-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 45 - 3 الجمعة 26/4/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الخامس والأربعون

3

تم النشر يوم الجمعة

26/4/2024

همت بالرد ولكنه اوقفها بصوت حاد:

-مازن مش في تفكير نرمين ولا داخل ضمن حساباتها، ونرمين مبقتش في قلب مازن ولا بتهمه أخبارها يبقى هنا انتي كل اللي بتعمليه انك بتشيلي منك الناس، چنى ونرمين وشيرين وياسمين اللي معتقدش حد منهم هيرجع يتعامل معاكي زي الاول بعد اللي قولتيه في حق نرمين، ومعاهم مازن وساجد اللي لا هيوافقوا على اهانتك لمراتتهم ولا هيفرحوا لما تزعليهم بسبب موجود في دماغك انتي وبس.


وقف زافرا بقوة وهو ينظر لساعته:

-عندي ميتنج مهم وهتأخر عليه، خلاصة الكلام يا دكتوره دينا حضرتك هتعملي 3 حاجات بدون نقاش وده تجنبا لغضبي اللي أنتي عارفاه كويس ومحبش انه يطلع عليكي انتي بالذات ﻷنك أمي.


أطرقت رأسها خزيا وحرجا وهو يتابع:

-هتخلي چنى تجمع البنات في مكالمة مرئية وتعتذري منهم كلهم كده دفعه واحده وتأكدي الاعتذار على نرمين بالذات وطبعا عذرك هو إن اعصابك تعبانه بسبب تعب مازن ومحدش منهم هيناقشك في كلمه.


بللت شفتيها معترضة:

-تقبلها عليا يا فارس اعتذر من بنات اد ولادي؟


أومأ مؤكدا بقوة:

-الاعتذار نفسه مفيهوش إهانه طالما أنتي الغلطانه، بس حتى لو هييجي عليكي شويه ده أحسن ما احطك أنا في البلاك ليست وما أداراكي ما البلاك ليست بتاعتي يا دكتوره.


هزت رأسها موافقة فتابع:

-الحاجه التانية هتبطلي تتدخلي نهائي في حياة مازن، ده انتي فضحتيه وهو مغمى عليه والكل عرف انه نام مع مراته عشان كده سخن، مكانش لازم أبدا حد يعرف غير اللي هيعالجه وأنا كفايه اعرف انه محتاج كمادات وخلاص بس واضح انك شايله جامد من چنى وانا عارف السبب.


ارتعشت شفتيها من حديثه واطنابه وهو قد فهمها قلبا وقالبا:

-من جواكي زعلانه إن چنى طلعت متجوزه قبله وانا أخدت بالي انك من ساعة ما عرفتي بالموضوع وانتي مش مبسوطه وجه معاهم جواز نرمين خلى ميزانك اختل وبقيتي بتلطشي هنا وهنا، فهنا لازم اوقفك قبل الفرامل ما تبوظ منك عشان كده هكررها تاني عليكي، متدخليش في حياة مازن وچنى تاني مهما غلطوا ومهما شوفتيهم محتاجين نصيحه.


رمشت بأهدابها وحكت وجهها بارتباك وهو يتابع:

-الحاجه التالته انك هتحضري فرح يزن ونرمين وانتي مبسوطه وبتضحكي ومازن كمان هيحضر وكل فرد محسوب على العيلتين هيحضر عشان يزن يستحق يحس انه وسط عيلته ونرمين تستحق انها تفرح.


ظلت على حالتها الساكنه وهو يسألها:

-كلامي واضح؟


أومأت بصمت فابتسم وقبل أعلى رأسها وغادر متوجها لشركته بعد أن أرسى قواعده بداخل رأسها الذي يعلم باطنه وخارجه.

❈-❈-❈

تركت جدها بعد أن اوصلته لمنزل ابنة عمها وكم راق لها احتضان الأخرى لها معتذرة بهمس وندم:

-حقك عليا يا نرمو.


ربتت عليها وغادرت تخبرها:

-محصلش حاجه يا ياسمين، أنا رد فعلي كان عنيف شويتين.


حاولت منعها من المغادرة:

-طيب رايحه فين بس، تعالى اقعدي معايا انا وجدو.


رفضت متحججة:

-في ميتنج مهم انهاردة ولازم احضر مع يزن وفارس، يلا روحي اقعدي مع جدو ومتخليهوش يمشي انا هاجي آخده وانا راجعه عشان يشوف الفيلا اللي هسكن فيها بالمرة.


وافقتها دون تعقيب فاتجهت الأولى للشركة وهناك دلفت مكتبه فتعجب من حضورها مجعدا جبينه:

-مش قولتلك خدي أجازه، ولا وحشتك؟


ضحكت رغما عنها تومئ:

-آه وحشتني، عندك مانع؟


نفى سريعا بعد أن ترك القلم من يده وتوجه لها يحتضنها:

-ﻷ طبعا يا روحي، دي أحلى حاجه عملتيها انك جيتي.


