-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 41 - 1 - الإثنين 29/4/2024

 

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الواحد والأربعون

1


تم النشر يوم الإثنين 

29/4/2024




كان يجلس في تلك الطائرة ينظر أمامه وعقله شارداً فيما قاله والده في ذلك الاجتماع المغلق الذي حدث بينهما  بعد أن خرج من غرفة التنكر بشخصيته الحالية، وهو يعطيه الخطوط العريضة ويؤكد عليه مرة اخرى انه كلما تاخر الوقت في معرفة امه بأمر تلك المهمة سيكون ذلك أفضل


احمد: انا عارف انك قلقان  من رد فعل سو وبعيد عن الهزار  اللي بينا   انا عارف ان من حقها تعرف بس اول ما تعرف هتقلب الدنيا بس هتقلبها مناحة  وخوف  فكده احسن  وانا احاول اشغلها.. 


_تمام سيادتك  المهم انت شايف ان الوقت مناسب 


_ بالتاكيد انت قادر انك تنهي المجموعة كاملة وكمان انت بعد اللي سو وصلتك ليه بقيت اكثر واحد. مناسب  للمهمة دي.. 


_ فعلا  كوني خبير تشفير وعندي القدرة اني أحدد مكان الهدف  هيساعد اني انهي، حياته بدقة 


_ مش هتبقى لوحدك بس المجموعة اللي معاك في ايطاليا  انت تعاملت معاهم قبل كده.. وفيه معطيات اكتر هتعرفها من المسئول هناك  المهم تنهوا في نفس الوقت وتحاول تخلي الأمر مجرد حادث.. 

_ تمام سيادتك  انا قد ثقتك.. 


_ عارف وانت كمان لازم تكون عارف انا إختارتك ليه فخلي بالك من نفسك ولازم تفصل 

عن اي شئ ممكن يشغلك.. 


هز راسه بموافقة فهو يعلم جيدا لما اختاره، فهو ليس مجرد ضابط على أعلى مستوى هو ايضا خبير تشفير بدرجة عالية من الخطورة، لقد ابدعت النبغة في تعليمه، لهذا يستطيع ان يخترق تلك الشفرات الخاصة لموقع الدارك ويب Dark web  اجل حتى لو كان عملهم على موقع الديب ويب 

الخاص«Daeb Web  » بالمؤسسات والشركات الهامة في الدولة، إلا أن ذلك الموقع المظلم الذي يحوي كل ألوان العتمة بدرجاتها الحالكة.. 


ولأنه يعلم جيدا ماذا عليه ان يفعل، ليس فقط إنشاء غرفة والدردشة مع البعض، او عرض بعض المقاطع التي تتسم بالسواد، تتسم بالوحشية عليه ان يذهب إلى رئيس التنظيم بنفسه، ينهيه وينهي من هم أسفل منه بالتدريج، حتى لا يبقى منهم أحد


يجب ان ينهي ذلك الفساد الذي عشش في بيوتنا خاصة لانهم يحاولون اصطياد أناس يعانون من اضطرابات النفسية وضائقة مالية، يجندهم بحجة المساعدة أولا ثم يكشف عن جزء من الحقيقة وهي الاتجار في الأعضاء البشرية، ولكن بعد ذلك يكتشفون العكس، وهم لا يتاجرون في الأعضاء بل يتاجرون في متعة الألم.. 


يكفي ما حدث منذ ايام قليله يكفي ضياع بعض الأطفال، الذين تم التمثيل بجثثهم بطريقة وحشية من أجل حفنة جنيهات، يباع الدم واللحم البشري..


 الأمر ليس اتجارا بقدر ما هو استمتاع بوحشية فجة عالم من السادية خلف البوابات الرقمية، الفيديو الواحد يباع بملايين، ولكن هل من السهل ان يدخل الى ذلك التنظيم، بالطبع لا، لقد استطاع أن يحدد مكانه جيدا لقد قام بإنشاء غرفة مثله مثل غيره، عرض عليها بعض فيديوهات الوحشية التي لا تمت له بصلة، هو الذي تدرب طيلة حياته على كيفية القتل، والقضاء على من أمامه لم يفعل  جزء يسير مما يراه في هذه الفيديوهات..


بينما  ينظر له  من يجلس بجواره وهو يقول: سيد داني شكلك تعبان


 نظر له بطرف عينه وكأنه يقول هل تتجرأ وتتكلم اللغة العربية وهنا، التقط الآخر وانفاسه ورجع يتكلم باللغة الانجليزية رد عليه رحيم بصوت بارد هادئ


_ مش وقته او مكانه..


 استجاب له وظل صامتا هو يفكر فيما هو ات تلك المهمة ليست هينة، كما تبدو.. 

اسياد العالم المظلم قد يكون اطفالا وقد يكونوا رجالا كبارا في السن أنهكتهم التجارب او قوادين يستطيعون ان يبيعون الهوى حتى لو كان ممزوجا بمتعة الألم المضني، ولكل عصر متعته ولكل مرض حسابات في تجارتهم، ولكن جون ليس مجرد بائع للهواء لقد قام بتأسيس منظمة كبيرة وكان له ازرع طائلة في عدة بلاد بدا في حياته بالخارج ثم غير النشاط الى بعض البلاد العربية ومن بينها مصر.. 


