-->

رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 44 - 1 - السبت 20/4/2024

 

 قراءة رواية وفاز الحب

 الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية  وفاز الحب 

الجزء الثاني من رواية  ثأر الحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والأربعون

2

تم النشر الخميس

 


كشراع المركب نحن تسيرنا الرياح كما تهوي

وتمر بنا الأيام كأنما لم تمر

لا شئ يتغير الزمن يمضي 

والعمر يفني ونظل كما نحن 

جلس يتأمل زوجته وشقيقته والأطفال وهما يتناولون طعامهم بنهم شديد .

تسأل يزن ببراءة:

-مش بتأكل معانا ليه يا خالو؟

ابتسم يوسف بحب وقال:

-فطرت يا حبيبي أيه بقي رأيك الأكل عجبك ؟

حرك الطفل رأسه بطفولة:

-حلو أوي هات لينا منه كل يوم.

ابتسم بخفة واسترسل ساخراً:

-أنت عايز نانا صفاء تقيم علينا الحد ولا أيه ؟

تسأل الطفل ببراءة:

-يعني نانا هتعقبك زي مامي لما تعرف بالأكل ده.

ضحك يوسف بصوت مرتفع وتبعه الجميع تمالك نفسه اخيرا وتحدث بدعابة:

-لأ ما تيتة مش هنا ومش هتعرف ولا أنا أنت بقي هتفتن علي خالو حبيبك؟

حرك الصغير رأسه نافياً وهتف ببراءة:

-لأ بس هتجبلي تاني ماشي ؟

صمت يوسف قليلاً وتحدث ساخراً:

-بتسومني يا شبر ونص ماش يا سيدي هجبلك.

تسألت نورسيل بلهفة:

-هنروح لنايا ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-هما راجعين بعد الضهر.

اومأت بتفهم وقالت:

-تمام.

صاح الصغير ببراءة:

-هيجي معاهم النونو الصغير ؟

ابتسم يوسف بحب وقال:

-أيوة يا حبيبي.

صقف الصغير بحماس وتسأل:

-هو إسمه أيه يا خالو ؟

رد يوسف ضاحكاً:

-خالو عدي سماه يوسف.

تسأل الطفل ببراءة:

-ايه ده ازاي مش أنت يوسف هو كمان يوسف كده عندنا أتنين يوسف ونتلخبط ما بينهم .

ابتسمت عليا وتحدثت موضحة:

-لأ لأن ده خالو يوسف هو هنقول ليه يا يوسف بس.

ابتسم يوسف إلي الطفل الآخر "يزن" وجد أنه يتناول طعامه بصمت ألتفت إلي شقيقته تسأل:

-هو يزن ساكت ليه نلاحظ أنه هادي بقاله فتره ؟

❈-❈-❈ 

داعبت شعر طفلها بحزن شديد وأخبرته موضحة:

-مع الأسف من وقت ما شاف إلي حصل وهو كده.

امتعض وجه يوسف وسب في عقله وتنهد بسأم وقال:

-طيب وهنعمل أيه ؟ هيفضل كده الولد محتاج دكتور نفسي.

انخلع قلب عليا وهتفت بتبرير:

-لأ أن شاء الله مش يحتاج حاجة شوية ويبقي كويس ده لسه صغير مش فاهم حاجة يا يوسف.

تنهد يوسف وقال:

-هو لسه صغير بس فاهم ومدرك كويس كل إلي بيدور حواليه يا عليا.

تدخلت نورسيل في الحديث مؤيدة:

-يوسف معاه حق يا عليا خلينا نطمن علي يزن وهو صغير افضل لقدر الله ممكن يأثر علي نفسيته لما يكبر .

تطلعت لطفلها بحزن وأجابت:

-حاضر يا حبيبي.

داعب يوسف لحيته الحليقة وتحدث بعملية:

-طيب بعد الفطار ممكن يا نورسيل تطلعي تجهزيهم.

تسألت عليا بعدم فهم:

-تجهزهم ليه ؟

رد يوسف بإختصار:

-هخرجهم شوية يغيروا جو.

ردت نورسيل مبتسمة:

-حاضر يا حبيبي.

تحدثت عليا بلطف:

-لأ يا قلبي متتعبيش نفسك أنا هجزهم.

رد يوسف بحزم:

-لأ نورسيل محتاج أتكلم أنا وأنتي يا عليا.

ابتلعت عليا ريقها بمرارة وأجابت:

-حاضر يا يوسف.

نهضت نورسيل وأخذت الطفلين واستأذنت منهم وغادرت تتبعهم يوسف وعليا بنظراتهم وبعدها استدار يوسف إلي عليا متسائلاً:

-خلصتي فطار ؟ عجبك ؟

أماءت مبتسمة:

-اه يا حبيبي تسلم ايدك.

ابتسم يوسف وقال:

-الف هنا علي قلبك ممكن بقي فنجان قهوة من إيدك الحلوة وتحصليني علي المكتب ؟ محتاج نتكلم سوا يا عليا لازم نقفل الدفاتر القديمة قبل ما نفتح الجديد ولا ايه ؟

ردت عليا بإيجاب:

-حاضر يا يوسف إلي تشوفه.

