-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 42 - 1 الأحد 14/4/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الثاني والأربعون

1

تم النشر يوم الأحد

14/4/2024

❈-❈-❈

بعد مرور ثلاثة أيام

هاتفتها وهي تشعر بالقلق وكادت أن تبكي فور أن استمعت لصوت ياسمين فسألتها فورا دون مقدمات:

-فارس كلمك انهاردة؟


ردت مؤكدة:

-أيوه، وطمني عنهم متقلقيش.


بكت بكاءا هستيريا وهي رافضة لحديثها:

-مقلقش ازاي بس وهو بقاله 3 أيام لا كلمني ولا سمعت صوته حتى، وزودي عليهم سفر طنط دينا وأونكل مراد اللي اكتشفته بالصدفة ده أكيد وراه حاجه!


لم تعقب ياسمين عليها فتابعت الأولى:

-أنا عارفه ومتأكده أنك عارفه كل حاجه يا ياسمين، فارجوكي قوليلي في ايه؟


نفت معرفتها بأي أمر وهي توضح:

-يا چوچو طنط دينا والدكتور مراد سافروا العمرة السريعة دي زي ما قالوا وراجعين انهاردة، ده حتى انا كنت هكلمك عشان نروح عندهم نستناهم ونستقبلهم وبالمرة نجهز لهم أكل ونرحب برجوعهم.


نهجت چنى بأنفاسها غير مصدقة:

-حتى لو كلامك صح، اشمعنا فارس بيكلمك ومازن مش عارف يكلمني؟


ردت تكرر نفس الكذبة التي تعيدها عليها منذ ثلاثة أيام:

-قولتلك عشان فارس موجود في الفندق ولاقط شبكه نت وتليفون هناك إنما مازن في الموقع لا في نت ولا تليفون.


سخرت چنى من مدى تقليلهم من ذكائها وهي تسألها:

-يا سلام! وبيتواصل مع فارس بأيه بقى إن شاء الله؟


أجابتها بملل:

-يا بنتي بقى، ما أنا قولتلك باللاسيلكي وساعات فارس بيروح يشوف الدنيا هناك ويرجع، دول كلهم 3 أيام يا چنى أومال لو غاب اسبوع هتعملي ايه؟


همت بالحديث فقاطعتها ياسمين تتهرب من استجوابها اليومي:

-بت انتي، انجزي لو هنروح الڤيلا عند طنط دينا خلينا نلحق نجهز لهم حاجه، كلها ساعتين تلاته ويوصلوا.


وبالفعل ذهبتا لڤيلا مراد الفهد وأعطت ياسمين تعليماتها للخدم بتجهيز قائمة طعام معينة وخرجت من المطبخ تجلس بجوار چنى التي تحمل صغيرها تداعبه وسألتها باهتمام:

-مجبتيش نتيجة التحاليل؟


نفت بحركة من رأسها متذمرة:

-طنط دينا سافرت قبل النتيجة ما تطلع وأنا بصراحه مش عايزه اجيبها لوحدي.


عقدت ياسمين حاجبيها توبخها:

-كلبه والله، وأنا روحت فين يعني؟


رفضت وكادت أن تبكي:

-أنا عايزه مازن معايا يا ياسمين، خايفه أوي البيبي يطلع فيه حاجه وأنا عارفه ومتأكده إن مازن هيصمم ننزله.


ابتسمت ياسمين بسمة جانبية معقبة:

-ومش سهل طبعا تموتي حته منك ومن الإنسان اللي بتحبيه حتى لو الوضع خطر مش كده؟


أومأت لها فتابعت متسائلة:

-يعني حسيتي بيا لما الحمل كان خطر وأنا كان عندي أمل أنه يكمل.


بكت وهزت رأسها وعندما همت بالبكاء وجدت الصغيرة چاسمين تنزل من على قدمي والدتها وتستند عليهما براحتها الصغيرة تتمشى بتأني حتى وصلت لعمتها ورفعت راحتيها مطالبة إياها بحملها ففعلت وهي تبتسم باتساع:

-يا روحي، هي بقت بتمشي يا ياسمين؟


أومأت مبتسمة بفرحة:

بقالها يومين كده بتقف تتسند وتمشي خطوتين وتروح واقعه مرة واحدة على التوته بتاعتها، بتموتني من الضحك.


لمعت عين چنى تسألها:

-يا خبر ابيض! اوعي تتعور لما تقع.


حركت ياسمين رأسها نافية:

-لأ متخافيش أوضتها مفروشة كلها بالبازل المبطن ده عشان لو وقعت، هو بتحصل حوادث بس من نوع تاني.


ضحكت بهستيرية فسألتها چنى بفضول فأجابتها ساخرة:

-امبارح البامبرز بتاعها كان مليان أكيي ودي راحت واقفه متسنده على البيت اللعبة بتاعها وجايه ناحيتي وتقوم واقعه على التوته والبامبرز انفجر تحتها والدنيا بقت آخر ظروطه.


ضحكت چنى أخيراً عالياً ولم تستطع التوقف عن الضحك وياسمين تتابع:

-وفضلت أنا والناني والخدم نغسل في الحيطان والأرضيات وحتى البيت اللعبة كان كله أكيي وحتى لما خلصنا كل ما اقعد واشم ريحة ظوافري أحسن الريحه مش راضيه تروح، نقعت نفسي في البانيو نص ساعه واتاري الريحة لازقه في مناخيري، ولا شاورات نافع ولا برفان محوء وكانت ليلة ما يعلم بيها إلا ربنا.


