رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 20 - 2 - الثلاثاء 23/4/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل العشرون
3
تم النشر يوم الثلاثاء
20/4/2024
بعد قليل أمام غرفة العمليات وقف سراج يشعر بإنسحاب فى روحه وهو ينتظر، بنفس الوقت وصل كل من نجيه وسعديه ومعها ممدوح الذى بمجرد أن وقع نظره على ملابس سراج الدموية خفق قلبه بندم ود أن يصفع سراج، لكن صرخت نجيه التى بمجرد أن رأت ملابس سراج لم يتحمل قلبها ولم تشعر بقدميها وهى تجثو راكعه تقول بنواح:
لاء يارب مش هقدر أتحمل تاني، ليه يارب بتعمل فيا كده، كل مره تروح للموت.
جثت سعديه جوارها تضمها باكيه، فمنظر ملابس سراج لا يدل على أن الأصابة بسيطة، إنحني ممدوح عليهن وساعد نجيه على الوقوف يضمها، حتي أنه أجلسها على أحد المقاعد، كذالك سعديه، جاء آدم لم يتفاجئ بوجودهم، لحظات وخرجت إحد المُمرضات وقفت أمامهم قائله:
المريضة نزفت دم كتير، وهنحتاج لنقل دم، و...
إقترب منها ممدوح بلا تفكير،قائلًا:
أنا أخوها ونفس الفصيلة.
نظرت له المُمرضه كان ذو بنية جسدية متوسطة لكن يبدوا بصحة جيدة، أومأت له قائله:
تمام، إتفضل معايا عشان تتعقم وننقل منك دم مباشرةً للمريضه.
نظرت سعديه الى ممدوح بعين باكية، لثانى مره يدخل خلف ثريا يُعطيها من دماؤه، ليت هذه المره يلطف الله بها وتنجوا مثل سابقًا.
دخل ممدوح الى غرفة العمليات بعد أن تعقم، نظر نحو ذاك الفراش الممددة عليه ثريا مُحاطة بمجثات وقناع أوكسجين، لوهله وقف مُتصنمًا حين سمع صفير جهاز الاوكسجين، شعر بقلبه ينشطر لقطع مُلتهبه لكن سُرعان ما عاد النبض لـ ثريا مره أخري، إلتقط نفسه حين حدثته الممرضه:
إتفضل إتمدد عالشيزلونج ده، عشان ننقل منك دم.
تمدد على ذاك الفراش لم يشعر بتلك الإبرة التى غرستها الممرضه بعضد يده، ولا بإنسحاب الدماء منه، نظره مُسلط على وجه ثريا، لو لم يشعر بالحياء، لنهض واقفًا، يبكي بل يصرخ ويسألها
-لما يا أختي تفعلين بي ذلك
-لما دائمًا أنا ضعيف ولا أستطيع مساعدتك
-أنا جبان... أجل أنا كذالك لم أستطيع حمايتك من براثن القدر، لكني مثلك يومًا حلمت وإستيقظت على سراب الاماني.
وعذاب وضنين، لايشعر بشئ يسمع همهمات الاطباء، وقول الممرضه:
سحبنا دم كتير من الاستاذ، بعد كده....
قاطعها ممدوح:
مفيش بعد كده، أختي لازم تعيش لو سمحتوا، أنا...
قاطعه أحد الأطباء قائلًا:
كده كفايه، الدم اللى سحبناه هيكفي المريضة، لو سمحت إنتهت مهمتك هنا سيبنا نتعامل مع المريضة.
بغصب خرج ممدوح من الغرفة يسير بترنح يشعر كآن جسده خاويًا ليس بسبب أخذ الدماء منه، لكن بسبب العجز والخوف من فقدان أخته.
نهض آدم نحوه سريعًا وسنده الى أن جلس على أحد المقاعد، ذهب سريعًا كي يأتى له بعصير ومياة لتعويض تبرعه بالدم...
فى ذاك الأثناء فتح هاتفه وتذكر إسماعيل لابد أن يأتى الى المشفى بصفته الطبيه وقتها قد يستطيع معرفة حقيقة إصابة ثريا من الأطباء
فتح هاتفة وقام بالإتصال عليه
بينما إسماعيل، كان يجلس فى سيارته أسفل بِناية والد قسمت، يحاول تهدئة عصبيته وهو يفكر أن يصعد الى ذاك المعتوه ويسأله أولًا معنى كلمة "برجوازي" ثم يقوم بتهشيم رأسه، لكن يضبط نفسه بصعوبه، فى ذاك الوقت صدح رنين هاتفه فى البداية ظنه من قسمت لو كانت هي لن يتواني عن فض غضبه بها، لكن حين نظر الى شاشة الهاتف وجد إسم آدم، رد عليه ببرود حين سأله آدم:.
إنت فين يا إسماعيل؟
أجابه:
أنا قاعد فى عربيتي فى الشارع.
إستغرب آدم سائلًا:
وإيه السبب؟.
أجابه إسماعيل:
مفيش سبب، بس عندي إكتئاب برجوازي.
إستغرب آدم مُسفهمًا:
بتقول إيه؟.
أجابه ببرود:
مش أنا طلعت سليل برجوازي.
مازال آدم لايفهم ردود إسماعيل، وقال له طالما قاعد فى الشارع تعالى المستشفى، ثريا مرات سراج إتصابت بالرصاص، ومش عارفين حالتها إيه بالظبط، وسراج على تكه وهينهار.
إنخض إسماعيل سائلًا:
وإيه السبب فى إصابتها، إتخانقت مع عمتك وفرغت فيها المسدس؟.
يقولون"الضحكة هبله"فباصعب الاوقات شقائًا قد تبتسم شفاك عنوة، هذا ما حدث مع آدم،ثم قال لـ إسماعيل بلاش تتأخر لما تجي هتعرف.
❈-❈-❈
بمشفى آخر
رغم وجود زوجته بنفس المشفى، لم يهتم لشآنها، هو لديه هدف آخر برأسه، يراقب مثل الثعلب أحد الغرف الخاصه، حتى سنحت له فرصه، فمن يريد الحديث معه أصبح بالغرفة وحيدًا
فتح الباب دون طرق ودخل مباشرةً ينظر الى ذاك المُمدد على الفراش يبدوا أنه أصبح بحالة أفضل، لمعت عينيه ببسمه وهو يراه يُغلق جفنيه، إقترب منه بخطوات ثابته وشيطان يتلاعب به، لولا مصلحته أن يبقى ذاك الوغد حيًا لكان قتله، لكن المصلحه أولًا...
إنحني على ذاك الوغد هامسًا:
حمدالله على سلامتك يا...
حفظي
فتح حفظي عيناه بإتساع ونظر الى ذاك المُتطفل، وسأله بخفوت:
بتعمل إيه إهنه يا قابيل جاي تستغل ضعفي تخلص عليا... يا واد العوامري.
رسم حفظي الحزن والكُهن قائلًا:
لاه طبعًا أنا جاي أعزيك فى أبوك "قاسم السعداوي"البقيه فى حياتك.
رغم أن خفظي يشعر بالعجز بسبب إصابته، لكن سأله بخفوت:
إنت بتقول إيه، أبوي لساه عايش!
مازال يرسم الحزن قائلًا:
أبوك الله يرحمه، متحملش يشوفك راقد فى السرير بعد ما سراج ضربك بالرصاص، غير أنه تقريبًا كده عدم هيبتك فى وسط أهل البلد بعد ما شهر إن إنت إتهجمت عالحريم، يعني معدوم الأخلاق، والحج قاسم كان مريض ومستحملش و...
بغضب نظر له حفظي مازال يُكذبه، لكن لوهله تريث سائلًا:
معتقدش إن حتى لو أبوي زي ما بتجول إنه توفي، أنك جاي تعزيني فيه.
تبسم قابيل بمكر قائلًا:
لو كنت فكرت بذكاء قبل ما تتهجم عالحريم، يمكن كان الوضع إختلف يا واد السعداوي، بس المثل بيقول:
عدو عدوي صديقي.
لم يفهم حفظي، سأله بترقب مُستفسرًا:
جصدك إيه يا واد السعداوي.
إنحني قابيل عيناه تلمع بدهاء وهو يقول بفحيح:
يعني أنا زيك يا واد السعداوي
بس إنت رايد بِت عمك اللى خطفها آدم من جدامك
وأنا رايد ثريا اللى سراج قدر يستحوز على عقلها وأتجوزها وأنا الأحق بها، ناسي إنها كانت مرت واد عمي اللى كان فى مكانة شقيقي.
فهم حفظي غرض قابيل، وتفوه بعبث ماكر:
مش يمكن ثريا إتجوزت سراج برضاها و...
ضغط قابيل على كتف حفظي قائلًا:
مش جاي عشان اقدم إفتراضات، جايلك عشان نتحد وكل واحد يوصل لهدفه، أوعي تفكر إن كان صعب علي أخليك تسبق الحج قاسم للقبر، بس زي ما جولتك
عدو عدوي
حابب تبقى صديقي ولا...
صمت قابيل ينظر الى حفظي التى تبدلت ملامحه بترقب لرد فعله، الذي لم يطول وخيب أمله:
أنا عدو عدوي عمره ما يبقي صديقي ولا آمن له لأنه خسيس زي عدوي، إنسي يا واد العوامري إنى أحط يدي فى يدك، كل واحد يقلع شوكه بإيده.
ضحك قابيل عيناه تلمع بخبث وضغينه وإنحني يضغط على موضع آلم حفظي يستغل ضعفه وعدم استطاعته الدفاع والمقاومة، ئن
حفظي بآلم بينما يستمتع قابيل بذلك، لكن بنفس الوقت فتح باب الغرفه، مما جعل قابيل يقف مُستقيمًا حين دخلت إحد الممرضات، نظرت له قائله:
متآسفه بس ده وقت العلاج بتاع الأستاذ.
نظر قابيل الى حفظي قائلًا:
جپتي فى وجتك، حفظي بيتآلم، إعطيه مُسكن يريحه.
بينما نظرت حفظي لـ قابيل بها نوع من الخوف والريبه... بالأخص حين إنتهت المُمرضه من إعطاؤه الدواء وغادرت، كانت النظرات وحدها كفيله بجعله يستسلم لحقد قابيل ويتحالف معه بعدما أقنعه غصبًا، ليكتمل حِلف الشياطين البشريه، وكل منهم هدفه مُبتغاه ولن يتواني لحظه فى قتل الآخر لو أتيحت له فرصة لذلك.
❈-❈-❈
بالعودة للمشفى
أعطي آدم زجاجه من العصير لـ ممدوح الذي يشعر بوهن مثل المريض، وإن كان أكثر آلمًا، غصبًا أخذها منه وإرتشف بعض القطرات... بينما
مازال سراج واقفًا يستند برأسه على حائط أمام غرفة العمليات، عقله مازال يُراجع همس ثريا وهي تهزي...
لكن ما يطن برأسه قولها
"مش خايفه من الموت خايفه أقابل غيث هناك، مش هقبل أسامحه"
لغز غير مفهوم
بنفس الوقت فُتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب... تلهفت سعديه عليه تسأله:
بِت يا دكتور.
بينما ظلت سعدية جالسة ترتقب بخوف...
فتح عيناها وإقترب من الطبيب الذي تحدث بعملية:
إحنا خرجنا من جسم المريضة رصاصين، واحدة كانت فى البطن ولسوء الحظ كانت قريبة من الكبد وده إتسبب فى نزيف دم كتير للمريضة، قدرنا نسيطر عليه، كمان الرصاصه التانيه كانت قريبة من الرئة، للآسف الحالة لسه حرجة، هتخرج دلوقتي لأوضة العناية المركزة تحت المراقبة.
شعرت سعديه بآلم قاسي وبلحظة تحدثت برجاء وتضرع تبتهل الى الله:
مش تاني يارب، كفايه قلبي مش هيتحمل... عملت إيه فى حياتها طول عمرها حظها قليل كده ليه، مكتوب عليها العذاب.
