-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الخاتمة- 3 الأثنين 29/4/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الخاتمة

3

تم النشر يوم الأثنين

29/4/2024

استيقظ الجميع على أشعة الشمس التي دخلت كل غرفة من غرف ذلك الفندق العائم واستمعوا جميعا لبوقه الذي يعلن عن وصولهم للمرسى المجاور للفندق الذي سيقام به حفل الزفاف؛ فترجل الجميع بفرحة وبالطبع نرمين تلك التي تقفز فرحا ولا تستطيع تهدأة ثورة نبضات قلبها الصاخبة.


جلست الفتات بغرفة تجهيز العروس حتى انتهت خبيرة التجميل من تزيينها فظهرت آية بالجمال ووضعت اللمسات الأخيرة مع حجاب رأسها فنظرن لها بحب وفرحة ولكنه لم يخل من البكاء فاحتضنتها كل من توأمها وابنة عمها وتوأم روحها التي همست لها:

-طالعة زي القمر يا نرمو، ربنا يسعدك يارب.


نظرت لها بحزن متذمرة:

-كان نفسي تغنيلي زي ما غنيتي في فرح شيري وياسين بس جوزك عاملي فيها شيخ.


ضحكت ياسمين وأجلستها وجعلت الفتيات يقتربن وبدأت بالغناء وهن بالتصفيق والزغاريد


مكتوبة ليك إني أنا اللي تعيش لها🎵

مكتوبة على إسمك حياتي كلها🎶

أول ما قلت بحب كانت ليّ أنا🎵

مين تستاهلها غيري أو تتقال لها🎶

مكتوبة ليك وأهي كل حاجة في وقتها🎵

تكمل حياتك بيّ لما دخلتها🎶

وقت أما شافك قلبي شافت عيني فيك🎵

صورة حبيبي اللي في خيالي رسمتها🎶

قول بقي يا حبيبي، حبيبي🎵

لمين أنا لو مش ليك🎶

قول بقى يا حبيبي، حبيبي🎵

ححب في مين غير فيك🎶

طب ده أنا أيامي أحلامي🎵

وحياتي واقفة عليك🎶

نور عيني حبيبي، حبيبي🎵

لمين أنا لو مش ليك🎶

قول بقى يا حبيبي، حبيبي🎵

ححب في مين غير فيك🎶

طب ده أنا أيامي أحلامي🎵

وحياتي واقفة عليك🎶

❈-❈-❈

وقف يزن متوترا أسفل الدرج بانتظار ظهورها فوجدها تنزل درجاته برفقة والدها ونبضات قلبه تكاد تخرج من صدره حتى اقترب منه محمود وصافحه مقبلا إياها وهمس بجوار أذنه:

-مبروك يا بني، خد بالك عليها.


أغلق عينيه يجيبه مؤكدا:

-دي في عنيا يا عمي.


بدأت فقرات الزفاف برقصة هادئة للعروسين وفور أن انتهت حملها يزن ودار بها بفرحه وهي تتعلق بعنقه تبتسم بسعادة لم تعاصرها من قبل.


انتهى حفل الزفاف وصعد بها جناحهما المحجوز بنفس الفندق فحملها فور أن وقف المصعد بالطابق المنشود ووقف أمام الباب يفكر كيف عليه فتحه فابتسمت وسألته برقة:

-فين المفتاح؟


أشار لجيب سترته الداخليه المجاور لقلبه فدست يدها لتخرجه متلمسه صدره من فوق قميصه فشعر بتيار يسري بجسده فهتف متعجلا:

-افتحي الباب بسرعة يا نرمين.


ظنت أنه لم يعد يحتمل حملها لثقل وزنها ولكنها لم تعلم حقا كم حارب نفسه حتى لا ينقض عليها وهما لم يدلفا لجناحهما بعد.


دلفا فأغلقت الباب وهي لا تزال تتعلق بعنقه وهمست بدلال:

-نزلني بقى.


رفض وتحرك بها للداخل وهنا فقط قرر إنزالها أمام الفراش ووقف قبالتها ينظر لها بعشق خالص وعيون لامعة وهمس بالقرب من أذنها:

-أنتي بجد بقيتي مراتي!


ابتعد ينتظر إجابتها فابتسمت وتعلقت بعنقه فلمعت عينيه وانحنى مقوسا جسدها للوراء حتى تسطحت فوق الفراش واعتلاها على الفور فهمهمت من بين إثارتها التي تحاول وئدها حتى لا يفتضح أمرها أمامه ويشعر بالنيران التي تحرقها هي الأخرى:

-طيب سيبني أغير هدومي الأول.


رفض محركا رأسه باعتراض وهمس بنبرة شبقة:

-احنا مش محتاجين هدوم.