قبلها من وجنتها فارتبكت وضحك هو على ردة فعلها ولكنها لم تتركه ليسخر منها وهمست موضحة:

-احنا في الشركة وفارس وصل وأظن أنت عرفت انه مش بيخبط.


ضحك بانهيار مؤيدا حديثها فجلست على الأريكة وجلس أمامها على المقعد وسألها مستنبطا شكلها:

-شكلك في حاجه عايزه تتكلمي فيها.


أومأت فانتظر سماعها:

-أنا سامعك.


سحبت شهيا محملا بالتوتر وزفرته محملا بالخوف من القادم ولكنها عزمت على إخباره فهتفت:

-في حاجه مهمه لازم تعرفها بس توعدني انك تتصرف بعقل ومتتهورش.


لم يعطها جواب فأكدت:

-أنا مش عايزه فرحتي تتكسر بسبب المشاكل وأنت لو عملت اللي أنا عرفاه انك تعمله يبقى كل حاجه هتبوظ وبدل الفرح ممكن يحصل مشاكل لا سمح الله.


لم يجد رد عليها فهتفت تسألها:

-ها؟ موافق؟


أومأ فهتفت:

-ﻷ، اوعدني انك مش هتتصرف اي تصرف مجنون ولا تعمل حاجه تبوظ بيها الفرح.


ضحك ممسكا براحتها:

-الأكيد أني مستحيل اعمل حاجه تبوظ الفرح بس، لكن اعمل تصرف مجنون فده ممكن عشان كده بوعدك انه مش هيحصل بس قوليلي بسرعة احسن الفضول هيموتني وقلقان.


مسحت على وجهه فأمسك راحتها أسندها بقوة على وجنته مبتسما لها وزفر متنهدا:

-انتي بتستخدمي اسلوب ذكي أوي عشان تعرفي تروضيني بيه.


غمزت كما يفعل معها فضحك وهز رأسه بحبور فقصت له ما بدر من زوجة عمه ما تبعه من شقاق حدث بينها وبين ياسمين بسبب ما حدث فظل هو صامت يستمع لها بهدوء على النقض مما يشعر به بداخله من نار تحرقه من الخوض هكذا بشرفه، فنعم إنها شرفه الآن فهي زوجته بالنهاية.


صمتت تنتظر رده على ما قصته ولكنها وجدت الصمت المطبق هو ما يسود جلستهما فهتفت متوترة:

-يزن!


تنهد وأطرق رأسه فاقتربت منه تخلل أصابعها بخاصته وتكلمت مهدأة إياه:

-انا عارفه انك عايز تاخد حقي منها بس لو ده حصل العيلة هتتفكك والكل هيزعل من بعض والفرح اللي مامتك نفسها فيه هيبوظ، فأنت عايز كده ولا نكبر دماغنا وأنا متأكده إن فارس مش هيسكت وهياخدلي حقي.


صوت اصطكاك أسنانه من إثر تهشيمه لفكه كان عاليا لدرجة أن استمعت له فتخوفت وحاولت التحدث معه بعقلانية:

-أنت عارف الكلام ده ممكن يعمل مشاكل أد ايه واحنا في غنا عنها يا حبيبي.


قصدت أن تنطق تلك الكلمة التي تعلم تأثيرها عليه وكم تذيبه حتى تؤثر عليه فيهدأ ولكنه ظل على حالته الصامته مع صرير أسنانه مطبقا على شفتيه بحنق حتى دلف فارس دون طرق الباب كعادته وهتف دون مقدمات:

-فين ورق الصفقه عايز اراجع عليه قبل الميتنج.


لم يجد رد منه ووجد نرمين تنظر له بجحوظ عينيها ففهم توا أنها قصت له ما حدث فقوس فمه وجلس بجوارهما متسائلا:

-قولتيله؟


أومأت موضحة:

-مكانش ينفع اخبي عليه والكل عارف.


هز رأسه كموافقة منه على حديثها والتفت يرمقه بنظرة جادة وهو يقول:

-حق نرمين هيرجع من غير ما تتصرف أي تصرف يزعل الدنيا من بعض.


رفع وجهه أخيرا رامقا إياه بحنق وصرخ به:

-ومين بقى اللي هيجيب لمراتي حقها؟


أجابه بنفس الحدة:

-انا يا يزن، ولا مش مالي عينك؟


وقف تاركا مكانه ورد بصوت جاهد ليخرج هادئ ولكنه خرج حاد وغاضب:

-وانا عويل يعني مستنيك تجيبلي حق مراتي اللي هو حقي؟ شايفني مش راجل قدامك عشان أنت اللي تاخدلي حق عرضي اللي خاضت فيه الدكتوره المحترمة!


وقف فارس بدوره وتحداه بنظراته الثاقبة:

-أنا فارس الفهد يا بني أنت، ولو أنت لسه مش فاهم أو مش قابل أني كبير العيله دي فأنا ممكن أفهمك بطريقتي.


حاولت التدخل فأخرجت حرفين لا أكثر فصاح فارس بها:

-متدخليش

الصفحة التالية