ضحكاتها العالية أطربت أذن ذلك الذي دلف لتوه مستندا على أخيه من ناحية ومن الناحية الأخرى يسنده فارس فهو رفض الجلوس على المقعد المدولب حتى لا تتأثر عائلته بهذا المشهد الموجع

انتبهت كل من چنى وياسمين لدلوف ثلاثتهم ويتبعهم بالخلف مراد يدفع الحقائب الخاصة بمازن ودينا تدفع حامل المحاليل المعلقة براحته ومعلق بالحامل جهاز الpin on الخاص بقياس المؤشرات الحيوية.


تركت الصغيرة من يدها ووقفت تنظر له بهلع ونزلت عبراتها على وجهها فورا كالشلال ودارت بنظراتها للجميع وبالأخص ياسمين التي وقفت بجوارها وتمتمت بمعاتبة:

-كلكم كنتوا عارفين ومخبيين عني.


بكت ولم تقترب منه بالرغم من استمرار دلوفه واقترابه ﻷقرب أريكة بمساعدة أخيه وابن عمه وتابعت امتعاضها الصوتي:

-أنا كنت حاسه، ﻷ أنا كنت متأكدة بس انتوا كلكم ضحكتوا عليا.


نزلت بيري بتلك اللحظة تنظر ﻷخيها بتفاجئ فهي الأخرى لم تعلم بحالته فهرعت صوبه صارخة:

-مااازن.


اقبلت عليه محاولة احتضانه ولكن أوقفها فارس يشير لصدره وتلك الأسلاك المزروعة به ﻷخذ جرعات العلاج عن طريقه وهمس لها:

-براحه يا بيري وخدي بالك.


ابتسم لها مازن ومد راحته يداعب وجهها وتكلم بصوت مجهد:

-أنا كويس، متخافيش.


وصل حتى الأريكه التي تقف چنى أمامها ورمقها بنظراته المشتاقة وحاول مد راحته ليمسح وجهها ولكنها ابتعدت تهز رأسها رافضة:

-ﻷ.


هرعت تاركة إياه صاعدة ﻷعلى حيث صغيرها بالغرفة المخصصة له بمنزل جده فربت فارس عليه موضحا:

-معلش يا مازن، سيبها تهدى.


أومأ بصمت فأجلسه ساجد بترو وعدل من وضعية الأجهزة المعلقة بالحامل فجلست بيري بجواره من ناحية ودينا من الناحية الأخرى وكل واحدة منهما تبكي بصمت ولكن صمت بيري لم يدم طويلا فتسائلت:

-كل ده حصل امتي؟ وليه خبيتوا علينا؟


رد فارس الذي ظل واقفا:

-مش وقته يا بيري وخلي عندك نظر، أنتي مش شايفه حالته!


اقترب من زوجته وأحاط كتفيها بذراع واحده وهمس بداخل أذنها:

-وحشتيني.


ابتسمت ترد هامسة:

-وانت اكتر.


نظر لصغيرته التي استندت على حافة المقعد وبدأت المشي تجاهه فلمعت عينية ونظر لياسمين سريعا يسألها:

-مشت امتى؟


ابتسمت وأجابته بصوت مسموع وفرح:

-بقالها يومين بتحاول.


انحنى وحملها وأخذ يقبلها قبل سريعة ومتتالية والصغيرة تصرخ بفرحة لوالدها فهتف مازن وبسمته اتسعت ﻷذنيه:

-قلب عمها دي، اومال فين جاسر؟


توترت ياسمين وأجابت:

-مجبتوش معايا.


رمقها فارس بنظرات فضولية فوضحت بهدوء:

-أصله سخن شوية وخوفت يعدي مازن وأنا عارفه إن مناعته هتبقى ضعيفه.


سألها فارس بتخوف واهتمام:

-سخن من ايه؟


ردت مبتسمة تهدأه:

-عادي يا حبيبي، تغيير الفصول كل الولاد بتتعب متقلقش عليه.


التفتت نظرات الجميع على وقع خطوات چنى النازلة من على الدرج تحمل الصغير وتتوجه للباب فاستدعاها فارس بصوته الاجش:

-چنى.


التفتت له دون تعقيب فقط تنظر له بنظرات نارية فسألها بتجهم:

-رايحه فين؟


أجابت بغصة حاولت إخفاءها:

-مروحه بيتي، عندك مانع؟


ترك صغيرته بحوزة زوجته وتوجه ناحيتها فتبعته ياسمين ترجوه بهمس:

-براحه عليها يا فارس.


لم يهتم بحديث زوجته وسألها متجهما:

-هتسيبي جوزك تعبان وتروحي؟


أومأت بإصرار:

-مش هو اختاركم انتو تكونوا معاه في تعبه، خلاص كملوا بقى للآخر.


حاولت الخروج فأمسكها بقوة من ذراعها ليمنعها ولكن جاء صوت مازن يرجوه:

-بلاش يا فارس لو سمحت.


تركها وهو يصر على أسنانه فرفرت بأهدابها بتوتر وهي تستمع لمازن يكمل حديثه:

-هي معاها حق، سيبها على راحتها.


هز فارس رأسه وحدثها وهو يحكم فكيه من الغضب:

-خلى السواق يوصلك.

الصفحة التالية