رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الخاتمة- 1 الأثنين 29/4/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الخاتمة
1
تم النشر يوم الأثنين
29/4/2024
انحنى مستندا على عقبيه ونظر له مبتسما بشر غامزا له والآخر يصيح بوجهه:
-سيبني بقولك.
زم فارس شفتيه للأمام وسأله مازحا:
-هتطول رقبتنا يعني ولاااا...
صرخ يزن فورا:
-ايوه يا بني بقى فكني.
وقف الآخر ونظر للرجال وابتسم لهم هاتفا بصيغة بدت آمرة:
-فكوه.
حلوا وثاقه فوقف يدفعهم بغلظة وهو يصيح متألما:
-يا ولاد ال*** تحت باطي مولع نار يا كلاب.
ضحك الجميع فعلق فارس ساخرا:
-نتف الإبط سنه يا عريس.
ضغط يزن على أسنانه هاتفا بغل:
-عاملي فيها حاج وأنت السفاله تتكسف منك.
ضحكوا جميعا وفارس يرد:
-منا حاج بجد ياض، ولا ليك رأي تاني.
تخوف يزن من مناطحته حتى لا يفعل ما لا يحمد عقباه فهو قد رأى مدى جنونه فهز رأسه وعاد جالسا بالمقعد مع اقتراب زين من فارس فنظر له الأخير متسائلا:
-أنت واقف بره ليه يا زين؟
أجابه الأخير باحترام:
-واقف بتابع الجردات بره يا باشا.
أومأ مستحسنا حديثه وهو يمزح معه:
-طيب تعالى اتبسط معانا شويه ولا ملكش في حفلات توديع العزوبية؟
نفى رافضا:
-ميصحش برده اقعد وسطكم يا باشا.
تجهم وجه فارس معترضا:
-يا بني ده أحنا بقينا نسايب.
رد بعفوية:
-العين متعلاش برده، أنا كنت حابب ابلغ جنابك رسالة أمجد.
وقف منتبها ومستمعا له فقال:
-بيقول لسيادتك كل حاجه تمام والهوانم هيتحركوا من القصر خلاص بس چنى هانم مصره هي اللي تسوق.
زفر زفرة قوية وأومأ وتركه متحركا صوب الرجال ووقف بالمنتصف يخبرهم:
-يلا يا رجاله البنات بلعت الطعم.
ذهب ناحية مازن ليسنده وتكلم بتأفف:
-مراتك لازم تجود من دماغها، قولنا تاخدهم وتروح ع اليخت راحت صممت هي اللي تسوق.
حرك مازن رأسه باستسلام وفارس يتذمر:
-هتجلطني قريب مفيش فايده فيها.
تحركوا للخارج وقادوا سياراتهم حتى وصلوا للطريق المؤدى للمرسى وصفوا السيارات بشكل دائري يمنع دخول أي سيارة وانتظروا مجيئ الفتيات والوسيقى تصدح من مكبرات الصوت الموصولة بسياراتهم.
❈-❈-❈
نظرت نرمين أمامها لذلك المشهد وهذا العدد الكبير من السيارات التي تغلق المدخل وتفاجئت هي ومن معها بالرجال يخرجون تباعا من سيارتهم، منهم من يصعد ليقف على سطح السيارة ومنهم من يقف بجوارها يتراقصون على أنغام الموسيقى بشكل خطف أنفاسهن وهن يرون رجالهم بهذا الشكل الخاطف للأنفاس.
نظرت ياسمين أمامها لزوجها الواقف بجوار مازن يسنده ومع ذلك يحرك جسده مع الموسيقى وكأنه يرقص ويبتسم بفرحة فعلقت على ما تراه بصوت استمعت له الفتيات:
-انا قولت برده أمجد مستحيل يخرجنا من بابا القصر من غير إذن فارس.
التفتت چنى تحاول إخفاء تآمرها معهم:
-ماهو كان رافض.
نظرت لها ياسمين بلؤم تزغر بعينها اليسرى:
-اعترض على سواقتك بس يا چنى مس على خروجنا، ويارب لو كنتي متقفه معاهم علينا فارس يعلقك عشان سوقتي العربية.
ضغطت چنى على أسنانها بتوتر وترجلن جميعا فسحب كل رجل زوجته ووقف بجوارها ما عدا فارس الذي اقترب من اخته أولا وهتف يحذرها:
-سواقتك مش هعديها.
تذمرت تدب الأرض بقدميها كالأطفال:
-ليه كده طيب ما احنا وصلنا الحمد لله أهو.
رد بوجه غاضب:
-عشان مينفعش تتحملي مسؤلية ارواح كل دول وانتي حامل في الشهور الأولى وممكن تتعبي ولا تدوخي، بس سهله وحسابك معايا بعدين.
تركته ووقفت بجوار زوجها تسنده وتطلب منه الدعم:
-ما تقول حاجه يا مازن.
رد متجهما:
-فارس معاه حق، أنا كنت قلقان عليكم جدا.
