-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 15 - 3 - الثلاثاء 9/4/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الخامس عشر

3

تم النشر يوم الثلاثاء

9/4/2024

عبس الشك داخلها، وشيء غير مريح يكتنفها نحو هذا الشاب الذي يقف امامها، صوت يخبرها ان به امر ما، نفس هذا الصوت الذي سمعته فور ان اوقفت سيارة الأجرة كي تغادر الى منزلها، ليتردد بذهنها ضرورة العودة، حتى تلقي بنظره اخيرة على من شغل قلبها، والغافي عما يحدث الاَن، هي مجنونة تعلم ذلك، ولكنها ليست بغبية.


تكتفت تقترب منه بتربص لتسأله:

- ولما انت متعين جديد اسمك ايه بقى؟ حكم انا ممرضة برضوا وماسكة الحالة هنا واسمي مشيرة،  


رد يجيبها بامتعاض 

- يا اهلا وسهلا يا ست مشيرة، انا اسمي محمود، ممكن معلش تروحي تشوفي شغلك، عشان انا كمان اشوف شغلي.


هكذا تأكدت من صدق ظنها، بعدما قارنت بين الأسم الذي اردف به، وهذا المدون بأحرف صغيرة على مربع مثل التكت ملتصق بيونيفرم المشفى، والمحدد من قبل الإدارة. 


- محمود ولا يحيي.

تمتمت بها لتقبض على ذراعه، صارخة به:

- انت مين يا جدع انت؟ 


دفعها عنه بعنف ليتخلص من قبضتها دون التفوه بكلمة،  وقد تيقن بانكشاف امره، ولابد من الهرب، ولكنها كانت اقوى من أن تتركه يفلتها، تمكنت لتتشبث بقماش السترة العلوية:


- هتهرب تروح فين؟ انت حرامي ولا قاتل..... 

ف الأخيرة قطعت مجبرة بعدما باغتها يطعنها بألة حادة كانت مخبأة في سترته، وقعت على اثرها على الأرض، غير قادرة على اخراج صوتها، او التحراك للحاق به.


ولكن فعلتها أتت بنتائجها، ان اقتحم الرجلين الحارسين للغرفة  ليتمكنا من الانقضاض على المجرم قبل تمكنه من الخروج، اما بسيوني نفسه، فقد استيقظ من غفوته ليصعق على هيئتها الراقدة اسفل تخته مسجية في دمائها ليصرخ مناديًا لنجدتها:


- مشمش، جومي يا مشمش، حد يجي ينجدها الله يرضى عنيكم.


❈-❈-❈


اما في الخارج 

فقد انتفض صدقي بغضب متعاظم، فور ان وصله الخبر المشؤوم من المسؤول الفاسد في المشفى عبر الهاتف، ليهدر بالسباب واللعنات، وهو ينهي المكالمة،  قبل ان يتخذ وضعه خلف عجلة القيادة،، ويشعل المحرك ، كي يتحرك بالسيارة وينجي بنفسه، ولكن ما هم ان يستدير بها، حتى تفاجأ بسيارة أخرى تقطع عليه الطريق، ليهتف بسبة وقحة قبل ان يتحقق من سائقها: 


- انت يا....... انت، بعد من جدامي عايز اعدي 

سمع المقصود ليترجل منها ويتصدر امامه بجسده يجفله بحضوره المهيب قائلًا:

- ويهون عليك تسيب راجلك يشيلها لوحده، انت هتفضل طول عمرك كدة جبان، تضرب في الضلمة، وتهرب وجت المواجهة 


صاح به صدقي من محله في قيادة السيارة بعدما علم بهويته، يطالعه ببغض وتهديد صريح:

- اديك جولتها بنفسك بضرب واجري، بعد عن وشي يا غازي وخليني اروح في حالي، متصدرش نفسك للأذية، انت مش كد اللي ورايا، هتبعد ولا ادوسك احسن. 


- دا على اساس ان هديك الفرصة ولا اسيبك اصلا. 

تمتم بها غازي قبل ان يقفز الخطوتين بخطوة واحدة ويصل اليه، فيجذبه من ملابسه ويخرجه عنوة هادرًا:


- تعالى يا روح امك، دا انت حسابك تجيل جوي.

تفاجأ صدقي بجذبه لخارج السيارة بقوة غاشمة أوقعته ارضًا بوزنه الضخم، حتى صرخ من الألم :


- يخرب بيت ابوك، شكلك ناويها وبتحفر لموتك، وانا مش هين ليك يا غازي يا دهشان، 


استقام بجذعه يخرج سلاحه الناري من الصديري الداخلي اسفل جلبابه، ضبطه على وضع الاستعداد ، ليشرع في رفعه نحوه او تنفيذ تهديده ولكن مع توقف سيارة أخرى فجأة بالقرب منه، محملة برجال الأمن كان لهم رأي اخر:


- نزل السلاح من ايدك يا صدقي، لتلبس في مصيبة جديدة انت مش قدها.


صعق ينظر مبهوتًا للرجال الذين حاوطوه في لحظات قليلة، يبتلع ريقه بعدم تصديق، ليترجل خلفهم يوسف، ويذهب سريعًا نحو صديقه للاطمئنان عليه:


- ايه الاخبار يا غازي ، ليكون الراجل ده اذاك في حاجة؟. 

