-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 24 - 2 - الخميس 18/4/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الرابع والعشرون

2

تم النشر الخميس

18/4/2024



وقفت سيارة" عُمر"، في مُنتصف الحارة تبعتها سيارة "حُسام"، هبطوا جميعًا من السيارات، من ثم بدأو يخرجون العديد من الحقائب الكبيرة، المُمتلئة بمتعلقاتهم، من ملابس وأدوات وأشياء آخري، كان في أستقبالهم أسفل البناية الحاج" حلمي"ومعه "وليد"، وبعض الشباب العاملين في المتجر خاصتهم، لكي يساعدوهم في نقل الحقائب إلي الأعلى حيث الشقة التي أسفل شقة" عُمر"وزوجتهُ، فـ قد أتصلت "غالية" بوالدها وأخبرته بما حدث لهم، تستأذنه أن يأتون للعيش معهم فترة مُؤقتة لحين أن يتدبرون أمورهم، فرحبَ بهم بشدة..... 


وأمر الصبيان بتنظيف الشقة وترتيبها سريعًا، لكي تكون جاهزة لأستقبالهم، وقد أعدت لهم "سُعاد" وليمة طعام كـ ترحيب بهم، بالرغم من أنهم في ظروف مُتأزمة وليس هذا وقت عزائم إلا أنها أصّرت أن تُعد لهم طعامًا شهيًا ليأكلونه بالطبع هُم مُتعبين من الطريق....... 


تقدموا بملامح عابسة يصعدون إلي الأعلى، وقد تولي الشباب أمر الحقائب، صعدو أولاً إلي شقة الحاج "حلمي" ليأخذون واجب الضيّافة بعد أصرار الحاج "حلمي" عليهم، وقفت "غالية" مع والداتها تُساعدها في تجهيز السُفرة، بينما جلس "عُمر"، وشقيقتهِ مع والد زوجتهِ ومعهم" حُسام"الذي لم يتركهم ولو للحظة، كانوا جالسين في صالون الشقة، بينما كانت" سيرين" تجلسُ بوجهٍ عابس لا تطيقُ حتى الهواء من حولها من شدة ضيقها........ 


_وأنتَ يا بني مُتأكد أنّ الورق إللي معاها ده سليم، ما أنتَ لازم تتأكد برضو ده مالكم وحالكم كله، دي جاية تأخد الجمل بما حمل ومطلعاكم بشنطة هدومكم؟؟ 


نطق بها الحاج "حلمي" مُستفسرًا، وهو الآخر لا يُصدق ما حدث لهم بين يوم وليلة، فالمصائب تهبط مُتتالية عليهم دون هوادة، زفرَ"عُمر" الهواء من رئتيهِ قائلاً: 


_الورق سليم يا حاج وده إللي هيجنني، أمضة بابا هي فعلاً، وبتأريخ قديم كمان، لا والمصيبة الأكبر أنه كان متجوزها، متجوزها علي أمي؟؟ 


_لا حول ولاقوة الابالله،ووالدتك فين من ده كله؟؟ 


_ماما سافرت عند خالتو أسكندرية هي وسلوي لسة يدوب مسافرين أمبارح.... 


هتف "حُسام" قائلاً: 


_الحمدلله أنها مكانتش موجودة كان زمانها جرى لها حاجة لو عرفت بالكلام ده!!. 


_بس دي كده لما ترجع هترجع علي البيت، وهتلاقي مرات أبوك، قصدي مرات عمك دي هناك..... 


كانت هذهِ كلمات "سُعاد"، التي جائت لتُخبرهم أن الطعام جاهزًا، وتدعوهم للحضور، فأجابها" عُمر": 


_أن شاءلله حُسام هيروح يجيبهم ويمهد لهم الموضوع، وربنا يستر


_خير، أن شاءلله خير!. طيب يلا الأكل جهز يلا قوموا!. 


❈-❈-❈


بعد الإنتهاء من تناول الطعام أجتمع الرجال في الصالون يحتسون الشاي، ويتناقشون في ما حدث، يحاولون أيجاد حلً ما، لكن الأمور معقدة كل شئ كان يسري بشكل قانوني ليس بهِ شكًا...... 


