-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 21 - 1 - الجمعة 26/4/2024

 

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة

26/4/2024



- هتتجوز! فتنة هتتجوز وتسيب البلد كمان!

تفوهت بها بتعجب يثير التسلية، حتى تبسم زوجها يعقب:


- وايه العجيب في كدة يا ستي، ما خليها تتجوز وتحل عنينيا، اهي تريح البشرية ببعدها، وغازي يعرف يربى بناته بدال ما هما مشندلين ما بينه وما بينها.


انزوى ما بين حاجبيها باندهاش، لتجاوره على الفراش تردد موافقة رأيه:

- يا سيدي مختلفناش فيها دي؟ مصلحة البنات في البعد عنها رغم انها امهم، ضرورة حتمية الواحد كان بيتمناها من زمان ، بس اللي عايزة اعرفه، امتى الكلام ده حصل؟ وامتى غازي اتلم واتفق معاهم، انا مسمعتش نهائي عن حد اتجدملها ولا اتخطبت. 


- يا ستي اهي هتتجوز وخلاص، احنا هنججه، مش المهم البنات يرسوا في حضن ابوهم، ياللا بجى ربنا يهني سعيد بسعيدة. 


قالها لينهض عن التخت ذاهبًا نحو خزانة الملابس في تصرف واضح للتهرب منها، مما جعل الشك يتسرب اليها لتقول بفراسة:

- هو انا ليه حاسة ان مشوار امبارح والكدبة اللي اخترعتوها عن العجرب اللي لاشت الواد في ارضنا، وراها قصة تخص الموضوع ده؟ ما تجول يا عارف، روحتوا فين امبارح.


القى اليها بابتسامة ماكرة بعدما خلع عنه قميصه، ليلتف نحو الخزانة يبحث بداخلها عما يريد ارتدائه، متجاهلا الرد عليها ، لتقسم بتأكد:

- اجطع دراعي ان ما كان وراها قصة كبيرة، عمي سعيد لا يمكن يعدي موضوع البنات من غير ما يشعللها ويشربنا المر، اكيد الموضوع فيه سر، ريح جلبي وجول يا عارف.


مالت رأسه للخلف في ضحكة عالية، ليغمغم بصوت عالي:

- انا غلطان اصلًا اني اتكلمت معاكي من الاول، دا عيب اللي يحكي مع مرته ويبلغها كل جديد 


- يبجى صح زي ما جولت. 

هتفت بها، لتنهض عن التخت بحركة سريعة ، ثم اقتربت منه لتحاوطه بذراعيها على خصره من الخلف، متابعة بتحايل ودلال:

- انا جولت من الأول أنك مش هتداري عني، حبيبي يا عارف هتقولي كل حاجة، ما انا بت عمك وسترك وغطاك، عمرك شفتني كشفت سر.


رفع ابصاره للسماء بعدما خارت كل قواه بفضل تأثيرها عليه، ليردد بقلة حيلة:

- يارب عيني يارب، هي بتضغط من ناحية واخوها ياجي بعد كدة بجولي لسانك ميتبلش فيه فولة،


ضحكت بشقاوة تزيد من ضمه، لتريح رأسها من الخلف، تزيد بنعومتها عليه:

- يجول زي ما يجول، انا برضوا هعرف منك، عشان جوزي الجدع، اللي عمرك ما خبيت عني حاجة، وانا برضوا شطورة وبحفظ السر.


قهقه هذه المرة، ليلتف اليها برأسه مرددًا باعتراض:

- انتي مش شطورة، انت كهينة ومش ساهلة.


اومأت رأسها بابتسامة شقية:

- صح، بس برضك هتجول. 

هم ان يقاوم رغم تردده، الا أن صوت اشعار بالهاتف لفت انتباهه ليأخذه حجة:

- دا صوت رسالة، روحي شوفيها، وحلي دي يدك عني.


القت بنظرة نحو هاتفها بعدم اكتراث، لتعود اليه بتصميم:

- مش مهم اي حد دلوك، خلينا في موضوعنا، اتكلم يا عارف.


- تاااني 

- وتالت ورابع كمان، انا مش هسيبك النهاردة 


❈-❈-❈


مال بجذعه للخلف لينفض كفيه، مرددًا بشبع وامتلاء:

- الحمد لله، لقمة زي عسل 

رد بسيوني المتوقف عن الطعام منذ فترة، بفضل التركيز معه:

- شبعت يا يوسف، الف هنا.


- الله يهنيك يا بوس، بس انا لاحظت ان اكلتك خفيفة، انت لازم تتغذى عشان العلاج .

رد بامتعاض وضيق:

- اولا بلاها الاسم الزفت ده، تانيا يا سيدي الف شكر ع النصيحة، انا برضك عارف مصلحتي، خلصتي ولا لسة يا ورد....


هتف بالاخيرة بصوت عالي، لتركض هي خارجة اليهما سريعا من غرفتها:

- انا خلصت اها ..

قالتها وهي تلف حجاب رأسها على عجالة، وما همت ان تتناول حقيبتها من فوق المقعد حتى اوقفها بقوله:


- بس انتي مكلتيش حاجة، هتروحي كدة من غير فطار. 

تكفل بسيوني بالإجابة عنها بابتسامة شقت محياه:

- لا اطمن يا باشا، انا حشيت لها شندوتشات وحططها في التلاجة من ساعة ما جومت صليت الفجر، روحي هاتيهم وحطيهم في شنطتك يا ورد، وابجي كلي منهم وجت ما تجوعي.


