-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 42 - 2 الأحد 14/4/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الثاني والأربعون

2

تم النشر يوم الأحد

14/4/2024

❈-❈-❈

أوصلها لمنزل والديها بعد أن وصلت أخبار عودة مازن من سفرته وزيارة الجميع له بمنزل مراد فآثرت على العودة لمنزلها فهي وافقت على المكوث برفقة ياسمين لعدم وجود فارس أما الآن وقد عاد فلا حاجه لمكوثها هناك أكثر من ذلك.


صف سيارته أسفل بنايتها وفك حزام الأمان ليلتفت لها مبتسما:

-المشوار كده هيبقى مش سهل كل يوم.


ابتسمت له وسألته بحيرة:

-ليه؟ مش المفروض هنرجع العالمية!


نفى يخبرها بتلك المحادثة التي تمت بينه وبين فارس فور عودة الاخير من سفرته:

-فارس عايزني معاه في الفهد، بيقولي مازن لسه قدامه 6 شهور على ما يقدر يرجع الشغل وهيحتاجني مكانه.


تعجبت وهتفت:

-طب والعالمية؟


أجابها مرددا رد فارس:

-قالي آسر وساجد وبيري هناك، كفايه عليهم كده وأنت تخليك معايا أنت ونرمين.


جعدت جبينها متفاجئة ورفضت أمره الصارم:

-مينفعش أفضل في الفهد يا يزن، انا....


قاطعها مبتسما:

-كده كده مازن أجازة 6 شهور ولما يبقى يرجع ساعتها يحلها ربنا، بس أنا كلمته على الفرح إنه في ميعاده ولا في تغيير؟


انتظر ردة فعلها فأعطته ما تمنى من لهفة لمعرفة رده:

-وقالك ايه؟


ابتسم مجيبا:

-قالي كل حاجه ماشيه زي ما هي.


غمز لها فعضت على شفتها فمسك راحتها وقبلها كعادته وتمتم متسائلا:

-مش هتيجي تشوفي الفيلا والتوضيبات وصلت لفين؟ كل ما اقولك تتحججي.


رفعت كتفيها رافضة:

-أنا قولتلك خليها مفاجأة، وغير كده أنت صممت تفرش كل حاجه ومخلتنيش أشتري الستاير حتى يبقى أعملها كلها على ذوقك بقى.


متعجبا ورافعا حاجبه سألها:

-يا سلام، هو انا لما قولت أنا هجيب كل حاجه كان قصدي اني هختار العفش والفرش؟ انا هشتري اللي هتختاريه يا روحي وعشان تختاري صح لازم تشوفي شكل الڤيلا، وكل اللي عملته متعملش من دماغي ولا حاجه ده في مهندس ديكور بيظبط الشغل وهي أصلا جاهزة ومتشطبه بس بيظبط شوية حاجات، وهو برده اللي هيساعدنا نختار الفرش عشان يليق على بعض بس هيكون باختيارك انتي.


سألته مبتسمة من تفهمه:

-طيب وأنت هتختار أيه؟


غمز لها مبتسما ورد بصوت شبق:

-انا اختارت خلاص.


رمقته بحيرة فأضاف متغزلا:

-اختارتك انتي.


خجلت واطرقت رأسها ﻷسفل وتمتمت بصوت خافت:

-مش هتطلع تسلم على بابا وجدي؟


أومأ وخرج صاعداً معها لشقتها فرحب به والدها وجدها ترحيبا حاراً وجلس ثلاثتهم يتحدثون بتجهيزات الزفاف حتى انتهوا من ترتيب كل أمراً ظنوا أنه مهم  وهدى تتابع حديثهم بفرحة عارمة حتى تطرق محمود لمرض مازن الذي علم به بالصدفة وسأل يزن:

-وأنت هتفضل في الفهد لحد ما مازن يخف؟


أومأ مؤكداً فأضاف محمود متسائلا:

-بس يعني فارس ملقاش غيرك وهو عارف الحساسية اللي بينك وبين مازن؟


نفى برأسه موضحا:

-مفيش حساسية ولا حاجه يا عمي، كل واحد فينا أخد نصيبه وأنا عندي شغلي ومش طمعان في مكانه، بس بساعد فارس زي ما هو بيساعد الكل ومقدرش ارفضله طلب.