بدأ بإزاله طرحتها أولا ولكنه فشل تماما في فكها وكم الدبابيس التي تثبتها فجلس بجوارها تلمع عينيه وهو يخرج الواحد تلو الأخر حتى زفر بحدة وتذمر:

-ايه ده يا جدعان هم قصدهم يفرهدونا قبل الدخله ليه طيب؟


ضحكت ووقفت أمام المرأة تحاول مساعدته حتى نجحت بالنهاية بفكها فسحبها لتقف أمامه وقبلها قبلة عميقة وابتعد ينزل سحاب فستانها المحتشم والرقيق حتى سقط أرضا فظهر جسدها أمامه بسخاء إلا من القطعتين المتبقيتين فارتبكت وعضت على شفتها بخجل فحرر شفتها من بين أسنانه بإبهامه وهمس لها:

-بلاش كده عشان متغاباش.


ضحكت وقد فهمت تلميحه الوقح فعاد مقتربا منها وأشار لبدلته:

-مش هتساعديني؟


فعلت طلبه وجردته من سترته وقميصه بعد أن حل عقدة ربطة عنقه وظل فقط ببنطاله فسحبها ناحية الفراش واحنى ظهرها للوراء فتسطح نصف جسدها عليه واستندت على الارض بالنصف الآخر وانحنى هو الأخر بنفس الوضعية وبدأ مداعبتها بالأقوال والأفعال حتى خرجا عن طور تحكمهما ومارسا الحب بشغف لم يعرفا له مثيل.

❈-❈-❈

استيقظت صباحا على صوته الهامس:

-حبيبي اصحي.


فتحت عينيها وهو يكمل:

-صباحية مباركه يا عروسه.


رددها وهو يحرك أمامها تذاكر الطيران فخطفتها تنظر لوجتهما فهي لم تعلم بعد لتجدها لإيطاليا فاتسعت بسمتها وهتفت بفرحة:

-الله، أنا كان نفسي أشوفها من زمان.


أجلسها بجواره ونظر لها بتوتر ولكنه اتخذ قراره وبدأ بالتكلم معها بهدوء يحاورها ويسألها:

-لو جاتلي فرصة سفر بره نعيش ونشتغل ونبعد عن المشاكل توافقي؟


أومأت مبتسمة:

-طبعا، أي مكان أنت فيه انا هكون معاك فيه من غير نقاش.


توتر وهو يوضح:

-حتى لو التمن أننا نبعد عن اهلنا؟ أو بالأخص انتي اللي تبعدي عن أهلك لأن أنا متأكد إن ماما مش هتسيبني وهتسافر معايا، هي كده كده مش مرتاحه هنا ولا ليها حد ولو على آسر فأنا متأكد أنها هتخليه ييجي هو كمان وطالما لاميتا معاه مش هيمانع خصوصا أنها ملهاش حد في مصر فمش هتفرق، فهنا الوحيد اللي هيتحرم من أهله هو انتي وبس.


تنهدت واخرجت زفرة قوية متسائلة:

-هو ده افتراض ولا اقتراح ولا حقيقة بتعرضها قدامي ومحتاج موافقتي عليها؟


ابتلع ريقه وأجابها:

-حقيقة، معروض عليا اشارك في بيزنس في ايطاليا فبعد شهر العسل المفروض هروح اقعد مع الراجل واتكلم معاه ولو شروط الشغل عجبتني هتوكل على الله بس لو رفضتي مش هروح أقابله من الأساس.


تعلقت بعنقه وسألته:

-عايز تبعد غيره من تواجدنا جنب ناس ممكن تتضايق من وجودهم ولا عشان تبعد عن كلام فلان وعلان؟


هز رأسه موضحا:

-لا ده ولا ده، حاسس اني محتاج اعمل لنفسي كاريير منفصل عن العيلة ﻷن مش قادر افضل تحت جناح فارس طول العمر ولو الكل قابل بده فأنا شخصيتي مش هتقبل بيه، ومعاهم ممكن أكون عايز ابعد عن وجع الدماغ بتاع العيلة ومشاكلها.


اطرقت رأسها تفكر فرفع وجهها ينظر لجمالها الآخاذ وتكلم دون تفكير:

-خلاص يا روحي أعتبريني مقولتش حاجه أنا...


قاطعته فورا:

-أنا موافقة بس محتاجه أعرف هل هننزل مصر زيارات ولا زي وضعكم قبل ما ترجعوا إن مفيش نزول لمصر؟


اخرج بسمة ساخرة:

-انتي لو عايزه كل شهر ننزل أجازه أنا مستعد.


مسحت على وجهه معقبة:

-مش للدرجة دي بلاش مبالغه، أنت قولي أننا هننزل أجازه ولو مرة في السنه وانا موافقه بس نبقى اتفقنا على ده عشان مترجعش في كلامك بعدين.


أومأ وهو يسألها بترقب:

-يعني موافقة؟


أومأت مبتسمه فاحتضنها بسعادة وحب مقبلا عنقها بنهم وحب لم يعرف طريقهما إلا معها ولها.

الصفحة التالية