-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 42 - 3 الأحد 14/4/2024

 

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الثاني والأربعون

3

تم النشر يوم الأحد

14/4/2024

أراح جسده على الفراش الذي أعدته والدته بعد أن أمضى اليوم بالبهو لكثرة زواره حتى شعر بالإجهاد فتضايق فارس وهدر بالجميع ليتركوه يرتاح قليلا وجلس هو بالاسفل برفقه العائلة وعمر الباشا وزوجته.


مر بعض الوقت حتى استأذن عمر:

-اسيبكم بقى ترتاحوا كلكم جايين من سفر طويل.


أومأ له فارس منتهدا بإجهاد وهو يخبره بحزن:

-ميت من التعب والله يا عمر، وجاسر تعبان لوحده في البيت ومع ذلك مش هقدر أروح واسيب مازن لوحده.


استمع لصوت مراد من خلفه:

-روح ارتاح يا فارس أنا وأمه معاه.


رفض بتعابيره وقبل أن يصدر كلمات معترضة وجد أخته الصغرى تدلف من الباب متجهمة الوجه تحمل صغيرها بيد وتجر حقيبتها باليد الأخرى فابتسمت دينا عندما لمحتها فهي تعلم كم تعشق نجلها تلك الصغيرة.


ابتعد كل من فارس ومراد عن مدخل الباب وقد وجدوها تدلف كالإعصار لا تكلم أحدا وفور أن وقفت بمنتصف البهو تركت الحقيبة من يدها واستدعت إحدى الخدم صارخة بها:

-طلعي الشنط فوق.


صعدت تدب الأرض بقدميها فصر فارس على أسنانه بغل وتقدم منها ولكن منعه عمر ممسكا بذراعه:

-سيبها يا فارس.


ودع صديقه ودلف جالسا على الأريكة راميا جسده بتعب فربت عليه عمه:

-خد مراتك وبنتك وروح ارتاح يا فارس وتعالى بكره.


هز رأسه مستسلما وهو يصر على أسنانه:

-لولا تعب جاسر كنت جيت قعدت هنا بس ياسمين معاها حق ومازن ممكن يتعدي منه.


التفت ينظر لزوجته يشير لها بالتحرك فأومأت مبتسمة:

-هطلع فوق ثواني وجايه.


سألها بحيرة:

-طالعه تعملي ايه؟


أجابته ببسمة مصطنعة:

-شنطة جاسمين فوق يا حبيبي.


أومأ لها مؤكدا:

-متتأخريش ولا تتكلمي مع چنى في حاجه.


أومأت موافقة وصعدت مسرعة لغرفة مازن وچنى وطرقت الباب ففتحت لها الأخيرة ولا زال التجهم على وجهها ومازن مستريحا على الفراش لا يتحدث معها بل يمسك المصحف يقرأ منه بعض الآيات فابتسمت ياسمين فرحة لهدايته أخيرا.


ابتلعت ريقها وهمهمت تحدث چنى:

-عيزاكي لحظه.


خرجت وأغلقت الباب ورائها وظلت واقفة وياسمين تهمس لها:

-أنا عارفه انك زعلانه مننا كلنا بس مازن ملوش ذنب، وحتى لو كلنا غلطنا ومازن غلط معانا بس هو دلوقتي محتاج دعمك ووقوفك معاه ومش معقول تبقي السبب في تعب نفسيته بتصرفاتك دي.


ابتلعت ريقها تضيف:

-أنا عارفه مليش اتكلم معاكي الكلام ده بس الوضع دلوقتي عايزنا كلنا نبقى ايد واحده عشان مازن محتاج دعمنا كلنا وبالأخص أنتي.


تركتها وسحبت حقيبة الصغيرة عائدة بسرعة لزوجها الذي ركب سيارته متوجها لقصرة حتى يستريح.


❈-❈-❈


نظر حوله لشكل غرفتها وهو مبتسما وسألها مشيرا للثلاث أسرة المتواجدة بالغرفة:

-أظن كنتي بتنامي هنا انتي وياسمين وشيرين؟


أومأت بارتباك وهي تنظر لباب الغرفة مرات متتالية خوفا من حضور أي من عائلتها فسألها:

-انهي سريرك؟


أشارت لخاصتها فجلس عليه باريحية وهي لا تزال واقفة مكانها فربت بجواره على الفراش يهمس لها:

-تعالي اقعدي هنا، احنا سايبين الباب مفتوح قلقانه ليه؟


توجهت للجلوس بجواره تتكلم بصوت خافت:

-مش اتفرجت ع الأوضه! يلا بينا بره بقى.


رفض بغمزة من عينه اليسرى:

-مش قبل ما آخد بوسه.


عضت على شفتها السفلى بحرج ولكنه ظل مكانه يستريح بجسدة أكثر على فراشها وكأنه يتحداها أن ترفض او تماطل:

-انا مبسوط هنا أوي ولو عليا هقول لمامتك تجيب لنا الأكل ع السرير.


زفرت بضيق:

-أنتي فاجئتني بجرأتك وقلة أدبك بجد.


ابتسم وظل على حالته وأشار بسبابته عدة مرات على شفتيه:

-يلا بسرعة قبل الحمام ما يستوي وبصراحه الحمام ده عايز دخله وراه.


ضحكت تحاول إخفاء خجلها من وقاحته الجديدة عليها فتسائل بتعابيره وكأنه يسألها ما رأيك أن نفعلها اليوم؟ فابتلعت ريقها واقتربت منه قليلا وتركته يكمل هو ما يوده فانحنى يقبلها من وجنتها وتحركت شفتيه ناحية شفتيها وبدأ تقبيلها قبلات صغيرة تحولت لأخرى عميقة فاعتدل بجسدة المائل على الفراش جالسا باستقامة وسحبها من خصرها داخل حضنه وظل يقبلها ويده تتحرك صعودا وهبوطا على ظهرها ولم يقطعهما سوى والدتها التي دلفت تخبرها بانتهاء الطعام، ولكنها تسمرت مكانها مما رأته فعادت أدراجها وهي تبتسم بداخلها.


لمعت عيني نرمين وكادت أن تبكي خجلا:

-عجبك كده؟ انا عارفه إن ده هيحصل.


رمقها بنظرات مرحة ووقف يسحبها معه وهي تحاول منعه من التوجة للمطبخ حيث والدتها ولكنه أصر على الذهاب ووقف على باب المطبخ يتحدث بأريحية وكأنه لم يمسك بالجرم المشهود:

-كنتي عايزه مساعدة يا طنط؟


التفتت هدى له ترد والبسمة لا تفارق محياها:

-الأكل خلص يا ولاد يلا روحوا حضروا السفرة هتلاقي جدك وحماك واقعين من الجوع.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة