رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 40 - 3 الخميس 11/4/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الأربعون
3
تم النشر يوم الخميس
11/4/2024
أخرج فارس زفرة قوية وبنفس الوقت ترك يزن الهاتف من يده ووضعه على مكبر الصوت حتى يتسنى له القيادة بعد أن ابتسم لنرمين الجالسة هادئة بجواره وبدأ بالقيادة لوجهتهما واستمع لفارس يخبره:
-مازن تعب تاني وهنسافر عشان يعمل عملية بره ﻷن المرة دي الموضوع أكبر من المره اللي فاتت.
انتبه كل منهما لحديثه فلمعت عين نرمين رغما عنها وفارس يضيف:
-أنت مكنتش معانا المرة اللي فاتت وشوفت تعبه، بس المرة دي للأسف الورم مش حميد ومش عارف اتماسك ولا أركز في شغل يا يزن عشان كده عايزك تقف معايا وتحاول متشغلش دماغي بأي حاجه مهما كانت كبيرة ﻷن اللي أنا فيه أكبر من أي حاجه ممكن تكون مهمه من وجهة نظرك.
أنهى حديثه وأغلق المكالمة فورا فالتفت يزن ينظر لتعبيرات وجه نرمين الحزينة، ولكنه حاول أن لا يتأثر بما يراه من ردة فعلها وصف سيارته أمام المطعم وفور أن جلسا سألها بوجوم:
-عينك فيها دموع محبوسه ليه؟
ابتعلت ريقها وردت:
-بغض النظر عن نبرة الغيرة اللي في كلامك فمازن ده ابن عمك وأخو ساجد واقرب حد لفارس وأظن أنت عارف فارس وساجد بالنسبة لي ايه، هما مش مجرد جوز اختى وجوز بنت عمي دول اغلى من كده بكتير وليهم معزة في قلبي جامده ده غير چنى فعلا صعبانه عليا مش بتلحق تفوق وتتبسط.
رمقها بنظرة متشككة وسألها:
-يعني زعلك على دول وبس؟
صرت على أسنانها وأجابت:
-ﻷ، وزعلانه على مازن يا يزن عشان مازن إنسان طيب ولو كان حد غريب أو معرفة سطحية كنت هتأثر وازعل فما بالك بواحد قريبي وقرابته جايه من أكتر من جهه.
أنزل نظراته التي تفحصتها وتفحصت ملامحها ونظر لقائمة الطعام بيده وسألها بهدوء:
-هتاكلي ايه؟
ظلت على حالتها الغاضبة وعلقت:
-متغيريش الموضوع، أنا كنت عارفه إن الصدام ده هيحصل في يوم من الأيام وغيرتك دي هتبوظ كل حاجه حلوه بنحاول نبنيها أنا وأنت بس مكنتش متصورة انه يظهر بسرعة كده.
أدارت وجهها عنه فترك مقعده وجلس بالمقعد المجاور لها وأمسك راحتها التي حاولت سحبها منه ولكنه أحكم قبضته عليها وانحنى يقبل داخل راحتها ونظر لها بحب لم يستطع إخفائه بل لم يود إخفائه من الأساس وهمس لها بنبرة عاشقة:
-بحبك وبغير عليكي مش مازن وبس وانتي عارفه كده، بغير من زمايلك في الشركة ومن قرايبك ومن أخويا وحتى من هدومك اللي لامسه جسمك وأنا محروم من اللمسه دي.
اتسعت حدقيتها بذهول فهي المرة الأولى التي يتجاوز معها بالحديث ويتطرق لذلك ولم يثنه ذهولها من استكمال حديثه الوقح:
-نفسي فيكي أوي لدرجة عايز نتجوز انهارده قبل بكره.
سحبت يدها منه بقوة وهتفت موبخة:
-ميصحش كده.
تعجب رافعا حاجبا وهو يضحك:
-انتي مراتي، ولا عندك رأي تاني؟
لم تعقب عليه فأسترسل أكثر:
-عارفه! لما صارحتك دلوقتي باللي نفسي فيه حسيت اني ارتاحت بدل ما بحلم بيكي كل يوم أحلام مش كويسه.
جحظت عينيها ببريق الدهشة والخجل معا وهمست تسترجيه:
-بلاش كده عشان خاطري.
أمسك راحتيها معا وقبلهما قبل كثيرة وهو يتغزل بها:
-بحبك وبموت فيكي ونفسي الأيام تعدي بسرعة عشان نبقى سوا واصحى الاقيكي جنبي على السرير.
لم تستطع الرد عليه من خجلها الذي اكتسح وجهها وجاء رنين هاتفه ليقطع عليهما تلك اللحظة العفوية والرومانسية ليجده ابن عمه من جديد فتخوف من أن يكون حدث أمراً جديداً فرد فورا:
-ايوه يا فارس!
صاح به فارس غاضبا:
-أنت فين يا بني؟ تعالالي بسرعه عشان الحق اعملك صلاحيات توقيع وأعرفك على رؤساء الأقسام عشان الشغل يمشي في غيابي.
وافقه وهو ينهض ممسكا براحتها مخللا أصابعه بخاصتها:
-حاضر أنا جايلك ع الفهد بسرعة.
جعد فارس جبينه وأخبره بفروغ صبر:
-أنا في مستشفى الفهد يا يزن مع مازن، تعالى ع البيت أنا رايح كمان شويه عشان آخد شنطتي.
وافقه فأكد عليه قبل أن يغلق المكالمة:
-المهم متقولش لحد على تعب مازن، محدش يعرف غيري انا وياسمين وباباه ومامته طبعا حتى اخوه ميعرفش.