ربت السيد على كتفه مستحسنا حديثه:

-أصيل يا بني والله.


استأذنت هدى لتجهيز الطعام فاستند ذلك الكهل على عصاه ودعا ابنه:

-تعالي يا محمود سندني أدخل ارتاح على هدى ما تخلص العشا.


ثم التفت ليزن معتذرا:

-سامحني يا بني السن بقى وأحكامه مبقتش أقدر قاعد فتره طويلة.


وقف يسنده بجوار محمود معقبا:

-ربنا يديك الصحه وطولة العمر يا حاج.


فور دلوف الجد لغرفته أمسك ابنه وهمس له:

-اطلع من باب البلكونه اللي بيطلع على اوضتك يا محمود.


قوس محمود حاجبيه وقبل أن يسأله أجاب الجد:

-يا بني سيبهم يقعدوا براحتهم شويه ما أنت عارف بنتك وطريقتها، هتلاقيها منشفاها ع الواد على الآخر.


تعجب محمود من تساهل والده وسأله بحيرة:

-وأنت عايزها تطريها عليه يعني يا بابا؟


أومأ زاما شفتيه:

-مرااااته، سيبهم يقولوا كلمتين ولا يقربوا لبعض، الولد بيموت فيها وهي شبهك.


ضحك محمود وتحرك صوب باب الغرفة:

-أنا هخرج عادي وبرده هسيبهم يقعدوا لوحدهم، مرضي كده يا حاج؟


هز رأسه موافقا فخرج محمود ليجد كل منهما يجلس على مقعد بعيدا تماما عن الآخر فابتسم لهما وتكلم بصوت مجهد:

-انا هدخل أغير هدومي وارتاح شويه من الشغل على الأكل ما يخلص، وأنت مش غريب يا يزن يا بني هبقى أطلع بالبيچامه عادي بقى زيك زي ساجد.


أومأ مؤكدا:

-طبعا يا عمي خد راحتك.


تحرك محمود وتركهما بمفردهما فاقترب يزن قليلا من مقعدها وداعب راحتها المسنده بجوارها:

-ما تيجي تقعدي جنبي.


رفضت محركة كتفيها فزم شفتيه للأمام:

-يعني ابوكي وجدك فهموا وسابونا نقعد لوحدنا وأنتي قاعده في آخر الأوضه!


ردت بخجل:

-معلش ما هو اللي حصل من يومين ده مش هيتكرر تاني.


أومأ مؤكداً:

-تمام، انا وعدتك بس ده يمنعك تقعدي جنبي!


زفرت بأنفاس خجلة:

-كده احسن عشان....


قاطعها متجهما:

-عشان ميحصلش تجوزات صح؟


أشاحت بوجهها عنه فانتفض واقفا بعد أن مسح براحتيه على مقدمة بنطاله وتحرك يهم بالخروج وهو يتكلم بغضب:

-ابقي سلمي على باباكي وجدك بالنيابة عني.


تبعته تهرول قبل أن تراه والدتها الواقفة بالمطبخ:

-استنى بس.


سحبته فاختل توازنه وكاد أن يسقط فاستند على الحائط بيد وعليها باليد الأخري الممسكة هي بها، فاعتدل بجسده واقفا أمامها يتنفس عاليا فهمست تسحبه للداخل:

-بابا وجدي هيزعلوا لو مشيت، وماما واقفه مخصوص تعملك الأكل اللي بتحبه.


