رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 45 - 1 الجمعة 26/4/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الخامس والأربعون
1
تم النشر يوم الجمعة
26/4/2024
اراح جسدها على الفراش وجلس بجوارها محتضنا إياها وهو يقبل أعلى رأسها هامسا بقلق:
-أوعي تخوفيني عليكي كده تاني.
هزت رأسها موافقة على حديثه فتابع معاتبا:
-كل شويه أفضل اتحايل عليكي عشان تكملي جلسات العلاج مع الدكتوره بتاعتك، بس انتي مش عايزه تتعالجي يا ياسمين.
نفت باكية:
-خالص والله، أنا كنت بروح بصفة مستمرة بس الفترة الأخيره انشغلت مش أكتر وأنت شايف الدنيا عانله ازاي حوالينا.
سحب نفسا عميقا محاولا تثبيط نوبة غضبه فشعرت به وتحسست لحيته مبتسمة:
-أنا كويسه يا حبيبي متخافش، المهم أوعى تكون زعلت نرمين.
ضحك محركا رأسه باستسلام:
-متخافيش، مجتش ناحيه الاستاذة ولا زعلتها.
ربتت عليه موضحة:
-معلش يا فارس، أنت عارف نرمين تعبت أد ايه ومنبقاش كلنا عليها كمان كفايه الكلام بتاع الدكتوره دينا يحرق الدم أد ايه.
هز رأسه مرات متتالية وهو يفكر بتلك المعضلة فسألته باهتمام:
-ناوي على ايه؟
زفر زفرة قوية معقبا:
-لازم وقفه مع إن الدكتوره دينا غاليه عليا وهي اللي مربياني بس زودتها أوي وتعب مازن خلاها بتتصرف من غير تفكير فلازم لها وقفه.
تجهم وجهها بشدة وهي تعقب:
-دي خاضت في عرض نرمين يا فارس، ترضاها أنت؟
نفى مقوسا فمه فسألته:
-طيب هتعمل ايه؟
فكر قليلا ورد بالأخير:
-هتعامل، متقلقيش أنا هعرف اوقفها عند حدها.
وافقته وتحركت صوب غرفة ملابسها وارتدت منامة حريرية وعادت أدراجها لتجده يتفحص جسدها بشهوة فضحكت عاليا وهي تسخر منه:
-بقيت خفيف اوي يا فارس باشا.
سحبها من خصرها بقوة وعض عنقها قاصدا ترك علامة قرمزية وتكلم هامسا بجانب أذنها بنبرة شبقة ومثيرة:
-ما أنتي متلعبيش بالكبريت وتبقى مش عيزاه يولع، ارحميني شويه انا صحتي بقت على أدها ومش حملك.
❈-❈-❈
غفت بحضنه كما هما عاريان ولم تستيقظ من نومها إلا عندما شعرت بتلك الحرارة التي غزت كل جسدها من ملامستها له ففتحت عينيها تتحسس بشرته فوجدت حرارته تكاد تصل لدرجة الغليان ومعها ذلك العرق الغزير الذى غزا جبينه فحاولت إفاقته:
-مازن، مازن أصحى.
وجدته لا يستيقظ فارتدت ملابسها الملقاة بالأرض على عجالة وهرعت صوب جناح عمها وضربت الباب بقبضتيها بلهفة صارخة:
-طنط دينا افتحي بسرعة.
انتفضت الاخيرة تفتح الباب بلهفة وقبل أن تسألها ما الأمر كانت چنى تصرخ وهي تسحبها معها للخارج:
-مازن سخن مولع ومش بيرد عليا.
هرعت دينا تفحصه وعندما نظرت للغرفة ولملابسه الملقاة على الأرض بجواره وحالته العارية التفتت بهلع ترمقها بنظرة حادة متسائلة:
-انتو نمتوا مع بعض؟
ابتلعت چنى ريقها ولم ترد فصاحت غاضبة:
-ردي عليا عشان الحق المصيبة.
أومأت بخجل تنظر للأرض فاتسعت حدقتيها وصرخت بها:
-اتصلي بمراد بسرعه.
نفذت أمرها فأجاب الأخير المناوب بمشفاه:
-ايوه يا چنى، في حاجه ولا ايه؟
سحبت دينا الهاتف منها وأخبرته:
-مازن سخن مولع.
تسائل بحيرة:
-من ايه؟ انتي زودتي الجرعة انهاردة؟
نفت وزفرت بحدة:
-ﻷ، بس هو وچنى كانوا مع بعض.
هدر بحدة:
-ايه التهريج ده؟ هم مش عارفين إن مينفعش قبل 72 ساعت على الأقل؟
أيدته توبخ تلك الواقفة بجوارها:
-أكيد عارفين بس هقول ايه؟ العمل ايه دلوقتي؟ تبعتلي اسعاف ولا أعمل ايه؟
أجابها شارحا باستفاضة:
-دخليه الحمام وافتحي عليه الميه لحد حرارته ما تنزل وأنا هبعتلك حد من الدكاتره هنا يتابع حالته للصبح، أنا عندي عمليات كمان ربع ساعه ومش هعرف أكنسلها.
أغلقت معه وحاولت رفعه بمساعدة چنى وعندما فشلت هزت رأسها ممتعضة:
-مش هينفع، مش هنقدر نشيله أنا وأنتي لازم راجل معانا.
