رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 20 - 1 - الثلاثاء 23/4/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل العشرون
1
تم النشر يوم الثلاثاء
20/4/2024
«ذهول عقلي»
بـ دار العوامري
إنتفض عُمران وجذب سلاحه الخاص مُقررًا الذهاب خلف سراج الى ذاك المنزل، كذالك آدم، الذي توجه نحو مقود السيارة، لوهله شعر بآلم قوي بإحد ساقيه، لكن تغلب على ذاك الآلم حين فتح عمران باب السيارة وصعد لجواره، قاد آدم السيارة بسرعة عاليه فى ظرف دقائق معدوده كان يقف بالسيارة أمام ذاك المنزل ترجلا الاثنين سريعًا.
بمنزل سعديه، رغم آلم رأسها لكن إنقبض قلبها حين سمعت صوت إطلاق الرصاص المُتزايد، نهضت من فوق فراشها سريعًا لكن تقابلت مع زوجها الذى يدخل الى المنزل بيده حقيبه صغيرة بها أدوية طبية، واغلق خلفه الباب يلتقط نفسه بصعوبة يقول يارب العيال يتأخروا على ما ضرب النار ده يخلص،ربنا يستر يارب.
نظرت له سعدية بريبة سائلة:
فى إيه،إيه ضرب النار ده.
اجابها وهو يلتقط نفسه:
ربنا يستر الفرح اللى جارنا فيه ضرب نار عشوائي، وأي حد بيقرب بيتصاب، أن لفيت وجيت من الشارع اللى ورانا.
إنخضت برعشة ورجفة قلب:
ثريا هناك... هروح أشوفها يارب تبجي بخير، ياريتني ما كنت سيبتها تروح.
كادت تفتح باب المنزل، لكن منعها زوجها قائلًا:
هتروحي فين مش سامعه صوت ضرب النار، وكمان مش شايفه جلابيتك ولا شعرك اللى الطرحه منزاحه من عليه.
تدمعت عين سعديه تقول برجاء وتضرع:
دي ثريا، دي بنتي اللى مخلفتهاش..
تفهم زوحها وحاول طمئنتها قائلًا:
أكيد ضرب النار بره وثريا هتلاجيها مع الستات وتلاجيهم إتخبوا، إهدي.
صرخت سعديه عليه بدون تعقُل قائله:
أهدى أيه، جلبي مش هيهدى غير لما اشوفها بعيني، هلبس جلابية فوق اللى عليا بسرعه والطرحه هعدلها على راسي.
بالفعل لحظات وكانت تتجه الى خارج المنزل غير مهتمة بنصيحة زوجها.
❈-❈-❈
أخبار كهذه لا تنتظر بل تنشاع فى البلدة سريعًا، أثناء شراء نجية بعض الأغراض من تلك البقالة سمعوا اصوات ضرب الرصاص، كذالك بعض اللذين يهرولون، ومنهم من يصرخ سالت أحدهم، فأخبرها بمكان ضرب الرصاص، إنفزعت وارتعد جسدها كذالك إنقبض قلبها، ظنًا على أختها، شعرت بإنفباضة أقوي لم تستطيع الوقوف على ساقيها، وإختل توازنعا، لاحظت رغد ذلك هرولت عليها وسندتها حتى أدخلتها الى داخل المحل وأجلستها على أحد المقاعد قائله لهفه:
تعالى أقعدي ومالك يا خالة نجيه.
وضعت نجيه يدها على قلبها تشعر بإنفباضة قائله بخفوت:
ثريا.
استغربت رغد ذلك وسألتها:
مالها ثريا؟.
أجابتها بنفس الخفوت وعين دامعة:
مش عارفة،قلبي مقبوض من ناحيتها من الصبح، بشوف خيالات مش كويسه عليها، كل شويه جلبي يتهمد.
إستعجبت رغد ذلك، وقالت لها:
وإيه هيودي ثريا هناك، بابا راح يصلي العشا وزمانه جاي... وصوت ضرب النار إتوقف...
نظرت لها نجيه ومازالت تشعر بوهن وحاولت أن تقف لكن مازالت ساقيها واهنه...رفقت بها رغد قائله:
خليكِ قاعدة فى الدكان وهروح للاستاذ ممدوح وأقوله يجي ياخدك للدكتور.
أمسكت نجيه يدها قائله:
لااء بلاش تقلقيه،أنا بخير،هقوم...