إنتبه سراج لحديث سعدية، سأل عقله ماذا تقصد بمعني "مش تاني يارب"
هل كان هنالك مرة أولي.
نفض عن عقله خروج ثريا على فراش نقال... تتبعها كل أعين الموجودين ومحاولة والدتها النهوض والاقتراب من الفراش تنظر لها بضنين، لكن جذبها ممدوح يضمها بعد تذمر الممرضين، وان ليس من صالحها البقاء، لابد من ذهابها الى غرفة العناية المركزة سريعًا.
إمتثلت وهي تجثوا أرضًا يضمها ممدوح الذي يكبت صرخه بقلبه يتحامل على وهن جسده.
ساعة وإثنين مروا، واعقبهم ساعات أخري وبدأ شروق الشمس، نظر سراج الى تلك الشمس التى تُنازع مع الظلام كي تشرُق تذكر ذاك اليوم حين رأي "حورية الشمس"
شعر كآن ثريا همست بأذنيه:
"أنا حورية الشمس يا سراج".
نظر خلفه ظنّا أنها حقًا حدثته، لكن إبتأس حين وجد خلفه فضاءًا هو يقف. بممر المشفى... رأي إحد الممرضات تدلف الى تلك الغرفة، لم تغيب سريعًا وخرجت، دلف الى الغرفة خِلثة، ذهب نحو الفراش، نظر الى ثريا وكم تلك المجثات وقناع الاوكسجين وجهها ملائكي، حقًا يليق بها" حورية الشمس"
لكن الشمس غائبة... إقترب منها أكثر وأنحني على رأسها وضع قُبلة... كاد يتفوه لكن عادت الممرضه وقامت بذمة:
لو سمحت يا أستاذ الدكتور مانع أي حد يدخل للأوضه وإتفضل أخرج ومتتسببش فى مشكله أو خصم ليا.
غصبًا خرج سراج يشعر بضيق تنفس، ذهب الى حديقة المشفى عله يشعر بالتنفس مرة أخري، جلس على مقعد رُخامي، عقله لا يفصل عن التفكير وقلبه كآنه بقايا حُطام بعد إعصار ... شعر بيد توضع على كتفه، نظر خلفه... لوهله إنخض وكاد ينهض قائلًا:
ثريا.
أجابته بآسي وهجوم أو بالاصح كان عتابّ:
فكرتك أفضل من غيث، بس خيبث ظني يا سراج، سيبتها تدبل، أنا أكتر واحدة بتفهم وبتحس بـ ثريا، يمكن أكتر من أمها كمان
ثريا كانت رافضة الجواز بعد اللى شافته من عذاب فى جوازتها مع غيث، لما شوفتك بتحوم حواليها من البداية خوفت، إعترضت إنها تتجوزك وترجع من تاني لبراثن جبروت عيلة العوامري، بس هي كانت واخدة الجواز تحدي، وإنتقام، مش بس منك يا سراج عشان كدبت، إنت ظهرت إنك شهم وأنقذتها بس عندي يقين إن ده كذب، لو حقيقة مكنتش ثريا هتوافق تتجوزك... ثريا وافقت عالجواز إنتقام من
ولاء وأم غيث
أكتر إتنين أذوها بمساعدة غيث اللى الرحمة بعيدة عنه...
نظر لها سراج بتساؤول مؤلم:
ثريا كانت بتحب غيث؟.
شعرت سعديه بإستهزاء وتهكمت بسخريه:
لاء... ثريا قلبها بِكر معرفش الحب، زي جسمها كده بِكر رغم أنهم نزعوا منها برائتها.
حجظت عين سراج بإستفهام سائلًا:
مش فاهم قصدك إيه؟.
جلست سعديه جواره ونظرت الى عينيه قائله:
لاء فاهمني يا سراج، يمكن لاحظت مشاعر ثريا...إنت أول راجل يلمسها.. ثريا تعتبر بِِكر غيث ملمسهاش... بس سابهم ينهشوها.