رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 19 - 1 - الجمعة 19/4/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل التاسع عشر
1
تم النشر يوم الجمعة
19/4/2024
«أصبح مغرمً بها»
مواجهة.... كانت حاميه
قرار... ربما يبدوا سهلًا، لكن بالحقيقة شاقًا عليهما
مواجهه منها... تنتظر قرار ربما يكون هو بداية الحرية فى نظرها.
قرار منه...كلمة قد تُنهي المواجهه،لكن...
أي كلمة
الطلاق...ووضع النهايه... أم الإنطلاق ربما يبدوا فرصة للبداية
أغمضت عينيها لوهلة، وكآنها سمعت قرار سراج:
"الأرض مقابل حريتك يا ثريا"
هكذا طن برأسها...او بالأصح توقعت قوله ذلك بمساومة منه لكن لن ترضخ...
لكن الحقيقية حين فتحت عينيها، كان سراج ينظر لها صامتًا للحظات قبل أن يرفع إحد يديه يجذبها من عُنقها وبلحظة كان يلتهم شفتيها بقُبلة مزيج مُتشعب من المشاعر الغير مفهومة لا بعقله ولا بعقلها الذي غيبهُ المفاجأة،قُبلة غضب تحولت الى قُبلات تُغيب عقليهما الإثنين لم يدري ايً منهما كيف وصلا الى الفراش ، كآنهما سقطا بفجوة زمنية فقد فيها الإثنين الوعي، حتى ذاك الرنين فى البداية تجاهلاه وظلت مُستمرة القُبلات واللمسات لكن الرنين المتواصل أفاقهم من تلك الغفوة...
نهض سراج عنها وقف يحاول تهدئة أنفاسه قبل أن يرد على الهاتف، خرج صوته مُتحشرجًا وهو يسأل بتوريه:
متأكد من المكان.
أكد له الآخر،، تحدث سراج:
تمام ساعة بالكتير هكون عندك.
بينما شعرت ثريا بالخزي من نفسها من ذاك الإستسلام المُباغت منها، وحاولت تعديل ثيابها تُحايد النظر نحو سراج الذي عدل هندامه وهو يذهب ناحية باب الغرفه وتحدث بأمر وهو يُعطيها ظهره:
ممنوع تحتكي بأي حد فى الدار، وأما أرجع لينا كلام تاني مع بعض.
لم ينتظر ردها، وخرج صافعًا خلفه باب الغرفه بقوه، جلست على الفراش تشعر بغضب من تحكُماته الزائدة، كذالك تنفست بجمود وهي تشعر أنها مثل الضالة الشريدة، كانت تود قرار حاسم لمواجهتها له
لكن إنتهت المواجهه بلا قرار.
❈-❈-❈
بعد قليل
بمكان خالي قريب من الجبل...، أخذ سراج تلك الصور من ذاك الوسيط قائلًا:
واضح إن فى عملية تهريب كبيرة هتتم قريب، مين اللى وصلك الصور دي.
أجابه الوسيط:
ده الراجل بتاعنا اللى فى وسطهم، بس أعتقد أن فى حاجه هتحصل قبل ما تتم العملية دي، كنوع من التشتيت للجهات الأمنية، لغاية دلوقتي العميل بتاعنا بيقول مفيش أي أوامر وصلت له بتنفيذ أي شئ.
تنهد سراج بتفكير قائلًا:
أكيد مش هيفتشوا أوارقهم كلها مره واحدة أنا عاوز العميل ياخد حذره لأن العمليه واضح أنها كبيرة وهما مش هيأمنوا لأي حد ولو شكوا فى أي شخص مش هيفرق هو مين، والتصفيه عندهم أسهل شئ،ومتأكد هيبقي فى تصفيات كبيرة الفترة الجايه.
أجابه الوسيط:
تمام يا أفندم عاوزك تطمن أنا محذر عليه ياخد حذره...وكمان فى تعاون بين الجيش والداخلية عشان كده.
إبتسم سراج قائلًا:
قولي بقى إيه آخر أخبارك، شايفك إتأقلمت هنا بسهولة.
إبتسم الوسيط قائلًا:
أنا هنا فى مهمة خاصه يا أفندم والمطلوب مني بنفذه، وكمان شُعلنا فى الجيش، وإننا بنأدي مُهمات وعمليات خاصه عودنا نتأقلم عالمكان اللى إحنا فيه مهما كانت طبيعة المكان، لأن كل الاماكن متاح لينا العيش فيها، مش لازم نصعبها على نفسنا.
ربت سراج على كتفه بمؤازرة وإفتخار قائلًا:
تمام،إنت ضابط كُفأ وكنت أفضل إختيار للمهمة.
إبتسم الوسيط قائلًا بمدح:
أكيد بتعلم من سيادتك،وسعيد جدًا إني بشتغل تحت قيادتك،إنت عارف كان نفسي أشتغل مع حضرتك،والفرصة جت لى وأتمني أكون مفيد وعند حُسن ظنك.
ربت سراج على كتفه قائلًا بتشجيع:
إنت من أكفأ الضباط وكفايه مدح كتير، مش عاوزين العملية دي تتم بدون ما الجيش يكون له الكلمة الاخيرة فيها.
بعد قليل أثناء قيادة سراج للسيارة عائدًا للدار، توقف للحظات فى البداية شك أن هنالك من يتعقبه، لكن كان مُخطئ، ربما تفكيره بتلك المُحتالة جعله يتخيل ذلك، زفر نفسه
لو عاد الليلة الى الدار قد يعود الشجار بينه وبين ثريا، وقد لا يتحكم فى أعصابه، تنهد بضجر مصحوب بمشاعر مختلطة غير مفهومة، ثريا تلك المحتالة العنيدة، أصبح لها تأثير عليه،بدل أن يُعاقبها على ما تفوهت به،وجد نفسهُ يُقبلها، يريد أخذ قرار حاسم وردع تمردها،لكن بالنهاية يحدث العكس...
تنهد بجمود وبدل طريقهُ من العودة الى دار العوامري، الى مكان آخر قد تهدأ فيه عاصفة عقله...
بعد قليل كان يقف أمام ذاك المنزل يدُق عليه وإنتظر دقائق حتى فُتح الباب، نظرت له رحيمة بخصه قائله بلهفه وقلق:
سراج خير يا ولدي، إخواتك بخير،ثريا بخير.
أجابها مّبتسم:
أخواتي بخير يا خالتي وثريا كمان، أنا كنت في مشوار قريب من هنا قولت أفوت أطمن عليكِ.
-كاذب يا سراج.
هكذا أخبرها إحساسها، لكن تبسمت قائله:
واجف جدام الباب إكده ليه، تعالى لچوه الدار.
إبتسم وهو يدلف خلفها يغلق الباب.. نظرت له بحنان سائله:
إنت عارف إنى بصلي العشا وأنام، أجيبلك تتعشي.
هز رأسه بنفي قائلًا:
لاء مش جعان.
تبسمت له قائله بحنان وهي تجلس على الآريكة:
تعالى. إجعد عالكنبه چاري، رچليا بيوچعوني من الواجفه كتير، عجزت بجى.
إبتسم وهو يراها تجلس تشاور على فخذها، فهم غرضها،وهذا هو ما يريده أن يتمدد بجسدهُ يضع رأسه على فخذيها،ربما يهدأ قلبه.
تبسمت بحنان حين وضع رأسه على فخذيها وضعت يدها على راسه تتخلل أصابعها بين خصلات شعره تُمسدها بحنان،وهو يُغمض عيناه يتنفس بهدوء،عن قصد سألته:
إزي ثريا.
فتح عيناه،وتنهد لثواني قبل أن يُجيبها:
بخير.
تبسمت قائله:
ياريت كنت جِبتها معاك،كانت دعكت لى رچليا،إيديها حنينه،وهي كمان قلبها حنين.
زفر نفسه،فهو لم يرا من حنانها شئ..هي معه دائمًا عاصيه تستفزه.
تبسمت رحيمه ووضعت يدها فوق صدر سراج تسير بكفها الى أن وصلت الى موضع قلبه،وقالت بتصريح حنون ومباشر:
العشق وشم محفور على الجلوب يا ولدي، صعب يتمحي حتى بكي النار هيسيب آثر لـ سهم العشق اللى إتوغل من جلبك، مش هتقدر تجاوم كَتير، العشج هيِغلبك، ويغَلبك، البِنيه جلبها ناشف زى الأرض الشراجي(الشراقي) بس ندى الصباح جادر يرجع الخضار لـ جلبها...هى الوحيده اللى جادرة تحتوي غضبك،بلاش الجسوة ياولدى تجسي جلبك،أمك زمان مماتش من المرض ماتت من الجسوة
الهالوك بيرعرع أكتر من الورد
بس..الأرض الطيبه كيف ما تزرعها بتحصد منيها.
