رواية جديدة وفاز الحب الجزء الثاني من رواية ثأر الحب لزينب سعيد القاضي - الفصل 50 - 1 - الخميس 25/4/2024
قراءة رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وفاز الحب
الجزء الثاني من رواية ثأر الحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخمسون
1
تم النشر الخميس
25/4/2024
"قال الإمام الشافعي": ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج. مهما ضاقت بك الدنيا علي وسعها... تذكر أن أشد ساعات الليل ظلمة هي الساعة التي يليها الفجر…
دي حاجة بسيطة يا حبيبي ربنا يبارك لك فيه.
بعد فترة جاء شادي وعهد وتبادل السلام مع عاصم وبعدها جلس الجميع يتناولوا الطعام سويا في جو من الألفة والمحبة وظل عاصم برفقتهم إلي أن حل المساء وتأخر الوقت نهض عاصم وقال:
-الوقت أتأخر ومضطر أستأءذن يا جماعة .
تمسك طفليه به وتطلعت له عليا بأمل .
تحدث يزيد بحزن:
-هتمشي وتسيبنا تاني ؟
حرك عاصم رأسه نافياً وأنحني بجزعه يداعب أنفها بأصبعه برقة وقال:
-مين قالك كده بس ؟
تسأل يزيد بحزن:
-أنت أهو مش انت ماشي ؟
أومأ عاصم بإيجاب وعقب:
-أيوة مروح بيتي.
رد يزيد بإصرار:
-يبقي أحنا نيجي معاك.
تسأل عاصم بعدم فهم:
-تيجي معايا ؟
رد يزيد بعند:
-مش أنت رايح بيتك وانت بابا يعني المفروض أنا ويزن وماما نيجي معاك بيتك صح ولا غلط ؟
تطلع عاصم له بترقب فطفله ليس كأي طفل من أقرانه بالفعل ذكي ولماح لأبعد حد.
تطلع عاصم بنظراته إلي يوسف لكن يوسف رفع يده بإستسلام بمعني أن هذا الأمر لا يعنيني .
ابتسم عاصم بهدوء وتسأل :
-أنت حابب تيجي معايا ؟
اومأ يزيد بحماس شديد وقال:
-أيوة وأنام في حضنك.
داعب عاصم شعره برفق وقال:
-طالما أنت حابب كده انا موافق يلا أطلع جهز نفسك.
صقف يزيد بحماس وركض إلي اعلي وخلفه شقيقه الأصغر يركض خلفه هو الآخر بحماس شديد.
نهض عاصم واستقام واقفاً والتفت إلي عليا واستطرد قائلا:
-أنا هاخد الولاد وهرجعهم ليكي بكره .
انمحي الأمل من علي وجهها وغابت الابتسامة وحل محلها الجمود تشعر بأن قلبها تهشم كقطع الزجاج وأصبح فتات صغيرة لا قيمة لها.
فاقت من شرودها علي صوته انتبهت له وردت بجمود:
-يزن لسه صغير محتاج إلي يأكله ويغير ليه خد يزيد بس.
رد عاصم بإختصار:
-هاخد الأتنين اتفضلي اطلعي جهزي حاجتهم أظن انا دكتور وهقدر اتعامل مع الأطفال كويس أوي.
التوي فمه بابتسامة ساخرة وعقب:
-أظن يزيد وهو صغير كنت بغير ليه وأكله يا مدام.
❈-❈-❈
زفرت بحنق وغادرت متجهه إلي أعلي بينما لم تستطيع نورسيل أن تصمت وتسألت بفضول:
-هو أنت مش هتاخد عليا معاك ليه ؟ هي مش لسه مراتك ؟
ضغط يوسف علي يدها كل تصمت لكن ألتفت إلي زوجها بعدم فهم وتسألت:
-مالك في أيه أنا قولت حاجة غلط أنا قولت الصح إلي المفروض يحصل فعلاً.
رد عاصم بإختصار:
-عليا لو حابة تيجي براحتها ده بيتها.
ردت نورسيل بإستفزاز:
-مممم أنت ماشي بالمثل إلي بيقول عيني فيه ويقول أخيه.
تطلع لها بعدم إستيعاب وتسأل:
-نعم مش فاهم ؟
ابتسمت نورسيل ساخرة وأجابت:
-يعني أنت بتحبها وبتموت فيها وعايزها تيجي معاك امبارح قبل النهاردة لكن كبرياء حضرتك مانعك وعايزها تعمل ده بنفسها صح ولا غلط ؟ عارفة انك هتقول غلط وأنا كلامي. فاضي بس مش عشان هو كده لا عشان أنت عايز تثبت كده بس اقولك حاجة أنت بتغلط أوي وبدل ما بتبني بتهد هتفضل تعاند معاها وهي تعاند معاك وتضيعوا سنين من عمركم تاني في فراق ووجع القلب وفي الآخر ترجعوا تندموا.
نهضت مستئذنة:
-سوري لو تطفلت عليك بس قولت انصحك بعد إذنكم.
غادرت نورسيل بينما تحدث عاصم بهدوء:
-يوسف محتاج عربية معلش عشان الولاد معايا.
أومأ يوسف بتفهم وقال:
-تمام يا عاصم شوف العربية إلي تناسبك وخدها .
هبطت عليا بعد قليل وبرفقتها أطفالها وتحمل حقيبة صغيرة.
