-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 19 - 1 - الخميس 18/4/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع عشر

1

تم النشر يوم الخميس

18/4/2024


لم يأتيه مزاج للخروج في هذا الوقت، عقله المشتعل لا يهدأ من التفكير عن سر هذا التجاهل،  انها المرة الرابعة ، يبعث بالصور التي التقطتها لها كاميرا المبنى معه، وهي تراها ولا ترد.


من فرط غضبه كانت اقدامه تهتز بعصبية رغم ادعاءه مشاهدة التلفاز،  مما اجبر زوجته لتسأله، بفضول استبد بها :


- عمر هو انت مستني حد يكلمك؟

- حد مين؟.

سألها بتجهم وعدم تركيز، لتضطر للتوضيح له:

- انا جصدي يعني عشان شكلك مضايج، ماسك الريموت وعينك كل شوية تروح ع التليفون.......


توقفت عن التكملة بخوف، وقد ارهبها بنظرته الحادة ، ليضيق عينيه بتمعن اربكها ، ثم يعقب:

- ما شاء الله، دا انتي لماحة اها وبتاخدي بالك.


طالعته بعدم فهم ليضيف قالبًا الطاولة نحوها:


- دلوجتي عملتي فيها مش فاهمة، وانتي بتسأليني عن اللي معصبني،  ومتعصبش ليه وانتي حاطة ايدك في المية الباردة؟ شهور وانا مستنيكي تبشريني ولا تريحي جلبي بالخبر اللي مستنيه، لكن مفيش فايدة، ولا علاج نافع  ولا زيارة للدكاترة نافعة،  جوليلي يا بت، هو انتي فيكي امل ولا لاه؟


اجفلها بسؤاله المباغت لترد بدفاعية:

- هو انا عندي كام سنة عشان يروح مني الامل؟ خبر ايه يا بوي؟ انت ليه محسسني ان عدى علينا سنين؟ ولا حتى علاج الدكتورة اللي بتجول عليها، دا هي بنفسها اللي جالت اني زينة وعال، بس الموضوع محتاج وجت....


ضرب بكفه يده على فخذه بغيظ ليردف لها:

- سلامات يا وجت، يعني انا هفضل مستني كدة على ما يحصل او ميحصلش، كل اللي عليكي انا زينة انا زينة، وانا ميكلش معايا الكلام ده، عايز نتيجة. 


اعتلى الاعتراض ملامحها، رغم مجاهدتها الا تنفجر به، فهي لا ينقصها شيء حتى تجد منه هذه المبالغة في صب حنقه بها


- يعني انا اعملك ايه اكتر من كدة؟ باخد برشام وماشية على علاج، هخلج مثلا استغفر الله العظيم يارب، ولا اشتريه من السوج؟


ارتفع طرف شفته بسخرية تخلو من المرح، واسلوبها وهذه النبرة الجديدة منها لا تعجبه، بل يرى فيها لمحة من تمرد لن يسمح بها ابدًا.

ليخرج صوته مخاطبًا لها بهدوء خطر:

- شايف حسك علي واتعلمتي تتمجلتي على كلامي، اسمعي يا بت، عشان انا عارف زين جوي، ان امك هي اللي بتعبي مخك بالكلام عليا، بس هي متعرفنيش ولا تعرف لسة غضبي، احسنلك يا غالية تخلي بالك معايا ، لان مرة تانية لو اتكرر استخفافك ده، متلوميش الا  نفسك يا هدير، عشان ساعتها هتعرفي صح مين هو عمر.......


تهديده الصريح بث الرعب بقلبها، لتبتلع اعتراضها وتؤمئ له بهز رأسها مزعنة بطاعة:

- حاضر، مش هكررها تاني.

- شاطرة .

تتمتم بها ليعود للتقليب على شاشة التلفاز بجهاز التحكم الذي يمسكه بيده، وطاقة من الغضب تشع منه قادرة على إحراق الغرفة بما فيها، تجعل المسكينة تزداد انكماشًا على نفسها تجنبا له.


❈-❈-❈


بداخل القاعة المظلمة، إلا من ضوء الشاشة العملاقة، والهدوء الذي يسيطر على معظم الحضور الا منها، فقد كانت تكتم ضحكها بصعوبة، كلما لمست تذمره وحنقه بعدما اجبرته ليأتي بها الى هنا بمحاولات حثيثة،  شملت الدلال والاستعطاف، وكل اسلحتها في التأثير عليه، ليجلس معها الاَن بوجه عابس عاقد الحاجبين بتجهم ، عينيه تدور في الانحاء حولها،  غير منتبهًا على الإطلاق لمشاهدة الفيلم الذي تعرضه الشاشة الفضية الاَن.


تمتمت بهمس تشاكسه:

- ما خلاص بجى يا عارف وانتبه للفرجة ع الفيلم، مش كفاية حاجز كرسي جمبي فاضي، وانا لازجة فيكي زي الجرادة ومش سيباك، نعمل ايه تاني؟


كتم زفرة هائلة بداخله، وابصاره اتجهت خلفها قبل ان يعود اليها ويرد ضاغطًا على أسنانه بغيظ:


- ما هي دي المشكلة، انك مش حاسة ولا واخدة بالك، وانا عيني مراجبة الرجالة اللي محاوطانا من جميع الجهات، اعمل ايه وانا شايفهم بيركزوا فيكي اكتر من الفيلم نفسه.