اومأ له بكفه نافيًا وهو يراقب وضع الأصفاد الحديدية حول رسغي هذا المجرم، يجيبه بزفرة تقارب الارتياح:


- حمد لله جات سليمة، المهم نروح نلحق دلوك اللي في المستشفى، كويس ان عارف وصل من السفر في الوقت المناسب ، اهو يجوم بالإجراءات على ما نوصله.


هم يوسف ان يهون عليه ولكن منعه نداء الاخر اثناء سحبه من قبل رجال الشرطة:

- غازي يا دهشان، هتندم على غلطتك دي معايا جوي، دخلت برجليك عش الدبابير. 


هتف غازي ردا عليه، قبل ان يستقل سيارته هو الاَخر ويذهب:


- الدبابير تخوف اللي زيك، اما احنا ديابة الجبل جدرنا عليها يا واد


❈-❈-❈


في اليوم التالي كان الخبر قد وصل عبر الهاتف الى من يهمه الأمر، لينهي المكالمة بصدمة شلت اطرافه، وارتدعت على اثرها أوصاله:


- يا وجعة مطينة، دا كدة تبجى طبلت على روسنا. 

سأله عيسى:

- هي ايه طبلت على روسنا؟ مين اللي كان بيكلمك في التلفون دلوك يا سند؟


ابتلع يجيبه بكلمات تخرج بصعوبة:

- دا واحد من طرف صدجي، بيبلغني ان خطته فشلت مع بسيوني، ودلوك اتحبس هو ووالراجل اللي كان تبعه. 


سقط عيسى بجسده على الكرسي المتهالك بخيبة امل أصابته :

- يعني ايه كلامك ده؟ يعني احنا خسرنا من كله، واللي باجي بس الحبس؟ 

حينما طال صمت هتف به مرددًا بذعر:

- رد عليا يا سند، اخرتها ايه اللي الوجعة المهببة دي؟ هو احنا نطلع من حفرة ندخل في دحديرة .


رد يجيبه بفتور:

- الراجل اللي بلغني، نبه عليا اننا نهدي ونكن شوية، لان صدجي اكيد مش هيسكت، 


- وليه عين كمان يتأمر؟ هو بعد ما اتحبس هتجومله جومة تاني.

صاح بها عيسى غاضبًا وكان رد الاخر:

- اكيد هيجوم منها، دا نابه ازرق وياما في جرابه كتير، وفي كل الحالات احنا دلوك مفيش جدامنا غيره، نكن ونستنى واكيد هنوصل

❈-❈-❈


في منزل سعيد الدهشان 

وقد كان يتناول وجبة افطاره مع عائلته، حينما اقتحم ناجي لينضم معهم، مردفًا بحديثه:

- خبر ايه يا جماعة،  ليكون الواد بسيوني حصله حاجة؟


رفعت رئيسة رأسها عن الطعام توبخه بالقول ردًا عليه:

- خبر ايه انت؟ مش تصبح وترمي السلام الاول، جبل ما تدخل كبس كدة بكلامك العفش ده.


تدخل زوجها باستفساره:

- استني يا مرة انتي نفهم منه الأول ، بتجول كدة ليه يا ناجي؟

رد المذكور وفمه يلوك بالطعام:

- اصل وانا راجع الفجر، لمحت روح مع عزب واخته شايلة ولدها على حجرها، رايح بيهم على طريق المطار، شكله مسافر بيهم مصر، تفتكروا ليه يعني؟ 


- اااه اخته جول كدة 

تمتمت بها فتنة، بضحكة ساخرة أثارت كالعادة حنقه:

- خلي بتك تتلم يابوي انا على أخري منها اساسًا

بتحدي سافر اصدرت ضحكاتها الساخرة بصوت عالي ليزوم بغضبه، فتهتف رئيسة تنهرهم:


- ما تفضوها انتوا الجوز، وبطلوا عمايلكم دي، اللي اسمعه ان بسيوني رايج وزين، لو في حاجة عفشة لا سمح الله كنا سمعنا .


افحمته بقولها ليصمت مجبرًا، ف استغلت فتنة بعدم اكتراث:

- اللي يشوفك كدة يجول انك جلجان على بسيوني، مش ان الفضول واخدك،  من بعد ما شوفت البرنسيسة، ليكون الخوجاية راحت زهوتها .


كز على اسنانه يمنع نفسه من سبها،  لتخرج جوليا عن صمتها باستفهام، وقد استشعرت ان القول به سخرية نحوها:


- قصدك ايه بزهوتها فتنة، ان ناجي حبيبي بطل يحبني معقوله.

صدر قولها بدلال جعل سعيد يسبق ابنه:

- لا يا بتي مفيش منه الكلام ده، هي بس بتهزر، هو كان يطول حتى واحدة في نص حلاوتك دي. 


التوى ثغر فتنة بغيظ وغيرة تفتك بها، لدلال ابيها الدائم لهذه المدعوة جوليا، بعدما كانت هي المفضلة اليه من جميع ابناءه، ف انتبهت عليها والدتها لتعلق بيأس:


- خليها تاخدلها هي كمان يومين في الجلع، مخالفة يعني!

الصفحة التالية