-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 19 - 2 - الجمعة 19/4/2024

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل التاسع عشر

2

تم النشر يوم الجمعة

19/4/2024

❈-❈-❈

ظهرًا 

أمام ذاك المشفى

بعد الإنتهاء من وقت عملها بالمشفى، تبسمت حين خرجت ورأت إسماعيل يقف أمام سيارته يضع على عينيه نظارة شمس تُعطيه وسامة خاصة، إقتربت من مكان السيارة، لكن راوغت ذاك المجنون،عن عمد منها أشارت بيدها لإحد سيارات الآجرة، إستفزه ذلك، ذهب نحوها وأخفض يدها قائلًا: 

بقالى ساعه مستني تخلصي ورديتك، واقف فى الشمس، وجالي صداع من الحرارة وفى الآخر بتشاوري لتاكسي.


أخفت بسمتها قائله: 

تصدق مشوفتكش، أكيد الشمس زغللت فى عيني، أو يمكن النضارة اللى لابسها خافيه وشك. 


تنهد بتوتر قائلًا: 

شمس فين دي، إحنا فى الخريف، صحيح الشمس قويه بس مش اللى تزغلل عينك عالعموم يلا تعالي معايا، عشان ألحق ميعادي مع باباكِ وميقولش إن مواعيدي مش مظبوطة، تبسمت له قائله: 

لاء طبعًا أنا عمري ما ركبت عربية مع حد غريب. 


خلع نظارته ونظر لها بضيق قائلًا: 

وأنا غريب، قريبًا هبقى جوزك. 


نظرت له والشمس تُداعب عيناه التى تحولت من سوداء الى عسليه، كذالك نسمة الهواء الخريفية التى داعبت خُصلات شعره السوداء الناعمه التى إنسدل منها بعض خُصلات على جبينهُ، كان وسيمًا للغاية، توترت من ذلك الإحساس ونحت بصرها عنه قائله: 

لما تبقى جوزي وقتها هركب معاك دلوقتي... 


قاطعها فيكفيه التوتر الذي يشعر به وسحبها من يدها تسير جواره قائلًا: 

أنا على أعصابي، بلاش حديت مالوش لازمه، يعني سواق التاكسي كان معرفة سابقة، بلاش رغي كتير.


سحبت يدها من يده بعنف وهي تُخفي بسمتها ورغمًا عنها صعدت الى السيارة، بمجرد أن جلس خلف المقود، بقصد منها تفوهت بما يوتره أكثر: 

آخر مره هسمحلك تسحبني وراك بالشكل الهمجي ده، وياريت تلتزم حدودك معايا، إحنا مفيش بينا إرتباط يسمحلك تمسك إيدي. 


زفر نفسه بعصبيه قائلًا: 

إن شاء الله، بس نرتبط مش همسك إيدك بس، أنا... 


صمت حتى لا يتفوه بوقاحة، وتزداد عصبية قسمت، تبسمت قسمت تعلم بقية حديثه، لكن صمتت، الى أن وصلا الى العنوان الخاص بها، ترجلت من السيارة، كذالك إسماعيل  الذي إقترب منها، نظرت له سائله: 

إنت رايح فين؟. 


أجابها ببساطة: 

طالع معاكِ، عشان أقابل باباكِ. 


نظرت له بضيق قائله: 

لاء، أنا هطلع الاول وإنت لسه نص ساعة على ميعادك مع بابا، كمان المفروض دي اول مره تدخل شقة بابا، والمفروض تدخل ومعاك هديه مُميزة، مش تدخل بإيدك فاضيه. 


تنفس سائلًا: 

وإيه هي الهديه المميزة بقى. 


فكرت قسمت قائله: 

أنا عاوزة بوكية ورد 

وبابا ممكن تجيب له شيكولاته. 


إستفزها قائلًا: 

شكلك داخله على طمع، أجببلك ورد منين دلوقتي؟. 


تبسمت بإستفزاز قائله: 

ماليش فيه، إتصرف، ومتنساش شيكولاتة لـ بابا، يلا أشوفك بعد نص ساعة متتأخرش بابا أكتر شي بيكرهه هو عدم الإلتزام بالمواعيد. 


تركته قسمت وتوجهت الى مدخل البِناية الخاصه بها، تبتسم... بينما زفر إسماعيل نفسه قائلًا: 

الشيكولاتة سهل أشتريها لكن أجيب لها بوكية الورد منين دلوقتي، انا غلطان كنت بعتت لهم عمتي ولاء مباشر كانوا خافوا من سمها.... 


قطع بقية حديثه صوت رساله آتيه الى هاتفه، أخرجه من جيبه وقرأ الرساله بإستفزاز: 

الوقت بيمُر يا دكتور، فاضل سبعه وعشرين دقيقه، متنساش الورد والشيكولاتة. 


تنرفز ينفخ أوداجه. 