قارعته بعدم تصديق:

- يا عااارف، ويعني انت لو شايفهم صح مركزين فيا،  كنت هتسكتلهم، دا مش بعيد كنت عملت فضيحة. 


جذبها فجأة يهمس بوعيد:

- ما هما لو واحد بس كنت كسرته دلوك، لكن لما يكونوا كذا واحد وانا مش ملاحق، وعمال احسب اتخانق مع مين فيهم الاول،  دا احله ازاي؟


بابتسامة مستترة لتتجنب غضبه حاولت مهادنته:

- يبجى نركز في الفيلم يا حبيبي، مدام محدش فيهم اتعرض لي ولا يجدروا، وانا معايا الأسد بتاعي، بس بيني وبينك يعني، السيما فيها مية واحدة غيري، هما بجى فاضين لنا بس؟


عبس بملامح مكفهرة، يرمقها بنظرة لا تخلو من اعجاب رغم ضيقه، فهذه الغبية لا تقدر كم هي جميلة وملفتة للنظر بحق،  وان ارتكب جريمة اليوم فسوف يكون بسببها، ليته ما رضخ لإلحاحها ووافق بالمجيء الى هنا.


هم ان يرد عليها،  ولكنه انتبه لوجود اخر ما كان يتوقع حضورهم، في الصف الثالث من خلفهم، بجلسة اسرية بامتياز، اب وام وطفلهم. 

لتغزو ابتسامة ماكرة ثغره،  وحين انتبهت له زوجته لتسأله عن السبب ، اومئ لها بذقنه نحو الخلف، لتتوسع عينيها بدهشة، سرعان ما تحولت بعدها لغيظ وهي تغمغم بتوعد:


- يا بت اللذينة، عملتيها يا نادية!


❈-❈-❈


بعد انتهاء الفيلم وخروج الحضور من القاعة ، وقفت تستقبلها في الردهة الخارجية بتحفز،  وقد أكملت المشاهدة بصعوبة، مع مراقبتها لهما، ومشاكشاتهم لها، وكأن شقيقها اتفق مع زوجته في كيدها، رغم ادعاء البراءة


عقب عارف المجاور له:

- اموت واعرف ايه جالبك، ما هم جاين ينبسطو زينا، ايه اللي حصل يعني؟


- اللي حصل ان السوسة دي جصدت تجيبه معاها ، بعد انا ما بعتلها ع الوتس وصورت السيما، واحنا داخلين. 


تبسم عارف بذهول، ليزيد عليها :

- صورتي السيما يا مجنونة، ومستغربة انها جات بجوزها على هنا دوغري؟


دبت بقدميها على الأرض بغيظ تعبر عن قهرها:

- متنرفزنيش يا عارف، انا بعت الصورة عشان اغيظها، بعد ما طلعت هي وجوزها من غير ما تبلغني، مش كان واجب برضوا يا خدونا معاهم، دا زورها مصر كلها تقريبًا.


لم يقوى على كبت ضحكاته،  حتى أصبح يغطي بكفه على فمه، ليتمتم بمرح:

- يعني انتي كان جصدك تغيظيها، جامت هي اللي غاظتك، مطلعتش هينة نادية دي.


- انت كمان هتعصبني يا عارف.

تمتمت بها قبل ان تنتبه لاقترابهم منها ، شقيقها الذي بدت السعادة جلية على ملامحه حتى اظهرته اصغر من عمره الحقيقي، يضمها بذراع ويحمل طفلها على الذراع الاخر، لانت ملامحها ابتهاجًا له، حتى كادت ان تنسى غضبها، لولا رؤية الابتسامة الواضحة على وجه هذه الخبيثة:


- فيكم الخير يا جماعة والله، دا انا افتكرتكم مشيتوا وسبتونا.

القى بالكلمات غازي نحوهما، فجاء الرد من ابن عمه، الذي اشتعلت رأسه بالمرح:

- واحنا نجدر يا كبير، بس انتوا ليه مجولتلناش؟ حتى كنا حجزنا التذاكر مع بعض. 


- ما هي جات مفاجأة يا واد عمي، دا انا ولا كان على بالي والله.

تمتم بها غازي، لتتكفل زوجته بالباقي نحو صديقتها اللدودة ببراءة:

- اصل انا لما شوفت الصورة اللي بعتيها، وشكل السيما من برا، شبطت في غازي زي العيل الصغير،  هو الأول كان هيرفض ، بس لما شافها معايا وعرف ان انتوا هنا، وافج على طول، والحمد لله جدرنا نلحق التذاكر، انتي مش فرحانة بجيتنا يا روح؟


ضيقت الاخيرة عينيها بتفحص في الرد لها:

- يعني انتي بتسأليني يا نادية؟ ياريت بس تكونوا انبسطو بالفرجة ع الفيلم، ولا اللف والفسح على باقي المعالم الأساسية للبلد؟ يا ترى ايها احلى فيهم؟

الصفحة التالية