زفرت وتحركت لداخل المرسى وهي تسند مازن ووقف فارس أمام زوجته فابتسمت له واقتربت منه ولكن تجهم وجهه جعلها تتراجع للخلف:
-ﻷ، اوعى تقولي انك زعلان مني؟
أومأ فحركت رأسها معترضة:
-هو كل مره چنى تعمل المصيبه وألبسها أنا؟
ضحك وسحبها من ذراعها هامسا بأذنها:
-انتي مرات كبير العيلة والمفروض الكل يسمعلك، كان لازم تمنعيها مش من السواقه وبس من الخروج أصلا من غير اذني.
ردت بتنمر واضح وهي واضعة يديها بخصرها:
-والله أنا كنت متأكده انك عارف، ماهو مستحيل أمجد يخرجني من البيت من غير علمك او أذنك فبلاش تعملهم عليا يا فارس.
صعد الجميع للمرسى فتفاجئوا جميعا وچنى من بينهم بذلك الفندق العائم وليس باليخت الخاص بها فالتفتت تسأل مازن وقبل أن تنطق ببنت شفة جائها رده:
-فارس أجر الفندق عشان نقضي فيه اليوم كله وبكره نطلع على الفندق اللي فيه القاعة.
اتسعت بسمتها وقبلته بحب فابتسم واحكم قبضته على خصرها متحركا للداخل وهو يهمس لها:
-بموت فيكي يا روحي.
وعلى الجانب الآخر وقفت نرمين مشدوهة بالمنظر الخلاب لذلك الفندق العائم والمكون من ثلاث طوابق جعلها تفتح فاهها وتلتفت ناظرة ليزن المبتسم وتسأله:
-احنا هنبات هنا ولا ايه؟
رفع كتفيه دلالة على عدم معرفته:
-والله ما أعرف حاجه أنا زي زيك واللي عارف الحوار كله هو فارس.
صعد الجميع للمركب العائم فتفاجئوا بوجود دينا تقف باستقبالهم مبتسمة وخلفها طاقم الفندق وكأنها من كانت تشرف على التجهيزات.
فور وقوع عيني نرمين عليها تجهم وجهها بشدة ولكنها تحاملت على نفسها وكتمت غيظها فهي تعلم أوامر فارس بشأنها وانتظرت أن تعلم مخطط فارس لاسترداد حقها من إهانتها ولم تتأخر دينا ولكنها اقتربت من بكريها أولا تطمئن عليه وتسنده ﻷقرب مقعد:
-مازن حبيبي، أنت كويس؟
أومأ ناظرا لفارس بحيرة ولكن الأخير ابتسم له وكأنه يخبره أن كل شيئا على ما يرام، تنهد وانتظر ليرى فوجد والدته تقترب من نرمين ناظرة لها ببسمة بدت مصطنعة ولكنها مقبولة لجميع الأطراف وتكلمت بغصة ضيق حاولت إخفائها:
-مبروك يا نرمين.
هزت رأسها ولم تعقب عليها فتابعت الأولى:
-انا عارفه انك زعلانه مني ومن كلامي اللي وصلك.
التفتت ترمق كل من شيرين وياسمين وكأنها توبخهما على إخبار نرمين ما حدث وعادت تنظر لنرمين وتكمل:
-أنا عارفه اني غلطانه وكلامي دلوقتي مش هيشيل الغلط ده ولا اعتذاري كمان ممكن يرجعلك حقك بس اظن اعتذاري ليكي قدام كل العيلة يمكن يكون رد اعتبار وترضيه مناسبه ليكي ولا ايه؟
تلاقت حدقتيها بخاصة فارس الذي حثها على القبول ولكنها قبل أن تتفوه بكلمة استمعت لصوت هدى المتعجب:
-هي ايه الحكاية؟ مالك ومال نرمين يا دينا انا مش فاهمه حاجه.
بالطبع لم يعلم كل من هدى وسحر بما قالته بحق نرمين على العكس من البقية من العائلتين وقد وصلتهم الأخبار بشكل مفصل.
اقتربت سحر من يزن وسألته باهتمام:
-هي ايه الحكاية؟
أجابها بصوت مسموع للجميع:
-ابدا بس الدكتورة دينا كانت زعلانه مع نرمين وباقي البنات وأظن هي هنا انهارده عشان تبرر موقفها.
صرت دينا على أسنانها وهدى تقف بالمنتصف تصر على معرفة الأمر ولكن جاء صوت فارس الأجش لينهي الأمر:
-بلاش تضييع وقت لسه ورانا سهره مش عايزين غم، الدكتورة دينا جايه تعتذر للبنات مش لنرمين وبس لكن وﻷن غلطها كان يمس نرمين أكتر من غيرها فلازم نرمين هي اللي تقبل اعتذارها ده عشان نكمل الليله واحنا مبسوطين.
نظر لها منتظرا إجابتها ولكن صوت اعتراض يزن جاء ليحسم الأمر:
-أنا مشوفتش حد اعتذر من الأساس يا فارس.
تضايق كل من ساجد ومراد وحاولوا التدخل ولكن نظرات فارس التحذيرية أوقفتهما والتفت يرمق دينا بمغذى فسحبت شهيقا عميقا وطردته قائلة بضيق:
-أنا بعتذر منك يا نرمين، الكلام اللي قولته كله كان غلط وميصحش وصدقيني انتي بغلاوة شيرين وچنى وربنا يسعدك.