شفقت رغد عليها وآتت لها بكوب مياه، إرتشفت القليل،مازال شعور نجيه يخبرها بالسوء، بنفس الوقت وصل الى الدكان ممدوح الذي إنفزع بسبب سماعه لطلقات الرصاص نظر الى الداخل كي يسأل صاحب الدكان من أين وما سبب هذا الرصاص،لكن تفاجئ بوالدته جالسة بوهن وجوارها رغد تُقرب كوب المياه من فمها، تحدث بلهفه سائلًا:
أمي، مالك.
حاولت نجيه الوقوف بوهن لكن سندتها رغد الى أن إقتربت من ممدوح الذي أخذ يدها وسندها، نظر لوجهها وتلك الدموع، غص قلبه من رجائها:
ضرب النار كان عند جيران خالتك، خلينا نروح نطمن عليها.
أجابها بحنان:
حاضر يا أمى، تعالي اروحك الدار وأنا هروح لها.
برجاء حاولت إقناعه:
لاه هاجي معاك مش هطمن غير لما أشوفها بعيني، كمان كانت الصبح بتجول إنها حاسه بشوية برد داخلين عليها.
نظر ممدوح ناحية رغد ثم لعين نجيه المُترجيه:
طب يا أمى، تعالي معايا، بس لو لقينا ضرب النار لساه شغال هنرجع.
أومأت رأسها بموافقة... بينما لمعت عين رغد ببسمه خاصة ترمق بها ممدوح الذي كان لبسمته الطفيفة شعورًا خاص لديها، يبدوا أن مثلما أخبرها والدها أن ممدوح "نبت طيب" لكن نمي بأرض جافه مازال يحاول التأقلم بإظهار عدم المُبالاة بالآخرين، لكن جوفه يهترئ بسبب ضعفه وقلة حيلته.
بينما قبل لحظات مثلما بدأت المجزرة برصاصة إنتهت برصاصة، ربما إنتهت ذخائر تلك الأسلحة،كذالك وصلت قوات من الأمن الخاصة بالقريه كان عددهم قليل، لكن إنتهت المجزرة بعد ان حصدت الكثير من الارواح والمصابين ما بين خطيرة وإصابات متوسطة كذالك ضحايا أبرياء فقدوا حياتهم لمجرد خلاف لا يستحق كل ذلك لكنها عقول مُغيبه عن القيم.
❈-❈-❈
بداخل ذاك المنزل
إنطلقت الرصاصة التى إخترقت صدر ثريا، إرتج جسدها للخلف بتلقائية،لكن شعرت بإختراق رصاصة أخري لجسدها قبل أن تهوا
غاب عقلها للحظات كآنها فقدت الإدراك شبه كليًا، لا تشعر بآلم إحتراق جسدها من تلك الرصاصة، فقط عيناها مُسلطة على سراج الذي يقترب منها وهي كآن ما تراه يحدث عبر شاشة تلفار، بطل الحكاية يحاول إنقاذ حبيبته، حكاية لا تحدث بالحقيقة، أو بالأخص معها، هي ذات حظ سئ بالرجال، بعيونهم لم ترا الحب بل القسوة، بدايتًا من خالها مرورًا
بـ غيث الذي وئد بداخلها لذة الحياة جعلها تتمني الموت بكل لحظة عاشتها معه، ثم سراج الذي تشعر بالندم بكل لحظة على موافقتها على الزواج منه... الزواج التي ظنت أنه إنتقام منه، لكن إكتشفت أنها تنتقم من نفسها معه... لحظات تمُر ترا التجبُر
بدايتًا من خالها الذي إستغل حوجة وإحتياج والدتها يُعطيها الضئيل من حقها بذُل
مرورًا بـ غيث وهو يُعذبها من أجل رغبة دنيئة
دموعها سالت بحسرة حين عاد الإدراك لها وشعرت بنيران الرصاصتان بجسدها، الذي لم يُلامس الأرض، بعدما ضمها سراج يشعر بلوعة قلب وهو يرا تلك الدموع الصامته لا تتآلم بآنين موجع، فقط دموعها تسيل، عينيها إختفي صفائها أصبحب مثل غيمة مُمطرة، أنفاس متآلمة تخرج منها، بنفس الوقت توقف إطلاق الرصاص، حتى لو لم يتوقف لن يهتم، وهو يحملها ينظر لجسدها الذي إرتخي بين يديه، وعيونها التى تغيب وهي تطبق أهدابها غصبًا من شدة الآلم وإنسحاب الروح منها...