أغمض سراج عينيه، يفهم قصدها، لكن مازال التمُرد بعقله، لكن زادت رحيمة قولها:
بلاش تتمرد عالقدر يا سراج، ثريا هي قدرك، إفتح جلبك للعشج وبلاه العِند هيخسرك كتير.
فتح عيناه ينظر لها وهي تبتسم تومئ له برأسها أنها تفهم سبب مجيئه لها بهذا الوقت، أراد أن يشعر بالإهتمام والإحتواء، كذالك أراد أن يفهم سبب لتلك الحالة الذى أصبح بها، لم يكُن يخطُر على عقلهُ يومًا أن يقع ببراثن العشق،أغمض عينيه يشعر بهدوء نسبي.
تبسمت رحيمه ومازلت تُمسد خصلات شعره، حتى أنه غفي بسلام نفسي.
صباح اليوم التالي
فتح سراج عيناه حين وصل الى أنفه تلك الرائحة الطيبة، تمطئ ونحي ذاك الدثار عنه ونهض يسير خلف تلك الرائحة الى أن وصل الى ذاك المطبخ الصغير الذى لا يحتوي على تجهيزات عصرية، بضع آرفف رخاميه تحمل الاواني وثلاجة صغيرة، موقد صغير ومنضدة أرضية، كل شئ بها صغير لكن به رائحة طيبة، تبسمت له قائله:
كنت هاجي أصحيك،، عشان نفطر سوا، يلا روح إتوضا وصلي ركعتين الصبح وتعالى، اكون جهزت الوكل عالطبليه، كمان عملت لك صنية الراوني، وصنية محوجه اللى عتحبهم من يدي، كمان عملت صنيتين تانيين بس مش ليك، تاخدهم لأخواتك ومتنساش تدي منهم
لـ ثريا حبيبتي.
أومأ لها مُتبسمًا، بعد قليل، كان بالطريق يشعر بصفاء، لكن لفت نظره فى المرآة الجانبية للسيارة، كآن هنالك سيارة تحاول الإقتراب منه والالتصاق به عليه بالطريق، تجنب لها على جانب الطريق كي تمُر من جواره، لكن فى البداية، راوغ سائق تلك السيارة وحاول الإحتكاك به أكثر من مره، أخذ حذره وفتح صندوق بالسيارة أخرج منه سلاحّ، وتأكد أنه به رصاص، لكن قبل أن يقوم بفتح صمام الأمان، سارت تلك السيارة وإبتعدت عنه، لاحظ سيرها بالطريق كانت تسير بتعرُج على الطريق مما سبب له الحذر الى أن إنحدر بطريق آخر ونظر بالمرآة الأماميه، كذالك الجانبيه كان الطريق حركة سيره عادية، نفض عن رأسه الشك، ربما تلك السيارة كان سائقها لا يُجيد القيادة.
بعد قليل وصل الى دار العوامري ترجل من السيارة دلف الى الداخل تقابل مع إحد الخادمات سألها:
الست ثريا نزلت؟.
أجابته:
الست ثريا خرجت من الدار من هبابه، شكلها رايحه المحكمة كان معاها ملف بيدها... أحضر لچنابك الفطور.
نفى براسه قائلًا:
لاء، شوفى شغلك.
صعد الى غرفته دلف يتنهد بجمود وهو ينظر نحو الفراش المُرتب، بالتأكيد ثريا من هندمته، ذهب نحو الفراش وتمدد عليه يُغمض عيناه للحظات عاود يتذكر قُبلاته لها بالأمس، وفجأة فتح عيناه يشعر بضيق وغضب، لو تخيلها كانت تُقبل ذاك السفيه"غيث" كما نعتته، لكن بعقلهُ حيرة لما يستطيع إختراق مشاعرها بتلك السهوله، وتبدوا كآنها حقًا لم تتزوج سابقًا... سر تلك العلامة بفخذها...
أسئلة وإجابتها هي ثريا تلك المحتالة
وأمنية صارت برأسه... ليتها تتنازل عن تلك الأرض ويبدئا ببداية أخري، لا عناد ولا تحدي منها، كذالك لا تحكُمات منه...
تنهد بقوة ونهض من فوق الفراش وخرج من الغرفه، لا يعلم لما أراد دخول الغرفه ربما شئ بداخله اراد الشعور برائحتها التى تسكُن الغرفة.