رمقتها الأخرى بنظرة حادة:
-مالهومش ياختي، بس كفاية علينا واحدة ونسل أخويا كلاته اتجوز من بره الصعيد، وابني راخر هيتجوز من بره وعياله هيبو اسكندرانية.
انحنى حمزة مربتا على كتفها ومقبلا أعلى رأسها:
-متخافيش يا حبيبتي، عيالي هطلعهم صعايدة ومش هينسو الصعيد وناسه.
سأله أنور بفضول:
-مين البنت دي يا حمزة؟ حد أعرفه؟
أومأ مؤكدا:
-لما الحكاية تتم يا خالي هقولك أنت أول واحد.
❈-❈-❈
دلفت ملك تجلس برفقة أخيها الذي اختار المكوث بغرفته منذ أن عاد لمنزله من المحاكمة سليما معافى وهو قد تأكد بأنه غير قادر على مواجهة تلك الشبكة ويضطر للرضوع ﻷوامرهم:
-أنا عارفه إنك زعلان يا يوسف عشان هتشتغل مع رشوان، بس اللي حصل حصل والمهم إنك كويس يا أخويا.
ابتلع مرارة حلقة وهو يرد:
-كل ده حصل بسبب غلطة غبية مني ضيعتك وضيعتني وضعيت البيت ده اللي حاربت عشان يفضل واقف على رجله من يوم ابوكي ما مات، وفي الآخر ياريتني حتى كسبت ورد اللي كل ده حصل بسببها.
ربتت على كتفه تؤكد:
-ورد بتحبك يا يوسف بس زعلت منك لما أنت بعدت وأنا متأكده أنك لو رجعت تكلمها كل حاجه هترجع ﻷصلها.
تنهد زافرا هواءً محملا بالكثير من الحزن:
-ولو على رشوان فأنا هعرف أخليه يقبل برجوعكم لبعض.
ركز بصره عليها وسألها بنبرة منكسرة:
-أنتي قبلتيه خلاص يا ملك؟ بقى رشوان عادي كده وبتتعاملي انه جوزك و...
قاطعته تؤكد:
-ماهو جوزي يا يوسف، كل اللي عملناه منجحش وفي الآخر احنا في الدنيا دي لوحدنا وملناش لا أب يقف لنا ولا خالنا قدر يحمينا وأنت عارف شخصيته ضعيفه ازاي قدام رشوان، وحتى لا لينا لا عم وأهل يسألو علينا.