نطق سراج إسمها بإستجداء بنبرة أمر:
ثريا إفتحي عيونك.
غصبًا حاولت فتح عينيها... كان سراج وصل الى خارج المنزل رأي تجمُع رجال الشرطه يمنعون أحد من الاقتراب لم يهتم بهم حين رأي تلك السيارة الخاصة بوالده، وآدم ووالدهُ يقفان أمامها، سريعًا ذهب نحو تلك السيارة قائلًا بلهفة وآمر:
آدم إفتح باب العربية بسرعة.
إمتثل آدم سريعًا فتح باب السيارة الخلفي، وضع سراج ثريا وإستقام، لكن آدم كان فتح باب السيارة الأمامي وجلس خلف عجلة القيادة،وأشعل المقود، صعد سراج جوار ثريا،جذب جسدها بالكامل فوق جسده تقريبًا،حتى رأسها على صدره، سريعًا قاد آدم السيارة... بينما ضم سراج جسد ثريا التى تهزي من قسوة الآلم
فى البداية كانت تسخر من سراج بضحكة وجع ساحق:
يا خسارة إتجوزتني عشان الأرض، وقولتلك حتى بموتي مش هتنولها.
إغتاظ منها وقبل أن يتحدث كانت شبة تغيب عن الوعي وهزت وجسدها يرتعش ينسحب للبرودة:
أنا مش خايفة من الموت، أنا خايفة أقابل غيث هناك مش هقبل أسامحهُ.
بدأت تصمت وتغيب نهائيًا، وإرتخت جفونها وجفت دموعها حتى نفسها بدأ ينخفض، صرخ سراج على آدم قائلًا بأمر:
زود السرعة يا آدم.
أومأ آدم له وهو يسمع صوت زمجرة إطارات السيارة وهي تحتك بأرضية الطريق بسبب السرعة الفائقة والجنونية... لم يُبالى بصوت الهاتف المُتكرر، دقائق تمُر أزمان بداخل إعصار يعتصر قلب سراج، الى أن وصلا الى إحد المشافي فتح سراج باب السيارة وترجل منها بعد أن ترك جسد ثريا للحظات ثم حملها مهرولًا الى داخل المشفى
بينما قبل دقائق، بالقُرب ذاك المنزل رأت سعديه سراج وهو يحمل ثريا، هرولت نحوه لكن كان إنطلقت السيارة، نظرت سعديه لـ عمران وهو تلهث واقفه أمامه:
ثريا... ثريا.
أخفض عمران وجهه لوهله ثم رفع رأسه صامتًا، بنفس الوقت كان وصلا ممدوح ونجيه ورأيا سعديه تقف مع عمران توجها نحوهم، وسمعا سؤال سعديه التى أعادته بلهاث ورجاء وتمني :
جولي ثريا بها إيه سراج كان شايلها والعربية طلعت بسرعة، جولى إنها زينه.
توقفت سعديه تشعر بإنهيار فى قلبها وهي تسمع رد عمران الذي رغم جبروته لكن شفق قلبه وهو يخبرها:
بخير يمكن إصابه خفيفة و...
لم يُكمل حين خرجت صرخة لوعه من قلب نجيه وهي تستند على ممدوح قائله:
جلبي حاسس، بِتي مش بخير.
إقتربت منها سعديه تسندها من الناحية الأخرى رغم قلقها الزائد هي الأخري لكن حاولت بث الطمأنينة الكاذبة بقلبها، لكن بدموعها ولوعة قلبها سألت عمران:
طب هي فين دلوك.
لم يعرف بماذا يُجيبها، لكن قال:
أكيد فى السكه لسه رايحين المستشفى، إطمني.
-أطمن
قولى كيف ذلك وقلبي يُحدثني بالأسوء.
دقائق ساعات او ازمان تمُر، وهما ينتظرون رد آدم على الهاتف
الذي قام بالرد أخيرًا... خطفت سعديه الهاتف من يد عمران وبسرعه ورجفة قلب سألته:
ثريا... إنتم فين؟.
حاول الهدوء أجابها بكذب:
ثريا بخير، إصابه خفيفة، وإحنا فى المستشفى.
-مستشفي إيه، جولي؟.
راوغ آدم، لكن مقابل إلحاح سعديه أجابها بأسم المشفى.