رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 45 - 2 الجمعة 26/4/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الخامس والأربعون
2
تم النشر يوم الجمعة
26/4/2024
ترك المائدة ناظرا لوالده:
-خلص أكل على ما البس يا بابا عشان الحق.
وافقه وتبعته هدى لتساعده على ارتداء ملابسه فجلست نرمين بجوار جدها الذي سحبها داخل حضنه مقبلا أعلى رأسها:
-حبيبتي يا بنتي، أنتي كويسه؟
أومأت فابعدها عنه ليرى ملامحها وسألها:
-ايه اللي حصل بينك وبين ياسمين خلاها توصل لكده؟ معقول اتخانقتم ده أنتوا عمركم ما عملتوها.
قصت له بايجاز ما حدث وتابعت قصها لموقف فارس ورؤيتها بعدم إخبار يزن فاستمع لها الجد بانصات وقبل أن يعطها رأيه خرج محمود هاتفا:
-يلا يا بابا عشان متأخرش المسافه بعيده لبيت ياسمين.
بالطبع لابد أن تعقب على حديثه تمصمص شفتيها:
-بيت ياسمين! قصدك قصر ياسمين.
حدجها بنظرة حادة فابتلعت ريقها ووقفت لتزيل الاطباق من المائدة بنفس توقيت نظرات نرمين التوسليه له حتى يريحها ويخبرها رأيه بما قصته عليه ففهم ذلك الكهل بالطبع وهز رأسه لنجله:
-انا شايف الوقت بدري أوي وأكيد هتكون نايمه، روح أنت وأنا هخلي نرمين توديني بأي تاكسي.
وافقه وذهب لعمله فأشار لحفيدته باتباعه لغرفته حتى لا تتلصص عليهما والدتها الذي يعلم أنها لا تفوت فرصة للتدخل فيما لا يعنيها وفور دلوفهما جلست أمامه تهمس متسائلة:
-انا محتارة يا جدو، هو انا غلطت لما اتكلمت مع ياسمين كده؟
ابتسم لها بوجه بشوش وربت على راحتها المسندة بجواره:
-انتوا أخوات يا نرمين، مهما حصل بينكم الصح أنكم متتخانقوش ولا تزعلوا بعض والاولى بيكي كنتي سألتيها الاول بالراحه عن التفاصيل بدل ما حطيتي احكام قبل ما تعرفي إذا فارس هياخدلك حقك ولا ﻷ.
سألته وبدت بوادر البكاء جلية على وجهها:
-تفتكر فارس ممكن يزعل الدكتورة دينا منه يا جدو؟ ده بيعتبرها أمه ومظنش يغلطها ولو مش عشانها يبقى عشان مازن.
حرك السيد رأسه للجانب معترضا عليها:
-طبعا كلامك غلط، فارس يمكن اوقات كتير بينحاز لعيلته وده طبيعي، مين مننا مش بينحاز لعيلته حتى لو غلطانين بس هو بيعرف يفرق امتى ياخد صف عيلته وامتى مينفعش يسكت وفي الحالة دي مظنش يسكت يا بنتي.
نظرت تطالب بتفسير فلم يبخل عليها:
-المرة دي الموضوع فيه خوض في اعراض ومش حاجه بسيطه، كلامها عنك بالشكل اللي حكتيه ده لوحده كافي أنه يخليه يهد الدنيا لو مش عشان خاطرك فعشان خاطر ياسمين وشيرين.
لم تفهم ما يعينه فوضح أكثر:
-هو لو كلامها ده يعدي يبقى مذمتش فيكي انتي وبس دي تبقى ذمت في نرمين وشيرين اللي محسوبين على عليتهم وسكوت ساجد زعلني أوي منه انه سمع كلام في شرف أخت مراته وسكت انما فارس مستحيل يسكت.
تنهدت بحزن فتابع هو:
-بس المهم دلوقتي إن يزن لازم يعرف يا بنتي، أنا عارف إن قصدك خير عشان ميتخانقش مع ولاد عمه بس انك تهمشيه بالشكل ده مش مقبول ابدا ولو عرف هيشيل منك ومش قليله ع الراجل لما يلاقي الكل حواليه عارف وهو الوحيد الأطرش في الزفه.
امتعض وجهها تخبره:
-أنت كمان يا جدو هتقولي كده؟
أكد مربتا على كتفها:
-نرمين حفيدتي العاقله عارفه كويس إن لو يزن عرف من بره هيزعل منك ﻷن أكيد هيعرف طالما الموضوع مش سر والكل عارف، متديش انتي بقى حد الفرصه يزعلكم من بعض وقوليله، على شرط يوعدك يتصرف بعقل من غير خناق على الأقل عشان ميبوظش فرحكم.
ابتسمت من بين عبراتها فاحتضنها بقوة داعمة:
-حبيبتي يا بنتي، يلا بقى سبيني أجهز عشان اروح اشوف اختك ياسمين واطمن عليها زمان فارس راح الشغل وفرصه نقعد معاها لوحدنا.
❈-❈-❈
فتح عينيه يرمش ويعود لإغلاقهما وصوت رفيق دربه بجواره يحدثه بقلق:
-يلا يا مازن فوق.
فتح عينيه اخيرا بعد أن فاق تماما فابتسم فارس أخيرا مداعبا رأسه ولكنه انتبه لحلاقته التي ازال بها شعره فلم يجد ما يشاكسه به كعادته:
-حمد الله ع السلامه.
رد مستند على راحتيه يحاول الجلوس بشكل مستو:
-الله يسلمك، هو ايه اللي حصل؟
جلس بجواره يدثره:
-أبدا يا سيدي سخنت وكنت بتفرفر زي الكتكوت البردان.