❈-❈-❈ 

مع كل تكة يصدرها المفتاح يتأجج معها مشاعر كثيرة داخل قلبه هنا عاش أسعد أيام عمره هنا كانت أول لياليه مع محبوبته هنا أرتوي من عشقها واستمع لصرخة طفله وصياحته الطفولية سعادته تكمن في هذا المكان كما تكمن تعاسته فتح باب الشقة أخيراً وقابله الظلام رغم أن الظلام يحيط كل شئ لكن يقسم أنه يريد كل معالم الشقة بعينه الأن آخذ نفس عميق ملئ به رئتيه محاولا تهدئة أنفاسه الثائرة ودقات قلبه المتعالية.

تحرك بخطي بطيئة وضغط علي مكبس الكهرباء مما جعل الإنارة تشتعل وتضئ الشقة بأكملها أغلق باب الشقة بقدمه واستند بظهره علي الباب يتأملها بأسي يتذكر حل شئ يشعر بأنفاس زوجته وطفله هنا رغم مرور الزمن لكن الشقة كما هي نفس المعالم حتي بعد أنا ملاها الغبار فبعد أن كانت منبع الدفئ والراحة أصبحت منبع الجفاء والبرودة.

تحرك بصعوبة يتأمل كل ركن بها هنا كان يتمدد علي الأريكة وزوجته جواره تطعمه الفواكه في فمه وهما يشاهداه التلفاز وهنا كان يجلس أرضاً يلاعب طفله الصغير.

صار بخطوات واهنة يتأمل المطبخ وكل ركن به يتذكر ومضات طريفة مرت عليهما هنا وهما يتشاكسان في تحضير الطعام عليا أه منها عليا بعد أن كانت سعادته تلخص بها إنتهي كل شئ وأصبحت هي سبب تعاسته الأبدية .

أخذته قداماه إلي غرفة النوم ظل يتأمل الفراش غرفة الملابس طاولة الزينة كل شئ بها تحرك قليلاً وتوقف أمام المرآة ينظر لإنعكاس صورته وجه متجهم عين حمراء كالجمر يشعر كأن بركان ناري يعصف داخل رأسه الأن تأمل طاولة الزينة وجد قنينة زجاجية تحوي علي عطر فواح كان تفضله عليا لأنه من إختيار والأن هو هنا طاولة الزينة فارغة من كل شئ إلا هو مد يده وعلي شفتيه إبتسامة مستهزئة فيبدوا أنها تركت كل شئ يذكرها به.

❈-❈-❈ 

تراجع إلي الخلف وقام بقذف الزجاجة في منتصف المراءة فتهشم الزجاج إلي أشلاء صغيرة وتناثر أرضاً لم يعبئ بها وأكمل سيره إلي غرفة الملابس وكما توقع ملابسها مازالت هنا لم يدري بنفسه سوي وهو يغادر الغرفة متجها إلي المطبخ مخرجا سكين حاد وعاد به إلي الغرفة مرة أخرى وجلس أرضا بعد أن ألقي جميع الملابس أرضا وبدأ بتمذيقها بجنون ولم يكتفي عند هذا الحد اتجه إلي الفراش وبدأ بطعن المراتب وتمزيق الفرش .

ألقي السكين أرضاً واتجه إلي الغرفة الاخري والقي بثقل جسده علي فراش صغيره محاولا أن يشتم عبيره فسابقا حان يغفي هنا علي هذا الفراش وصغيره داخل أحضانه.

❈-❈-❈ 

طرقت باب المكتب وادرات المقبض ودلفت الغرفة وعلي شفتيها إبتسامة عذبة وضعتها أمامه وتحدثت مداعبة:

-لأ أشوف بقي قهوتي إلي تكسب ولا قهوة نورسيل.

ابتسم يوسف وقال:

-الأتنين حلوين اقعدي يا عليا خلينا نتكلم.

جلست بحزن وتسألت:

-أنا فعلاً لسه مرات عاصم ؟

هز رأسه بإيجاب عدة مرات متتالية وغمغم موكدا:

-لسه علي ذمته طالما تم الإجبار علي الطلاق وده إلي هيتم في المحكمة هيتثبت إنك لسه مراته انتي بقي ناوية علي أيه ؟

تسألت بعدم فهم:

-ناوية علي أيه في أيه ؟

أرخي يوسف ظهره علي ظهر المقعد وتحدث بنبرة ذات معني:

-يعني ناوية تكملي مع عاصم ؟ اولا عاصم برئ وده هثبته ليكي الفترة الجاية ولا أنتي ناوية تطلقي ؟

ابتلعت ريقها بصمت ولم ترد.

تنهد يوسف وقال:

-أسمعيني يا عليا هخليني صريح معاكي أنتي وعاصم حصل شرخ كبير أوي ما بينكم الشرخ ممكن يتصلح لكن هيفضل ليه أثر بمعني حبك أنتي وعاصم قادر يتغلب علي إلي حصل لكن دايما هيبقي فيه نقطة سودة في حياتكم دي حاجة الحاجة التانية أن عاصم مبقاش عاصم بتاع زمان لا الزمن غيره قوي تقدري تقولي من كتر ما اتوجع بقي إنسان بارد وفاتر وكمان رفض يقدم إستقالته بره يعني الموضوع هنا هيخلص وهيرجع تاني هناك أنتي هتتقبلي تسافري معاه أنا كده وضحت ليكي الصورة كاملة ومش عايز رد منك يا حبيبتي دلوقتي معاكي أسبوع تكوني فكرتي فيه كويس وقررتي أنتي هتعملي أيه نيجي بقي للمهم يزيد ويزن.

الصفحة التالية