ام هناك كانت سهام تدخل إلى جناح امها قامت بقياس الضغط لها، لترى ما سبب ذلك الوهن الذي تشعر به، بينما في الخارج كان ادم ينزل درجات السلم بعد ان قرر الذهاب إلى النادي، لكنه نظر إلى هاتفه ليجد والده يرن عليه، ابتسم وهو يقول: 


_ الوحش بنفسه


_  لا حته منه، كنت عايزك في حاجة


_ انت تؤمر يا وحش


_ انت نازل رايح فين؟


_ انت عرفت منين اني بنزل السلم؟ هو انت هنا ولا ايه.. 


_رد عليا.. 


_ هروح النادي


_النادي يستنى شوية، ماهو مش معنى اني ما رحتش المدرسة اليوم يعدي كده، من غير ما أستفيد منه حاجه

_ استفاد براحتك يا باشا عايز ايه؟


_ هقول لك.. 


اخذ يستمع الى كلام والده يشعر ببعض الحيرة، ما الذي يريده بالتحديد؟ ولكنه لا يملك حق الاعتراض ولا يملك حق الاستفسار، استجاب له لانه يبدو حاسما حازما.. 


نزل درجات السلم بعد ان اغلق الخط جلس على احد  المقاعد وهو يفكر، إلى أن انتهت امه من الاطمئنان على جدته، وخرجت من الغرفة وهي تنظر له باستفسار، اقتربت منه وهي تقول:


_ قلب ماما ما رحتش المدرسة النهاردة  ليه؟


_  عادي  يا سو هانم 


_ لا بجد


_ اه والله


_ يا اسلام


_ متضايق شوية.. 


_ومين بقى اللي مضايق ايدي القمر وانا اوريه لنفسه، واعرفه مكانه..


_ ام ديل…


 ضحكت سهام بصوت مرتفع، ولا تنظر له بدهشة وتقول: ام ديل مين؟


 ما أنت عارفة مين؟  اوديل.. 


رجعت لتضحك مرة اخرى وهي تقول:


_ ومزعلك في ايه؟


_ هقول لك، تعرفي ان هي راحت عندهم وقعدت تتكلم عنك وعن عن لبسك وشياكتك وانها مش مصدقة انك بالجمال والرشاقة دي، مش قلت لك انت كنت ضربتيها ضربة ثلاثية الأبعاد.. 


_ انا عايزة اعرف انت جايب اللماضة دي منين يا ابن أحمد؟ وجبت المعلومات دي كمان منين. مش ناوي تقول لي.. 


_ على اساس انك مش عارفة جرى أيه يا فوزية؟ كل معلوماتي من مصادر موثوق منها، حتى عم عادل قام من على السفرة واحمد اتكلم معاها وقال لها يا طنط ما ينفعش كده، انت كده بتتكلمي عن حرمة البيت اللي كنت فيه..


_ و أروى الراوتر دي هي اللي بتبلغك اللي بيحصل..


_ يعني هي غلطانة، وبعدين دي انتمتي


_ بس…!!


_ لحد دلوقتي بس، اي نعم بطلنا نتقابل في نادي زي زمان، وكمان هنا في الكمباوند مامتها بـ تحط حدود بينها وبين اي حد، بس انا مش اي حد.. 


نظرت له بدهشة وهي تقول: انت عايز ايه؟ 


_ انت  عارفة انا عايز ايه يا سو، فرصة احمد بيه مش هنا، خديني في حضنك  اللي حرمنا منه.. 


نظرت له بصدمة وهي تفتح ذراعيها تشعر بأنها بحاجة إلى ذلك الحضن أكثر منه، أخذت تحرك اناملها في خصلات شعره..


_ حبيب قلب ماما ربنا يخليك ليا، بس انا مش عايزاك تتكلم عن طنط اوديل كده..


رفع وجه ينظر لها برفض وهو يقول: يا ماما ما اسمهاش طنط اوديل اسمها أم ديل الذوق بتاعك ده ما ينفعش مع واحدة زيها.. 


ضحكت بصوت مرتفع.. 


_ايوه بقى يا سو بقولك ايه ما تيجي تعملي لي اكله حلوة كده من ايدك، ونقعد نتكلم سوا وحشني القعدة معاكي، وفرصة الوحش مش موجود لو جه انت عارفة…


 رغم انها تشعر ان هناك شيء خاطئ الا انها ابتسمت في وجه طفلها، وهي تقول:


_ ممم انا طول ادم باشا قلب مامي  يأمر


_ يا سلام على الكلام الحلو اللي ما بنسمعش منه حاجة  الا  لو الوحش مش هنا..


 نظرت له بعدم تصديق ولكنها سألتها:


_ عايز تاكل ايه؟


_ انت كريمة وانا استاهل اكله حلوه وممكن اساعدك


❈-❈-❈


اما هناك كان أحمد يدخل إلى مكتبه


الصفحة التالية