سأله متعجبا:
-چنى متعرفش؟
أومأ مؤكدا:
-دي أكتر واحده مازن مش عايزها تعرف يا يزن فمن فضلك ركز ومتقولش لحد خالص.
❈-❈-❈
دلف قصره الفخم فنظر لحوائطه وجدرانه متجهما وتمتم بداخله:
-كل الفلوس اللي عندك دي ومعرفتش تبعد الأذى عن اكتر الناس قرب لقلبك، ولا هتعرف تحمي اللي بتحبهم من قضاء ربنا وقدره.
دمعت عينيه وقبل أن يتسنى له الوقت ليمسحها وجد راحتها الرقيقة تمسح له دموعه التي غزت وجه فزاد نزولها فاحتضنته مربته على ظهره تواسيه:
-ربنا هيقف معاه يا حبيبي إن شاء الله.
استمعت لصوت سحبه لأنفاسه واستنشاقه لماء أنفه فلم تصدق أن ذلك المارد والقوى شعر بهذا الضعف لخوفه من فقد أعز إنسان لقلبه.
قبلته من تجويف عنقه واحتضنته بكل ما أوتيت من قوة فاستمعت لصوته الباهت:
-انا مسافر مع مازن ومش عارف هرجع امتى وعايزك تباشري الشغل مع يزن لحد ما يتعلم وبعدها سبيه هو يتعامل.
أومأت فانحنى مقبلا إياها قبلة عميقة وابتعد ينظر لها بحب وهمس بجوار أذنها:
-هتوحشيني.
ابتسمت بسمة حزينه ورددت:
-وأنت كمان هتوحشني أوي.
حملها فوراً وصعد جناحهما وهو يقبلها قبل عميقة أججت مشاعرهما على حد سواء ووضعها على الفراش واعتلاها ينظر لها بعشق خالص وابتسم يهمس:
-لازم اودعك بطريقة فارس الفهد المعهودة.
بادلته البسمة وتعلقت بعنقه شابكة أصابعها بعضها البعض وسحبت وجهه ناحيتها فأصبحا وكأنهما جسدا واحدا وروحا واحدة فقط منقسمين بجسدين.
❈-❈-❈
دلف بغير موعده فنظرت له متفاجئة من حضوره المبكر وسألته بحيرة:
-جاي بدري ليه كده؟
رسم ضحكة كاذبة على محياه وهو يرد:
-يعني أتأخر مش عاجب ولما آجي بدري برده مش عاجب!
اقتربت منه بعد أن تركت صغيرها بمكانه المخصص على الأرض بين ألعابه وحاولت الوصول لطوله لتعانقه فلم تستطع حتى انحنى هو ليتيح لها فرصة التعلق بعنقه وهو يضحك هاتفا:
-اوزعتي.
حاوط خصرها بذراعيه ورفعها لمستوى طوله بعد أن أستقام بظهره فأصبحت قدميها لا تلامسان الأرض؛ فحركتهما بشكل طفولي جعله يقهقه ضاحكا وهو يشعر أنه يحمل طفلة صغيرة، ولكن تعب جسده فاجئه بلحظة فهو لتوه انتهى من جرعة عالية من هذا العلاج الكيميائي الذي أنهكه فدارت الدنيا به فأنزلها فورا قبل أن تشعر بما اعتراه والتفت يوليها ظهره متصنعا النظر لصغيره وسألها:
-مفيش حد يقعد بيه شويه عشان عايزك في موضوع ملح.
ابتسمت واقتربت منه مجددا تحتضن خصره من الخلف واسندت رأسها على ظهره:
-خليها بالليل يا حبيبي انت عارف مرتاحتش مع الناني الأخيره وشكلي مش هرتاح مع أي ناني نهائي.
وضع راحته على يدها المحاوطة لبطنه وربت عليها وهو يقول:
-مش هينفع بالليل أنا مسافر كمان 3 ساعات وكنت عايزك قبل ما أمشي.
دارت لتقف أمامه ورفعت وجهها عاليا لمستوى طوله وسألته بوجل:
-مسافر فين وليه؟
أخبرها بنفس الكذبة التي اتفق مع رفيق دربه على إخبار الجميع بها:
-في حريق حصل في مكتب التوريد بتاعنا في أميركا والسلطات هناك فاتحه تحقيق والموضوع شكله كبير.
لمعت عينيها وسألته:
-تفتكر حد من المنظمة اللي كانت خاطفه يزن وآسر؟
لم يرد اقلاقها فنفى فورا:
-ﻷ خالص، الحريق حصل بسبب ماس كهربي بس طبعا احنا المسؤولين عنه والتحقيق عشان المكتب في بلد اجنبيه فلازم نسافر عشان نعرف نحلها قبل ما توصل للمحكمه.
انتبهت لصيغة الجمع فسألته:
-نسافرّ؟ مين مسافر معاك؟
أجابها فورا:
-فارس طبعا.
سالته بفضول:
-فارس كمان نسافر! ده الموضوع كبير بقى؟
وجد نفسه سينساق لتحقيق قد تكون نهايته وخيمة فانحنى ليحملها وتحرك بها صوب الدرج وهو يهمس لها:
-وبعدين معاكي، هنضيع الوقت كده وأنا لسه عايزك تحضريلي الشنطه.
نظرت لصغيرها الجالس بين ألعابه وردت:
-هنسيب مودي لوحدة؟
أومأ مبتسما:
-آه كلها 10 دقايق أنا مش ناوي أطول أصلا.
غمزت له تعض على شفتها السفلى:
-هتكروتني يعني.
ضحك عاليا وهو يومئ برأسه:
-بصراحه آه، عشان مفيش وقت.