غمز له مازحا:
-ده انا نزلتك البانيو بلبوص يا ميزو وشوفت المسائل كلها على عينك يا تاجر.
ضحك ناظرا لزوجته ورد بوقاحة غامزا لها:
-وحش الكون.
علق فارس عليه:
-چنى وحش الكون؟ ده عصفور الكون، كتكوت الكون...
قاطعه مازن يبادله المزاح:
-انا اقصد ع المسائل يا بوص.
ثم رمق زوجته بنظرة ذات مغذى متسائلا بوقاحة:
-ولا عندك رأي تاني؟
لكمه لكمة ضعيفة موبخا إياه:
-أخوها جنبك يا جحش.
بكت رغما عنها بعد أن تذكرت توبيخ دينا وكم الإهانات التي تعرضت لها منها بعد ان علمت سبب حرارة مازن العالية وبالطبع لم يغفل عنها اخيها الذي حضر بعضا من ذلك التوبيخ ولكنه لم ينبث ببنت شفه بسبب قلقه على مازن.
ترك الفراش ووقف أمامه يحذره بمزاح حتى لا يكهل هاتقه بما قد يعكر عليه صفو حياته:
-المهم بس يا وحش الكون انت خد بالك لما تاخد جلسة كيماوي تلبس عباءة القديس وتترهبن 72 ساع بس يا يسطا عشان مش عايز اشوف اشيائك تاني الله يخليك.
أومأ ضاحكا فاستأذن فارس وأشار لأخته لتتبعه للخارج وهمس لها فور خروجها:
-خدي بالك عليه ومتحطيش كلام الدكتوره دينا في بالك هي بتخبط جامد اوي اليومين دول وبجد مش فاهم ايه اللي جرالها.
أومأت تهز رأسها حزينة:
-اللي شوفته انهارده ميجيش حاجه من تصرفاتها معايا من ساعه مازن ما رجع من امركيا يا فارس، بقت غريبه جدا وعلى طول اهانه بجد أنا مش مصدقه إن دي طنط دينا.
مسح على كتفها وقبل أعلى رأسها:
-متزعليش، امسحيها فيا وانا هعرف اجيبلك حقك وحق نرمين ﻷنها تخطت الحدود.
تركها ونزل الدرج فوجدها جالسة بالبهو تسأله بلهفة:
-فاق؟
اومأ فهرعت قاصدة الصعود ﻷعلى فهي تركت الغرفة بعد أن يأست أن يفيق ونزلت بالبهو تنتظر لطبيب الذي أرسل مراد بطلبه.
ولكن فارس أوقفها عن استكمال صعودها بصوته الاجش:
-استني انا عايزك.
حاولت الرفض:
-مش وقته يا فارس أنا عايزه أطمن على ابني.
امسكها من ذراعها بقوة:
-عاز اكلمك يا دكتوره.
وقفت تنظر له بحدة فابتسم وسألها بهدوء تنافى مع نظراته الحارقة لها:
-أنتي مالك بقى في ايه؟ التغيير اللي حاصل معاكي ده سببه ايه فهميني؟
حاولت التهرب مجيبة:
-قلقانه على ابني و...
قاطعها عاقدا حاجبيه:
-انا مش غبي يا دكتوره وأنتي مربياني وعارفه إن عقلي أكبر من إن كلامك ده يخيل عليا فقصري وهاتي من الآخر، اللي حصل منك في حق نرمين وطريقة معاملتك لچنى سببها ايه؟
ابتلعت ريقها تخبره:
-أنا مش قصدي وتعب مازن مخليني...
قاطعها مجددا بحدة اكبر:
-احترمي ذكائي يا دكتوره وبلاش اكلمك بشكل واضح أكتر من كده عشان لو اتكلمت انا مش هديكي فرصه توضحي فيها نفسك.
زفرت بحدة فعض فارس على جانب شفته السفلى وهز رأسه:
-أقول أنا؟
لم تعقب وأشاحت بوجهها عنه فتمتم بحدة:
-زعلك على مازن مخليكي عايزه كل الناس تحس باللي انتي فيه وده أنا فاهمه وحاسه زيك بالظبط ومظنش حد يقدر يزايد على علاقتي بمازن.
أومأت مؤكدة فتابع حديثه:
-وطبعا بالنظرة التشاؤمية اللي شايفها في عينك مخليكي حاسه باليأس وإنه مش هيخف عشان كده بتفكري تعمليله كل حاجه نفسه فيها ولو على حساب مين.
ظلت تستمع له فاتسعت بسمته يضيف:
-عايز يبقى مع نرمين أو چنى أو معاهم هم الاتنين مش مهم، المهم اللي هو عايزه يتعمل، بس هل فكرتي إذا هو فعلا عايز كده ولا ﻷ؟
ردت بعد تنهيدة عميقة:
-حاليا أنا بفكر في ابني وبس، أي حاجه وأي حد مبقاش في أولوياتي دلوقتي ولو دي حاجه مزعلاك فآسفه يا فارس مش هعرف اغيرها واوافق على طلبك أو اومرك طبعا.
وافقها ورمقها بنظرة متفحصة:
-معاكي، معاكي في كل كلمه وكل تصرف وإن لو مازن مش مرتاح مع چنى من حقه يدور على راحته ومش مهم ابنه ولا البيبي اللي في بطنها في سبيل انه يتبسط ويعيش سعيد بس ده يديكي الحق تخوضي في عرض واحده عمرها لا غلطت فيكي ولا زعلت حد منها؟
صر على أسنانه مستطردا:
-ده يديكي الحق تهيني مراته في كل موقف وكل تصرف عشان تضايقيها وبالتالي تسيبه في التوقيت ده وتبقى جت منها؟ وتفتكري لو چنى عملت كده نرمين هتسيب يزن وترجع له؟