_أحنا مُمكن نكلم الأستاذ صادق صاحب عمي الله يرحمه، هو كان المُحامي بتاعه ومش بيمشي أي خطوة من غيره، يمكن هو عارف حاجة عن الموضوع ده أو حتى نبذة....... 


كيف لهُ أن ينسي الأستاذ "صادق" صديق والدهُ مُنذ الصّغر وهُم معًا، كان والدهُ يثق بهِ ثقة عمياء،وهو بئر أسراره، بالطبع سيكون علي علم بأي تفصيلة ولا بسيطة، بالتأكيد والدهُ قد قال لهُ شيئًا عن تلك الخطوة الكبيرة، مع أنه يشكُ لا بل مُتأكد أن والدهُ لا يُمكن أن يفعل هذا وأنه كان مُجبرًا، بالرغم من صحة الأوراق القانونية، إلا أنه يوجد شئ بداخلهِ يُخبره أن والدهُ مضي رُغمًا عنه، من العاقل الذي سيصدق أنه تنازل عن أملاكه وتعب وشقي حياتهِ في غمضة عين، دون أن يرمش له جفن....... 


هتف قائلاً: 


_أنا أزاي نسيت أونكل صادق، أنا متأكد أننا هنلاقي عنده أجابة كل اسألتنا، أنا شوفته في العزاء كان عايز يقولي حاجة مش فاكر أي، بس قالي ساعتها أنه لازم يقعد يتكلم معايا فموضوع ضروري!. 


صاح به الحاج "حلمي" يحثهُ علي مُهاتفتهُ فورًا: 


_مستني أي يلا روح كلمه؟ 


_ثواني..... 


نهض‌َ سريعًا يأتي بالهاتف، أخذ يعبث بهِ لعدة ثواني، وبعدها رفعهُ علي أذنبهِ ينتظر الرد، أتاهُ الرد وبعد السلام طلب "عُمر" مقبالتهُ لأمر ضروري، أتاهُ رده قائلاً: 


_أنا إللي عايزك ضروري، وكنت ناوي أجيلك، بس للأسف جاتلي سفرية لبورسعيد ضرورية، سافرت يومين أن شاءلله وهبقي في القاهرة!. 


أنتهت المُكالمة بعد أن أتفقوا علي المُقابلة بعد أن يعود من سفريتهِ..... 


❈-❈-❈

. "مساءًا" 


صعدت "غالية" إلي شقتها بصُحبة شقيقة زوجها، بعد أن أنتهو من تناول الطعام جلسوا قليلاً مع والداتها، من ثم أخذتها وصعدت إلي الأعلي لكي تجعل "سيرين" ترتاح قليلاً فبعد أن أنهارت باكية مُنذ قليل، وظلت تبكي بمرارة كادت تفقدُ وعيها، لحقتها بكوبٍ من العصير يسندها، وها هُم يدلفون إلي الشقة....... 


اغلقت الباب من خلفها قائلة: 


_البيت بيتك يا سيري عايزاكِ تأخدي راحتك خالص ده بيت أخوكِ يا حبيبتي... 


هزت رأسها بصمت، هي حقًا مُتعبة اليوم كان مُتعب للغاية، تود فقط أن تنام لعلها تتناسي ما يحدث لهم من مصائب خلف بعضها دون شفقة بحالهم.... أوصلتها إلي غُرفة الأطفال كي تنام بها إلي حين أن تأتي والداتها وحينها يمكثون في الشقة الآخري علي راحتهم، لكن الآن ستبقي معهم حتى لا تكون بمفردها..... 


ما أن دلفت، أرتمت علي السرير بتعب، وأغلقت عينيها بقوة من شدة الإنهاك التي تشعرُ بهِ، أغلقت الآخري الأنوار، قائلة قبل أن تخرج وتوصد الباب: 


_أنا هروح أعملك عصير تشربيه متناميش أستني.... 


لم تستمع إليها من الأصل، فقد أغمضت عينيها ودخلت في ثُبات عميق فقط في عدة ثواني قليلة لشدة تعبها...


الصفحة التالية