بعد قليل وقف أمام باب تلك الشقه ينظرالى علبة الشيكولاته الفاخرة، وتلك الزهرات اللتان بيديه، وضعهما بيد واحدة ثم رفع الأخرى ودق جرس الشقة وإنتظر جانبًا ينظر للزهرات، كذالك الشيكولاتة  يستهزأ من نفسه لكن يهون ذلك، كي يحصل على موافقة والد قسمت فهي أخبرته أن والداها ذو شخصية حادة وعليه التعامل معه بطريقه حذره... 

لحظات قبل أن تفتح والدة قسمت له باب الشقة مُبتسمة ورحبت به كانت لطيفة ربما هذا ما هدأ من توتره قليلًا، كانت سيدة بشوشة الوجه لطيفة بإستقبالها له، ذهبت معه الى أن دخل الى غرفة الضيوف وإستأذنت منه، بعد لحظات دلف رجل بنهاية العقد الخامس ذو وجه صارم ينظر لـ إسماعيل بتدقيق، نظر ليد إسماعيل الممدوده وصافحه، تنحنح إسماعيل:

أنا... 


قاطعه بصرامة: 

إنت الدكتور زميل قسمت فى المستشفى، كلمتني عنك، وقالت إن في زميل لها عاوز يتقدم لها.


اومأ إسماعيل  برأسه وقدم له علبة الشيكولاته، إبتسم والد قسمت وأخذها منه ونظر لها قائلًا: 

شيكولاتة نوع ممتاز، واضح إنك إبن أصول... أقعد واقف ليه. 


شعر إسماعيل  بهدوء قليلًا وجلس، بينما دخلت قسمت تبتسم  نهض إسماعيل وقدم لها تلك الزهور، نظرت له وقالت بهمس: 

تلات وردات اللى هانوا عليك، ماشي يا إسماعيل. 


كادت قسمت أن تجلس لكن نهاها والدها بتعسف قائلًا: 

قومي شوفى مامتك بتعمل إيه؟. 


بطاعة نهضت قسمت وقفت على جانب الباب تتسمع على سؤال والدها لـ إسماعيل: 

قولى بقى إنت دكتور إيه تخصصك. 


أجابه إسماعيل بحشرجة: 

تشريح. 


-نعم

أجلى إسماعيل  صوته وأجابه مره أخري: 

دكتور تشريح. 


اوما والد قسمت  راسه بإعجاب قائلًا: 

ممتاز، أحب انا الشاب اللى قلبه جامد، بالك قسمت بنتي خوافه كان التنسيق جايب لها طب تشريح وقولت لها ده طب ممتاز يحتاج القلوب الجامدة، بس هي زي مامتها قلبها ضعيف وحولت من ورايا صيدله، المهم بقي يا أسد قولى إنت من هنا من الصعيد طبعًا. 


أجابه إسماعيل: 

أيوه صعيدي ابً عن جد... ومن عيله معروفة كمان. 


فتح والد حنان علبة الشيكولاته  وإلتقط واحدة وقام بإزالة التغليف ووضعها بفمه يتذوقها بإستمتاع، ثم سأل إسماعيل: 

كويس أوي، عيلة إيه بقى؟. 


أجابه إسماعيل  بفخر: 

عيلة العوامري، انا ابقى ألابن التالت لـ عمران العوامري... 


سأله والد قسمت: 

عمران العوامري  المشهور بتاع مصانع الكتان. 


أومأ إسماعيل  بفخر، تبدلت ملامح والد قسمت  الى تجهم ونهض واقفًا يقول برفض قاطع: 

طلبك مرفوض، يا أخ معنديش بنات تتجوز من شخص أهله برجوازيين. 


غر إسماعيل  فاهه بعدم فهم، قائلًا: 

يعني إيه "برجوازيين" أصلًا. 


تفوه والد قسمت بعصبيه: 

كمان مش عارف يعني إيه برجوازيين  تبقى غبي وجاهل، طبعًا الشهادة بتاع الطب دي إشترتها بفلوس أبوك، يا فاشل، أغرب عن وجههي يا إمعة. 


ذُهل إسماعيل وعاود قول بعض الكلمات بسخريه: 

أغرب عني وجههي يا إمعه، إنت قديم أوي يا عمي، وإهدي كده إحنا.... 


قاطعه بغضب: 

إحنا إيه يا سليل البرجوازيّة، إخرج من بيتي، معنديش بنات للجواز، بره، بره قبل ما ارميك من البلكونه، يا سليل البرجوازيّة. 


تعصب إسماعيل، قائلًا: 

تمام هطلع بره وهاخد الشيكولاتة بتاعتي، مش أنا اللى جايبها بفلوس أبويا البرجوازي. 