اخفى يوسف بصعوبة غيظه، ليعلق فور ان أتت إليه، بعدما قيمها سريعًا:

- مش الطقم دا اللي كنتي لابساه امبارح، انتي هتروحي بيه تاني مش ناوية تغيري؟


القت بنظرة مرتبكة نحو شقيقها قبل ان تجيبه بحرج:

- ما انا كنت ناوية النهاردة بعد ما اخلص محاضراتي ع الضهر ، اني اروح البيت واجيبلي كام واحد......


- كلهم.... 

قاطعها شقيقها بها متسرسلًا بحزم "

- كل هدومك تجيبها، وأي حاجة تخصك هناك، مينفعش الروحة والجاية كل شوية. 


كتم يوسف زفرة الغيظ، ليظهر ابتسامة صفراء والاخر يتابع له:

- انا بتكلم في الأصول يا يوسف، تجيب حاجتها بالمرة، عشان بعد كدة ملهاش داخلة...... غير ع الفرح.... ودا على ما ربنا يسهلها....


وصل اليه قصده بوضوح، انه يماطله، وهو ليس بالغبي حتى لا يفهم عما يدور برأس هذا الرجل العنيد، حسنًا، هو ايضًا ليس بالهين.


- ومالوا يا ابو نسب، اخدها النهاردة من الكلية ونروح نلم كل حاجتها.


قارعه بمراوغة:

- دا برضوا كلام يا يوسف؟ يا راجل بجولك الاصول ، يعني ميصحش..... ومتكلمنيش على جعدتها الايام اللي فاتت معاك، انت بنفسك اكدت انها كانت زي الضيفة، وانا عمري ما هكدبك يا يوسف، عشان كدة ياريت تديني مفتاح الشجة، اخدها انا بنفسي النهاردة ونروح نلم الحاجة.


هذه المرة كان على وشك ان ينفجر بالفعل به، ولكن بنظرة منها، وهذه الرجاء الذي كان يراه بعسليتها، تماسك واستطاع ان يحجم غضبه، ليعود لعقل الداهية، متبسمًا بمرونة، يعطيه المفتاح:


- وانا ابن أصول وعمري ما هاخالفك يا ابو نسب 

بادله ابتسامة ماكرة يقول:

- تشكر يا يوسف يا ابو الزوق كله.... ياللا بجى، اجوم انا اغير هدمتي عشان تاخذوني معاكم في سكتكم ع المستشفى.


❈-❈-❈


عودة الى الجنوب 

تحديدًا في منزل سليمة التي حطت قدميها على أرض المنزل، هابطة الدرج من مسكنها بالطابق الثاني، لتفاجأ بهذا الصوت الانثوي القوي، يأتي من الداخل، عند سكينة امرأة عمها،


تحفزت كل خلية بجسدها، لتستقيم رافعة ذقنها للأمام بشموخ، وتتحرك بخطواتها للمواجهة التي كانت تنتظرها منذ شهور، لا بل هي منذ سنوات!


كانت الجلسة بصحن الدار ، سكينة صامتة ببؤس، تستمع لمبرارتها الواهية دون ان تكذبها او تصدقها، فقد اعتادت السلبية بقلة حيلة نشأت عليها، وابنتها بجبروت غير عادي، تردف بحجج ووقائع وهمية، تريد فرض قناعتها على المرأة، بتبرئة من ثبتت عليهم الجرائم بالدليل القاطع.


- زي ما بجولك كدة ياما، مرة ولدك هي السبب، هي اللي جوزت المحروسة مرة المرحوم للمجرم كبير ناسه، عيالنا راحو وضاع مستقبلهم بسبب العداوة اللي ما بين صدجى سليم وبينه، ولا انتي مصدجة صح ان الغفير بتاعه كان جاي في خير، لاه ياما، دول جتلوا الجتيل ومشيو في جنازته، وكمان لابسوها للغلابة عيالنا، ربنا هو المطلع، يجيب حجنا من عنيهم ان شاء الله. 


هذا ما وصل الى سليمة بالحرف، لتزداد يقينًا ان ما كانت تظنه بابنة عمها، لم يكن ابدا شعور كاذب، تلك المتظاهرة دائما برزانة وطيبة تتصنعها طوال الوقت، وما تضمره بقلبها هو السواد القاتم لكل من يعارض مصلحتها.


- ازيك يا ام سند، طب مش كان من الواجب تندهيني يا مرة عمي اسلم وارحب بيها.

خرجت منها الكلمات بتهكم واضح، لم تغفل عنه المذكورة، لتلتف اليه بجذعها تجيبها بجمود مذهل:


- اهلا يا بت يا عمي، هو انا محتاجة اللي يرحب بيا، انا صاحبة بيت.


- لاه مش صاحبة بيت.

خرجت من سليمة بقوة، تنقل بنظرها نحو المرأة العجوز قبل ان تعود إلى هذه المتبجحة، تواجهها بقوة:


- انا صاحبة البيت، ومن بعدي اخوكي يبجالوا جزء في فيه بحكم الشرع، ولا انتي ناسية.


صعقتها بالكلمات المقصودة، باغتتها بالرد الذي لم تتوقعه ابدًا، لتضييق عينيها بحقد ظاهر، تكشف عن وجهها الحقيقي:

- لاه مش ناسية، بس شكلك انتي اللي نسيتي ان انا السبب، انا اللي زنيت على ابوي عشان احمي ولدك من غدر ابوه، انا اللي مهنش عليا يترمي في الشارع بعد ما يموت ابويا، بعد ما يدخل فايز ومرته اللي كانت هتشغلك خدامة عنديها. 


رددت تخالفها بقوة:

- تشغل مين يا هويدا؟ ما خلاص يا غالية، كل حاجة انكشفت وبان اللي كان متخفي، يعني بلاها منه الوش الناعم ده....... بان المستور وانكشف المعيوب...

الصفحة التالية