تكلم وهو مطبقا على أسنانه:

-مهم عندك زعل عيلتك لكن أنا زعلي مش مهم، كل شويه تقللي مني وكأني انسان مش محترم لمجرد اني عايزك قريبه مني، ومش عيب ولا حرام اني اطلب ده بالعكس كتب الكتاب اتعمل عشان ناخد ونتعود على بعض مش نحط حدود للمسموح والممنوع وأصلا مفيش حاجه حرام مش عيب، بس مش كل العيب حرام يا نرمين.


صمت قليلاً وعاد يكمل توضيحه:

-يعني لو بصيتي للحرام اللي ربنا قال عليه هتلاقيه كله محطوط في عرفنا وتقاليدنا تحت بند كلمة عيب، بس في حاجات كتير أوي محطوطة في بند العيب وهي أصلا مش حرام.


زفر أنفاسه باختناق وأضاف متسائلا:

-هو أنا لما بوستك اول أمبارح ده كان حرام؟ اتكتب لنا ذنب عند ربنا يعني؟


نفت بحركة راسها فتابع:

-يعني مش حرام يبقى عيب ازاي بقى انا عايز افهم؟


خجلت من حديثه وحاولت توضيح الأمور:

-هو بس الواحد بيبعد عن الشبهات عشان....


قاطعها مصححا:

-لأ مش صح، احنا بنبعد عن الشهوات مش الشبهات خوف إن الامور تفلت مننا ولو حصل وفلتت برده مش حرام بس عشان العرف وكلمة راجل لراجل فلازم احترمها، وأنا راجل يا نرمين وعارف حدودي وعمري ما هوصل الامور بينا لكده، هي حتة بوسه ولا حضن يعني مش علاقة كاملة عشان تعملي كده.


بللت شفتيها بخجل من حديثه الصريح وسألته؛

-ولو حد شافنا مش هتتحرج؟ شكلنا مش هيبقى وحش ساعتها؟


ضحك وهو يعقب عليها:

-واحنا متجوزين وانتي في بيتي وكل الناس هتبقى عارفه وفاهمه ان بيحصل بينا علاقه كامله ومع ذلك لو ابوكي ولا جدك شافونا في وضع زي ده هنتحرج، فمتتحججيش الله يخليكي، بس خلاص انا مش هتكلم في الموضوع ده تاني طالما زعلي مش مهم بالنسبة لك.


مدت راحتها تداعب وجهه برقة قاصدة تشتيته وهي تتكلم بدلال:

-مين قال كده؟ زعلك يهمني أوي أوي.


ارتفعت على أصابع قدميها لمستوى طوله وقبلت وجنته:

-متبقاش قماص بقى.


لمعت عينيه ناظرا لها بدهشة وأمسكها بقوة من ساعدها يسحبها داخل حضنه وانحنى مقبلا إياها فدفعته بعيدا ولكنه أصر عما يفعله وهو يهمس لها بتلاعب:

-ما تدلعيش عليا وتتوقعي مني اعديها.


غمز لها ونظر لساعته يهمس لها:

-الغدا هيخلص امتى؟


ابتلعت ريقها وهي لا تستطيع التخلص من قبضته:

-ماما بتعملك ممبار وحمام محشي فأظن انه هياخد وقت.


تنهد عميقا ونظر لباب غرفتها يسألها:

-هو انا مينفعش اتفرج على أوضتك؟


رفضت بإصرار:

-ﻷ طبعا.


ضحك وهو يتجه للمطبخ مازحا:

-لو طلبت الطلب ده من طنط هدى مش هتمانع أبدا.


شدته بقوة بعيدا عن مرمى بصر والدتها وتمتمت باستسلام:

-أمري لله، أنت اللعب معاك خطر.


أومأ مبتسما بسمة شريرة تظهر أسنانه:

-واللي يلعب مع النحل يستحمل التقريص.


ضحك عاليا وهو يغمز لها هاتفا:

-قولت المثل صح مش كده؟


الصفحة التالية