أخذ عاصم منها الحقيبة وتحدث لأطفاله بحماس:
-جاهزين يا أبطال ؟
❈-❈-❈
ابتسم الطفلين وتسأل يزيد بفضول:
-هي مامي مش هتيجي معانا ؟
حرك عاصم رأسه نافياً وعقب:
-لأ يا حبيبي مش هتيجي معانا لو حابة تيجي براحتها.
رمقته عليا بغيظ وقالت :
-لأ يا زيزو مش هينفع اجي وبكره بإذن الله بابي هيرجعكم صح يا بابي ؟
ابتسم عاصم ساخراً وعقب:
-لو هما حابين يرجعوا بكره هجبهم لو عجبهم القاعدة معايا هيفضلوا لحد ما يقرروا ده .
رفعت حاجبيها بإستهجان وتسألت:
-قصدك أيه هتاخد ولادي مني ؟
ألتفت إلي شقيقها وتسألت:
-أنت سامع يا يوسف بيقول ايه ؟
تنهد يوسف وقال:
-أيوة سامع هو قال وقت ما يحبوا يرجعوا هيجبهم لو مرجعوش تقدري أنتي تروحي ليهم يا عليا ده جوزك ودول عيالك.
نظر الي عاصم بنبرة ذات معني وعقب:
-ولا عندك مانع يا عاصم ؟
رفع عاصم يده بإستسلام وقال:
-زي ما أنت قولت دول عيالها وبيتها كمان يلا بعد إذنكم.
ودع الجميع وأخذ أطفاله وغادر وكذلك نهض شادي وعهد وغادروا .
جلست عليا جوار والدتها والقت نفسها داخل أحضانها تبكي على حالها.
ضمتها صفاء إلي أحضانها وقالت:
-إهدي يا قلبي اهدي ولادك هيبقوا بخير ده أبوهم.
وضع يوسف ساق فوق ساق وقال:
-خايفة عليهم كنتي روحتي معاهم عليا متنظريش عاصم يطلب منك ده لأنه مش هيحصل ولو فكرتي تستني ده يحصل هتستني كتير مع الأسف عاصم عنيد وأنتي عنيدة وهتفضلوا في حيطة سد تصبحوا علي خير.
❈-❈-❈
صعد إلي أعلي بوهن يريد أن ينعم ببعض الراحة والاسترخاء فتح باب الجناح وليته لم يفعلها حتي وجد زوجته تجلس أرضا وحولها كل ما لذ وطاب من طعام الغداء اقترب منها وتسأل بعدم إستيعاب:
-ايه دي يا نورسيل ؟
ابتلعت ما في جوفها وتحدثت بنهم:
-جعانة يا حبيبي.
قطب يوسف جبينه متسائلاً:
-نورسيل انتي شايفة ده طبيعي ؟
انتبهت له وتسألت بغباء:
-هو ايه ده إلي طبيعي ؟
جلس يوسف القرفصاء أمامها وتحدث بنبرة ذات معني:
-أولا انا مش قصدي حاجة وألف هنا علي قلبك كمان بس انتي بتأكلي بزيادة أوي !
تركت ما بيدها وتحدثت بحيرة وتسألت بقلق:
-ودي فيها أيه مش حامل ؟
تنهد يوسف بقلة حيلة وقال:
-عليا كانت حامل وعهد ونايا وبصراحة محدش فيهم كان زيك كده كأنك حامل بقبيلة يا قلبي ؟
رمقته معاتبة وصمتت تنهد هو بقلة حيلة وقال:
-نورسيل أنا خايف عليكي يا قلبي الرسول صلى الله عليه وسلم قال ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك وضعك كده مش طبيعي ممكن عندك نقص عندك في حاجة هو إلي مخليكي علي طول جعانة كده ليه ما ندورش علي المشكلة ونعرف سببها آخر مرة عملتي ايه عند الدكتورة ؟
مطت شفتيها بحيرة وقالت:
-مروحتش أصلا من اخير مرة روحنا.
هز رأسه بيأس:
-وطبعا مسألتيهاش عن موضوع الأكل ده ؟ ولا عملتي التحاليل إلي طلبتها ؟
اومأت نورسيل بايجاب.
زفر بحنق وعقب:
-بكره بإذن الله نروح ليها.
ردت نورسيل بتذمر:
-هقولها أيه جايين عشان بأكل كتير هتضحك علينا.
صمتت قليلاً واكملت بمشاكسة:
-وممكن تقول جوزها مستخسر فيها الأكل ؟
رفع إحدي حاجبيه متهكما وقال:
-مستخسر فيكي الأكل تصدقي بالله أنتي مستفزة أنا قايم أنام .
نهض ولكن إقترب منها وشدها من أذنها بغيظ وغيرة:
-عدي أخويا وجوز أختك عشان كده مش بتكلم في نقطة إنطلاقك في الكلام معاه لكن عاصم لسه ميعرفكيش وعفويتك معاه غلط ومتنفعش .
ابتسمت بدلال وقالت:
-وأنت بقي غيران ؟ عشان كده قالب وشك ؟
استقام بجسده وأشرف عليها بطوله الفاره وتحدث بثقة:
-طبيعي أغير علي مراتي لأن لو حتي مش بحبك محبس حد يبص لحاجة تخصني يا قطتي تصبحي علي خير أنتي ومائدة الإفطار إلي قدامك دي.
غادر تاركاً إياها تتأكل غيظاً بينما هو ارتسمت علي شفتيه إبتسامة نصر.
ومن الأحاديث التي تدل على إعجاز السنة النبوية في هذا السياق ما رواه المقداد بن معد يكرب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) رواه الترمذي وحسنه.