تمسك والد قسمت بعلبة الشيكولاتة  قائلًا: 

لاء هتخرج لوحدك بدون علبة الشيكولاته...هعد لتلاته ولو لقيتك قدامي أنا هكسب ثواب وأضرب برجوازي سليل البرجوازيّ مُستغل.


بعصبيه نظر له إسماعيل  وكاد يتحدث لولا دخول قسمت ووالدتها وحاولن تهدئة الاجواء، تحايلت قسمت على إسماعيل قائله  برجاء: 

عشان خاطري يا اسماعيل، إمشي دلوقتي، بابا متعصب. 


حاول ان يهدأ قائلًا:. تمام، همشي عشان خاطرك بس عاوز علبة الشيكولاته  بتاعتي إنتِ عارفه تمنها كام، ده نص المرتب طار فى تمنها هى والورد. 


وضعت يدها على خصرها قائله: 

نص مرتبك طار فى تلات وردات وبتحسبهم عليا بوكيه، لاء بقى بابا عنده حق، إنت برجوازي مُستغل. 


تنهد إسماعيل سائلًا: 

إنتِ تعرفي يعني إيه برجوازي. 


أجابته قسمت بغباء: 

لاء معرفش بس بابا طالما قالك كده يبقى حاجه مش كويسه... ولو سمحت بلاش تعصب بابا أكتر.


زفر إسماعيل نفسه قائلًا:

تمام،بس مش مسامح فى تمن الشيكولاتة،وإن شاء الله هيجيلك السكر...خد من قلبي بدعي عليك،دعوة برجوازي.


ضحكت قسمت قائله:

بابا عنده السكر أساسا،كفايه بقى يا اسماعيل بلاش تعصبه أكتر،وبس يرجع يهدي ان شاء الله هيوافق،بس بلاش تعصبه دلوقتي،أرجوك عشان خاطري.


نظر لها قائلًا:

تمام،طب هاتي الورد أرجعه اهو أستفاد بأي حاجه.


زغرت له قائله بقطع:

طبعًا لاء،الورد خلاص بقى بتاعي.


نظر لها بسخط قائلًا:

إنتِ وأبوكِ طماعين وإستغلالين

هو طمع فى الشيكولاته وإنتِ فى الورد وانا مش مسامح فى الإتنين.


غادر إسماعيل الشقه بعد رجاء قسمت له،وقف أمام سيارته يُفكر سائلًا:

هو يعني إيه برجوازيين؟. 

❈-❈-❈

مساءًا 

بمركز الشباب 

منذ زفاف أخيها وهي لم تذهب الى التدريب 

يشعر بشعور غريب، بينما إيمان هي الأخري لديها رغبة أن تراه لكن تعتقد ذلك مجرد عِناد لا أكثر،أن يعرف أنها ذات شخصيه مُستقلة.


لإنشغال جسار بشراء بعض المُسلتزمات الخاصة به، خارج مركز الشباب تأخر على التمرين المسائى للأشبال...

للصدفه ذهبت إيمان اليوم،تبسمت للأشبال وهم يقومون ببعض الحركات الجديدة بإتقان،هللت لهم بتشجيع،وهي تقوم بالتمرين معهم،سعيدة بمستواهم الذى إزداد تقدمًا،بذلك الاثناء دخل جسار الى صالة التدريب تبسم بخفقان قلب حين رأي إيمان،وهلل بتشجيع هو الآخر وهو يرا الأشبال تتباري مع بعضها لإظهار مدي تقدمهم الرياضي.


توقفت إيمان،ونظرت الى جسار الذي إقترب منها يبتسم،وهي الاخري يخفق قلبها،لاول مره بمشاعر غير مفهومه، تجعلها تشعر بأحاسيس جديدة عليها، لكن نفضت ذلك وهي تبتسم لاحد الاشبال وكانت فتاة، نظرت الى يد إيمان وسألتها بطفوله: 

كابتن إيمان، الحنه اللى على يدك حلوة اوي عاوزه ارسم زيها على يدي،مين اللى رسمهالك.


نظرت إيمان الى الحناء التى مازال أثرها على يدها واضح جدًا قائله:

دي خالتي رحيمة هي اللى كانت رسماها لى، بس أكيد هتلاقيها عند العطار ومامتك ممكن ترسمهالك.


تبسمت الطفله بينما نظر جسار الى يدي ايمان وتبسم،من تدعي أنها فتاة مُتمردة،بالنهاية تهوا أشياء تهواها كل الفتيات،تلك الحناء،كانت رائعة على يديها.


حوار بالاعين والنظرات بين الإثنين،لكن حادت إيمان نظرها أولًا وشعرت بخجل لا تعلم سببه ونظرت الى الأشبال قائله:

يلا كفايه كده وقت الراحة إنتهي خلونا نرجع للتمرين.


بينما جسار لام عقله بذم،كيف يُفكر بـ إيمان كأنثي ويُعجب بها  هو ليس حُر. 

الصفحة التالية