تكلمت بصوت متحشرج مبحوح:
-اكلم فارس ولا ساجد يا طنط؟
أشاحت بيدها ممتعضة وهي تدلف المرحاض لتجهيز المغطس:
-اللي يرد عليكي فيهم خليه ييجي بسرعه.
هاتفت ساجد فوجدت هاتفه مغلق فحركت أناملها على الشاشة حتى وقعت يدها على رقم فارس وهاتفته فأجاب بعد عدة رنات بخضة:
-في ايه؟
أجابته دون مماطلة:
-مازن سخن، تعالى بسرعة.
اغلق معها ووقف يرتدي ملابسه بعجالة فتسائلت ياسمين بنظراتها فاجابها فورا:
-مازن سخن.
سألته بتردد:
-هتنزل كده؟
فهم حديثها بوجوب اغتسالة فصر على أسنانه وأمسك هاتفه يحدث حارسه:
-جهزلي اقرب عربية وسيبها قدام الباب.
سأله الحارس:
-اطلع سواق وحراسه يا باشا؟
نفى موضحا:
-ﻷ أنا اللي هسوق.
هرع داخل المرحاض مغتسلا بسرعة البرق وخرج مرتديا زي رياضي وقاد سيارته مسرعا تجاه ڤيلا مراد الفهد، وصل وقفز صاعدا درجات السلم كل درجتين معا حتى وصل لباب غرفته فوجد اخته الصغرى جالسة تحمل صغيرها وتبكي بزاوية الغرفة أما زوجة عمه فكانت تضع وسادة خفض الحرارة على جسد مازن في محاولة منها لخفض حرارته.
فور رؤيته لمازن على هذا الوضع أسرع بالوقوف بجوار دينا مبعدا إياها وأزال غطاء الفراش هادرا بها:
-حرارته عاليه ومغطياه بالشكل ده!
لمعت عينيه فور أن رآه عاريا فالتفت ينظر لدينا بحيرة ولم تبخل هي بأسلوبها الفج والمستحدث عليها:
-ممارسة يا فارس قبل ما يعدي 72 ساعه على جلسة الكيمياوي، ايه رأيك في تصرف چنى؟
لم يهتم بتلك اللحظة لا بالحديث ولا بالمواجهة فجل ما أهتم له هو ذلك الفاقد لوعية من إثر حرارته الجحيمية فحمله غير عابئ بجسده العاري ودلف للمرحاض واضعا إياه بالمغطس المملوء بالمياة وعاد ناظرا لدينا يأمرها بغلظة:
-هاتي الواح تلج بسرعة.
❈-❈-❈
صف سيارته بجوار بوابة منزل أختها والتفت مبتسما ومقبلا راحتها كعادته هامسا:
-كانت سهره حلوه اوي وختمت ببوسه أحلى وأحلى.
أطرقت رأسها خجلا فهتف بفرحة:
-ربنا يقرب البعيد بقى.
ضحكت ونظرت بساعة هاتفها فوجدتها تخطت الخامسة فجرا فاتسعت حدقتيها:
-أنا هتكسف أدخل دلوقتي يا يزن أكيد نايمين، خلينا في العربيه لحد النهار ما يطلع، ولا أقولك أطلع ووصلني البيت على ما نوصل هتعدي 6 الصبح والميعاد كده يا دوب أطلع اغير هدومي وأنزل تاني للشركة.
ضحك يرمقها بنظرات ساخرة:
-هطخ كل المشوار ده عشان تغيري هدومك؟ ما تغيري في بيتنا ما كل هدومك هناك.
رفعت كتفيها كعلامة على الرفض:
-لا يا يزن دي هدوم الجواز.
ذاب بلحظة من وقع الكلمة على مسامعه وكم تعشق هي ردات فعه عندما تأت على ذكر الزواج:
-خدي اجازه يا روحي عشان تنامي براحتك، الفرح فاضل عليه اقل من اسبوع ومش محتاجه ابدا تنزلي الشغل ﻵخر لحظة.
أومأت موافقة:
-بصراحه عايزه أنام اوي، طيب روحني بقى وارجع أنت ع الشركة.
غمز لها مبتسما:
-أمر الجميل يطاع.
أوصلها وعاد أدراجه فصعدت هي وفتحت الباب بهدوء فما زال الوقت مبكرا ولكنها وجدت كلا والديها وجدها أيضا جالسون على مائدة الإفطار فسلمت بخجل وتسائلت بحيرة:
-صاحيين بدري ليه كده؟
اجابها الجد بعد تنهيدة متعبة:
-من امبارح منمتش من القلق على ياسمين، هفطر وأخلي محمود يوصلني قبل ما يروح الشغل وكده كده أمك عايزه تروح بيتك تكمل فرش.
جلست فوضعت والدتها الطعام أمامها ولكنها اعتذرت:
-مش جعانه يا ماما.
سألها محمود بضيق:
-كل ده في السهرة؟
أومأت بحرج فصر على أسنانه وهتف محذرا:
-طيب خدي بالك من تصرفاتك ومتتعامليش انك بقيتي مراته، ﻷن ده في علم الغيب.
هتفت هدى متفاجئة:
-يا خرابي عليك يا محمود، الفرح فاضل عليه 6 أيام وتقولها علم الغيب!
هتف مؤكدا:
-أيوه، يا عالم يحصل ايه في يوم وليله وكل حاجه ممكن تتغير في لحظة.
أومأت نرمين باحترام:
-حاضر يا بابا، أول وآخر مرة.